أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد حسن - نحن.. و (البوعزيزي)














المزيد.....

نحن.. و (البوعزيزي)


محمد عبد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6348 - 2019 / 9 / 11 - 21:59
المحور: المجتمع المدني
    


لم يُحدث الخبر الذي تداوله بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي والخاص بانتحار رجل ستيني من الطابق السادس في مستشفى البصرة التعليمي.. لم يُحدث هذا الخبر ضجة بمستوى الحدث.. على عكس أخبار كثيرة تبدو أقلّ أهمية بكثير ولا تؤشر إلى يُؤشر إليه. فقد انحصرتْ التعليقات، وهي قليلة، بين الأسف والترحّم على الفقيد، ووجه آخرون انتقاداتهم إلى الحكومة بشقّيها: المحلّي والاتحادي.. فيما حاول البعض التقليل من شأن الحدث وطلب عدم المبالغة في نقله وتضخيمه كون مركز الأورام في المستشفى، والذي يراجعه المريض دوريًّا لأخذ العلاج، مكوّن من طابقين فقط!
الحكومة المحليّة، من جهتها، قدّمت تصريحات متناقضة في تعليقها على الخبر. ففي الوقت الذي أكّدتْ في دائرة صحة البصرة، ونقله موقع موازين نيوز بتاريخ31/8/2019، أنّ المريض استلم دواءه كاملًا.. أشار مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في المحافظة، في تصريحه لموقع شفق نيوز بتاريخ 1/9/2019، أنّ "التخصيصات تمرّ في أنفاق وأزمات عديدة من نقص التجهيز الذي يصل أحيانًا إلى 20% من الخدمات العلاجية". وكان موقع راديو المربد على الإنترنت قد نقل التصريح ذاته بتاريخ 31/8/2019 مضيفًا إليه (كشفًا) لعضوٍ في مجلس محافظة البصرة قال فيه أنّ انتحار المريض كان "لعدم توفر العلاج اللازم لمرضه وعدم امتلاكه الأموال لشرائه".
وإذا أردنا إطفاء عينٍ عن دور الدولة ومسؤوليتها عن توفير العلاجات باهظة الثمن التي لا يستطيع المواطن العادي تحمّل تكاليفها.. وإغماض الأخرى عمّا تنفقه لعلاج البعض ممّن لا دور له غير رفع اليد، أثناء التصويت، أو خفضها؛ إذا أردنا تجاوز ذلك وكثير غيره.. أقول: هل توجد دراسة جادّة من جهة يُعتدّ برأيها عن أسباب هذا المرض وزيادة انتشاره؟ وإنْ وجدت.. ما هي التوصيات التي خرجت بها لمحاصرته؟ وهل تتولّى الجهات الحكومية، بشقّيها الاتحادي والمحلّي، متابعة تنفيذ هذه التوصيات؟
وإذا كان انتشار الأمراض السرطانية هو نتيجة الحروب غير المجدية التي خاضها النظام الدكتاتوري السابق؛ أليس المواطن العراقي المنكوب، الذي لا يجد حيلة ولا يستطيع سبيلًا، أولى بصرف الأموال من جيوش (مجاهدين) وهميين يعيشون في (جنّة) توفّرها لهم دول اللجوء أو الاستيطان؟!
انتحر الرجل الذي لم نعرف اسمه.. انتحر، كما يقول الخبر، لأنه لا يملك ثمن العلاج الذي يجب عليه تعاطيه لمعالجة ورم سرطاني كان يعاني منه. ولمَنْ لا يعلم.. فإنّ زيارة واحدة، ولو عرضيّة لأيّ من مستشفياتنا، تكفي لرسم صورة عن حجم المعانات التي يعيشها مواطنو المحافظة ممّنْ يراجعون هذه المشافي.. وليس المصابون بالأورام السرطانية وحدهم.
ونحن نتحدّث عن ذلك؛ سألني ولدي، وقد تجاوز العقد الأول من عمره، إنْ كان هذا الرجل المنتحر سيذهب إلى النار! قلت له: نحن مَنْ سندخل النار لأننا لم نفعل شيئًا له، وتركناه هكذا.. يواجه قدره وحده. وبعد لحظات ثبّتَ فيها بصره على شاشة هاتفه المضاءة عاد إليّ ليسألني: لماذا لا ننفذ انتحارًا جماعيًّا ( وكان يعنينا نحن أسرته) ما دام الأمر كما تقول؟
لا أدري إنْ كان قد اقتنع بما أسهبتُ في شرحه له، فشاشة هاتفه أخذته منّي ليتركني وحدي مستذكرا (طارق الطيّب محمد البوعزيزي) الذي أسقطتْ جنازته نظامًا بأكمله. تُرى.. كم من أمثال (البوعزيزي) نحتاج لننتبه؟!



#محمد_عبد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرات الشعب.. وموافقات الحكومة
- سفارة البحرين.. الخاصرة الأضعف
- اعتذار متأخر من شهدائنا
- الشهيد قدّوري حسين عبد الله (أبو النّور) ناضل من أجل الخبز. ...
- النهر / قصة قصيرة
- كتاب (السائرون نحو المجد).. تأليف الوثيقة!
- البصرة.. وسوق (الپالات) (تساؤلات)
- الطائر .. يا صديقي / قصة قصيرة جدًا
- متنزه السراجي.. أم مجمع القصور الرئاسية
- رائحة أخرى للورد
- هل يخسر البصاروة كثيرا لأنهم يعيشون قليلا؟
- الكرسي الهزاز
- في انتظار غودو (قصة قصيرة)
- جماعة البصرة أواخر القرن العشرين (شهادة)
- جماعة البصرة أواخر القرن العشرين في -المشهد الثقافي لمدينة ا ...
- روايات بمداد مالح
- الطريق إلى الحلم


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد حسن - نحن.. و (البوعزيزي)