دعوة لمشاركة الشباب في العمل النقابي


سلامه ابو زعيتر
2011 / 9 / 26 - 22:26     

بسم الله الرحمن الرحيم

* مقال بعنوان :
دعوة لمشاركة الشباب في العمل النقابي
* بقلم النقابي / سلامه أبو زعيتر
تعتبر قضايا الشباب في هذه الأيام علي رأس أي فعل اجتماعي أو اقتصادي ، باعتبارهم صانعوا المستقبل وأصحاب الفاعل المؤثر في الحاضر والمستقبل ، وهذا أصبح جليا وواضحا لما يلعبه الشباب من دور في عمليات التغيير وخاصة بعد الربيع العربي ، مما انعكس على القضايا المتعلقة بالشباب ، فتشابكت قضاياهم مع مجمل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها في إيجاد نظام اجتماعي وسياسي أكثر كفاءة وفاعلية من أجل توفير بيئة أمنة وحياة أفضل .

ينظر للشباب باعتبارهم قوة مذهلة وهائلة تمتلك مهارات وقدرات للتأثير في مجمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وان أردنا التحدث عن أي عملية تنمية أو إحداث تغيير هادف ، يجب الاستفادة من فئات الشباب خاصة في مجتمعنا الفلسطيني الذي يصنف انه أحد المجتمعات الفتية ، فنسبة الشباب من سن ( 18- 35 عام ) تبلغ تقريبا 38% من إجمالي العدد السكاني في فلسطين وهذه النسبة والطاقة الكبير لا يمكن إهمالها وتجاهلها كقوة تأثير ، فهي تحتاج لدمج في العمل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي و‘طاء الفرصة للعب دور فعال وايجابي .

وفي نظرة ومحاولة لتحليل الواقع العمل النقابي في فلسطين ؛ نجد أن نسبة مشاركة الشباب في عضوية النقابات وخاصة في المواقع الإدارية والقيادية ذات التأثير شبه معدومة ، وهذا نتيجة لعدم منحهم الفرصة وغياب البرامج التي تستهدفهم مما أضعف نسبة مشاركتهم وحد منها ، فالنقابات العمالية والمهنية تعاني حالة من الركود والتراجع في الأداء نتيجة للعديد من الظروف والعوامل التي أثرت عليها وحولتها لأجسام كهله شائخة تتحرك ببطء شديد غاب عنها التنوع والتحديث بالعمل ، وضعف دورها الاجتماعي والخدماتي وأصبحت بالكاد تستطيع أن تلبي حاجاتها الأساسية أمام المتغيرات السريعة والمحيطة محليا وعربيا ودوليا .... وبالرغم من التراجع الملموس لدور المؤسسات النقابية ، فإن العمل النقابي يظل مهمة أساسية في أي مجتمع لا يجب تركها في إطار نظري بل يجب تواصلها علي الصعيد العملي بما يكفل تحسين في الأداء والخدمات التي تقدمها والدور المناط بها في تحقيق مصالح الفئات التي تمثلها ، وبما يضمن تعميق عملها مع الجماهير والمجتمع وينقلها للفعل بهدف الإنجاز الناجع و الفعال لمهماتها وأهدافها الوطنية والديمقراطية ، ومن هنا يجب إعادة النظر في بعض القضايا المفصلية للعمل ومن أهمها دمج الفئات الاجتماعية المغيبة وصاحبة التأثير،
ونخص فئات الشباب باعتبارهم ركيزة أساسية في أي فعل ، فإن تفعيل دور الشباب في العمل النقابي، سيكون مكوناً أساسياً في إدارة هذه المؤسسات ، وإعادة تفعيلها في ضوء أوضاعها الداخلية المشتتة بسبب ضعف البرامج والخطط البنيوية وما تواجه من ظروف .
ولإنضاج وتطوير عمل النقابات كي تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً و نوعياً في الحياة الوطنية والاجتماعية والاقتصادية يجب صياغة آليات جديدة تساهم في الاستفادة من طاقات الشباب وتوظيفها في العمل النقابي وإعطائها المساحات للقيام بدور فعال بالنقابات العمالية والمهنية فالشباب لديهم قدرات إبداعية عالية ومقدرة عالية علي العمل في أصعب الظروف ، وهذا المبدأ يجب أن تؤمن به القيادات النقابية في ظل تدافع الأجيال وزيادة الوعي بين فئات الشباب ، حول أدوارهم في العمل النقابي ، فلا يجوز أن تترك هذه الطاقات الشبابية مهجرة في الوطن مغيبة عن الفعل النقابي وهنا نقترح للدمجهم في العمل عدة نقاط منها :
- يجب أن تكون هناك نسبة لا تقل عن 20% من الشباب في المواقع القيادية بالمؤسسات النقابية باعتبار أن هذه الفئة تحتاج رعاية خاصة وأفضل من يمثلها الشباب أنفسهم .
- ضرورة عمل برامج وأنشطة تستهدف فئات الشباب لزيادة وعيهم النقابي ، بهدف دمجهم في العمل وإكسابهم مهارات جديدة وتنمية قدراتهم علي العمل .
- العمل علي إشراك الشباب في صناعة القرار وتوجيههم نحو العمل والمبادرات التي تلعب دور كبير في التغيير والتأثير لأي عمل نقابي واجتماعي .
- الاهتمام بالقضايا الشبابية والعمل علي تلبية احتياجاتهم ومراعاة خصوصياتهم في كافة الخطط والبرامج التي تستهدفهم ، وإعطائهم دور في تقرير مصيرهم وشئونهم الخاصة .
- ضرورة وجود دائرة متخصصة للشباب في كل مؤسسة نقابية بهدف تلمس قضاياهم والوقوف عليها باهتمام ، ولتكن لها مساهماتها في أي عملية تنموية أو اجتماعية ، وتلعب دور في أي نشاطات نقابية أو مجتمعية .
عندما نطرح ضرورة دمج الشباب لتفعيل العمل النقابي سوف نجد صعوبات في ذلك وصراع قد ينشب بين الأجيال ، فنحن لا ننتظر المثالية في المشاركة ، ولكن نأمل البدء بالحد الأدنى منها ، فالعمل النقابي الديمقراطي يبحث عن توفير قاسماً مشتركاً بين كل النقابيين في إدارة سياستها النقابية والنضال الفعلي من أجل تحسين واقعها والنهوض بها للأفضل بما يخدم مصالح وحقوق العمال والمهنيين، وهذا يساهم في إفراز نقابات مناضلة تسعي لخدمة جماهيرها وأعضائها ، وتستطيع مواكبة التغيرات بما ينسجم مع توجهاتها والدور الحقيقي المناط بها وهو العمل لإحداث تغيير ايجابي علي مستوى أعضائها والمجتمع التي تعيش به ، فالنقابات من أهم المؤسسات المجتمعية التي لها مساهماتها الحقيقية في خدمة الجمهور وقد سجل التاريخ الفلسطيني لصالحها الدور الكبير التي تلعبه في النضال الوطني والاجتماعي ، واليوم ننتظر منها فتح المجال أمام القيادات الشبابية للاندماج فيها والمساهمة في بناء الوطن .
• رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية