أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد العالي الحراك - الخطرالايراني موجود وقائم وليس (فكرة غامضة)















المزيد.....



الخطرالايراني موجود وقائم وليس (فكرة غامضة)


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 09:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم اتوقع ان اختلف اختلافا جذريا مع الاخ صائب خليل حول فهم ايران ونواياها والموقف الوطني الخالص اتخاذه ازائها, جراء تدخلها السلبي في العراق,الذي هو حقيقة واقعة وفعل يومي دامي وليس (فكرة غامضة),بعيداعن موضوع الاحتلال الامريكي واضراره,والفهم العربي القومي الشوفيني للعلاقة مع ايران في أي زمن واية حقبة. فالشوفينية القومية ليست موضوع الماركسيين عموما والعراقيين خصوصا في هذه المرحلة,الا اذا تعمقنا في تقديم تحليل علمي معمق في جانبها الفارسي الذي طغى على الجانب الديني,رغم سيطرة رجال الدين في ايران على الحكم,منذ ثلاثين سنة تقريبا واستخدامهم السياسة مغلفة بالدين ومحشوة بمفهومها القومي الفارسي. حول هذا الموضوع ادعو الاخ صائب ان يطلع على دراسات ومواقف القوميات الايرانية المختلفة الموجودة في ايران,وان يستثني القومية العربية في الاهواز منها,كي لا يقول انها مدعومة من العرب وتنحى منحاهم.اوان يعايش الوضع السياسي والاجتماعي الداخلي في ايران ودراسته ميدانيا لبضعة سنوات,او يحاورلفترة لا بأس بها مع من عاش في ايران حتى من اسلاميي السياسة العراقيين انفسهم( الشيخ محمد باقر الناصري وهو من حزب الدعوة الاسلامية الذي يكتم انفاسه ايضا اتجاه ايران ومواقفها السابقة والحالية مثالا,والشيخ حسين المؤيد الذي اجتهد شابا بذكاء اسلامي نادر جدا بين رجال الدين سواء في قم او النجف وعاش معزولا في قم وعانى ما عاني وهو الان يقف موقفا صريحا وعلميا من ايران وكيف تغلب القومية الفارسية حصرا على الدين والقوميات الايرانية الاخرى) ليتعرف جيدا على العلاقة بين الدين والقومية في ايران في الوقت الحاضر وكيف يسخر الدين باتجاه القومية ومن يؤثرعلى حساب الاخر.المواضيع عميقة ومتشعبة فيما يخص سياسة ايران على اراضيها وفي العراق ولا تكفي مقالة او بعضها لتوضيحها,ومن يعيش في ايران سيكتشف النقيض عما يقوله الاعلام بحقها او تدعيه سياستها.لقد ارتد الى الوراء كثير من العراقيين الاسلاميين وهاجروا منها الى دول الغرب ( دول الكفر كما تسميها ايران وارهاب ابن لادن) وبعض العرب من مصريين وتونسيين الذين غيروا مذاهبهم لصالح ايران باديء (الثورة الاسلامية )ثم عادوا الى بلدانهم ومذاهبهم الاولى نادمين لما لاحظوه وعانوه في ايران من تمييز قومي وتفضيل للقومية الفارسية.ادعو الاخ صائب ومن يتفق معه في الرأي ان يتروى في رأيه السياسي حول ايران وان لا يربطه بالموقف من امريكا او ما يطرحه بعض القوميين العرب والعراقيين من مواقف وآراء فيها من الشوفينية ما يقابل شوفينية ايران الفارسية,عبر التاريخ البعيد والقريب والذي نعاني منه في العراق ومن الطرفين.. يجب ان نشكل طرفنا الوطني الانساني الحق..نبنيه ونوحده ونقويه,وان يكون لنا دورنا الوطني الذي يناهض ويقاوم الادوارالعدوانية الاخرى الامريكية والايرانية والارهابية الشوفينية والتكفيرية,ويوجد له المكان للفعل وليس للقول فقط . اتمنى ان لا يكون ردي على مقالة الاخ صائب المنشورة في موقع الحوارالمتمدن بتاريخ 9-11-2008 دعوة للخلاف معه , بل توضيحا لحقيقة الخطرالايراني الذي اعتبره مع شديد الاسف (بالفكرة الغامضة).اتمنى عليه ان يعيد النظرعبر التفكير العقلاني حسب مجريات الاحداث في العراق التي لا يمكن معها اعتبار تدخل ايران وخطرها الجاثم على نفس العراق (فكرة غامضة). الاخ العزيز صائب..سوف ارد على ما ورد في المقالة بشيء من الاختصار,لان المواضيع كما ذكرت عميقة ومتشعبة ولا بأس بالقليل فقد يوضح القضية بعض الشيء وقد تعم الفائدة للقراء العزاء ومن تختلط امامه الاوراق.
1.لم تسقط مبررات الاتفاقية مع امريكا اوغيرها,ولكن المطلوب توازنها وتلبيتها لمصالح العراق السيادية والوطنية اولا وتثبيت وتوضيح للامورالواردة فيها بكامل الشفافية والعلنية,عبرحكومة وطنية قوية مستقلة متوازنة,واثقة من نفسها فاعلة مؤثرة في شعبها وارضها,محترمة في جوارها والعالم,تقوم بواجباتها الاعتيادية تجاه شعبها وتقدم الخدمات الاساسية على اساس الحقوق والواجبات المبنية على المواطنة وليس على اساس المحاصصة الطائفية,عندها ستتوفرالمبررات الحقيقية وليس (الضغطية) لعقد اتفاقية مع اية دولة وفي مقدمتها امريكا.
2. رفض الاتفاقية او قبولها ليس مصدره الخوف من امريكا او ايران,بل انه رفض وطني وشعبي مبرر,لما عاشه ويعيشه الشعب من اضرارهاتين القوتين..يجب تأسيس اعمدة هذا الرفض ودعم بنائه وتطويره كي لا يصب في المصب الايراني,وكي لا يضطرالبعض للقبول بالوجود الامريكي الحالي تحاشيا من تدخل ايراني محتمل,ان لم يكن اكيد بصورةومعاني عديدة غير كلاسيكية..وقبول الاتفاقية على علاتها هوانبطاح امام امريكا واستسلام لها وتلبية لمصالح محدودة لقوى سياسية عراقية لها ارتباط بامريكا, لتحميها ولتتظلل بظلالها ولزمن غير محدود.. من الخطأ الكبيرالأنضواء تحت أي من هذين الخطرين اونقد الواحد باتجاه خدمة الاخراوالتقليل من مخاطره واعتباره (فكرة غامضة)او(صديق حميم).
3.الرفض المطلق كالقبول المطلق للاتفاقية فهو رد فعل عاطفي انفعالي,يدور حول نفسه اذا لم يكن مؤسسا على وجود سياسي وطني ينظم ويقود الشعب الرافض ويدعو الى وحدة الاطراف الوطنية المستوعبة والمقتنعة بمشروع الرفض, يدعوها الى تنقيح برامجها وتخفيفها من الاحمال الايديولوجية والقومية والمناطقية والتركيزعلى تحريرالبلاد من أي محتل ومن أي متدخل.
4.جيد جدا ان يدعو الاخ صائب الى(التفكير التحليلي الهاديء لمعرفة تفاصيل كل خطر واكتشاف سقفه وحجمه وطريقة التعامل معه) وهذا هو المنهج السليم,لو انك سلكته يا اخ صائب قبل الكلام عن ايران واعتبارك خطرها مجرد (فكرة غامضة) ولأتكتشفت كم هوخطرالوجود الايراني في العراق.وكلمة (الوجود) هذه ابعد في مغزاها من الاحتلال المكاني او الزماني ويراد لشرحها مجلدا ان لم اقل مجلدات ولا ابالغ.. فليس الامرمتعلق بعدد سكان ايران وحجمها وقوتها العسكرية والاقتصادية وحالة العراق الضعيف الان, بل اموراخرى ترتبط بالدين والمذهب وتسييسها بطريقة عميلة عميقة مبنية على اعتقاد ديني عميق في سلبيته واضراره على مفاهيم حديثة عديدة منها الوطنية حيث يلغيها الغاءا كاملا وهنا ايضا يطول موضوع البحث في هذا الجانب.
5.لا يجوز اتهام الجميع بالمبالغة في تقييم وتقديرالخطرالايراني,قبل البدء بالدراسة التحليلية الهادئة.فليس الجميع (سنة طائفيين انتهازيين اوسلفيين تكفيريين او قوميين عرب شوفينيين) بل ان المنطق والعقل والواقع الوطني المعاش يؤكد ذلك الخطريوميا بجميع الحواس البشرية وليس فقط بالاعلام..انه تقييم مبني على واقع وليس (تنظير لرد فعل عاطفي انفعالي) يستشف منه مستقبلا مظلما واشد خطورة,اذا ما اعتبرنا وجود امريكا يشكل عائقا في طريق زيادة ذلك الخطر واستفحاله اومداهمته بشكل قد لا يكون ميكانيكيا مباغتا كي تقف بوجهه دول العالم والامم المتحدة,التي لم تقف بوجه امريكا لانها الدولة الاقوى الوحيدة في العالم ,ولم تقف بوجه تدخل ايران أيضا,رغم انها دولة محاصرة دوليا وليست بتلك القوة كما هي امريكا,حيث تركت لها امريكا الحدود مفتوحة,وان اغلقت فاطلاعات ايران تعرف كيف تدخلها كما دخلتها عبرالسنين الماضية واحداث انتفاضة اذار 1991شاهدة على ذلك.

6.كيف يتم وصف الخطر الايراني على انه (رعب غير محدد الملامح) انه واقع فيه قتل وميليشيات على الارض وحجاب بقوة السلاح واموال واغراءات وسلاح وعتاد ايراني,تعترف به الحكومة العراقية,خجولة مترددة,وتنكره قوى سياسية اسلامية عراقية تعمل من اجل اقامة اقليم طائفي في الجنوب,وفي نفس الوقت تطالب بتسديد ديون ايران على العراق خلال الحرب العراقية الايرانية, ولابد ان يولد هذا الوجود القاتل خوفا ورعبا..فالخوف والرعب تعبير عن امر محسوس , وهوحق وليس وهما,لان المرعوب لا يدعي حالما بكابوس الخطر قائم وقادم من (مدغشقر) مثلا بل الخطر قائم في العراق ومصدره وقوته في ايران.
7.صحيح يجب على العراقيين ان يواجهوا الاعداء بأنفسهم ,لكن يجب تأهيلهم وتأهيل واقعهم اولا,عن طريق اعادة انبعاث قواهم الوطنية ودورالعناصرالمثقفة الواعية..واقعهم الذي غيره الاحتلال وعبثت به ايران وقواها السياسية والميليشياتية التابعة لاحزاب الاسلام السياسي الطائفية,التي تعترف بها ايران وتدعمها من جانب وتؤذي الشعب العراقي,الذي لا يحبذ وجودها بل يكرهها من جانب اخر,وهذه هي سياسة ايران القومية الخبيثة. ونقطة اخرى من نقاط شدة خطورتها,في ان عموم الناس البسطاء لا يفهمونها كما يفهموا امريكا لتاريخها وممارستها الحالية على ارض العراق.لهذا يتطلب الامر توعية يقوم بها الوطنيون العراقيون الاخيارالمخلصين الصريحين الذين لا يخشون شيئا,ولا يستطمعون في شيء غير العراق وعزة نفس العراقي,وليس ايهاما وتخديرا بمواقف سطحية او ما يناقضها من مواقف طائفية او قومية شوفينية تأجج الحقد والكراهية المزمنة وغيرالمبررة.
8. لا يمكن ان يعتمد العراقيون الوطنيون الاخيارعلى الاحتلال الامريكي او الايراني لا في الحاضر ولا الى ابد الآبدين.اما اولئك المعتمدون,فهم عملاء امريكا وتابعي ايران ولابد ان يكون لهما اعوان وعملاء وتابعين ولا بد ان يستفيد هؤلاء من بقاء أي احتلال ليقتاتوا منه على اقل تقدير وليس جميع العراقيين هكذا,كما ان ليس جميع من رفض الاتفاقية سوف ينتهي الى نتيجة ايجابية,اذا لم يكن واعزه ودافعه احساسه وواجبه الوطني. الصراع السياسي موجود وهو صراع ادوارومصالح والدورالوطني مصالحه وطنية معروفة..انا ادعو العراقيين المخلصين ان لا يضيعوا وقتهم بين بين بل ان ينحازوا معلنين صراحة الى جانب الشعب في صراعه ضد اعدائه الموجودين على ارضه الان وعبر الحدود لاحقا.
9. ليس هناك خوف من ارهاب مجرد,بل من ارهاب حقيقي جلبته امريكا الى العراق,وارهاب ميليشيات صنعتها ايران في العراق.الخوف ايضا من طائفية سياسية تهيء ارهاب من نوع اخر,والا لماذا لم تحل احزاب الاسلام السياسي ذات التوجه الايراني ميليشياتها؟ ولماذا لا يختفي السلاح من الشارع؟ ليس للاحتلال الامريكي اصدقاء في العراق وان وجدوا فهم قلة ولمصالح محدودة سوف ينتهوا بانتهاء الاحتلال.اما ايران فأتباعها وليسوا اصدقائها كثيرون واشد ارتباطا بايران ويقومون الآن بارهاب فكري وثقافي رجعي متخلف,وسيولدون سمومهم باستمراروان تعرضوا الى ابعاد او ازاحة من الحكم والسلطة فسيتحولوا الى اشد انواع الارهاب بأسم الجهاد في سبيل الاسلام وسيبدؤنه بقتل الوطنيين التقدميين الاحرار وهو قرين جهاد الارهابيين الاخرين.
10. لن يعتبر الخطر الايراني رعبا,بل خطرا ماديا ملموسا ومعاشا وفي تزايد,كلما اعطيت ايران مجالا وترحيبا في العراق وغيرالعراق من دول المنطقة ومنظماتها واحزابها السياسية. فما يحصل في العراق وفي لبنان وفلسطين من رعب وخوف وقلق وطائفية وطغيان المد الديني الرجعي والصراع السياسي,الذي لا نتيجة وطنية ايجابية منه قد تحققت,الا مزيد من الخسائرفي الارواح والاموال ومضيعة للوقت سببه ليس فقط اعتداءات اسرائيل بل تدخل ايران واتباعها لمصالحها وصراعها الطائفي مع السعودية ومصرالمغطى بالصراع مع اسرائيل وامريكا,وهي ليست بمستواه..يجب ان ينتبه الوطنيون في هذه البلدان بان الموقف الايراني واتباعه من امريكا واسرائيل,ليس الا سرابا لا طائل من اللهاث ورائه.هذه ليست دعوة دعم لعملاء امريكا في المنطقة,بل دعوة الى الوطنيين المخلصين ان يأخذوا دورهم في وحدتهم الوطنية دون اللحاق بتبني ادوارا اخرى ليست من واجبهم الرئيسي.
11.العراق ليس سورا محميا من قبل امريكا,بل تركت حدوده مفتوحة مباحة,استغلتها ايران كي تدخلها اينما تشاء بعد ان كانت تدخل قبل الاحتلال من نقاط محددة تراقبها وتسيطرعليها اجهزة مخابراتها واطلاعاتها,رغم ان الحدود كانت مغلقة في زمن صدام,الا ان الاطلاعات الايرانية وقوات الحرس الثوري الايراني التي كانت تقود وتوجه قوات فيلق بدر,كانت تصول وتجول على طول الحدود العراقية الايرانية من شمالها الى جنوبها,عندما ازداد ضعف صدام وتقبل الرشوة افراد قواته المسلحة, بسبب الجوع الذي عم العراق زمن الحصار.فليست المسألة تتعلق بغلق الحدود اوفتحها ازاء من ينوي التدخل عندما يضعف الاخر.اما وجود امريكا فهو ليس على الحدود كما هو معروف وهو وجود ليس ضامن بل ضار بالعراق الى ان تنهض حركة وطنية واسعة وحكومة وطنية حقيقية,بديلا عن حركة دينية مذهبية تقسيمية في المجتمع وحكومة طائفية مترددة متخلفة,تحول دون تدخل ايران بشكل اشد خطورة.محتوى الفقرة الاولى من عنوانك(مبالغات) يخالف الواقع تماما وليس هناك اية مبالغة فيما وصفت به ايران وقد اعتمدت في تقييمك على مقولات واراء اخرين معظمها عروبية شوفينية.وهنا لا يصح التعميم والغاء الروح الوطنية والاخلاص لدى العراقيين.
12.امرتدخل ايران في العراق وخطورته مختلف نهائيا عن تصريحات وزير خارجية المكسيك في وقته والعلاقة مع كوبا..عزيزي صائب عندما تعيش واقع ايران على ارضها وواقعها الحالي في العراق,ستكتشف اشياءا اخرى مناقضة ولابد ان يتغيرموقفك وبسرعة في صالح الحقيقة والمنطق والعقل,لانك واعي وتستخدم العقل والحجة..لقد قال لي احد العراقيين الاسلاميين الحقيقيين في ايران,عندما كنت اناقشه حول وقائع كنا نعيشها هناك في منتصف التسعينات,اجابني خجلا(بقدر حبي وتعلقي ب(ايران الاسلام) افضل لو بقيت في العراق ولم اهاجراليها,فقد يتحول حبي لها الى كره لفضاعة ما نشاهده على ارضها وكيف تعاملنا نحن العراقيين الذين ضحينا في سبيلها..لقد حدثنا اهلنا عن النفسية الايرانية المتعجرفة والشوفينية فلم نصدقهم وقلنا الان في ايران حكومة اسلامية وليس الشاه..يبدو ان الاسلام لم يدخل في قلوب الايرانيين فهم ما زالوا قوميين ولا يمكن القبول بهم) واحاديث كثيرة لمثل هذا الشخص وخاصة من اتباع حزب الدعوة الاسلامية الذين تركوه مذ كان في ايران لشدة اخلاصهم لدينهم ولوطنهم..فليس جميع الاسلاميين العراقيين طائفيين.
13.هذه وسائل اعلامية عراقية قد تنقل معلومة صحيحة او كاذبة,حسب سياستها ومصالحها وهي ليست قنوات اعلامية مستقلة وحرة بمعنى الكلمة,الا ما ندر,بل ان معظمها مرتبطة وممولة من هذه الجهة او تلك,فلا يجب على شخص واع مثلك ان يعتمد عليها في التحليل والتقييم وهي لم تنقل حقيقة ايران في العراق الا بصورة مقلوبة ومن يتابعها ولا ينقدها فستكون تحليلاته وتقيماته مقلوبة ايضا.
14.ليس بالضرورة ان تسمع بأسم انتحاري ايراني,فالانتحاري موجود ,متبرع به من ازلام ومغفلي القاعدة ومن السلفيين التكفيريين الذين يؤمنون بشهادة المنتحروخلوده الجنة بعد انتحاره,وكذلك من بعض العراقيين الجياع والمغفلين . فالذي ينتحر كالذي يقتل شخصا بريئا بخمسين دولاراو اقل.ودورايران في ذلك واضحا ودور ميليشياتها.وليس بالضرورة ان يكون الموت والقتل بطريقة الانتحار,عندما يكون سوق (العرض والطلب) في اطلاق الناروتفجيرالعبوات الناسفة واسالة الدماء في العراق رائجا من جانب,وسوق الانتحاريين رائج ايضا من الجانب الاخر.وتعاون ضدنا اصحاب منهج واحد في الارهاب وبطرقتين .لو تدخلت ايران ومنعت ذلك او قللته عن طريق الاستخدام الصحيح للدين لقلنا ان ايران دولة الاسلام وتطبق الاسلام ولكن ......
15.الاحتلال الامريكي موجود على ارض العراق وكذلك التدخل الايراني وليس الموضوع مقارنة ميكانيكية بين من هو الاكبر ومن هو الاصغر اومن هو الاقوى والاقدر ومن هو الاضعف,بل ماذا يستخدم الاول وماذا يستخدم الاخر من قوى وماذا يملك من عوامل قوة وعلاقاتهما بالقوى السياسية وجماهيريتها وعدد اتباعها ونوعيتهم وثقافتهم وكذلك بالموجود الشعبي والموروث الديني والمذهبي الطائفي ودرجة ايمان الناس واعتقادهم بالاول او بالثاني.هذه هي العوامل المكونة للتأثير السلبي ومخاطره وانا اجد في الجانب الايراني اكثر خطورة خاصة تلك المستقبلية,وهذا لا يعني استثناء الجانب الامريكي من مخاطر حالية ومستقبلية ايضا, لكني اامل بحكومة وطنية فاعلة تحكم العراق وشعبه في يوم من الايام في حالة عدم وجود ايران تهدده وقوى سياسية اسلامية ترتبط بها وتأتمر بأوامرها .
16.لا افهم كيف ان (الاستعمار يكلف الدولة المعتدية اكثر مما يفيدها) قد يكون هذا عند بدء الاحتلال واكتمال تحقيقه . لكن الفوائد والارباح آتية لاحقا,والا لما تمسكت بالبقاء..والا لماذا الاستعمار؟ واين انتهت خيرات الشعوب؟ ولماذا تخلفت ولماذا تقدمت شعوب البلدان الاستعمارية؟ وهل خرجت قوات دولة استعمارية من تلقاء نفسها او طالبت بتعويض عن خسائرها ان لم تكن قد جنت اضعاف ارباحها.؟
17. مبررات التدخل الايراني في العراق بأي شكل من الاشكال موجودة,وهي اكثرعددا واقوى تأثيرا وامضى قبولا من مبررات الغزو والاحتلال الامريكي. ايران تعرف هذه المبررات وتحسن استخدامها,مازال اتباعها في السلطة وفي المرجعيات الدينية وفي عموم بسطاء الناس المهرولين خلف احزاب الاسلام السياسي التي توعدهم بالجنة ان اطاعوا واخلصوا وتهددهم بعذاب الناران عصوا وخالفوا..قد لا يكون تدخلا عسكريا ايرانيا مباشرا بل عن طريق ميليشيات وقوات الاتباع ودعمها وتسليحها وزيادة اعدادها عبرالحدود المفتوحة حيث يتم بارتياح عبورها.ستقوم ايران بقمع المعارضين العراقيين لتدخلها ولسياستها اولا وفي مقدمتهم العلماء ورجال الدين العرب وشيوخ العشائرواساتذة الجامعات وعلماء الاقتصاد والضباط حقدا اسودا وتقزيم للقوة العسكرية العراقية وتأخير ظهورها,حيث تم فرزهم وتشخيصهم من قبل الاجهزة الامنية الحكومية العراقية واجهزة المخابرات العراقية المخترقة ايرانيا وان بقي منهم القليل في العراق , ثم قادة الاحزاب السياسية الوطنية التي وقفت في وجه ايران ولو بالكلام والوطنيين والعلمانيين الذي تعتبرهم كفار ملحدين.... وهكذا الى ان يخضع الشعب العراقي لقوة ايران,وسوف لن يخضع,بل ستجري الدماء انهارا ..فلماذا لا نوحد قوانا ونهتم بانفسنا وبلادنا ونطالب بخروج الطرفين المحتلين اولا ايران خلال عام واحد وامريكا خلال عامين؟ ونعقد معها اتفاقية معقولة متوازنة تمنع التدخل الايراني باي شكل ,بعد ان تمنع على الاحزاب الدينية ممارسة العمل السياسي عن طريق قانون وطني للاحزاب والى ان تثبت عدم ارتباطها بايران او اية جهة اجنبية.وهذا شرط عالمي في تشكيل الاحزاب السياسية في بلدان العالم,ماعدا العراق لان ديمقراطيته ديمقراطية ايرانية عرجاء.
18.قد يسلم العراق من تدخل ايراني محتمل (لو) ان حكومة وطنية حقيقة تحكم البلاد ,لا تحوي بين صفوفها اتباع ايران (كيف وهم يقودوها)وجيش وطني مهني مبني على الروح الوطنية والمواطنة يساق اليه شباب العراق حسب قانون الخدمة العسكرية الالزامية الذي يطبق على الجميع مدربين على ايدي ضباط عراقيين مخلصين (يقرأون ويكتبون وليسوا اميين) ومسلح باجهزة وعتاد مناسب ولا ميليشيات تملأ الشوارع والاحياء وشرطة وطنية من المخلصين الكفوئين وليست قوات فيلق بدر وكتائب احزاب الله وثاراته وعمال يذهبون الى معاملهم وفلاحون يحرثون ويزرعون ارضهم لا يقتاتون على فضلات اسواق ايران.عندها يمكن الحديث عن احتمالات ضعيفة لتدخل ايراني وقد يكون الاحتمال حاله حال احتمال تدخل سعودي او تركي او سواهما.لكن هذا كلام نظري غير واقعي تدحضه الوقائع على الارض وتعبر عنه صحة مخاوف الناس والرعب الذي يعيشه الشعب.. لقد تدخلت ايران ثقافيا ودينيا مذهبيا وعسكريا واقتصاديا وسياسيا فماذا تبقي ؟ لم يبق سوى ان تنشر الرعب باعلان الاحتلال وانشاء وحدة دولة الاسلام التي كثيرا ما تكلمت عن (الامة الاسلامية) وهي غير موجودة موحدة على ارض الواقع. ومع العراق اصبح لديها مبرران تتكلم عن (امة الاسلام) او امبراطورية الاسلام) مع القنبلة النووية (المضاعفة). )
19 ليس الموضوع موضوع تأثيرا دينيا سطحيا او ثقافة انسانية ينتهل منها الانسان فيزداد وعيه وتتقوى صفاته الانسانية الاجتماعية والاخلاقية,وانما سياسة اكراه وقبول اضطراري مبني على جهل الناس والابقاء عليه وتعميقه عن طريق المدارس الدينية التي تقمع العقل وتخنق الفكروتجوعه بدون دراسة وبدون عمل يعيش على استجداء المساعدات الدينية المذلة.لهذا تجد رجل الدين البسيط من اضعف الشخصيات,غير واثق من نفسه,قد يسرق ويفسد لانه غير مطمئن مما يحصل عليه من حسنات وصدقات,وهو يحقد على مرجعياته في حقيقة امره,لانه يعلم علم اليقن,كم من الاموال تحصل عليها هذه المرجعيات واتباعها في مكاتبها وحواشسها والتي تملأ كل اصقاع العراق..لم انتظر منك ان تبسط الامور هكذا يا صائب وانا لا اضخمها او اعقدها بل الحقيقة ضخمة ومعقدة وليس سهلال تبسيطها او تفكيكها دون ان نحتاج الى اوقات اضافية وراحة بال وامريكا وايران لن تسمحا لنا بذلك.الدين موضوع يا صائب وثقافة ايران موضوع اخر والثقافة عموما تموت في العراق تقتلها خرافة ايران وعقلية اتباعها.
20. اسمح لي بان اقول لك بانك تخطأ في موضوع الشعائر الدينية وخرافتها فهي في الاصل ايرانية الصنع والمنشأ, انتقلت الى العراق عن طريق اتباعهم الايرانيين المقيمين دائميا في النجف وكربلاء,ولوعشت في ايران لشاهدت بعينك كل انواع الخرافة والتطبير والشعوذة من رسوم وتماثيل وصراخ وعويل ودماء تسيل,ولا يستطيع أي رجل دين مسيس ان يمنعها او يوقفها وما تنظيمها في السنوات الاخيرة في العراق بأعدادها المليونية الا على ايدي عراقية من اصول ايرانية تدربت لسنوات الهجرة التي امتدت لعشرات السنين في ايران,ولها اهداف تربوية سلبية وتجارية واقتصادية لاصحاب المجالس الحسينية و(رواديدها) وتجارالرز والعدس والحمص ونتاجها (وجبة القيمة).كما ان خلط الماضي بالحاضر ومن أي طرف كان له اغراض قومية شوفينية متأصلة في نفوس وعقول المتخلفين من جميع الاطراف,لا احبذ النزول الى مستواها والتعليق عليها.
21. لا يجوز جعل القناعات غير المجربة عمليا نظريات ثابتة في السياسة, بينما تهمل قناعات الاخرين المعاشة ميدانيا وتحول الى فقاعات تطير ثم تنفجر في الهواء...سيناريو تدخل ايران قد طبق في العراق بعد الاحتلال مباشرة وتفاصيله واضحة للانسان البسيط قبل السياسي وسيطرة احزاب الاسلام السياسي على الحكم والسلطة عبر ادعائها الديمقراطية والحاح المرجعية لاجراء الانتخابات المبكرة والاعتراف الايراني الاول بالحكومة العراقية الذي رافقها انشاء ميليشيات جيش المهدي واخفاء وجوه الميليشيات الاخرى في الجيش والشرطة والوزارات ودوائرالدولة المختلفة دون ادنى مستوى للكفاءة وزرع المتفجرات واغتيال العلماء والطيارين ومصارعة امريكا على حساب شعب العراق والمفاوضات الوهمية بين الطرفين الامريكي والايراني لاقرارالامن في العراق كلها فصول متتابعة في سيناريو تآمري خطير.فاي سيناريو اكثر وضوحا تريد تطبيقه في العراق ويعرفه من تابعه عن قرب.؟ اما ما تبقى فهي اللمسات الاخيرة لنهاية الفلم وديمومة البطل الأيراني على ارض العراق.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة الى الرئيس الامريكي اوباما والشعب الامريكي... ونطالب
- فاز اوباما..فهل فاز اليسار الامريكي؟؟
- الرفض وطني شعبي للاتفاقية الامنية الامريكية العراقية
- حول المكونات والقوميات والاقليات والتفرعات
- التهديد بمنح قواعد عسكرية امريكية في شمال العراق
- الاتفاقية وصراع الادوار
- الرافضون والموافقون للاتفاقية.. وللشعب موقف
- ما المشكلة ايها اليساري؟
- الطائفية وازمة التربية والتعليم في العراق
- الاسلام السياسي يحي يسار البرلمان
- الدعوة لقراءة ماركس...نقد لسياسة الحزب الشيوعي العراقي
- حول (الاختلافية) الامنية الستراتيجية بعيدة الامد
- الانتصار لليسار والماركسية.. وتحية للاخ محمود القبطان
- احزاب اليمين في اوروبا
- الطائفيون يريدون اغتيال العراق
- النظرية ام الواطنية اولا..في حالتنا العراقية؟
- اتحاد اليسار ودور الكوادر الشيوعية المتقدمة
- لماذا تشكل ايران الخطورة الاعظم؟
- فهمت كما فهم رديف
- امتلاك الموقف..ام التعثر بين المواقف؟؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد العالي الحراك - الخطرالايراني موجود وقائم وليس (فكرة غامضة)