البحث عن فرصة عمل يكبد الانسان حياته ثمنا


اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
2011 / 1 / 15 - 01:29     

منذ اسابيع تشهد مدن تونس مواجهات عنيفة دامية تطورت بسرعة الى انتفاضة، فجرتها تظاهرات العاطلين عن العمل في سيدي بوزيد، احتجاجا على انتحار شاب عاطل عن العمل في المدينة. واجهت السلطات المتظاهرين العزل بمنتهى العنف والقسوة وفتحت النار عليهم، وقتلت نحو خمسين وجرحت العديد. كما جرى اعتقال العديد بينهم الناشط وائل نوار، والناشط عمار عمروسية. ثم اعتقال حمة الهمامي.
لم يرفع العاطلون عن العمل سوى شعارات المطالبة بفرص العمل والاحتجاج على البؤس، ولم يتلقوا جواباَ سوى الرصاص. الامر الذي قاد مباشرة الى انتفاضة تطالب بتغيير النظام السياسي وتخلي الرئيس الحالي زين العابدين بن على عن منصبه.
لقد دفع الياس والاحباط بالشاب محمد بوعزيزي الى الانتحار حرقاَ يوم 17-12-2010، وهو احتجاج بطريقة ماساوية يائسة، اثار حزننا والمنا الشديدين. انه لعالم ماساوي مقلوب ان يضطر انسان الى لانهاء حياته احتجاجا على الجوع والبؤس، بينما ينعم الملاكون الاثرياء بثروات فاحشة، لقد انتحر محمد بوعزيزي، في نفس الايام من السنة التي تتسابق فيها وسائل اعلام وصحافة برجوازية، على الاحتفاء باثرى مياردير للعام المنصرم.
اندفعت جماهير العاطلين ومعهم جموع الطلبة والنقابات العمالية والاحزاب المعارضة والعديد من الاوساط مثل المحامين، الاساتذة الى الاحتجاج، وواجهوا القمع الذي لم يثنهم عن مواصلة وتوسيع احتجاجاتهم. لقد انطلقت التظاهرات من مدينة سيدي بوزيد لتمتد الى تالة، السعيدة، الرقاب ثم ولاية القاف، الحريصة، القلعة الخصباء، تاجروين، ثم مكثر، بورويس في ولاية سليانة، وفي مدينة القيروان واتسعت لتشمل ولاية سوسة، ولاية جندوبة وحتى غار الدماء الحدودية. كما شهدت ولاية القصرين احتجاجات طلابية، وفي جنبيانة نظم الطلاب تظاهرات واسعة.
ان الاحتجاجات شملت عموم البلاد ، الامر الذي وضع السلطة امام ازمة سياسية متفجرة، تبعتها اجراءات شكلية لامتصاص النقمة الجماهيرية بتغيير بعض الوزراء.
عمال تونس واجهوا مسالتين ملحتين في حركتهم الراهنة، العمل والحريات السياسية، ولكن الحركة تطورت ابعد لترفع شعار تغيير النظام. ان القمع كشكل اساسي من السياسة القمعية للنظام، ادى لوضع المطالب السياسية فورا الى جانب المطالب الاقتصادية، مطلب الحريات السياسية والمواجهة، حد رفع شعار تغيير النظام.
ان مبادرة العاطلين في تونس والتي جرت الجماهير وراء حركتها، قد وجهت ضربة للتصورات التي ترى ان النضال العمالي ينحصر في اطار النضال النقابي والاقتصادي، في حين ان السياسة مهمة طبقات او فئات مختصة بالحكم او بالسياسة، اي الطبقة البرجوازية. لقد طبع العمال الانتفاضة بطابع عمالي. وبرز قادة وناشطون في هذه الحركة واجهوا القمع والتنكيل بجرأة وبسالة. ومن جهة اخرى وضعت هذه الحركة الطبقة العاملة امام مهمة ادارة المجتمع في حال وقوع السلطة بيديها.
اننا نعلن تضامننا التام مع عمال وجماهير تونس
نطالب باطلاق سراح المعتقلين فورا ووقف الملاحقات والاجراءات القمعية
نعزي عائلات المضحين بانفسهم التي سقطوا خلال المواجهات، ونطالب بتقديم المتورطين بقتل المتظاهرين الى المحاكمات.
عاشت حركة العاطلين والعمال في تونس
عاش التضامن العمالي العالمي