حملة دوليةعمالية لمناهضة إستعمال مادة الإسبستوس


جهاد عقل
2008 / 2 / 20 - 11:50     

بمبادرة الإتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب

- حملة عمالية عالمية لمناهضة إستعمال الإسبست .
- 100 شخص يتعرض للوفاة سنوياً بسبب مادة الإسبست.
- أكثرية المصابين في فرع البناء.
- 40 دولة تمنع إستعمال هذه المادة القاتلة.

قالت آنيتا نورمارك الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب بخصوص الحملة التي تنظمها شركات تصنيع الإسبست والدراسات التي ترفق بالحملة لمناهضة الحملة التي اطلقها الإتحاد الدولي لعمال البناء لوقف إستعمال هذه المادة :" إن الدراسة المُموّلة من قبل صناعة الإسبستوس هي مثال سيئ عن حالة – بيع العلوم – من جهتنا سنعمل في جميع أنحاء العالم من اجل القضاء على إستخدام الإسبستوس ولتوفير الحماية الكاملة للناس الذين يواجهون خطر التعرض لهذه المادة الفتاكة."

وكان الإتحاد الدولي لعمال البناء قد بادر الى تنظيم هذه الحملة بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية ، حيث عقد مؤتمر دولي في فيينا عاصمة النمسا مطلع الشهر الحالي شارك فيه ثمانون مندوياً من 33 بلداً تم خلاله مناقشة قضية إستعمال مادة الإسبست في البناء وتأثيرها على صحة وسلامة العمال من جهة وعلى الجمهور عامة من جهة أخرى .

وتبين من الدراسات الصادرة عن منظمة العمل الدولية – قسم الصحة والسلامة- أن اكثر من100 ألف شخص يفقدون حياتهم كل عام جراء التعامل مع هذه المادة خاصة في فرع البناء وأن 125 مليون شخص يتعرضون للمادة مما يؤدي الى تعرضهم للإصابة في أمراض خبيثة . وقالت فيونا موراي ، مديرة برنامج الإتحاد الدولي للصحة والسلامة فإن "الرقم الحقيقي هو بالتأكيد أعلى من ذلك ، فليس هناك تسجيل دقيق للحالات الطبية في العديد من البلدان. يضاف إلى ذلك أن العديد من الضحايا لا يعرفون انهم تعرضوا للاسبستوس، بسبب طول الفترة الزمنية الفاصلة بين التعرض للمادة وظهور الاعراض ، بالتأكيد من المهم أن يكون تشخيص المرض والعلاج والتعويض دقيقاً لكن يبقى الاهم من ذلك منعها ".
من جهته قال كلاوس ويزهاغل رئيس الإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء في كلمته أمام المؤتمر:" الاسبستوس ينبغي ان يكون على جدول اعمال جميع الحكومات لأن النتائج الناجمة عن التعرض للاسبستوس ستكون اخطر بكثير مما كنا نظن قبل سنوات قليلة." وقال :ط هناك مشكلة كبرى ناجمة عن السلوك العدائي الذي يقوم به لوبي صناعة الإسبستوس في العالم والتي تتركز بصورة متزايدة في البلدان النامية."

وقامت تلك الشركات بتنظيم مظاهرة أمام قاعة المؤتمر تدعو فيها النقابات ومنظمة العمل الدولية الى وقف هذه الحملة ، مما دفع بالنقابي يوهان هولبر ، وهو رئيس لنقابة عمال البناء والأخشاب بالقول معلقاً على المظاهرة :" أن وجود التظاهرة يثبت نجاح حملة الإتحاد الدولي العالمية لفرض حظر عالمي ووجودهم هنا يدل على خشيتهم منها. مؤكداً مواصلة العمل وصولاً الى فرض حظر عالمي!"

من جهة ثانية بادر تحالف النقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية في الهند الى تنظيم حملة على صعيد الهند ، بعد ان إتضح من الدراسات العالمية بان عمال الهند يدفعون ثمناً باهظاً جراء التعامل مع هذه المادة في فرع البناء وغيره وتتم هذه الحملة تحت شعار:"ثعلب في بيت الدجاجة" . شعار الحملة هو رد على "الدراسة العلمية" التي تقوم الشركات المُنتجه لهذه المادة بنشرها ضمن حملتها لمواصلة إستعمال هذه المادة القاتلة . ويدعو التحالف الحكومة الهندية الإنضمام الى 40 دولة قررت منع إستعمال وتصنيع هذه المادة لديها . وضمن الحملة الدولية يجري إرسال رسالة الى الحكومات من قبل النقابات العمالية تتم من خلالها المطالبة بوقف إنتاج هذه المادة أو استعمالها او استيرادها وهي تأتي كمتابعة للمؤتمر وجاء في الرسالة التي وججها إتحاد نقابات عمال البناء :"الرجاء ارسال نموذج الرسالة المرفق من نقابتكم الى حكوماتكم لتذكيرها حول خطط العمل الوطنية للقضاء على الامراض الناتجة عن الاسبستوس وطلب الاجتماع مع الوزارات المعنية لمناقشة سبل المضي بها قدما." ونص الرسالة المُقترح هو:

"سيدي أو سيدتي العزيز/ة ،

الموضوع : القضاء على الأمراض الناتجة عن استخدام مادة الاسبستوس

كنقابه تمثل صحة وسلامة ورفاهية العمال في مجال البناء ، نعبر عن غاية قلقنا ازاء المخاطر الصحية الناتجة عن العمل في المواد التي تحتوي على الاسبستوس. ونرفق ربطاً القرار المتعلّق بشأن استخدام الاسبستوس والذي تم تبنّيه من قِبل منظمة العمل الدولية في مؤتمرها عام 2006 ، كما وورقة النصائح الجديدة لمنظمة العمل الدولية بالإشتراك مع منظمة الصحة العالمية بشأن "تطوير برامج عمل وطنية للقضاء على الأمراض الناتجة عن الاسبستوس".

كما ستلاحظون ، فإن المنظمتان قد دعتا إلى برامج عمل وطنية لمعالجة مشكلة الاسبستوس ، كما دعتا إلى توفير التعاون التقني وتقديم المساعدة للحكومات الوطنية التي ترغب في تطوير مثل هذه المبادرات.

ومن هنا، فإننا نرجو تحديد موعد لنا لعقد لقاء في أقرب وقت مناسب، لكي تتاح لنا فرصة مناقشة كيفية تطوير برنامج عمل وطنى من أجل تجنيب عمّال مهنة البناء التعرض لهذه المادة الخطرة.
ونحن على علمً بأن اربعين بلداً بالفعل قد حظّر استخدام الاسبستوس ، وقد استُحدثت برامج لمنع التعرض للاسبستوس تمّ تركيبها بالفعل في المباني. في تلك البلدان ، لقد ساهم جميع الاطراف المعنيين في تطوير هذا البرنامج وهم مختلف الوزارات ذات الصلة بالموضوع ، مثل الصحة والعمل والاشغال العامة والتجارة والصناعة والاسكان ، وكذلك النقابات العمالية ،والمصنعين والمقاولين.
نحن نتطلع الى الاسهام بصورة ايجابية لحماية صحة العمال ، ودعم جميع مبادرات الحكومة في هذا الصدد."
إننا نعتقد ان هذه الحملة العمالية لها ثقلها الكبير وقيام كبرى الشركات بتنظيم نشر "دراسات علمية " ممولة يؤكد نجاح هذه الحملة الدولية التي نحن بحاجة ماسة الى تصعيدها على الصعيدين المحلي والدولي ، لأنها تضع برنامج هام لوقف إستعمال وتصنيع مادة قاتلة تؤدي الى فقدان زملاء لنا من أبناء الطبقة العاملة في العالم اجمع .

قيام أصحاب الشركات بتنظيم حملة "تسويق" لمادة الإسبستوس وتنظيم مظاهرة مشبوهة أمام قاعة المؤتمر أيام إنعقاده في الخامس والسادس والسابع من شهر شباط – فبراير الحالي ، يؤكد ان جيوب أصحاب هذه الشركات بدأت تفرغ من الأرباح التي يجنونها على حساب حياة العمال والمواطنين في مختلف دول العالم ، لكن نجاح الحملة يتصاعد من يوم الى آخر ولن تشفع لهم "دراساتهم العلمية " مدفوعة الثمن

لذلك إننا ننظر بتقدير كبير للحملة التي ينظمها الإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب ،بخصوص القضاء على إستعمال مادة الإسبستوس القاتلة ، وندعو النقابات العمالية الى الإنضمام لهذه الحملة التي نعتبرها من أهم الحملات التي نظمها الإتحاد الدولي لنقابات عمال البناء والأخشاب ."