دوي المطارق يهز عروش الراسمال على امتداد العالم


اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
2012 / 4 / 27 - 03:11     

يحل الاول من ايار هذا العام والعراق يمر بمرحلة ما بعد الاحتلال او ما بعد الانسحاب، مع بدء تشكل وضع جديد فيما يخص حياة ونضال العمال. فالتوجه الاقتصادي الجديد والشركات العالمية من جانب، وفرض القمع ومنع حق الاضراب والتظاهر وحق التنظيم من جانب اخر، والسعي لفرض قانون عمل معادي لمصالح العمال، الشركات العالمية شرعت بنهب ثروات المجتمع من خلال عقود التراخيص او الاستثمار، وقامت بالاستيلاء شبه المجاني على العديد من المصانع باسم الاستثمار، ضمن مخطط تصفية الصناعات، وتصفية القطاع العام. هذه الوقائع تشكل بعض ملامح الوضع الراهن.
ان السلطات مازالت تفرض قوانين وقرارات مجلس قيادة الثورة السابق حتى في الشركات التي لم تعد قطاعا حكوميا بل اصبحت تدار من قبل الشركات، وخاصة النفط وعدد من شركات وزارة الصناعة التي يديرها ما يعرف بالمستثمرين. وهي السياسات التي يواجهها العمال يوميا ويتصدون لها ويتعرضون للقمع والعقوبات جراءها.
لم توقف السلطات القمع المنظم للعمال في عموم البلاد، بل تمادت اكثر فاكثر في هجمتها. كما اقدمت على فرض ما يعرف بالانتخابات النقابية وهو الاسلوب المتبع في الانظمة الاستبدادية التي لا تعترف بحق التنظيم وتفرض اتحادات رسمية مرتبطة بالحكومة. تلك السياسات التي يواجهها العمال والقادة النقابيون ويناضلون ضدها بجرأة وبلا توقف، وخاصة بوجه قانون العمل الجديد، وما يعرف بالانتخابات النقابية. ان وقوف الاتحادات العمالية في العراق مجتمعة بوجه سياسات التدخل الحكومي في الحريات النقابية واستمرار فرض قرارات النظام السابق، هي خطوة واعدة باتجاه توحيد صفوف الطبقة العاملة في العراق. كما ان مبادرات العمال في كردستان في تنظيم نقابات مستقلة حرة، هو خطوة باتجاه بناء وتطوير اشكال تنظيمية راديكالية بعيدا عن النقابات الحكومية المفروضة، ان خبرة العمال في كردستان في تنظيم المجالس العمالية اثناء انتفاضة اذار 1991 هي جزء حي من ميراث الطبقة العاملة في العراق والمنطقة.
ان نضال الطبقة العاملة في اجواء الثورات الراهنة، وسع مهامها وحاجتها للتدخل المباشر في الاوضاع السياسية، وطرح مسألة الحاجة الى اشكال تنظيمية حية ووسائل نضالية بيد العمال. لقد فرض العمال تنظيمات منتخبة من قبلهم وبارادتهم، كما جرى في مصر والاردن وليبيا وفي العديد من الاقطار الاخرى.
ان الطبقة العاملة اليوم، مهيأة اكثر من اي وقت مضى لانقاذ العالم من الازمة الحالية للنظام الراسمالي التي تسببت في افلاس العديد من البلدان وليس فقط الصناعات والقطاعات التي تنهار تباعا. ان العمال يطالبون بالادارة الذاتية في الصناعات والمشاريع التي تسبب الاسلوب الراسمالي في خرابها وافلاسها، كما يفعل عمال اليونان وعمال مصر وكما يطالب رفاقهم في اميركا واسبانيا، وكما يقوم منذ سنين العمال في امريكا اللاتينية.
ان رفع استعداد الطبقة العاملة لتولي ادارة النظام الاجتماعي والسياسي في العالم هو مهمة اساسية، والثورات الراهنة هي المدخل التاريخي للعمال لان يفرضوا بديلهم الذي يأتي عبر وصولهم الى السلطة السياسية. ان هذه المهام التاريخية بحاجة الى تنظيم عمالي راديكالي يمكنه ان يكون وسيلة بيد العمال لتحقيق اهدافهم، ان القادة النقابيين والفعالين الراديكاليين يتصدون بجرأة للازمة في الاشكال النقابية القائمة عالمياَ ويسعون للبديل التنظيمي القادر على تمثيل مصالح العمال. لقد طرح اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق الى جنب التنظيمات العمالية الراديكالية، انشاء شبكة من التنظيمات الراديكالية في المنطقة، كمقدمة لبلورة اتجاه عمالي اممي راديكالي، يمكنه وضع ستراتيجيات للحركة العمالية وتمكين العمال من امتلاك وسيلة نضالية بايديهم للتدخل المباشر في الصراعات القائمة.وسيلة يمكنها جمع الجهود والنضالات اليومية التي يقوم بها العمال في عشرات المواقع، وسيلة واداة نضالية للمواجهة الطبقية.
ان العمال يغيرون العالم على امتداد القارات
عاش الاول من ايار يوم التلاحم الاممي للعمال
عاشت الحرية، المساواة، المجالس العمالية
اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
نيسان 2012