أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - واقع، حلم ثم كابوس














المزيد.....

واقع، حلم ثم كابوس


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 19:58
المحور: الادب والفن
    


عليّ في مستهل قصتي أن أعبرَ الواقع، وصولاً إلى حلمٍ تحوّل إلى كابوس.
أمس، سهرتُ حتى ساعة متأخرة من الليل أمام شاشة الكومبيوتر، وكنت بين حين وآخر أطل على الشبكة العنكبوتية. كان ثمة خبر، مقروناً بصوَر مرئية، عن تعدد حالات الانتحار في مترو أنفاق القاهرة. أغلب المنتحرين كانوا من الشباب، وكان من الطبيعي أن تثير القضية الرأي العام، لينعكس ذلك في وسائل الإعلام. بعض المسئولين، ظهر على هذه الفضائية أو تلك، كي يؤكد أن القضية عبارة عن حوادث فردية وليست ظاهرة عامة. مع ذلك، لم ينكر هؤلاء ما تثيره الحوادث من بلبلة بين الناس، كذلك وخصوصاً، تسبب المنتحر بتعطيل حركة قطارات مترو الأنفاق: " ترغبُ بالموت، يأساً من تجربة حب خائبة أو أي سبب آخر، فإننا نرجوك أن تفكّر بمن يحبون الحياة ويمضون إلى أعمالهم "؛ هكذا كان لسان حال البعض من أولئك المسئولين.
" إنها مقولة منطقية ومعقولة، برغم أن من نطقها كان يفتقد لأدنى حدود الشفقة والإنسانية "، قلت في نفسي وأنا أتزحزح من مكاني استعداداً لضم الفراش الوثير. كأنما كلماتي، المبثوثة في السرّ، وصلت لمسمع أشباح العتمة، وبالتالي، قرروا زيارة حلمي وتنكيده. ربما بدأت في التهويم بأشياء أكثر شخصية، قبل أن أستسلم تماماً لسلطان النوم. ولعلهم وصفاء السلطان، لا أولئك الأشباح المفترضين، مَن راحوا على الأثر يهدهدون حلمي.
لقد زرتُ القاهرة قبل سنين عديدة، ولكن من العبث محاولة معرفة أنها هيَ المدينة نفسها، أين حصلت وقائع الحلم. فالوقائع كانت غامضة، ولا غرو، طالما أنها تنتمي للباطن. غير أن أكثر من إشارة، تدعم فرضية خوضي في شوارع القاهرة، وحيداً تائهاً. إذ رأيتني خارجاً من سوق مزدحم، والوقت ليلاً، لأقف حائراً: الحفريات، كانت ممتدة في وسط الشارع وإلى ما لا نهاية. على ذلك، كان من المحال انتظار سيارة أجرة تأخذني إلى الفندق.
هكذا سرتُ بأثر مجموعة من المواطنين، وفيهم بعض الشبان، وكان يلوح من همهمتهم أنهم يسعون مثلي إلى مركز المدينة. بقينا نمشي في اتجاه واحد، فيما الأبنية الباهتة الملامح تحدق بنا على جانبي الشارع. إلى أن وصلنا إلى بقعة صخرية، غارقة في العتمة وشبه مقفرة من الخلق. نظراً لوجودنا على منحدر، يشرف من علو شاهق على مشهد المدينة، فإنني فكّرت باحتمال أن نكون فوق جبل المقطم. خاطبنا فتى في مقتبل العُمر، يسير في المقدمة كما لو كان دليلنا: " علينا أولاً أن نقفز إلى أسفل، ثم ننحدر بعدئذٍ بحذر حتى نصل إلى الشارع ". تشجيعاً لنا، تعهّد الفتى بالقفزة الأولى والتي بدت أنها سهلة. من مكانه تحتنا، عاد ليخاطبنا بالقول: " العلو أقل من مترين ". فجأة، اندفع أحد الشبان إلى الجهة الأخرى، حيث المنحدر الوعر يُشكل ما يُماثل الجدار الصخريّ. حولت وجهي إلى جانب، متجنباً النظر إلى المسكين وهوَ يسقط من ذلك المكان المرتفع. ولكن صوت ارتطام جسده بالأرض، جعل جسدي يهتز ويرتجف.
في اللحظة التالية، ومع شعوري بأنني في حلم، استمر المشهد بدون انقطاع. الفتى " الدليل "، صرخ فيّ على حين بغتة: " أنت، أيها الشامي، نحن بانتظارك! لا تأبه لما حصل، فإن ذلك يحدث كل يوم. لو شئت البقاء لوحدك في هذا المكان المهجور، فإنني أحذرك بوجود منحرفين يسرقون من يقع بيدهم ثم يلقون به إلى الهاوية ". عند ذلك حَسْب، تنهدت بعمق فيما أفتح عينيّ على ضوء النهار الشاحب.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعلوك
- مدوّنات: إخباريون وقناصل/ القسم الثاني
- الحطّاب العجوز
- تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 7
- تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 6
- تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 5
- تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 4
- تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 3
- تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 2
- تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 1
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 11
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 10
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 9
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 8
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 7
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 6
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 5
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 4
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 3
- تاجرُ موغادور: الفصل السابع 2


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - واقع، حلم ثم كابوس