شرعنة التسريح الجماعي للعاملات و العمال بصوديا في ظل التوافق النقابي المخزني بالمغرب

النهج الديموقراطي - اللجنة المحلية بتارودانت
شرعنة التسريح الجماعي للعاملات و العمال بصوديا في ظل التوافق النقابي المخزني

في ظل تطبيق السياسة الليبرالية المتوحشة من طرف النظام المخزني وكيل الامبريالية الأمريكية ، خدمة لحلفائه من كومبرادور و كبار الملاكين العقاريين ضد مصالح الطبقة العاملة ، يتم اليوم تصفية ما تبقى من المؤسسات الوطنية الفلاحية و الصناعية و على رأسها مؤسستي صوديا و سوجيتا ، و ذلك تحت دريعة هيكلتها بتوافق مع المركزيات النقابية ، من أجل تطبيق بنود اتفاق 30 أبريل و مضامين مدونة الشغل الرجعية التي تشرعن استعباد الطبقة
العاملة .
في هذا الإطار يتم تنفيذ المخطط التصفوي للمؤسسات الصناعية و الفلاحية لصوديا بتارودانت و على رأسها معملي التلفيف "أمكالة" و "العيون" و الضيعات التابعة لهما ، هذا الأخير – معمل "العيون" - الذي تم فيه تسريح العاملات و العمال في ظروف من الغبن و التآمر ، اللذان لم تستطع الآلة المخزنية تمريرهما على عاملات
و عمال معمل التلفيف "أمكالة" بسبت الكردان ، الذين دخلوا في اعتصام مفتوح منذ 30 دجنبر 2003 دفاعا عن حقهم في الشغل القار باعتبار المعطيات التالية :
• الضيعة التابعة للصوديا و التي تزود هذا المعمل بمادة الليمون تبلغ مساحتها 300 هكتار ، و تمت هيكلتها بعد عملية تجديد الغرس بها منذ خمس سنوات ، و يتم اليوم تقديمها هدية لأحد الملاكين العقاريين .
• يبلغ عدد العمال بالمعمل 184 عاملا من بينهم 130 امرأة عاملة ، جلهم يعمل بهذه المؤسسة الوطنية منذ سنة 1977 .
• عرفت هذا المعمل ثلاث مراحل تصفوية و هي :
§ مرحلة استغلال المعمرين منذ 1962 إلى 1974 .
§ مرحلة التصفية من 1974 إلى 1977 في ظل تفويت مخلفات الاستعمار المباشر للمعمرين الجدد .
§ مرحلة المعمرين الجدد من 1977 إلى الآن .
§ مرحلة تصفية المؤسسات الوطنية في ظل سياسة الخوصصة التي يتم تطبيقها اليوم .
هؤلاء العاملات و العمال يعيشون اليوم بين نار الفساد الاداري و التحقير و الفقر ، فرغم نضالاتهم من داخل المعتصم و التي أرغمت الادار على الجلوس على طاولة المفاوضات مع نقابتهم التابعة للاتحاد المغربي للشغل و التي أسفرت عن وعود زائفة تتجلى في 50 في المئة من التعويضات الاضافية عن ما لحقهم من الضرر نتيجة لا مبالاة الادارة التي تستغلهم ، مرة على حساب القطاع الفلاحي لضرب حقوقهم في التعويضات العائلية ، و مرة على حساب القطاع الصناعي لضرب حقوقهم في الترسيم حيث يشتغلون أكثر من 6 أشهر.
إنهم اليوم عازمون على الاحتجاج أمام إدارة السلطات بسبت الكردات يوم الخميس 29 يوليوز 2004 لاسماع صوتهم لأولئك الذين يحزمون حقائبهم للخروج للاستجمام ، و لكي يقولوا لهم أن هناك من يكتوي بنار الفساد الاداري تحت نار أشعة الشمس الحارقة في صيف الجراد الذي يأتي على الاخضر و اليابس كما يأتي الفساد الاداري على ممتلكات المؤسسات الوطنية التي بنيت من عرق جبين الطبقة العاملة المغربية .
و هم اليوم صامدون و يسائلون المسؤولين النقابيين و الاداريين المخزنيين الذين يهمون إلى قضاء العطلة الصيفية ، قائلين لهم بأن هناك من يزال يعتصم تحت أشعة الشمس الحارة و الحارقة و لن ينسيه التهميش و التحقير مطالبه المشروعة .
و يضيفون قائلين هل 23 الف درهم كتعويض عن 19 سنة من الكد و العمل يمكن يسمى تعويضا في الافية الثالثة ؟
إننا في النهج الديموقراطي بتارودانت نسجل ما يلي :
• تضامننا المطلق و اللامشروط مع عاملات و عمال معمل التلفيف "أمكالة" بسبت الكردان .
• إدانتنا للتصفية التي تتعرض لها مؤسسات صوديا و سوجيطا في ظل التوافق النقابي المخزني .
• إدانتنا لمدونة الشغل الرجعية التي تشرعن لاستعباد الطبقة العاملة .
• دعوتنا كل التنظيمات السياسية اليسارية الجذرية إلى بناء تحالف من أجل دعم نضالات الطبقة العاملة
و الفلاحين الفقراء ، ضد هجوم العولمة الليبيرالية المتوحشة على الثروات الطبيعية و المؤسسات الوطنية
و الفلاحية و الصناعية
تارودانت في : 27 يوليوز 2004