في الذكرى الأربعين لإضراب الزيوت وإخماده الدموي... الطبقة العاملة في العراق تتحدى


فلاح علوان
2008 / 11 / 6 - 08:56     

في 5-11-1968 أقدمت السلطات الفاشية لنظام البعث على فتح النار بوجه عمال الزيوت المضربين، أي بعد أسابيع من استلامهم السلطة.
لقد كان إنذارا واضحا ليس للعمال فحسب بل لكل المجتمع بان عهدا دمويا قد ابتدأ، وان الرصاص والمشانق والحديد بانتظار كل من يخالف الفاشية، بل كل من يعبر عن رأيه.
وحولت سلطات البعث مؤسسات الدولة والجيش والشرطة ونقابات العمال إلى أدوات قمعية ضد أي تطلع تحرري. لقد وضعت التحرريين والناشطين السياسيين والمخالفين وجها لوجه أمام طاحون الدم، وتروس وعتلات الجهاز الفاشي الرهيب، والآلة القمعية التي لا تكل عن سحق أي نفس تحرري.
وطوال 35 عاما من الاستبداد والبطش التي عاشتها الجماهير يوما بيوم وليلة بليلة، وإزاء كل ترسانة البطش والقمع، لم يتوقف الإنسان عن التحدي.
السلطات الفاشية التي استهلت عهدها بقتل العمال العزل، تركت مكانها لقوى الاحتلال وسياساته التي تعمل على فرضها، من مثل فرض أوامر صندوق النقد الدولي التي تصب في مجرى السياسات المعادية للعمال، سياسة التجويع والخصخصة وفرض البطالة.
لم يكتف النظام الفاشي بقمع العمال ومصادرة حرياتهم وتحويل النقابات إلى أداة بيده، لقد منع العمال في القطاع العام من حق التنظيم حتى في أشكاله الصورية، وهاهي السلطات القائمة مستمرة في فرض قرارات النظام البائد التي تمنع العمال في القطاع العام من الانتماء إلى الاتحادات أو تشكيل اتحاداتهم.
إن العمال في العراق وعلى الرغم من حرمانهم من حق التنظيم، فإنهم يواجهون سياسات صندوق النقد الدولي وهي سياسات الاحتلال، ويواجهون قرارات السلطات الحالية، وينظمون أنفسهم في نقابات ومجالس في عموم البلاد.
لقد شهدت السنوات الأخيرة والشهور الأخيرة موجة من الاحتجاجات والاعتصامات في قطاعات النفط والكهرباء والقطاع الصناعي والسكك والنقل والخدمات، أي في مجمل ميادين العمل، برهنت على حيوية العمال والحركة العمالية، والتفاف الجموع حول أهدافهم وتطلعاتهم. لقد كانت هذه الحركة وستبقى، برهانا على تجذر راديكالية طبقية بين صفوف العمال، تحمل في طياتها عناصر حيويتها واستمرارها.
إن العمال الذين حافظوا على شركاتهم ومصانعهم من النهب والسلب، وأداموا عمل الشركات والمشاريع، وكانوا الرمز الأبرز للحفاظ على مدنية المجتمع في مواجهة الاقتتال الطائفي والنزاعات القومية والتشتت والتقسيم، هم اليوم القوة التي بإمكانها تغيير التوازن لصالح المدنية والتحرر في المجتمع، القوة التي بإمكانها مواجهة مشاريع الاحتلال وصندوق النقد وإحباطها.
لقد شكلت الحركة المقتدرة للعمال صدمة للقوى التي تعمل على تقسم المجتمع دينيا وطائفيا، وشكلت نواة وبداية لانعطاف المجتمع نحو التحرر والمساواة، في مواجهة الاقتتال والتقسيم والتسلط.
إن تحرير العمال من صنع العمال أنفسهم
عاشت الحركة العمالية
عاشت بطولات العمال

فلاح علوان
رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
4-11-2008