أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - الثورة في السياسة والاسرة والحب














المزيد.....

الثورة في السياسة والاسرة والحب


فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)


الحوار المتمدن-العدد: 6100 - 2018 / 12 / 31 - 16:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الثورة في السياسة والاسرة والحب!
فراس عوض

اذا فاجأ رجل متّزن ووسيم إمرأة بانجذابه الشديد لها ورغبته فيها، سيكون رد فعلها غالبا عدم الارتياح لهذه الخطوة، بعد ذلك تتدخل عوامل كثيرة في صيرورة العلاقة بينهما، إما بزوال عدم الارتياح أو بوضع النقاط على الحروف في العلاقة بينهما، حادثة معتادة بطبيعة الحال، لكن، تقول احداهن متسائلة، ما هو رد فعل الرجل عندما تفاجئه امرأة متزنة وجميلة بما يعبر عن انجذابها الشديد له و رغبتها فيه؟ و بعيدا عن "الحب والمنظور الأخلاقي أو الديني" ، فالحديث هنا يخص بنية المشاعر والرغبات في لحظة بعينها.
ربما ستتحرر ردة فعل شرقية ذكورية حينها، ويشعر الرجل بعدم الارتياح او يستغرب وفق ما يحمله من موروث ثقافي يملي عليه تصرف ذكوري فج، كالكبر او انتهاز فرصة بدلا من اعتبارها اختبارا لذاته ، وكل ذلك بطبيعة الحال يحكمه الاسلوب والعلاقة والموقف المسبق والسلوك والميول والتفضيلات، المهم هنا، فالامر عادي جدا، الرجل التقدمي الحقيقي الواعي سيكون هادئ، سيحترم الموقف ويتفهمه ببساطة، و ربما تستمر علاقة جيدة، و توضع النقاط على الحروف اذا كان ثمة تفاهم وانسجام، لانها ستكون ببساطة بالنسبة له، هي الفتاة التي يبحث عنها.. التي كسرت التابوهات التي يرنوا هذا التقدمي لكسرها والتحرر من اغلالها ، فيراها بعينيه فتاة احلامه "المرأة الغير تقليدية "، الجريئة ، التي تمارس انسانيتها بشكل طبيعي، ولا شيء غير ذلك.

ان الرغبة الانسانية واحدة، وكما ان هناك رغبة مذكرة، فهناك رغبة مؤنثة، المجتمع الشرقي او الابوي اعتاد كبت الرغبة الانثوية، وحصرها بالرجل، اصبح التعبير عنها شيء يخص المذكر ذو فعل ايجابي، وان كبتها شيء مؤنث ذو فعل سلبي، حتى تشربت الانثى تلك الثقافة واعتبرتها الشيء الطبيعي ، سواء كان ذلك بالحب او في الزواج او في اي نوع من العلاقات الانسانية، حتى الزمالة!

لا يضير الرجل والمراة ان يعبروا عن تلك الرغبات الانسانية، الرغبات لا جنس لها ، الخلل ليس بالرغبة او بالتعبير عنها،، الخلل يكمن بموروث و ثقافة ذكورية يتشربها الانسان عبر التنشئة، وتهيمن على الجنسين، ويكون أثرها على المرأة اكبر بطبيعة احال، تكبت المراة اكثر وتميز ضدها، تفترض تلك الثقافة بالرجل المبادرة والتقدم وبالانثى الانتظار والتراجع! تلصق بالرجل صفة الشجاعة والجرأة والكلام، وبالمرأة صفة الجبن والتردد والصمت.

في الحب ليس هناك مبادر ولا منتظر، لا مسيطر ولا مسيطر عليه، لا فاعل ولا مفعول به، لا متحكم ولا متحكم به، تلك هي العلاقة ببساطة، احترام ومشاعر متبادلة.. مبادرة متبادلة، كبرياء متبادل، لطالما تحدثنا عن مبدأ مساواتي انساني في كل شيء، مادي كان ام معنوي، لطالما اعتنق الاثنين ذات المبدأ وكسروا التابوهات اللانسانية.

ان السيطرة والتحكم والتملك يفرغ الحب من مضمونه السامي، لا يستقيم الحب مع كبت المشاعر، ولا تستقيم الرغبة مع الكبت، ولا يستمر حب بالسيطرة على مشاعر وافكار واتجاهات الآخر وسلوكه ، لا قيمة للحب ان لم يمنح الحرية.. لن نحب الا اذا كنا احرار، ان الثورة في كل شيء.. في السياسة والاسرة والحب! وان الحرية في كل شيء، في السياسة والاسرة والحب، ان كبت الرغبة ليس طبيعة انثوية تولد مع المرأة، بل هي أمر مكتسب من البيئة حولها، تكتسبها عبر التنشئة، ليست طبيعة طبيعية فيها، الجراة والشجاعة ليست صفات مذكرة ولا طبيعة مذكرة، بل ايضا تكتسب عبر التنشئة والبيئة، تدرب الرجل منذ الطفولة على الاقدام والمبادرة، وتدرب المراة على التراجع والتسليم، الانسان كائن متعدد الرغبات، رغبات لا حصر لها ولا تختزل بجنس دون آخر.



#فراس_عوض (هاشتاغ)       Feras_Awd#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون عاطفيا كامرأة!
- فراس عوض يكتب: لذة الحب
- الفعل التواصلي في المجتمع الشبكي
- المرأة..الثائرة الخفية
- فراس عوض يكتب: صديقي والجنس الآخر
- اعدام الشرف


المزيد.....




- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...
- الشهادة السابعة من حملة #مش_طبيعة_المهنة
- لأول مرة.. سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون
- العنف الرقمي يهدد اللبنانيات.. ابتزاز واحتيال وانتهاك خصوصية ...
- نازحو/ات اليمن.. معاناة متفاقمة باستمرار الحرب


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فراس عوض - الثورة في السياسة والاسرة والحب