الفيدرالية الديمقراطية للشغل تصنع الحدث بفاس : كرنفال... للمطالبة بمحاربة تشغيل الأطفال

ولأن بداية التجربة كانت ناجحة من مدينة فاس ، وسوقت بثلاث قارات (أوروبا- إفريقيا- آسيا) بشكل ناجح ، فقد كان لا بد للاختتام (هذه السنة) أم يكون ناجحا بالشكل الذي بدأت به ، لذلك حرص منظمو المسيرة الكرنفالية للأطفال من مسؤولي ومناضلي ال( فدش- fdt) صبيحة يوم السبت 19 يونيو2010 على أن تكون ناجحة ومثيرة ، أكثر من 600 تلميذ وتلميذة من مختلف جهات مدينة فاس حضروا ، ومعهم أساتذتهم وبعض أعضاء جمعيات الآباء والأمهات ومدراء بعض المدارس ، ومتطوعون من شباب وشابات بعض الجمعيات كجمعية (الشعلة) للتربية والثقافة ، شاركوا في مسيرة كرنفالية يحملون لافتات تندد بتشغيل الأطفال ، ويرفعون حناجرهم الصغيرة للسماء ، مطالبين بتحرير نظرائهم الصغار ممن هم في سن التمدرس ، من مخالب سوق الشغل واستغلال أرباب المعامل (ما ظهر منها وما خفي) لهم.
لا يهم الشعارات التي رددت و لا كم عددها ، لكن المهم هو أنها كلها كانت تصب في اتجاه واحد : (لا لتشغيل الأطفال) لأن مكانهم الطبيعي الوحيد والمناسب لأعمارهم ، هو المدرسة وليس سوق الشغل. المسيرة انطلقت على الساعة العاشرة صباحا من ساحة فلورنسا (وسط المدينة الجديدة) وعبرت شارع الحسن الثاني ذهابا في اتجاه ساحة (لافياط) وإيابا عبر شارع الحسن الثاني نفسه في الاتجاه المعاكس ، وصولا إلى (ساحة فلورنسا) من حيث انطلقت.
في ختام المسيرة أخذ الكلمة الأستاذ عبد الله حجازي المنسق الجهوي لمشروع محاربة تشغيل الأطفال بفاس ، في جموع التلاميذ والتلميذات قائلا لهم : " مسيرتكم الناجحة هذه ، كانت رسالة إلى كل المسئولين و صناع القرار ، من أجل توفير سبل النجاح لمدرسة النجاح...." .
وكان لا بد أن نسأل كذلك الأستاذ احميدة النحاس عن رأيه في الموضوع ، بصفته عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للتعليم والعضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل ونائب المنسق الوطني لمشروع محاربة تشغيل الأطفال عن طريق محاربة الهدر المدرسي ، فصرح لنا قائلا : " نستطيع القول وبكل فخر، أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل صنعت الحدث هذا اليوم بفاس ، من خلال هذه المسيرة التحسيسية ، التي نرمي من ورائها إلى توصيل رسالة وبالواضح ، إلى كل المسئولين عن الشأن العام (حكومة - برلمان - منظمات حقوقية - جمعيات مدنية - آباء وأمهات ونقابات أخرى وأيضا إلى كل وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها ، أن ينخرطوا معنا في محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال ، التي أصبحت تهدد صحة أطفالنا ومستقبلهم ، وسنعكس بكل تأكيد سلبا على مستقبل بلدنا ، إن لم ننخرط كلنا جديا في محاربة هذا الغول المخيف ، دون أن أنسى شكر كل من ساهم أو قدم لنا العون ، وسهل مهمتنا لإنجاح هذا العرس .... ".
تجدر الإشارة إلى أن المسيرة نظمت في إطار تخليد الفدرالية الديمفراطية للشغل (fdt)لليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال ، وواكبتها وسائل الإعلام المكتوبة بفاس ، كما حضرها الأخ عبد الرحيم الرماح بصفته كاتبا للاتحاد المحلي بفاس ، وعضو الفدرالية بمجلس المستشارين... في غياب الآخرين.