في الدفاع عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق..ادانة التصفويين والانقلاب التنظيمي


مؤيد احمد
2007 / 7 / 2 - 13:16     

لماذا لست مع مشروع الرفيق ريبوار احمد؟
لست مع المقترحات التي يطرحها الرفيق ريبوار في "رسالة مفتوحة" الى الناشطين العماليين حول المشاكل المرتطبة باتحاد المجالس والنقابات العمالية، لا لكون الدعوة العامة الى توحيد صفوف الطبقة العاملة في ظروف الماساوية الحالية في العراق ليست امرا مهما، بل بالعكس، بسبب كون وحدتها امر مهم جدا وكون الحركة العمالية في العراق تخطو خطوات حساسة الى الامام هذه الايام وبسبب كون ما نتخذه من المواقف الان ستحدد، الى حد ما، مصير وسمياء الحركة العمالية لسنوات عديدة قادمة. ان ظاهر مشروع الرفيق ريبوار هو الحياد ولكن عمليا يصبح مشروعا متحيزا يدعم المجموعة التي قامت بتنصيب نفسها وصيا على اتحاد المجالس.

ان الناظر الخارجي لا يرى في طرح الرفيق ريبوار غير اشياء منطقية عامة ودعوة لوحدة صفوف الطبقة العاملة. غير ان من راقب الحركة واتحاد المجالس عن قرب واطلع على التطورات الاخيرة فيها يفهم جيدا بان هناك اشياءا مهمة ناقصة في هذه الرسالة المفتوحة منها: كون اناس يقومون باعمال تشهيرية وتخريبية داخل اتحاد المجالس لم يتلقوا الادانة من قبل الرفيق ريبوار احمد، ليس هذا فقط، بل يحصلون على امتيازات على حساب تدمير الاتحاد وشقه وعزل رئيسه.

حقيقة الامر هي ان مجموعة من قيادة اتحاد المجالس، والذين قد تركوا الاتحاد وانشقوا عنه قبل عدة اشهر، قاموا، وعلى غفلة، وبالاتفاق مع مجموعة اخرى من الناشطين العماليين وغيرهم خارج الاتحاد، بعقد اجتماع لهم . انهم اعلنوا بانهم عقدوا الاجتماع وتم اطلاع العالم بتنصيب رئيسا جديدا، كرئيس مؤقت لاتحاد المجالس والنقابات العمالية، واصدروا امرا بعزل الرفيق فلاح علوان من رئاسة الاتحاد واعلنوا اتهامات وتشهيرات ضده. انهم قاموا بهذا العمل بطريقة تفتقر الى ابسط الاصول والموازين المتبعة في الحركة العمالية وبخرق ابسط القيم التنظيمية العمالية المعاصرة والمدنية، ليس هذا فقط، بل قاموا باطلاق التهم المالية والتشهير بشكل غير انساني وغير لائق ضد الرفيق فلاح. ثم قاموا بتعميم هذا التشهير الشخصي وهذا الانقلاب التنظيمي على المجتمع وبعثوا بها الى منظمات عمالية في العراق وعلى صعيد العالمي وبالتالي الى الاحزاب ايضا كي يقولوا للعالم والحركة العمالية العالمية بان لديهم مفاجئة لهم : انه من الممكن القيام بالانقلاب التنظيمي و"انشطار" منظمة عمالية واحدة الى منظمتين واتحاد واحد الى اتحادين!. لقد قدمت هذه المجموعة هذا الاختراع الجديد وهذا التشهير الشخصي بقائد عمالي ورئيس منظمة عمالية راديكالية في العراق كهدية للبرجوازية واحزابها وقواها الرجعية لشق صفوف الحركة العمالية واتحاد المجالس وكسر مكانته.

ان هذه المجموعة وبهذا العمل قد سلبوا من انفسهم اية احقية واختاروا لانفسهم مسلكا مناهضا للحركة العمالية. انهم مدعوون قبل كل شئ الى التراجع عن هذه الممارسات وهذا المسلك وتقديم الاعتذار الرسمي. فاذا فعلوا ذلك سيكون من الواضح بانه لا يمكن لاحد سد الطريق امام نضالهم المشترك الاصولي داخل اتحاد المجالس والنقابات العمالية. ومن الضروري ان تكون هناك الفرصة المتساوية للجميع ولهم ايضا الحق كباقي الاتحادات الاخرى للمشاركة في مؤتمر اتحاد المجالس. ان مشكلة طرح الرفيق ريبوار هي انه لا يرى في كل هذه التطاولات امرا مدعيا للاستياء ومناهضا للطبقة العاملة وحركتها في العراق والا لكنا قد راينا شيئا في طرحه يدين تلك الاعمال.

جانب اخر من مشاكل وتناقضات طرح الرفيق ريبوار هو: ان اتحاد المجالس لا يتوحد ولا يتقوى من خلال الدعوة العامة الى وحدة الطبقة العاملة ولا يتقوى من خلال التوحيد والعمل المشترك مع هؤلاء بدون التراجع عن اخطائهم. حسب معلوماتي، ولحد الان، لم يصل طرحه الى مكان ما، حيث تبين اخيرا بان نفس تلك المجموعة قاموا بعقد اجتماعهم وانتخبوا رئيسا اخرا ليديموا بعملهم الانقلابي. وهذا يبين بوضوح كيف ان طرح الرفيق ريبوار كان بمثابة امتياز لهم، والا كيف انهم وافقوا على الطرح في البداية ومن ثم تراجعوا عنه، ربما بعدما عرفوا بان الرفيق فلاح والرفاق الاخرين في الحركة، لا يقبلون مشروع الرفيق ريبوار. وهذا دليل اخر لعدم حيادية طرح الرفيق حيث انهم يرونه بان ذلك امتياز لهم وليس لتمسكهم بوحدة صفوف الطبقة العاملة. للرفيق ريبوار كامل الحق بان يدافع عن الخط الذي يراه صحيحا والذي يفكر بانه يمثله ولكن طرح الامور بشكل يضع الطرفين في هذا الصراع على مستوى واحد ليس صحيحا.

ان ظاهر الموضوع هو الاختلاف حول ممارسات الطرفين في النزاع ولكن جوهر الصراع والاختلاف هو حول تصوراتنا المختلفة لكيفية التطوير بالحركة العمالية. اني لست من انصار الدفاع عن اشخاص معينين فقط اوعدم انتقاد اخظائهم بل من انصار الدفاع عن الخط السياسي والتيار والميل الذي اراه يناضل لاجل تقوية نضال طبقي عمالي موحد ويمثل الشيوعية العمالية وافاقها واجندتها في الحركة العمالية ومنظماتها الجماهيرية وعن الاشخاص الذين يمثلون ذلك الخط . في هذه الاوضاع اني اعتبر الرفيق فلاح علوان ورفاقه الاخرين هم شركائي في هذا الخط في الحركة العمالية وليس بعض الرفاق الاخرين وهذا هو جوهر الامر بالنسبة لي.

فليس صحيحا من ان يقبل احد هذا الامر مني بوصفه خلافا للراي والتوجهات وكامر طبيعي ولكن في الوقت نفسه ان يتوقع مني السكوت عن الاعمال التخريبة للخط الذي لا اعتبر نفسي معه سياسيا و"انشطاري" بطبيعته. ربما يكون هناك كثير من التفاصيل والاعمال من الجانبين نكون نحن مختلفين في تقيمنا لمدى كونه عمل غير اصولي او غير عمالي، يعتبر خروقات ام لا، ولكن هذه ليست مسائل مهمة الان ولم تكتسب ابعادا اجتماعية. الموضوع المطروح الان على الساحة العملية داخل الحركة العمالية وحتى داخل الحركة الشيوعية العمالية ونحن مدعوون لاتخاذ الموقف منه هو: اننا وخلال السنوات الاربعة الماضية نحاول ان ننمي الاعتبار والمكانة لاتحاد المجالس داخل الحركة العمالية وان اتحاد المجالس قد تقدم خطوات الى الامام ولكن نرى بان هناك مجموعة تريد ليست فقط الانشقاق، حيث جربوا هذا فيما سبق وما افاد لهم ذلك، بل تدمير هذا الاتحاد وكسر سمعته امام العمال والمجتمع وعزل رئيسه والتشهير به والقيام بانتحال اسم المنظمة والاستمرار بهذه الممارسات.

اننا مدعوين بان نقول شيئا حول هذا وكلنا احرار في كيف نقيم هذه الممارسات ولكن، براي، ما نقوله اليوم حول هذه الاعمال سيحدد سيماء الحركة العمالية الحالية وللسنوات القادمة. ان الكف عن ممارسة هذا النمط من الاعمال وادانته هو الشرط كي يثق العمال بان هذه المجموعة تريد وحدة الطبقة العاملة ووحدة صفوف نضالها وان ذلك حتى احسن لهم كاشخاص وان كنت مخالفا معهم.



الجذور السياسية للمشكلة



ان المشاكل المطروحة الحالية وتحديدا الاعمال التدميرية والفوضوية و"الانشطارية " الاخيرة تجسيد لنمط عمل سياسي معين موجود في ظروف العراق والناتجة عن عقود من الجمود السياسي في هذا المجتمع. انه نمط عمل يعكس ضغوط وتاثيرات واساليب عمل تيارات اجتماعية، اكثر اصالة داخل المجتمع، للطبقات الاخرى غير الطبقة العاملة. الواقع المؤسف والمر هو ان هذه المجموعات وهذا الاسلوب الانقلابي وهذا الميل "الانشطاري" تتغذى وتتقوى بسبب وجود اساليب وتقاليد عمل اليسار التقليدي الراديكالي في حزبنا وحركتنا الشيوعية العمالية. ان عدم اقتدار حزبنا على تحقيق الفصل التاريخي عن نمط اعمال اليسار التقليدي الراديكالي هو السبب في ان يكون بوسع مجموعة من ناشطين عماليين ومثقفين سياسين في ان يقوموا بهذه السهولة بهذه الانشقاقات والتشهيرات و"الانشطار" والحاق الضرر باتحاد المجالس وبشخص الرفيق فلاح علوان.

خلال السنتين السابقتين ومع كل خطوة بسيطة يخطوها اتحاد المجالس والنقابات العمالية على صعيد الحركة العمالية ومع كسب اية درجة من السمعة والمحبوبية والموقع المعنوي والاعتبار داخل اوساط العمال وعلى صعيد العالمي، بوصفه منظمة عمالية راديكالية مرتبطة بالافاق الشيوعية والحزب الشيوعي العمالي العراقي، راينا بان هذه المجموعات وهذا التيار تشعر بالخناق والضيق وتبحث عن سبل اعاقة تلك التطورات والحط من مكانة الاتحاد ودور الرفيق فلاح . ان اصحاب هذا التوجه وهذه المجموعات لم تتوقف عن اثارة المشاكل التنظيمية التفصيلية وخلق التكتلات والفوضى داخل الاتحاد ومن ثم الانشقاق عنه والتشهير برئيس الاتحاد. بكلمة انها لم تتوقف عن اثارة امور ثانوية وشخصية وتنظيمية ادارية والتي لا صلة لها بمصالح الحركة العمالية وامر وحدتها ونضالها.

ان القوى الشيوعية العمالية وقيمها التنظيمية والعملية متجذرة بعمق في هذا الحزب وقوية الى الدرجة الكافية بان تسد الطريق على تلك المجموعات وتفشل اعمالها التنظيمية التدميرية وانقلابها وان تفرض تراجعا جديا عليهم. ان اتحاد المجالس لا يمكن ان يتجزء ويتلاشى اثر فعل هؤلاء، صحيح انهم قد القوا بضربة على الحركة العمالية واتحاد المجالس والحزب ولكن بالمقابل اوجدوا فرصة مواتية لحزبنا وحركتنا وكوادرها كي تتدخل وترفع راية الوقوف بوجه هذه التطاولات وان ترسم الحدود بينها وبين هذا الخط اليسار الراديكالي وممارساتها للاسياسية على صعيد الحركة العمالية.

اننا كحزب استطعنا ان نخطو خطوات مهمة في العمل داخل الحركة العمالية خلال السنوات الاربع الماضية وبالاساس عن طريق اتحاد المجالس والتعامل معه بوصفه منظمة جماهيرية عمالية منفصلة عن الحزب لها الية عملها المستقل. لقد كان ذلك انقطاعا عن نمط التيار اليسار الرديكالي الذي لا يعرف شيئا اسمه آلية مستقلة للحركة العمالية ومنظماتها والذي لا يتمسك بمبدء نقل تاثيره السياسي والمعنوي عن طريق العمل داخل هذه المنظمات الجماهيرية والمشاركة في النضالات اليومية للعمال بشكل عضوي وليس "الاقحامي". ان تطور دور اتحاد المجالس داخل الحركة العمالية وتنظيم صفوف العمال في اطاره كان بدرجة كبيرة نتيجة فعالية رفاق عماليين داخل الحركة العمالية والذين هم كانو ايضا بعض منهم كوادر الحزب واعضاء قيادته. المشاكل التنظيمية والانشقاقات والاعمال الفوضوية بوجه الاتحاد، وعلى طول السنتين الماضييتن، كانت بدرجة ما نتيجة مقاومة تقاليد العمل اليسار الراديكالي بوجه الاستمرار بهذا الخط الشيوعي العمالي للحزب، اكثر ما يكون نتيجة المشاكل الداخلية واحتكاكات مصالح وتطور صراعات جانبية داخل مجموعات الناشطين العماليين وغير العماليين في اتحاد المجالس. ان هذه الصراعات وهذه الاحتكاكات محتملة في المنظمات الجماهيرية ولكنها لا تتحول الى انشقاقات واعمال فوضوية وتكتلية وتدميرية، اذا لم تتلقى، وانا اتحدث عن الظروف العمل الحالية في العراق، القوة والدعم المعنوي من تقليد عمل اليسار الراديكالي داخل الحركة الشيوعية العمالية وحزبنا ايضا. فهذه هي مشكلتي الاساسية فيما يتعلق بمسالة الموقف من مشاكل اتحاد المجالس و"الانشطار" الذي يحصل فيه. فمن لا يرى هذا الجانب من الموضوع لا يرى، باعتقادي، واقع حركتنا بشكله الشامل ولا يرى كيف اننا كشيوعيين عماليين بحاجة الى نضال عنيد وشاق كي نتخلص من هذه الانماط من العمل ونفتح الطريق امام حركة شيوعية عمالية قوية متدخلة بشكل عضوي في الحركة العمالية.

ان اليسار الرديكالي لا يتمسك بالية الحركة العمالية لانه، بطبيعة الحال، خارج العلاقة العضوية التي تتطور فيها وتنمو المنظمات الجماهيرية العمالية. ان التمسك بالية تطور نضال الطبقة العاملة ومنظماتها الجماهيرية والعمل داخل هذه الالية هي التي تخلق ايضا الارضية لتحقيق العلاقة العضوية بين الحزب وجماهير العمال. ان هذا التيار يتصور بانه مادم يمثل "الراديكالية السياسية" يستطع ان يشكل المنظمات الجماهيرية العمالية كل مرة وكل ساعة وكيفما يشاء، واذا صادف وان تلقى صعوبة في التفاهم مع القادة العماليون يستطع بكل بساطة ان يطرد ويعزل هذا وذاك ويشكل اتحادات اخرى ومنظمات جماهيرية اخرى و يخلق التكتل والانشقاق او حتى "الانشطار" كما حصل اخيرا . انه لا يفهم بان علاقة الحزب بالطبقة ليست علاقة سياسية مجردة بل هي علاقة تيار سياسي وتقليد نضالي داخل الحركة العمالية وان احد تجسماتها هو كيف ان هذا التقليد النضالي ينظم ويقود ويوحد اعتراض وصفوف العمال داخل المنظمة العمالية الجماهيرية ويسعى من اجل تحقيق وتجسيد نقوزه السياسي داخلها. فعندما تفشل وتسلك مبدء الاختيارية وتمارس الفوضى والانشقاقات الفوقية والتكتلية تثبت بانك خارج ديناميزم الحركة العمالية فلا تستطع ان ترجع اليها مرة اخرى.

ان جوهر هذا النمط من العمل واشكالاته ليس مسالة معرفية ومسالة معزولة عن المجتمع والطبقات والتحولات السياسية التي تحصل فيه. في هذا النمط من العمل لليسار الراديكالي التقليدي، الحركة العمالية واقع معطاة ويريد هذا التيار ان يلعب فيها دورا لصالح اهدافها السياسية التي هي غريبة عن العمال وامالها الاشتراكية التحررية . ان اساليب العمل التي يمارسها ممثلي اليسار المثقف الراديكالي في الحركة العمالية تصطدم بآلية العمل النضالي داخل الطبقة العاملة، ليس هذا فقط، بل تعكس هذه الاساليب الى درجة كبيرة الاختلاف فيما بين رؤية هذا التيارللحركة العمالية وافاقها التحررية ورؤية الماركسيين والشيوعين العماليين لها. ان هذا الميل وهذا التوجه يرى الطبقة العاملة وحركتها، وان الضعف الموجود حاليا في الحركة العمالية في العراق ينمي هذا التصور، كوسيلة لخدمة تاكتيكها السياسي. انه لا يرى باي شكل من الاشكال في الحركة العمالية افاق تحولها الى حركة اشتراكية قوية تستطع ان تحدث ثورة في البنيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع. انه يرى بانه يستطع ان يعمل ما يشاء، لسبب بسيط هو ان الحركة العمالية ومنظماتها الجماهيرية بالنسبة له هي امتدادات ووسائل معينة في خدمة تاكتيكه السياسي على صعيد المجتمع خلال فترة معينة. فبالتالي الحركة العمالية وقود لتحقيق اهدافها السياسية الغير متطابقة مع افاق التحولات الاشتراكية والشيوعية التي ممكن تحقيقها اثر تطوير حركة عمالية عظيمة تقوده الشيوعية العمالية والحزب.

ان الحزب الشيوعي العمالي هو ذلك التيار السياسي الذي بدونه لا يمكن للحركة العمالية ان تنجز تلك التحولات الاشتراكية، ولكن، هناك فرق شاسع بين حزب سياسي شيوعي عمالي ينخرط في تحقيق هذه التحولات الاشتراكية ويحقق علاقة عضوية بالحركة العمالية وبين تيار اليسار التقليدي للمثقفين الذين ليسوا اهل هذه المهمة ولا نشطاء الحركة العمالية. موضوعي ليس هو الان الخوض في تفاصيل الاوضاع السياسية الحالية التي يمر بها العراق ومسالة تكتيكات الحركة العمالية والحزب في هذه الفترة، او علاقة تلك التكتيكات بالحركة العمالية والمنظمات الجماهيرية بما فيها اتحاد المجالس. النقطة الاساسية هي نقد نمط عمل اليسار الراديكالي التقليدي في الحركة العمالية وكيف ان هذا النمط يشكل عائقا جديا امامنا لتقوية نفوذ الحزب المعنوي والسياسي والتنظيمي داخل الحركة العمالية.

ان الحركة العمالية واللجان العمالية والمنظمات الجماهيرية العمالية وبكلا شكليها،المجالسي والنقابي، هي اشكال تنظيم نضالات الطبقة العاملة الجماهيري وان هذه المنظمات العمالية تلعب ادوارا مختلفة في مختلف مراحل التطور السياسي والصراع الطبقي في المجتمع. انها حقيقة ملموسة: كلما كانت هناك صفوف الجماهير العمالية موحدة في منظمة جماهيرية واحدة، كلما استطاعت تلك المنظمة من ان تعكس مصالح الطبقة العاملة وفئاتها المختلفة بشكل اوسع وكلما كانت اكفاء في نضالها ضد السلطات والطبقات الحاكمة. ان تيار الشيوعية العمالية كتقليد سياسي واجتماعي ونضالي داخل الحركة العمالية ينظر الى وحدة صفوف الطبقة العاملة وتوحيد نضالها الطبقي بمثابة امر حياتي، ليس هذا فقط ، بل ينجز ذلك في نضاله ويجسدها عمليا في مختلف مراحل تطور الحركة العمالية. ان القادة والمحرضون والناشطون العماليون هم الذين لهم الدور الاساس في تنظيم وتوحيد صفوف الطبقة العاملة، رغم الاختلافات الفكرية والسياسية الموجودة بين اوساط الطبقة والتقسيمات التي تفرضها البرجوازية عليهم. كما ان هؤلاء الناشطون العماليون يعرفون اكثر من الاخرين كيف ان عليهم تحقيق وحدة صفوف نضال العمال في منظماتهم الجماهيرية حيث بدون منظمة فعالة جماهيرية لا يمكن تحقيق تلك الوحدة ولا تحقيق مطالب العمال. ان الفوضى التنظيمي والانشقاقات والتكتلية بوصفها نمط عمل ليس من خصائص قادة عماليون منخرطون في تنظيم احتجاجات العمال ومساعي تحسين حياتهم ومعيشتهم. ان من يشوه سمعة منظمة عمالية راديكالية وقادته ويقوم "بانشطاره" هو ليس بعمالي انه مثقف سياسي بامكانه الاستغناء عن ضرورة وجود منظمة عمالية جماهيرية قوية.

اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي لا زلنا وبعد ما يقارب 14 سنة نسعى الى ان نتحول الى حزب سياسي اجتماعي واسع وبنظري ان احد تجسمات تحقيق هذا التحول هو الفصل عن انماط العمل اليسار التقليدي فيما يخص الحركة العمالية. ان اتخاذ موقف عمالي ماركسي ضد الحاق الضرر باتحاد المجالس والنقابات العمالية وقادته ومواجهة المجموعات "الانشطارية" وممارساتها بشكل حازم هو احدى المنعطفات التي يجب عبورها بشكل موحد وحازم.

واخيرا، ان ما قامت بها هذه مجموعة من التشهير والتطاولات التنظيمية ضد اتحاد المجالس لا يمكن الا ان تكون خطرة في ظروف العراق الحالية وفي وضع الفلتان الامني. فان هذه السلوكيات وهذه الاعمال لا يمكن ان يتوقع احد منها نتائج جيدة فيجب سد الطريق عليها باسرع وقت. ان الوضع بنظري يحتاج الى اخذها بكل جدية وادعو جميع مناضلي الحركة الشيوعية العمالية والناشطين والقادة العماليين التدخل بحزم وكسب الاطلاع الكافي والمشاركة في هذا الجدل، كي نفرض التراجع على ونتخلص من ازعاجات هذا النمط من السلوكيات وهذا النمط من الاعمال بطريقة سياسية واصولية ونخوض صراعا فكريا ضده ونعمق من وحدة اتحاد المجالس والحزب ووحدة عملهما على كافة المستويات.