زوبعة في فنجان من أجل إنعاش حزب النهج الديمقراطي المحتضر


الرفيق حدو
2012 / 7 / 3 - 13:47     

زوبعة في فنجان من أجل إنعاش حزب النهج الديمقراطي المحتضر

يعتزم أحد الأحزاب التحريفية الإنتهازية بالمغرب عقد "مؤتمره الثالث" في ظل التنازلات التي قدمها للنظام القائم من أجل الحصول على الترخيص للعمل في العلنية، و سعيا منه إلى لفت الأنظار إليه عمل حزب النهج الديمقراطي على الترويج لما يسميه "الصراع من أجل الديمقراطية" في نقابة الإتحاد المغربي للشغل، هذه الزوبعة في فنجان التي عمل على خلقها بعد تورط زعماؤه مع البيروقراطية في هذه النقابة، منذ 1984 تاريخ خروج عبد الحميد أمين من السجن ـ دون أن تنتهي مدة حبسه ـ إلى وصولهم إلى سدة القيادة البيروقراطية بعد موت المحجوب بن الصديق، في جو من المساومة و المناورة للتموقع في قيادة النقابة على حساب مصالح الطبقة العاملة و المناضلين المكافحين بالنقابة.
لقد اتخذت القيادة التحريفية الإنتهازية بحزب النهج الديمقراطي من هذه الزوبعة وسيلة من أجل استقطاب ما يمكن من الديمقراطيين إلى جانبها مقدمة نفسها ضحية البيروقراطية داخل إم ش، معتقدة أن المناضلين الديمقراطيين المكافحين داخل الإتحاد المغربي للشغل قطيعا يمكن استئناسهم كما تشاء باللعب على وتر الصراع من أجل الديمقراطية الموهومة، و هي تنسى أن حزب النهج الديمقراطي حزب صغير و بورجوازي صغير لا يمكنه أن يصارع بيروقراطية نمت و ترعرعت في ظل الصراع الطبقي بالمغرب منذ سيطرة الكومبرادور على السلطة السياسية و الإقتصادية بعد مؤامرة 1956.

إن حزب النهج الديمقراطي و هو يعتبر مشروعا بورجوازيا صغيرا للفاشلين في الحركة الماركسيةـ اللينينية المغربية يريد إعادة نفس أساليب البورجوازية الصغيرة بالأحزاب الإصلاحية، التي قسمت الطبقة العاملة منذ تأسيس حزب الإتحاد الإشتراكي و نقابته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فالفيدرالية الديمقراطية للشغل ثم المنظمة الديمقراطية للشغل، و هي جميعها نقابات حزبية لا تخدم مصالح الطبقة العاملة بقدر ما تخدم النظام القائم و تقوي البيروقراطية الحزبية و النقابية.

إن قيادات حزب النهج الديمقراطي موهومة عندما رفعت شعار الديمقراطية في مواجهة البيروقراطية، و هي موهومة عندما اعتقدت أنها قد تربح مزيدا من الوقت لإطالة عمر حزبها الصغير البورجوازي الصغير على حساب المناورة و المساومة ضد الطبقة العاملة و المناضلين الديمقراطيين المكافحين بالإتحاد المغربي للشغل، و هي موهومة عندما اعتقدت أن هذه الزوبعة في فنجان قد تقيها من سكرات الموت التي يعيشها حزبها المحتضر، فلا التهليل و التطبيل بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان المحتضرة التي انفرد بقيادتها بعد طرد حلفائه من التيارات السياسية البورجوازية الصغيرة، و لا التزمير و الشطحات فيما يسمى حركة 20 فبراير بعدما تخلى عنها حليفها "في النضال الميداني"/جماعة العدل و الإحسان، و لا زوبعتها في فنجان اليوم خارج الإتحاد المغربي للشعل تقي حزبها المهتريء من الموت.

إن المناضلين المكافحين باقون داخل الإتحاد المغربي للشغل صامدون ضد الممارسات البيروقراطية و لن ينساقوا وراء زغاريدكم في عرس موتكم.