مؤتمر العمل العربي والتحديات الكبيرة ..


جهاد عقل
2010 / 3 / 7 - 19:02     

إفتتح يوم السبت السادس من شهر آذار الحالي مؤتمر العمل العربي في دورته السابعة والثلاثون ، في المنامة عاصمة مملكة البحرين ،والذي ستستمر أبحاثه وفق البرنامج المُعلن عنه من قبل إدارةالمنظمة حتى الثالث عشر من الشهر الحالي - آذار 2010.

واضح ان إنعقاد مؤتمر العمل العربي هذا يأتي ونحن ما زلنا نعيش آثار الأزمة الإقتصادية التي عصفت وما زالت تعصف حتى الآن في إقتصاديات العالم ، وفي مقدمتها إقتصاديات الدول العربية. ومن آثار هذه الأزمة إنتشار البطالة والضائقة المعيشية الخانقة.

لن ندخل في كافة التفاصيل والمعطيات التي جاءت في مختلف الوثائق الصادرة عشية إنعقاد المؤتمر ، لكن لا بُد لنا ان نُشير هنا إلى أن أزمة البطالة التي تنهش في جسد العالم العربي ، لا بد وأن تكون القضية المركزية والأساس في أبحاث هذا المؤتمر خاصة وأن معدل البطالة تخطى ال -15% في العالم العربي وهناك دول فيها نسبة البطالة تصل الى حوالي 40% من قوة العمل ، ووفق معطيات المنظمة فقد تخطى عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي 17 مليون عامل لا يجدون فرصة عمل لهم في أسواق العمل العربية. وان نسبة البطالة بين الشباب العربي تزيدعن 25% .

والأنكى من ذلك أن هناك 65 مليون عربي
يعيشون في حالة فقر ، بل عدد كبير من العمال العرب ممن يعملون يعيشون في ظروف فقر مدقع ،خاصة وأن 25% من القوى العاملة العربية معدل دخل العامل اليومي منها لا يتعدى الدولارين لليوم الواحد. مما يعني فقدان إمكانية العيش الكريم وإمكانية العيش بأمن إقتصادي .

القنبلة الموقوته الأخرى التي تواجهها منظمة العمل العربية تتعلق بالقوى العاملة التي تدخل سوق العمل العربي سنوياً ، حيث يُقدر عدد الشباب الذين يدخلون سوق العمل العربي أكثر من 4 مليون شاب وشابه ، مما يضع تحديات كبيرة امام الدول المختلفة في العالم العربي ، التي تعاني من إنتشار البطالة كما ذكرنا أعلاه.

واضح أن التحديات التي تقف امام المؤتمرين في المنامة ، من وزراء عمل وأرباب عمل ونقابيين ، كبيرة ،وإذا لم تُتخذ خطوات عملية لمواجهة هذه الأزمة ، تتحمل من خلالها الحكومات العربية مسؤولياتها إتجاه مواطنيها، بل إتجاه القوى العاملة والطبقة العاملة العربية ،وان تتضمن تلك الخطوات برامج عملية تُتَخَذ فوراً وتحت شعار "خطة طوارئ" للإيجاد فرص عمل ، وحلول سريعة لضائقة الفقر والفاقة ، بل وضع آفاق عملية تزرع الأمل لدى الكوادر العربية الشابه التي تعيش في دائرة البطالة والإحباط وتلك التي تحلم بإنهاء تعليمها بنجاح وتحقيق حلمها بالحصول على فرصة عمل تُدر لها الدخل الكافي لمواجهة متطلبات بناء بيتها وعائلتها بعزة وكرامة.

هذا هو التحدي الحقيقي لمؤتمر العمل العربي لوقف خطر إنفجار هذه القنبلة الموقوته ،قنبلة الغضب الغير محدود لشباب يريد توفير فرص عمل له في مجتمعاته ، من خلال تطوير مشاريع تشغيلية وطنية ، ووقف الحالة القائمة ، حالة كون العالم العربي مستودع إستهلاكي كبير لشركات مختلفة ، دون المبادرة لتطوير الإنتاج المحلي والصناعة المحلية،وزرع بذور الإنتاج والإختراع التقني لشباب يحلم بتوفير الفرص له ، من خلال تكثيف الإستثمار ووقف "هجرة الشمال" لرؤوس الأموال العربية .

نتوجه بالتهنئة ل"رواد العمل" العرب الذين تم تكريمهم مع إفتتاح المؤتمر ، لكننا نأمل ان يقوم المؤتمرين بعملية "تكريم" حقيقي للقوى العاملة العربية خاصة وان القوى البشرية وإيجاد فرص عمل لها هما الثروة الحقيقة للأمم ومنها الأمة العربية.

كلنا امل أن تجري ترجمة ملفات القرارات الهامة التي تم إعدادها من قبل مدير عام المنظمة أحمد لقمان وطاقم خبراء المنظمة ووقف حالة فقدان أمن الإنسان المعيشي للمواطن العربي وللعامل العربي على مختلف تخصصاته ومهنه في عالم العمل ، هذا طبعاً إضافة لقضايا عمل المرأة ووقف ظاهرة تشغيل الأطفال وغيرها من الموبقات التي تتغلغل في سوق العمل لدى مختلف الدول العربية . فهل سيتمكن مؤتمر العمل العربي من إطفاء فتيل القنبلة الموقوته في عالم العمل العربي قبل إشتعاله؟؟؟؟