أول مايو، عيد العمال


الحزب الشيوعي السوداني
2004 / 5 / 25 - 04:07     

كلمة جريدة الميدان – العدد 1992
كان حدثاُ مثيراً ومدهشاً، إصدار اتحاد عام نقابات عمال السودان في مايو 1951م كتيباً صغيراً من بضع صفحات بعنوان"أول مايو، عيد العمال". ثم استقر تقليد الاحتفاء بعيد أول مايو من خلال أسلوب الليالي العمالية التي تقيمها نقابات العمال في مدن السودان من بورتسودان إلى الجنينة ومن حلفا إلى جوبا، ويتلى فيها خطاب موحد يعده اتحاد العمال حول المطالب والمعارك والقوانين وكل ما يمس حياة العامل وأسرته ونقابته.
تبدلت بالعمال والحركة النقابية الأحوال – من دكتاتورية مقيمة إلى ديمقراطية عابرة، ومن قيادات نقابية موالية للعمال إلى قيادات موالية للمخدم والحاكم، ومن معارك نقابية لإرجاع المشردين، إلى التشريد للصالح العام.. ومع ذلك ورغمه لم تتوقف مقاومة جماهير العاملين، وظل تقليد الاحتفال بعيد أول مايو حياً في الذاكرة سواء في الاحتفال به في المعتقلات أو في مبادرة حميمة ابتدرتها مجموعة شباب في إحدى حارات مدينة الثورة تكريماً لمناضل نقابي عريق، شاركه في الاحتفال أبناؤه وبناته وأحفاده.
هذا العام ومع بطاقة التهنئة التي تبعث بها الميدان للعاملين والقادة النقابيين تدعوهم ان يلتقوا ويتفاكروا في مصير وقضايا الحركة النقابية في فترة السلام والتحولات المرتقبة. ولا نظن إننا نبتعد عن همومكم وما تفكرون فيه ان اقترحنا عليكم إدراج القضايا التالية ضمن أجندة مشاوراتكم:
قانون ديمقراطي بديل للنقابات ولائحة ديمقراطية لهياكل التنظيم النقابي، عقد مؤتمر يضم الحكومة والمخدمين والعمال ومندوبين من منظمة العمل الدولية لمراجعة وتطوير القوانين العمالية – ضد سياسة التشريد بحجة الصالح العام أو فائض العمالة أو الخصخصة. وتسوية أوضاع من أحيلوا للصالح العام والحد من ظاهرة العمالة الأجنبية التي تستوردها الشركات الأجنبية سواء في مجال البترول أو الحلويات أو المخابز. وقف ظاهرة تشغيل الأطفال وتشغيل الطالبات والشابات بعقود مؤقتة تحرمهن من حقوقهن ومن تكوين نقابة … ولا تمتن الطبقة العاملة على العاملين في الجنوب ان هي مدت يد المساعدة لهم والتضامن معهم لإعادة تأسيس حركتهم النقابية التي كانت مزدهرة وواعدة حتى دمرها تمرد 1955. إنها دعوة جادة ومخلصة تستوجب وضعها في أجندة كل الحادبين على وحدة وديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية.