كلمة فلاح علوان رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق في مؤتمر الاتحاد العالمي للخدمات


فلاح علوان
2007 / 10 / 9 - 12:11     

الحضور الكرام
احييكم باسمي ونيابة عن اتحادنا ونيابة عن عمال العراق، واحيي الاتحاد العالمي للخدمات لدعوته ايانا ومنحنا فرصة الحديث اليكم عن اوضاع المجتمع في العراق واوضاع العمال.
قبل ان ابدأ حديثي، اود ان اقول اني تركت بغداد منذ نحو 6 ايام ، مدينة مسكونة بالعنف والقتل والموت والنزاعات الطائفية، والحديث عن 16 الف اصابة بالكوليرا في كردستان، وقد بدأت اولى الاصابات في بغداد، وسط نقص حاد في الخدمات الصحية ومستلزمات الاسعافات والتجهيزات الصحية. لقد تركت مدينة في اوضاع تبعث على الياس، ولكن حين اجد نفسي محاطا بهذا الصف الواسع من القادة النقابيين والفعالين العماليين من كل قارات العالم، ومساندتهم الحميمة لقضايا العمال في العراق وحركتهم من اجل التحرر، وتبنيهم لمواقف القادة العماليين والحركة المطلبية للعمال في العراق اجد نفسي وسط احساس بالامل والتفاؤل بان العمال في العراق والعالم يمكن ان يشكلوا البديل للاوضاع الماساوية في العراق، بديل التحرر والمساواة باتجاه بناء عالم أفضل.
ان الحديث عن اوضاع العمال والتحديات التي يواجهونها في العراق هو جزء من الحديث عن الاوضاع العامة للمجتمع، الاحتلال، الخراب الواسع، انعدام الامن، البطالة المليونية، نقص الخدمات العامة، نقص حاد في تجهيز الطاقة الكهربائية.
ان قيام السلطات بتطبيق سياسة صندوق النقد وشروطه في تغيير هيكل الاقتصاد ورفع الدعم عن المحروقات والسلع الاساسية، خصخصة المشاريع والصناعات الاساسية، وبالتالي تهديد عشرات ومئات الالاف من العمال بفقدان وظائفهم وتحويلهم الى عاطلين عن العمل، هي في محصلتها سياسة معادية للعمال وتطلعاتهم، وانها تضعهم امام مستقبل مجهول.
ففي قطاع الاتصالات الذي تنوي السلطات خصخصته، حيث بدأت الاتصالات بالمستثمرين، فان هناك 10الاف عامل مهدد بالبطالة، ونحن بصدد تنظيم اعتصام موسع لهم لفرض التراجع على السلطات وتأمين استمرار العمال في وظائفهم.
هناك العديد من الصناعات التي اصيبت بالتوقف جراء رفع اسعار المحروقات او توقف تجهيز الطاقة الكهربائية، وبالتالي ارتفاع اسعار التكاليف، مثل الصناعات البتروكيماوية في البصرة، صناعة الطابوق، صناعة النسيج، الصناعات الجلدية.
ان المصدر الاساس لتامين تمويل قطاع الخدمات العامة وسائر القطاعات هو النفط، والذي يجري اعداد مسودة قانون تتيح للشركات الاستيلاء على ما نسبته 64% الى 68% تحت غطاء ما يسمى بعقود المشاركة في الانتاج، وبالتالي نهب ثروة المجتمع وحرمان القطاعات الاساسية التي تمس حياة المواطنين من الاستمرار. حيث تتاهب الشركات العملاقة مثل شيفرون وبيكتل وهاليبرتون الى القدوم لنهب النفط.
لقد نظمنا حملة واسعة لاسقاط مشروع قانون النفط، ونظمنا تجمعات واعتصامات وحملة عالمية لجمع التواقيع المؤيدة لحملتنا، وانا ادعوكم الى مساندة حملتنا والتوقيع على العريضة التي قدمناها.
السلطات في العراق مازالت مستمرة في تطبيق قرارات النظام السابق في منع الحريات النقابية في القطاع الحكومي، والتضييق على الحريات النقابية. في الوقت الذي يواجه النقابيون في العراق الخطف والقتل والتهديد بالموت، والعقوبات الجائرة فانهم يعملون على بناء حركة نقابية مقتدرة. لقد قدم العديد من النقابيين حياتهم في مجرى نضالهم.
ان انتصار العمال في العراق هو انتصار لكل العمال في العالم.
قفوا مع عمال العراق وساندهم لتحقيق انتصارهم، وفرض بديلهم التحرري للاوضاع الماساوية التي يمر بها المجتمع من احتلال وارهاب.
شكرا لكم