أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نسيب عادل حطاب - تهجير العباد وتدمير البلاد















المزيد.....

تهجير العباد وتدمير البلاد


نسيب عادل حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 11:56
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الجلوس عاطلا مرغما في البيت يدفعك للالتجاء الى التجوال في صفحات النت المدونه وتسجيلاته المصوره . في واحده من تلك الجولات تابـعت لقاء مصورا مع الاكاديميه والكاتبه التقدميـه الدكتوره سعـــاد محمد خضر اجراه في وقت سابـق الدكتــور حمــيد عبد الله من على شاشــة قنـــاة الفلوجــه الفضائيه.ولست هنا بصدد الكتابـــــه والتعـليق على هذا الحـوار ومناقشـــة مــاورد فيه..أمر واحد كنت ولا أزال احمله في خاطـــري وتفكيري وجدت صــداه في كلام الدكتــوره سعــــاد خضـر...ومع اني لم اكن اعـــرف ان المتحدثه مصــرية الاصــل والنشأه والدراســـه فقد وجدت عراقيتها وحبــها للعراق تنضح لتطغي على كل اجـــزاء الحوار

لقد أشارت المتحدثه بوضــوح الى أن واحــــد من أهم أسبـاب تردي الواقــع العراقي وأستمراره يكمن في هجرة الكفاءلت والعقــــــــول العلمــــيه والاكاديميه وجمــهرة المثقفين الى خـــارج العراق. ولعمري ان الدكتوره كانت مصيبه في حديثها غايـة الصواب فهذا الامـر مما لاينتطح فيه عنزان مثلما يقال..بيد ان المتحدثه في تشخيصها ابرزت هذا الامر وكأنه خيارا تاما واغفـلت انه كان نتاجا طبيعيا لسياسة الديكتاتوريه والحروب المتتاليه والارهاب والطائفيه والفساد التي عاشها العراق منذ اربعين ومايزال...حتى انها لامت اليساريين والديمقراطين لجوئهم لهذا الخيارعقب حمــلة التصف يه والملاحـــقه التي استهدفهم بها صدام أواخر سبيعينيات القرن الماضي
مـــرة قبيل سقوط بغداد أستمعت عبر اذاعة صوت أمريكا الى تقرير نشرته صحيفة نييورك تايمز لاحد كتابها المختصين في الشـــأن العراقي فيمــا مفاده ...أن صدام حسين وخلال سنــــــوات حكمه قام بالقضاء على أجمل وأعرق وأغنى طبقه وسطى كان ينفرد بها العراق لاعن باقي دول الجوار فقط وانما عن عموم منطقة الشرق الاوسط...كانت هذه الطبقه تزخر بالعلماء والادبـــاء والاكاديمين والمثقفين والخبــــراء في كل المجالات. واذا كان هذا ماقام به صدام حسين فان ماقامت به لاحقا قوى الطائفيه السياسيه بشقيها الشيعي والسني وارهابها فاقه بمــراحل في النتائج واتى على البقيه الباقيه فبات العراق فارغـا من اهل النخبــه والكفاءة في كل المجالات
ورغم ان ظروف عدم الاستقرار الامني والسياسي والحرب الطائفيه قد جعلت الهجره الخيار المفضل للعراقيين عموما فان الرجـــوع بالذاكــــره للتاريخ القريب واستذكاربعض مما وقع بعد السقوط وسلسلة الاغتيالات الممنهجه للاطـــــباء ورجال الصحافــــه والطيارين تشيــر بوضــــوح وبما لايقبـــل الشك ان هناك اجنده اقليميه ودوليه نفذتها ولاتزال قوى محليه لها ارتبطات خارجيه تهدف لافراغ العراق وتجريده من كفاءاته
ماكان للقـوى الدينيه والطائفيه أن تحكم سيطرتها على مفاصــل الدوله العراقيه واداراتها وحتى على المشهد السياسي لولا هـذا الفراغ الكبير الذي انتجته هجرة الكفاءات والمثقفين وهي تعي جيدا ان استمرار هذه المعــادله مرتـــهن بديمــومة هذا الفراغ لذلك عملت وماتزال تعمل بكل الوســــائل على استمرار الوضـــع المتردي للواقع العراقي وجعله بيئة طارده وغير جاذبه يصعب العيــش فيه وهذا هو السبب الرئيسي مثلا في بقاء مشكلة الكهرباء مع كل هذه السنين والامـوال دون حـــل ... لم يقتصر تأثير الهجره على تردي الاداره والواقع الصحي والتعليمي والخدمي بل تعداه الى تدني الوعي السياسي والثقافي فــي الشارع العراقي واحدث فجــــوه في التواصل مع الاجيـــــــال الشابه من العراقيين وبما مكن هذه الاحزاب من اشاعة مفاهيمها وقيمــها الغيبه المتخلفه فضـلا عن ان الفــــراغ في الاداره الذي سببته هجــــرة الكفاءات واصحاب الاختصاص مــكن هذه القــوى مـن زرع كوادرهـــا من الفاســــدين واللصوص والعمـــــلاء في المــراكز المهمــه والقياديــه في دوائر الدولــــه العراقيه ومفاصــلها الحساســــه وبما يضمن لها الهيمنـــه السياسيه والاقتصاديه على المشهد العراقي والتحكم فيه
لامجــال للشك ولو للحظه واحده أن هناك اراده وتلاقي مصالح دولي واقليمي اوكلت لقوى الطائفيه السياسيه بابقاء العراق عائمـــا في ازمته العامه وادامة حالة التردي التي يعيشها. وقد اجادت هذه القوى فيما اوكل لها فقامت ليس فقط بنهب المال العـــــام وتدمير اوجه النشاط الاقتصادي والحضاري وانما بتنفيذ سياسة التفريغ واعني افراغ العراق من علمائه وكفاءاته الاكاديميه والمهنيه وجعل الهجره الخيــــار الامثل الذي لامناص منه للحصول على الامان والحــرية وقطــع طريق العوده والرجوع للمهاجرين من اصحاب الشهادات والاختصاصات العلميـــه والتقنيـــه ورفض توظيفهم.وهكذا جاء قانون الخدمه المدنيه الذي شرع قبل سنوات ليخدم هذا الهدف غير المعلن
بعد ان كان العراق يمتلك خيرة الاطباء والجراحين .أمسى خاليا منهم وبات العراقي يعاني عند الحــاجه لاجــراء جراحه أمنه او للحصول على العلاج اللازم.وكذا الحال بالنسبه للتعليم الجامعي أذ بات في اسوء حالاته بعد ان غادر اغلب العلماء والاساتــذه الكفوئيين وغدت الجامعات العراقيــــه خارج او في ذيــل قائمــة التصنيف الدولي.المهندسين والخبــراء وعلماء الزراعه والعلوم غادروا بدورهم. المسرحيون العراقيون والتشكيلين اختفوا وتوزعــوا بارض الله الواسعه في حين تحولت دور العـــرض السينمائي الى خرائـــب تبكي مجدها الغابر..الصناعيون واصحاب المعامل اقفلوا مصانعهم وورشهم ونقلوا نشاطهم خــارج العراق اما من يفــــكر بالعوده والاستثمار فقد صرف النظر عن هذا الامر بعد ان باتت الاتاوات والتهديد بالتصفيه والاختطاف لطلــب الفـــديه واقعـــا تمارسه مافيات وعصابات الاسلام السياسي وباختصارفقد حــــولت احـــزاب وعصابات الاسلام السياسي الهجـــرة الى الخيار الوحيد المتاح للعراقيين وتغلغلت ثقافـة الهجره في وجدانهم وباتت مطمحا حتى لرجل الشارع البسيط بل ان المضحك المبكي في الامر ان الهجـــــــره باتت مبتغى اللصـــوص والســراق والفاسدين والمختلسين انفسهم اولئك الذين نهبوا البلد وسفكوا دماء ابنائه وكانوا الســـبب الرئيسي لهذا الواقع المزري و في دفع خيرة العراقيين وعلمائه ومثقفيه للهجره وترك العراق
لم أت بجديد في كل ماذكـــــــرته فهومعروف وواضح لايخفي على احـــد لكن ما ابغي الوصول والتنبيه اليه هو ضرورة مداراة هذا الجرح البشري النازف المفروض والمتعمد الذي اوهن الوطن واصابه بمقتل وقاد الى هذا التردي المريع ومكن عصـابات الطائفيه السياسيه من خنق العراق وهو دعوه في نفس الوقت لكل العلماء والكفاءات والفنانين والمثقفين للتواصل مـع الوطـــن بكل الوسائل بما يخفف معاناة اهله وناســـه ويفتح نافذه للامــل والخلاص وعلى كل القـــوى السياسيه المدنيه والعلمانيه بكل تلاوينها واتجاهاتها اذا كانت تروم تغيير موازين القوى فعلا تقع مســـؤولية تثقيف وكسب فئات الشباب التي باتت تشكل غالبية المجتمـع العراقي عبر زج كوادرها ومناضليها ممن استـوطن المنافي في الداخل العراقي وعدم التعويل على كســـب بعض اطــراف قــــوى الاســلام السياسي ومحــــاولة التاثير عليها فهذه الاخــــيره في كل الاحوال جزء من المنظومه الفاسده التي قادت الى هذا الخراب والتي اتت بها امريكا ودعمتها ولاتزال ايران وباقي دول الجوار.............



#نسيب_عادل_حطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات عراقيه
- أخراج تراجيديا بن لادن.. أمريكيا
- الانتخابات العراقية تفاؤل ام تشاؤل في التغيير
- قراءه اخرى عن صناديق الاقتراع
- الحوار المتمدن واحة الفكر التقدمي
- عن ثورة أكتوبر أيضا...
- رساله الى البرلمان
- تداعيات رجل حزين


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نسيب عادل حطاب - تهجير العباد وتدمير البلاد