أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - مصر دولة إسلاموية















المزيد.....

مصر دولة إسلاموية


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2302 - 2008 / 6 / 4 - 10:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندنا في مصر إحدى عجائب الدنيا السبع،وهي الأهرامات، ولكن ما هو أعجب من الأهرامات هو الإزدواجية التي تعيشها مصر منذ فترة،فقانونها الوضعي يقول أنها دولة مدنية لكل مواطنيها، وواقعها يقول إنها دولة إسلاموية للمتأسلمين فقط ،حيث إخوتنا في الله والوطن الأقباط مازالوا مهضومي الحقوق الدينية والمدنية، والمسلم لا يتساوي بغير المسلم، والمرأة لا تساوي الرجل،بل هي نصف رجل في أحسن الأحوال ،و صفر رجل غالباً، ولم يبق لمصر فقط سوى التسمية لتتحول إلى "إمارة مصر الإسلامية" ويتغير لقب هتلر مصر مهدي عاكف من "المرشد العام" إلى "أمير المؤمنين" أوإلى "الولي الفقيه".

الواقع يثبت أن مصر دولة إسلاموية دون متأسلمين في الحكم،وهذا هو منطق عجبي، فالرئيس حسني مبارك،رئيس مدني لدولة مدنية،يحكمها القانون الوضعي، ولكن الوقع يقول أن مهدي عاكف هو من يحكم فعلاً مصر من خلف ستار باسم الشريعة الإسلامية،تحت اسم "الجماعة المحظورة"إذ كيف تكون محظورة ولها مقرها الرسمي الذي يعرفه القاصى والداني، بل ويحج إليه كل من يريد أن ينجح في الانتخابات سواء الرئاسية أو المحلية،بما فيهم أيمن نور، لابد أن يمر الجميع عبر باب المحظور، ليقبل يد "الولي الفقيه" مهدي عاكف، لينال بركته لينجح في الانتخابات، هل رأيتم جماعة محظورة يعرفها الجميع وينال بركتها تحت سمع ومرئي وسائل الإعلام ولها جريدة رسمية تصدر، وتظل تحمل اسم "الجماعة المحظورة"، ألم أقل لكم أن بلدى مصر ،بلد العجائب!!!.

ما دفعني إلى قول ذلك حدثان هزاني عندما كنت في زيارتي الأخيرة لمصر في شهر فبراير الماضي،حيث كنت أقضي أجازة نصف العام مع زوجتى وأولادي:

الحدث الأول، هو أن أمي توقف صرف معاشها، فطلبت مني أن أذهب لإدارة المعاشات لمعرفة سبب وقف صرف معاشها، وعندما وصلت إلى هناك وجدت أن العمل متوقف تماماً وجميع الموظفين قد تركوا مكاتبهم وعملهم ويقفون صفاً واحداً لأداء صلاة الظهر يتقدمهم رئيسهم كإمام، فتعجبت من ذلك، إذ كيف لهم أن يعطلوا مصالح الناس لأداء صلاة الظهر، ووقت الصلاة ممدود إلى ما بعد الثانية بعد الظهر لأداء الفريضة بعد إنتهاء ساعات العمل الرسمي،لو كانوا فعلاً صادقين، وكم من الوقت أهدر كل موظف في الوضوء واحداً بعد الآخر، ليتموا الصلاة جماعة؟وكم لتراً من الماء أهدر كل منهم من مال الدولة العام؟ لم أشأ أن أثير أي مشكلة لأن مجرد مناقشة هذه القضية مع رئيسهم معناه أن معاش أمي لن يصرف أبداً. انتظرت حتى أنتهوا من أداء الصلاة جماعة، وعاد كل منهم إلى مكتبه،لإعادة معاش أمي للصرف.وسألت نفسي هل هذا من الإسلام؟! أن نعطل العمل ونهدر ساعاته في الوضوء وفرش الحصر والأذان والصلاة، ثم جمع الحصر مرة أخرة،وإرتداء الأحذية والعودة للمكاتب،أليس الإسلام دين عمل قبل أن يكون دين عبادة؟ أوليس هذا تواكل وهروب من أداء العمل بدعوى أداء فرض الله لتضييع مصالح الناس؟!!.

الحدث الثاني ،هي أخت زوجتى الصغرى، التي عرفتها عندما تزوجت زوجتى منذ 13 عاما،كان عمرها حينئذ 18 عاماً. كنت أعتبرها أختى الصغرى، نضحك ،نخرج على البحرفي الإسكندرية،لأن زوجتى إسكندرانيه،بعد العشاء نتناقش في أي شيء،نحكي نكات،نسمع أغاني، نسمع موسيقى، وهي إنسانة مرحة محبة للحياة وغرائزها، هكذا عرفتها منذ سنين خلت، ولكن في زيارتي الأخيرة، وعندما اصطحبت زوجتى وأولادي لقضاء بعض الأيام في الإسكندرية، وحتى أسلم على حماتي، وجدتها تقول لي: إيمان إبنتي تنقبت ولا تنكشف على رجال الآن، فقلت لها أنت تمزحين بلا شك يا أمي،ووجدت أن شباك الصالون لا يفتح طوال اليوم، وهو الذي كان مشرع طوال العام لهواء إسكندرية العليل،حتى لا يراها أحد من الجيران أو المارة أو يطلع على وجهها،وجاءت لتسلم عليّ وهي بالنقاب،مرتيدة القفاز،فخفت منها، وقلت لها: ما هذا الذي فعلتيه بنفسك؟ أنا لا أعرفك!! . فقالت وهي لا تنظر إلي: الدنيا فانيه. فتعجبت أكثر من لهجتها،ومن لهجة اليأس التي تمتزج بكلامها، إن هذا الكلام تقوله جدتي التي هي في خريف العمرمثلاً لا فتاة في ربيع عمرها، قلت لها: اين ضحكك ونكاتك الجميله وحكاياتك الغريبة المسلية التي كنتي تحكيها لي؟! فردت: كثرة الضحك تميت القلب. وجدت إنسانة انتصرت فيها غريزة الموت على غرائز الحياة، إنسانة تم مسح مخها من إحدى الأخوات في المدرسة التي تعمل فيها كمدرسة وأقنعتها بأن هذا هو الإسلام ، والإسلام من النقاب ومن هذه السيدة ومن أفكار المتأسلمين برئ، سألت حماتي عما أوصل إيمان إلى ذلك، فقالت: "لا أعرف؟ ألح عليها لتخلعه لكن دون جدوى، علها تكون تجربة تمر بها وتخلعه". وإيمان هي الأخت الصغرى من أربعة اخوات،وهي الوحيدة التي تنقبت فيهم،الله أسأل أن تعود لرشدها ولإسلامنا الحنيف وتخلع هذا السواد المخيف.

هذان الحدثان،وغيرهما كثير،مثلاً عندما تتصل بأحد الآن في مصر، لا تجد من يرد عليك بـ"آلو" كما هو معتاد منذ القدم وإلى الآن في العالم كله،لكن تجد من يقول لك"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"،كل ذلك أكد لي أن مصر فعلاً دولة إسلامية مع إيقاف التنفيذ، وأن شيخوخة النظام الحكام وضعفه، بالإضافة إلى الفساد المستشري فيه حتى النخاع، هو ما أفسح المجال لجرثومة التأسلم أن تينع وتؤتي ثمارها، علينا أن ندق أجراس الخطر عالياً،حتى لا نفاجئ بين عشية وضحاها بتغيير اسم مصر الفرعونية القبطية الإسلامية،مصر الحضارة،مصر التسامح التي كان شعارها أمام المحتل الإنجليزي "عاش الهلال مع الصليب" وأن لا فرق بين مسلم وقبطي إلا بالعمل الصالح، حيث "الدين لله والوطن للجميع" كما كان يقول ابنها البار سعد زغلول،مصر الفن والرسم والنحت والموسيقى،مصر الأهرامات وأبو الهول والمعابد، مصر أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ، مصر العقاد وطه حسن ومحمد عبده ونجيب محفوظ وأحمد زويل ...هذه هي مصر التي عرفناها وعرفها العالم،لا مصر التعصب والإنغلاق، مصر النحر والانتحار،مصر اللحي والجلاليب،مصر الحجاب والنقاب، مصر الجهاد حتى قيام الساعة،مصر التي أصبح كل شيء فيها حرام ومحتاج إلى فتوى من فقيه جاهل،حتى في أدق خصوصيات الإنسان وهي نوم الرجل مع زوجته ... كما يريدها المتأسلمون.

على النخبة الليبرالية المثقفة الواعية،وعلى المجتمع المدني المحلي و العالمي أن يتدخل ليمنع جريمة حكم المتأسلمين لمصر، لأنه لو حدث،لا قدر الله ولا كان، فسيأتي على أخضر مصر ويابسها،وسيؤثر سلباً على مستقبل الشرق الأوسط كله. هناك ردة ثقافية خطيرة علي مصر ومستقبلها، فالحذر الحذر قبل أن يفوت الأوان،وأخشى أن يكون قد فات الأوان فعلاً!!!.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فقه عقلاني جديد
- أهل الكهف في القرن 21
- شرع الله
- وفاء سلطان ... والقرآن
- الغنوشي يكفر أوردغان
- غلق المساجد
- رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور
- دور مساجد الضّرار: في تجنيد الإرهابيين
- رسالة إلي يهود باراك: إذا قتلت هنيه فقد قتلت السلام
- قائد من حماس: يدين إنقلاب ميليشيات حماس
- الغنوشي يهددنا
- الغنوشي يتحدي مفتي السعودية
- خفاش تونس :مطرود من السعودية
- الرد على الفيلسوف الجابري: برجاء لا تخلط بين العقل والعقلية
- بشائر عام سعيد
- لا لخفافيش الإرهاب: لا ترحل يا ساويرس
- المشروع الطالباني دموي
- دفاعاً عن مفتي السعودية :ضد الإرهاب
- دفاع جبان عن القاعدة
- سمكة الإرهاب تختنق


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - مصر دولة إسلاموية