خلال خمس سنوات جرى إغتيال560 نقابيا ونقابية في كولومبيا.


جهاد عقل
2007 / 11 / 15 - 11:37     

النقابيين في كولومبيا ضحايا القمع والإغتيال

تصريحات الرئيس الكولومبي الفارو أوربي Álvaro Uribe، بخصوص تغيير السياسة الكولومبية الرسمية. إتجاه النقابيين في كولومبيا، وكل ما يتعلق بالنشاط النقابي هناك.أثارت حفيظة وغضب السكرتير العام للإتحاد الدولي للنقابات العمالية غاي رايدر ، مما دفعه الى توجيه رسالة شديدة اللهجة لسيادة الرئيس أوربي ، يحتج فيها على محاولته تضليل الرأي العام العالمي . خاصة وأن عمليات القتل والإغتيال ما زالت تتواصل في كولومبيا حتى الآن ضد النقابيين، وكانت آخر عملية إغتيال قد تمت في السابع من الشهر الحالي نوفمبر -تشرين ثاني 2007 وراح ضحيتها النقابي مرسيدس ريستريبو كامبو -- Mercedes Restrepo Campo وهو ممثل نقابة المعلمين في فالي ويعمل مدرساً هناك.

رسالة رايدير هذه اتت كي تضع النقاط على الحروف ،بخصوص ما يتعرض له النقابيين في الدولة الكولومبية الواقعة في أمريكا اللاتينية . ليس فقط في الفترة الأخيرة ، بل هي مسيرة قمع ومعاناة تتواصل منذ سنوات عدة ويكفي ان نذكر أنه منذ العام 2002 ،أي خلال السنوات الخمس الأخيرة راح ضحية عمليات القمع والإغتيال 560 نقابيا ونقابية في كولومبيا .هذا الرقم جاء وفق الإحصائيات الرسمية التي تم رصدها لدى الإتحاد الدولي للنقابات العمالية ، ومن قبل منظمات حقوق الإنسان . وهناك من يعتقد أن عدد النقابيين الكولومبيين الشهداء ،يفوق هذا العدد بكثير . خاصة وان هناك حالات إختطاف وإختفاء لم يُعلن عنها وتجري في ظل النظام الدكتاتوري المُتحالف مع قوى رأس المال الكولومبية والدولية .
تُشير الكثير من التحقيقات الى أن لهذه القوى الرأسمالية مصلحة في "إختفاء" النقابيين ،بل هناك من يعتقد ان لدى هذه المجموعات من أرباب العمل والرأسماليين "قوات" تقوم بالسهر على تنفيذ عمليات الإختطاف ومن ثم الإغتيال والقتل حتى في وضح النهار ، حيث يظهر عناصرها ملثمين خلال ممارستهم نشاطهم الإجرامي هذا.والقوات الحكومية تقوم بحمايتهم أضاً.

"تصريحات الرئيس هذه تهدف الى تضليل الرأي العام الدولي ، ومحاولة كسر حملة التضامن الدولية التي يقودها الإتحاد الدولي لنقابات العمال ، ضد الدكتاتورية الكولومبية وما تقوم به من عمليات قمع وإغتيال ضد النقابيين في كولومبيا." هذه الكلمات الغاضبة التي عبّر من خلالها النقابي رايدير عن غضبه للتضليل الذي يقوم به الرئيس الكولومبي تؤكد أن ما يجري من جرائم في كولومبيا يفوق أي تصور كان . خاصة وأن عمليات القتل والإغتيال تتواصل وربما حتى كتابة هذه الكلمات .

تؤكد المعطيات التي صدرت عن الإتحاد الدولي للنقابات العمالية في بروكسل أنه جرى رصد ثلاث عمليات إغتيال منذ مطلع الشهر الحالي نوفمبر -تشرين ثاني ، وإضافة الى عملية الإغتيال للنقابي مرسيديس كامبو في السابع من نوفمبر فقد جرت عملية إغتيال أخرى في الثاني من الشهر الحالي ،راح ضحيتها النقابي الكولومبي ليونديس سيلفا كاسترو رئيس إتحاد نقابة المُدرسين ومسؤول نقابة المُدراء في إتحاد المُدرسين، وفي الثالث من نوفمبر جرت عملية إغتيال أخرى راح ضحيتها النقابي جيرالدو ري رئيس نقابة عمال صناعة الفواكه في مدينة تورو بمحافظة فالي وقد برز جيرالدو ري بمعارضته ونضاله ضد إتفاقية التجارة الحُرة مع الولايات المتحدة على صعيد كولومبيا خاصة وأمريكا اللاتينية عامة .

الأمر المُثير للغضب بل والإشمئزاز من تصريحات الرئيس الكولومبي الفارو اوربي أن المعطيات الحقيقية تؤكد ليس فقط عدم صِحة أقواله. بل أن ما يجري في ظِل سُلطَتِه وحُكمِه ،إتجاه النقابيين هو عكس ذلك ففي العام 2006 راح ضحية عمليات الإغتيال 78 نقابياً وهم من أصل 144 نقابياً جرى إغتيالهم في مختلف دول العالم في العام الماضي اي العام 2006 . هذا الرقم يؤكد أن أكثر من 50% من النقابيين الذين تم قتلهم وإغتيالهم في دول العالم العام الماضي هم من النقابيين الكولومبيين .

لكن الأنكى من ذلك هو أن معطيات العام الحالي لاتُبشر باي تغيير، مما يحاول تسويقه رئيس كولومبيا ، ومنذ مطلع العام الحالي2007. جرت عمليات إغتيال راح ضحيتها أكثر من 30 نقابياً ونقابية في كولومبيا . هذا عدا عن النقابيين المُعتقلين والمفقودين ممن تقوم به المجموعات الضارية التابعة لأصحاب العمل وأصحاب رؤوس الأموال ، على حد تعبير وتصريحات النقابيين في كولومبيا ونشطاء حقوق الإنسان هناك وفي العالم.

في ظل حملة الإحتجاج الدولية الجارية ضد هذه الجرائم.إضطرت حكومة كولومبيا الى تشكيل لجنة خاصة من اجل التحقيق في حالات الإغتيال والقتل التي تعرض لها النقابيين في كولومبيا . تشكيل هذه اللجنة جرى في الأول من شهر يونيو-حزيران 2006 وقد تبيّن من مجريات التحقيق في حوالي 100 حالة إغتيال . بأنها تُشير الى حالات قتل بشعة جرت ضد نقابيين أبرياء ذنبهم الوحيد انهم يقومون بالدفاع بأمانة وإخلاص عن حقوق العمال والموظفين في مختلف المهن ويعارضون سياسة الخصخصة والأسواق الحُرة وعمليات البطش والإستغلال التي يتعرض لها جمهور العاملين في كولومبيا.

إننا ندعو جميع النقابيين والإتحادات النقابية في كل مكان ان تضم صوتها الى صوت السكرتير العام للإتحاد الدولي للنقابات العمالية رايدير، وأن تنضم الى حملة الإحتجاج الدولية .ضد ممارسات عمليات الإغتيال والقتل. التي تجري يومياً، بحق النقابيين في كولومبيا .

ان يُرفع صوت الإحتجاج عالياً ، كي تكون قوة أخرى داعمة لحملة الإحتجاج العالمية الجارية . تصريح الرئيس الكولومبي هذا ناتج عن تشديد حملة التضامن والإحتجاج الدولي الجارية الآن.

فهيا أيها العمال والنقابيين ..هيا نرفع صوت الإحتجاج هذا في وجه السلطة الكولومبية نحن على ثقة انه سيكون لصوتنا وإحتجاجنا تأثيركبير ، مثل إنقاذ حياة نقابي يجري التخطيط لإغتياله في هذه اللحظة ..

نعم نناشدكم .قائلين ..يا عمالنا إتحدوا ..
أيها النقابيين إرفعوا صوت الإحتجاج والتضامن مع زملاء لكم يجري الهجوم عليهم وتُخطف حياتهم يومياً ضمن عمليات إغتيال بشعة .

14 تشرين ثاني -نوفمبر 2007