مرة اخرى، حول المؤتمر العمالي و رد الرفيق فلاح علوان


نادية محمود
2009 / 1 / 5 - 07:27     

قرأت رد الرفيق فلاح علوان على مقالتي السابقة حول المؤتمر العمالي المزمع عقد في شهر شباط القادم من قبل عدد من الاتحادات العمالية. و يبدو ان مقالتي النقدية السابقة قد تمكنت من ان تحفر عميقا في موقف اتحاد المجالس و الرفيق فلاح علوان حول المؤتمر العمالي، بحيث قال الرفيق فلاح ما لم يقله سابقا عن هذا المؤتمر، فاذن لم تكن القضية قضية عدد المندوبين لكل اتحاد مشارك، و لا وثائق المؤتمر التي لم يطلع عليها اتحاد المجالس كما جاء على لسان مسؤول المكتب الاعلامي، بل قضية مختلفة تماما، و اسبابا مختلفة تماما، حيث مضى الرفيق فلاح الى جر مؤتمر حرية العراق و الحزب بشكل غير مبرر، الامر الذي يدلل على ان مشاكل فلاح علوان تكمن في مكان اخر و ليس المؤتمر العمالي بحد ذاته!

هنالك الكثير من المسائل التي وردت في رد الرفيق فلاح على مقالتي، وكل مسالة تستلزم جواب جدي: اولا لتوضيح المسائل من وجهة نظر ألشيوعية العمالية، وثانيا لتثبيت هذا الجدال تاريخيا حيث مررنا بتلك المسائل سابقا، و لا اظن اننا لن نواجهها مستقبلا ايضا، وثالثا كي لا تبقى النقاط و الاتهامات الموجهة تلك دون رد. وعليه، و نظرا لطول الرد، فاني ساقسمه الى ثلاثة حلقات، و ساضعه في عناوين فرعية لمساعدة المتابعين لهذا الموضوع ان يعرفوا نقاط الجدل السياسي الذي نخوض فيه.

1- ماذا تفعل كشيوعي و كقائد عمالي، اذا ما عقد مؤتمرا للعمال بالقرب منك؟

هنالك مؤتمر عمالي يعقد في الجوار عن قريب، تنظمة مجموعة اتحادات عمالية عراقية، تسانده اتحادات عمالية عالمية، وجهت الدعوة الى اتحاد المجالس لحضور المؤتمر،و مثل اي اتحاد اخر، خصصت له عدد من المقاعد. السؤال المطروح امام اتحاد المجالس هل:

يهمل الدعوة، لا يرد عليها، و لا يكتب عليها، و كان شيء لم و لن يكون اذا كان الطرف المنظم غير جدي والقضية ليست شان يذكر.
يشارك و يشارك مشاركة فعالة، واية كانت النقوصات، الاخطاء، الضعف، سيوجهه اتحاد المجالس توجها عماليا ثوريا، و خاصة اذا كان رئيس الاتحاد بشخصة مشاركا،مع خمسة من قياديه يملكون حق التصويت.
لا يشارك. يشن حملة تشهيرية ضد المؤتمر. تبدأ برسالة من مسؤول المكتب الاعلامي، حول الكراسي الخمسة التي ستشق صفوف الحركة العمالية،انتهاءا الى التشهير بمؤتمر حرية العراق، الذي ينسق مسؤوله انعقاد المؤتمر العمالي.

يبدو ان الرفيق فلاح قد اختار الطريق الثالث. ورده في مقالة ( العمال ليسوا تلاميذا..)
تعبر عن هذا الاختيار واسباب اختيار هذا الطريق موجودة على امتداد اربعة صفحات يمكن قرائتها http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=158054

أأسف لهذا الاختيار، الا انه في نهاية المطاف، كل شخص، وكل طرف مسؤول عن خياراته.




2- مؤتمر حرية العراق، "شماتة" ام تعامل مسؤول؟

سابدا بالموضوعة الاساسية التي اخذت 750 كلمة اي ثلث المقالة التي نشرها الرفيق فلاح و هي حول مؤتمر حرية العراق وشرح الرفيق فلاح الاسباب التي دفعت رئيس مؤتمر حرية العراق ( سمير عادل) الى قيامه بمهمة منسق المؤتمر حيث" يسعى منسق المؤتمر " الى تشتيت الأنظار في الأوساط القريبة والمهتمة،عن المصير الذي آل إليه مشروع مؤتمر حرية العراق".

سؤالي الاول للرفيق فلاح علوان باعتباره احد مؤسسي مؤتمر حرية العراق. و الذي اعلن عبر بيان تأسيس مؤتمر حرية العراق بان هذا المؤتمر منظمة جماهيرية، ديمقراطية، غير دينية وغير قومية ومستقلة. يناضل من اجل ارساء دولة حرة في العراق، غير دينية، غير قومية وتستند الى الارادة المباشرة للجماهير، دولة تؤمن حق جماهير العراق في التحديد الحر والواعي للنظام المقبل في العراق.

http://www.ifcongress.com/Arabic/bayan-tasis-mutamer.htm

سؤالي للرفيق فلاح لماذا تتحدث عن مؤتمر حرية العراق و كانكم لستم احد مؤسسيه؟ الناس يجب ان توجه لك اسئلتها باعتبارك احد مؤسسيها اذا ما فشلت هذه المنظمة (اذا ما سلمنا بفشلها) في تحقيق اهدافها، عليك كعضو مؤسس ان تشرح لماذا فشلت؟ "الشماتة"، بالاضافة الى انه تقليد بال جدا، ليس مقبول منك حيث انك عضو فيه. اي انت لست شخصا خارج تلك المنظمة. الى اللحظة التي تعلن فيها "برائتك" منها، و تقدم استقالتك لن يقبل احد منك "الشماتة". انت تتحمل المسؤولية منذ 18-5-2005 ، اليوم الذي ظهر للعلن بيان التاسيس يحمل اسمك باعتبارك رئيس اتحاد المجالس الى اليوم الذي يؤرخ تاريخ خروجك منها. ان مؤتمر حرية العراق لم يعد النظر في اهدافه و لازال يعمل من اجل تحقيقها. ولكن اذا كانت لديكم اعادة نظر في الانتماء الى المؤتمر يجب ان تعلنوه. لقد حضر مؤتمر حرية العراق في مؤتمركم الاخير، و هو المؤتمر الثاني، و الرفيق سمير عادل القى خطابا فيه، و لم يسمع منك اية كلمة اعتراضية.

لم نسمع منك اي موقف تجاه المؤتمر و لا اية ملاحظات على خط مساره السياسي، بل كنت على العكس تناقش مع رفاق اخرين و بحرارة مسالة ايلاء اهمية اكبر و موقع اكبر للاتحادات العمالية في مؤتمر حرية العراق، ان ذلك ليس تاريخا بعيدا و ان ذاكرتنا لازالت حية لتتذكر ملاحظاتكم على المؤتمر، تعود اليوم لترمي الشكوك على "ما ربط مؤتمر حرية العراق بالحركة العمالية؟".

3- تشتيت الانظار عن مؤتمر حرية العراق ام الاجابة على المتطلبات الراهنة؟

يقول الرفيق فلاح " يسعى المنسق الى محاولة لإحياء مؤتمر حرية العراق عن طريق الاتكاء على الحركة العمالية، وخاصة النشاطات العمالية الأخيرة".

هناك واقع وهو ان الظرف السياسي-الامني طرات عليه تغيرات نسبية في العراق، كل شخص يلمس ذلك، حدوث نوع من التحسن النسبي في الوضع الامني جعل الناس تلتفت الى حاجاتها المادية، الى امنها الاقتصادي الى مطاليبها، الى مخصصاتها و رواتبها، الى الاستقطاعات، الى الماء و الكهرباء، و الخ من الحاجات المادية التي تبرز للسطح كلما قلت المعضلات ذات الخطورة الاكبر مثل القتل الطائفي وغيرها. اي الامر الذي لم يكن اولوية لدى الجماهير حين كان العنف الطائفي قد وصل ذروته، اصبح الان اولوية، و الا كيف نفس بدء التظاهرات بهذا الشكل في الاشهر الاخيرة؟ لماذا لم تنظم الاتحادات العمالية، و اتحاد المجالس من ضمنها تظاهرات من اجل الكهرباء او مخصصات الرواتب في ايام استعار العنف الطائفي. لان الناس انذاك، لم يكن همها الماء و الكهرباء، كان همها هو البقاء على قيد الحياة اولا. اي حدث تغيير في اولويات الناس،و هذا الذي يفسر اتجاه مؤتمر حرية العراق لهذا الموضوع، و ليس الى موضوعة الاحتلال، التي شهدت بعض التراجع مع ادعاء امريكا بالانسحاب و عقد الاتفاقية العراقية الاميركية.

ان تطابق مؤتمر حرية العراق و التنسيق مع الاتحادات العمالية المختلفة من اجل دفع الحركة المطلبية للجماهير للامام من رواتب، مخصصات، كهرباء للامام تدلل على عقلانية و سياسية و مواكبة المؤتمر لحاجات الناس في هذه الاوضاع. ان هذا "التعديل" في المسار هو دلالة ارتباطه بالواقع وبالمجتمع وانطلاقه منهما ولهذا يرد في كل ظرف على متطلبات الظرف وليس على أي شيء اخر. على العكس من ذلك، ان اصرار المؤتمر على الممارسة والتكتيكات والخطط السابقة هو امر يدلل على انفصاله عن المجتمع والسير وفق اجندة لاربط بها بالمجتمع.

اين يكمن وجه الخطأ في ان يعمل مؤتمر حرية العراق على الاشتراك في الدفاع عن هذه القضايا او عن تنسيق مؤتمرا للعمال؟ لقد تعهدت في بيان تاسيس مؤتمر حرية العراق باعتبارك احد مؤسسيه بانكم ستحيلون السلطة الى الجماهير؟ فهل العمل مع العمال توحيدهم، تقويتهم، دعمهم التنسيق معهم امر لا يصب في ذلك المسار؟

ولنترك كل شيء جانبا، ونسال ما هو موقفك، و موقف اتحاد المجالس حين تقوم جهة ما بتنظيم العمال ودعمهم والدفع بنشاطهم قدماً حول مطاليب العمال وبشعارات يسارية وراديكالية وتحررية، هل ترى ذلك امرا ايجابيا ام سلبيا؟! هل تراه مدعاة للثناء والتقدير ام عدم الارتياح؟

أغلب ظني ان اي عامل، واي اتحاد يهمة وحدة الطبقة العاملة سيهمه هذا الامر، وسيعامله بايجابية، الا اذا كانت هنالك حسابات اخرى. قد تتعلق بكل شيء الا انها لا تتعلق بالتاكيد بمصلحة الدفاع عن الطبقة العاملة وبالاخص اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التكالب المسعور للتيارات المليشياتية ونهشها لجسد الطبقة العاملة من كل حدب وصوب.

ان التشهير بجهة تنظم فعالية عمالية، من اجل وحدة الطبقة العاملة، لم يذكر اي كان اية شائبة على تاريخ هذه المنظمة اليافع، الذي لم يبلغ سنته الرابعة بعد، يدلل على ان ليس موقف المؤتمر ليس عماليا، و لا صلة له بالطبقة العاملة، بل ان التشهير بمؤتمر عمالي و بالقائمين عليه، هو عمل لاعمالي و معادي للعمال، عملا و ليس قولا فقط.

ان جزء اساسي من منشور المؤتمر هو الدفاع عن مدنية المجتمع، تنظيم الحركات المطلبية في كل زاوية من زوايا نضال المجتمع: المراة، الشباب، حرية التعبير، تشكيل المنظمات و...غيرها هي جزء لاينفصل عن اعادة المدنية للمجتمع. بالاضافة الى النضال من اجل طرد الاحتلال وابعاد سلطة المليشيات الحاكمة واعادة الخيار السياسي للجماهير، ان المؤتمر قرر له ان يكون مظلة لكل هذه الحركات الاجتماعية، وامورها تشكل مشغلة من مشاغله. وعلى هذا الاساس، سعينا بكل قوانا من اجل جلب النشطاء والقادة الجماهيرين الى هذه المنظمة واولهم قادة ونشطاء العمال. مالذي تغير اليوم؟ يبدو جليا ان الذي تغير هو الرفيق فلاح علوان وليس المؤتمر.

قام مؤتمر حرية العراق بالعديد من الحركات الاحتجاجية العمالية وغير العمالية على امتداد سنين وليس الان، فلماذا هذه الانتقادات من الرفيق فلاح اليوم ؟ بالامس قام المؤتمر بتظاهرة في العزيزية (واسط) ضد هجمة اسرائيل على جماهير فلسطين، هل نقبل ان ينبري احد لنا ليقول"و ما علاقة المؤتمر بجماهير غزة واسرائيل؟!. اتحاد المجالس نفسه اصدر بيانا ادانة لعدوان اسرائيل هل يقبل اي كان ان يسال و ما شأن اتحاد المجالس بجماهير غزة؟


كذلك يقول الرفيق فلاح فيما يشبه التهمة الى ان مؤتمر حرية العراق " يسعى الى الاستفادة من الموضوع- اي عقد المؤتمر- بشكل دعائي والاستفادة من دعم الاتحادات العالمية للحركة العمالية في العراق معنويا وماديا".

اليس هذا ما فعلناه طول الخط في الحركة العمالية و النسوية للحصول على دعم الحركات العالمية، الا انه ما المقصود بالاستفادة، هل هي اموال تدخل في الجيوب الخلفية للقائمين على ذلك المؤتمر، ام لتقوية الحركة العمالية ، واذا كان الدعم المعنوي و السياسي مقدما الى حركتنا العمالية، فهل هنالك اعتراض على ذلك؟ اين الخطأ في ذلك؟ هل يريد الرفيق فلاح تجريد هذه الاتحادات المنكوبة من كل صوب حتى من الدعم المعنوي و المادي العالمي؟ لماذا؟ هل هذا هو دعمه للحركة العمالية في العراق؟ هل هذه هي" طريقته الوصول الى بناء حركة عمالية مقتدرة"؟

بل الم يقم اتحاد المجالس بالسعي ومنذ تاسيسه قبل خمسة سنوات و لحد لحظتنا هذه الى الحصول على الدعم المعنوي و السياسي؟ هل المؤتمر هو المنظمة الوحيدة التي تسعى للقيام بالحصول على الدعم المادي و المعنوي؟ هنالك في العراق الف منظمة وجمعية و.... تبحث عن الدعم المادي والمعنوي ومن ضمنها اتحاد المجالس؟! لماذا لا يحق لمؤتمر حرية العراق ان يقوم بذلك؟! لماذا ما تعده حق لك، تحرمه على غيرك.

اما الاشارة الى مؤتمر حرية العراق ينظم هذا المؤتمر، من اجل استخدام المنظمات العمالية كباب خلفي لحشد الدعم المعنوي و المادي له، فهذا تشهير مرفوض بتاتاً، لحقيقة بسيطة، هي ان العكس هو الصحيح، ان مؤتمر حرية العراق يدعم المنظمات العمالية و ليس العكس.

ان مؤتمر يسعى بايديه واقدامه لكسب الدعم المادي والمعنوي لعمله، و نحاول بكل الوسائل الحصول على انواع مختلفة من الدعم. و ايضا و بذات الوقت، نقوم بعملنا تجاه الحركة العمالية، و نساهم بتنظيم مؤتمرات،او اية فعاليات اخرى، قد يكون اليوم مؤتمرا، قد يكون في الغد انتفاضة عامة، اي اننا نقوم بهذا و نقوم بذاك في ان واحد، لان كليهما من صلب واجباتنا. فهل من اعتراض على قيامنا بواجباتنا. اذا اردت ان تسمي هذه متاجرة، قلمك و لسانك ملك لك، تستطيع ان تستخدمهما باي شكل تريد. لن يمنعك احد، و لكننا نوضح الحقائق. الحقيقة، هي انك تريد تشوية التوجه الذي يمضي به مسؤول مؤتمر حرية العراق في تنسيق هذا المؤتمر. و هذا عمل منافي لمصلحة العمال.

مسؤول مؤتمر حرية العراق خصص و قته و جهوده لهذا المؤتمر، لان العمل مع الحركة العمالية امر مهم، و كسب الحركة العمالية هو كسب مهم وضروري و لا غنى عنه لانجاز برنامجه الذي هو برنامج تحرر جماهير العراق وحريتها ومساواتها. و ان الذهاب الى هكذا اوصاف لا يخدم القضية ذاتها التي يعمل الرفيق فلاح نفسه من اجل نصرتها.

على كل حال، الذي يسعى للمكاسب المالية لا ياتي الى صفوف اليسار و الى صفوف العمال، يذهب الى صفوف البرجوازية، هنالك توجد الاموال.

الجماهيرية و الشعبوية في منظور الرفيق فلاح علوان:

يخلص الرفيق فلاح الى "إن مؤتمر حرية العراق يمارس دورا خطيرا حيث يسعى لوضع الحركة العمالية تحت مظلة منظمة شعبوية غير عمالية، ثانيا، يسد الطريق على الحزب السياسي للطبقة العاملة للعب دوره في قيادة العمال باتجاه الأهداف العليا لهم كطبقة".

ان البيان الذي يحمل توقيع فلاح علوان هو ان مؤتمر حرية العراق وكما ورد في وثيقة التاسيس ومنشوره منظمة جماهيرية و ديمقراطية، والخ. ماذا تعني منظمة جماهيرية؟ يعني وفق التفسير الايديولوجي للرفيق فلاح بانها "شعبوية". لقد قلنا في بيان التاسيس ان مؤتمر حرية العراق منظمة جماهيرية، اي تضم الشيوعي و القومي، و الليبرالي، و الاسلامي، و المسيحي، و من كل فئات المجتمع. يعني تتحدث عن مطالب الشعب العامة. لم يقل احد انها منظمة شيوعية، و لم يقل احد انها منظمة عمالية. فاية ادانة يريد توجيهها لمنظمة حملت هذه الصفة وفلسفة وجودها منذ ولادتها.

وماذا عن اتحاد المجالس، هل هو اتحاد ايديولوجي للشيوعيين العماليين فقط؟ اليس هو منظمة جماهيرية عمالية؟ المنظمات الجماهيرية لا تسير وفق ايديولوجيات، بل تسير وفق الجماهير التي تنضم اليها، اذا كانت عمالية، تضم العمال من كل الاتجاهات، واذا كانت منظمة جماهيرية ديمقراطية مثل مؤتمر حرية العراق فانها بالضرورة تضم اناس من انتماءات سياسية مختلفة. ان محور التصور اليساري هو ان يتعامل المرء ايديولوجياً مع منظمة جماهيرية الاطار، أي بكلمة اخرى، اقحام اطر ومعايير ايديولوجية في عمل وميدان غير ايديولوجي، و هذا ما يقوم به فلاح بالضبط، الذي ينعتني بالمثقفاتية اليسارية الراديكالية. و الحال ان التصوير الذي يحمله تصوير ايديولوجي يساري منفصل عن واقع حال المنظمات الجماهيرية. المنظمة الجماهيرية ليست حزبا سياسيا ليكون لها ايديولوجية خاصة به. بل تضم اناس من ايديولوجيات مختلفة، الا انها تتفق على قضايا مطلبية محددة.

من الواضح ان الرفيق فلاح كان يتصور ان مؤتمر حرية العراق منظمة شيوعية عمالية. و الحال لم تكن كذلك على الاطلاق، و بيان التاسيس شاهد على ذلك، و الكثير من الذين انخرطوا اليها منذ تاسيسها لحد الان لا تربطهم صلة بالشيوعية العمالية. مؤتمر حرية العراق لم تكن له ايدلوجية محددة، كان لها و لازال اهداف سياسية يلتقي فيها العامل مع استاذ الجامعة مع ربة بيت، مع صاحب مصنع، واذن بهذا المعنى هي فعلا جماهيرية، شعبية او شعبوية – استخدمه الرفيق فلاح في غير محل، و لا يمت باية بصلة للموضوع، و لا يتعدى ايراد هذه الموضوعة سوى اقحام ايديولوجي ذهني صرف.

مرة اخرى، اذا كانت هنالك اعادة نظر لدى الرفيق فلاح حول ماهية ، فان مؤتمر حرية العراق لم يعد النظر في اهدافه ولاشعاراته و لا ماهيته فهو ماض للعمل فيها.

في الحلقة الثانية ساتطرق الى عدد اخر من المحاور التي وردت في رده.