الاول من ايار يبكي حال عمال غزة


سلامه ابو زعيتر
2010 / 4 / 28 - 15:40     

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الأيام يحتفل عمال العالم بالأول من أيار عيد العمال العالمي ، هذه الذكرى العمالية التي جسد فيها العمال تحديهم للظلم والاستعباد ولسلب الإرادة ، وقدموا فيه دمائهم من بهدف إثبات أنهم بشر من حقهم الحياة كالآخرين بكرامة وإنسانية ، ومن تضحياتهم نالوا بعض ما يستحقون ، ومازالوا يناضلون من أجل لقمة عيشهم وحياة أطفالهم ، وحال عمالنا كحال العمال والمظلومين في كل أنحاء العالم دائما يستعدوا في هذه المناسبة للخروج من الصمت والتعبير عن همومهم وقضاياهم ، يعدوا البرامج والفعاليات عبر مؤسساتهم النقابية والعمالية لإيصال صوتهم عاليا لكل المسئولين ، وهذه الفعاليات والأنشطة النقابية تتكرر منذ سنوات ، ويخرج العمال فيها بالمسيرات ويصيغوا العرائض والبيانات ويحددوا مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والتي من أولوياتها ؛ الحق بالعمل بكرامة والحماية والضمان الاجتماعي والحصول علي الإعانات الاغاثية التي تعزز صمودهم أمام الحصار والحرمان والغلاء الفاحش ، يخرجون في هذا اليوم ليشكلوا حالة من التأثير علي صناع القرار عسي أن يستجيب أحد لتحركاتهم ، ويضع علي طاولته وأولوياته خطة تدخل لعلاج مشاكلهم وهمومهم ، فالعمال يعانون الهم المزدوج هّم الاحتلال وممارساته ، وهّم الفقر والعوز والحاجة وتداعياته ..
تعاظمت مشاكلهم الاجتماعية والأسرية أمام متطلبات الحياة التي لا تنتهي ، وعلي أرض الواقع لم يفكر أي مسئول جديا بهم ، كيف يفكروا بالعمال وبعضهم يشتر شبعا ويعاني وجع التخمة ؟ كيف يناقشوا قضايا العمال وليس هنالك أمل لانتخابات بالقريب ؟ فقد تعودنا أن لا يفتح ملف العمال إلا في فترة الاستقطاب والانتخابات للحصول علي أصوات العمال وتجييشها لصالح أصحاب الوعود الواهية ....
قضية العمال في غزة قضية خطيرة وحساسة ، ويكفي إهمالا لها وتركها بالعراء ؛ فتلك الجماهير الغفيرة ستخرج حتما عن صمتها وستقول كلمتها ولن ترحم من تاجر بقضيتها ، وحرمها الحصول علي أدنى حقوقها مثل الآخرين ..
فالعمال يشاهدوا ما يجمع من ضرائب وينتظروا أن يكون لهم نصيب منها كالآخرين، فمن حقهم أن يعيشوا ويحصلوا علي إعانات مالية لحين إيجاد فرص عمل وبرامج تشغيلية لهم ، وهذه مسئولية من يحكم ويجمع الضرائب ..... وهنا نتساءل مرة أخرى لماذا لا يكون نصيب من الضرائب والمدخولات الكبيرة لصالح العمال في غزة ؟ أليسوا من هذا الشعب ؟ وحقهم كأي فرد بدخل يضمن كرامتهم ويصونها ويحقق التكافل الاجتماعي ، ويخرجهم من الفقر وسوء الحال ...
في الأول من أيار سيخرج العمال برغم تخوفات كثيرة من كبت حريتهم ومنعهم من التعبير عن همومهم وتوقعات بحرمانهم الحق من ممارسة نشاطات وفعاليات نقابية بحجج أمنية وغيرها لكن حتما سيخرجوا وسيتجهوا لكل صناع القرار بمطالبهم أملين الاستجابة لها .. ولن يصبروا علي الكلمات والخطابات والوعود الكاذبة ولن ينتظروا كثيرا ، فهم بحاجة لتحرك ملموس وتحقيق لبعض مطالبهم بشكل فوري مثل : دعم السلع الأساسية ، وتخفيض سعر أنبوبة الغاز ، والتأمين الصحي المجاني ، ومجانية التعليم لأبنائهم وخاصة الجامعي ، والإعفاء من ثمن الكهرباء والمياه ، وتنظيم برامج المساعدات والتشغيل لتكون بعدالة ، وكله من أجل تعزيز صمود العمال فهم من يمثلوا القواعد العريضة لبنية المجتمع وحمايتهم هي حماية للمجتمع وبنيته وصون لمقدراته ...
وهذا يدعو الجميع لأن يتحمل مسئوليته اتجاه العمال ومشاكلهم فواجب النقابات العمالية والمؤسسات الاجتماعية والإنسانية أن تلعب دور اكبر في الكشف عن هموم ومعاناة العمال والضغط علي أصحاب القرار لتحمل مسئوليتهم اتجاه العمال ، كما يحتاج لتدخل من الأخ الرئيس / أبو مازن لإعطاء تعليماته لوضع قضايا العمال على سلم الأولويات وتقديم مكرمة لصالحهم تعينهم علي في هذه الأيام الصعبة ... فالعمال في هذه المناسبة العمالية ينتظرون من الجميع أن يقفوا إلي جانب مطالبهم ونضالاتهم النقابية ودعمها .
عاشت نضالات العمال ووحدتهم النقابية لتكون الحصن والدرع الذي يحقق أمالهم وطموحاتهم وكل عام وعمالنا والعمال والكادحين في أنحاء المعمورة بألف خير عاش الأول من أيار

* رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية