تونس نداء لنواب المؤتمر 23 لقطاع التعليم الأساسي لا تسمحوا لهم بالمتاجرة بأصواتكم إن القرار بأيديكم أنتم


بشير الحامدي
2009 / 6 / 25 - 10:09     

انطلقت اليوم 24 جوان 2009 أشغال المؤتمر 23 لقطاع التعليم الأساسي. وهو وبرغم كل الظروف التي أحاطت بالتحضير له أو التي سيدور في ظلها لا يمكن أن يمثل إلا حدثا نقابيا مهما لما يمكن أن يكون له من تأثير على مستقبل العمل النقابي في القطاع وفي الإتحاد العام التونسي للشغل كذلك .
ولئن أشرنا في مقالات سابقة إلى حالة الفراغ التي عليها العمل النقابي في القطاع والى جملة الانتكاسات التي عرفها بفعل التخريب المنظم الذي مارسته البيروقراطية النقابية في حق القطاع والذي لم يكن إلا وجها من وجوه تخريبها للعمل النقابي في الإتحاد العام التونسي للشغل ككل. ونبهنا إلى أهمية فضح هذا التوجه والتصدي له والذي لن يكون إلاّ بطرح الملفات التي يجب أن تطرح ورفع شعار الدفاع عن استقلالية القرار القطاعي وديمقراطية العمل النقابي.
وقد كنا دعونا كذلك إلى أهمية تشكّل معارضة نقابية في القطاع على قاعدة مواقف مستقلة عن البيروقراطية وصنائعها أفرادا كانوا أو مجموعات أو حساسيات وتجاوز الصراع على المواقع والانطلاق في عملية فرز حقيقي تلبي تطلعات رجال التعليم الأساسي في عمل نقابي مستقل وديمقراطي ومناضل فعلا يستجيب لطبيعة التحديات التي يواجهها القطاع والعمل النقابي عموما في منظمة يعرف الجميع أنها مشاركة ومستسلمة وأصبحت ومنذ فترة طويلة حارسا على الأجراء لصالح الدولة والأعراف.
ولئن تبين وللأسف أن الرهانات رهانات كل المترشحين لقيادة القطاع وإلى حدّ ساعات قبل المؤتمر لم تكن تدفع في هذا الاتجاه بعد أن خير الجميع الصمت وسياسة النعامة وولوا وجوههم عن القاعدة ولم يقطعوا روابطهم بالبيروقراطية وهو تمشي ليس مفاجئا على كل حال. فإن أملا في تصحيح الأمور يبقى قائما وهو على كل حال ليس بأيدي هؤلاء إنه بأيدي نواب المؤتمر.
نواب المؤتمر بمقدورهم طبعا إن توفرت الإرادة على تحويل هذا المؤتمر إلى محطة أخرى من محطات التاريخ المشرق لهذا القطاع.
نواب المؤتمر بمقدورهم تحويل هذا المؤتمر إلى مؤتمر فرز ومحاسبة للبيروقراطية ولكل الدائرين في فلكها. إن ذاكرة مناضلي القطاع لاشك تختزن تلك اللحظات المشرقة من تاريخ القطاع.
نواب المؤتمر لم ينسوا أن قطاعنا كان من أول القطاعات التي أنجحت إضراب 78 وأن مناضليه كانوا من أول المناضلين الذين لم يستسلموا بعد ذلك وساهموا مساهمة فعالة في عملية النضال لاسترجاع الشرعية.
نواب المؤتمر لم ينسوا أيضا نضال القطاع في 84 وفي 85 ضد "الشرفاء". ولم ينسوا نضالات الثمانينات ولم ينسوا المكاسب التي حققوها بنضالاتهم .
نواب المؤتمر يعرفون أنها ليست المرة الأولى التي يسقط فيها القطاع في حالة فراغ. إنهم يدركون أنه وكما تمكنوا في السابق وفي عديد المرات من تصحيح مسار القطاع وإنقاذه من سيطرة البيروقراطيين و الإنتهازين فهو باستطاعتهم اليوم السير في نفس الطريق طريق تصحيح المسار ولن يكون ذلك ممكنا إذا كان صوتهم عاليا وإرادتهم أقوى وشعارهم:
ـ لا للمتاجرة بأصواتنا إن القرار بأيدينا نحن.
ـ سندافع عن استقلالية القطاع وسنرفع كل وصاية عنه.
ـ سنناضل من أجل عمل نقابي ديمقراطي ومناضل.
ـ سنعمل من الآن من أجل نقابة مستقلة ديمقراطية ومناضلة لرجال التعليم الأساسي.

ــــــــ
بشير الحامدي
تونس 23 جوان 2009