أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - المسلم العلماني والمسلم الأصولي














المزيد.....

المسلم العلماني والمسلم الأصولي


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5992 - 2018 / 9 / 12 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثنان أهل الأرض : ذو عقــلٍ بلا ديــن وآخر ديِّنٌ لا عقل لهْ
- المعرّي
يظهر لي في العالم الإسلامي تياران أو نوعان من المسلمين يمكن ملاحظتهما بوضوح :
- المسلمون العلمانيون : وهم المنفتحون عقلياً ، ممن يسعون إلى التوسل بالعلم و تطبيق حكم العقل ، وهم القلة حالياً ( للأسف )..
- و المسلمون الإسلاميون : وهم الأصوليون ، الذين يسعون إلى تطبيق حكم الشريعة كما نُقلت إليهم ، والنقل كما جاءهم ، وهم الأغلبية حالياً ..
لكن لا شك لدي ، أنّ كلاهما من المسلمين المؤمنين ، وأنهما – بحق - قد يندفعان - بالنوايا على الأقل - لكي يخدمان الانسان ، ويسعيان إلى فعل ما يستطيعان من أجل عليائه ورفعته، أو تحسين ظروف حياته ووجوده..
لكن يبقى الاختلاف الأكبر بينهما – في اعتقادي - يقوم على المرجعية لكل منهما .
ولكي نفهم جوهر الاختلاف بينهما ، علينا ان نتفكر بعمق حول تلك المرجعية الفكرية والمنهجية التي ينهل منها كل منهما ، وأن نفهم الأساس الفكري والجوهري الذي ينطلقان منه ..
في اعتقادي ، هناك ثلاثة نقاط أساسية علينا التفكر فيها ، لأنها تشكل جوهر الاختلاف بين الإسلاميين والعلمانيين في بلاد المسلمين الآن :
أولا : كيف ينظر كل منهما إلى هذا الوجود الحاضر( أو الدنيا )
حيث يرى المسلم العلماني العقلاني أنّ الاهتمام والدراسة يجب أن ينصبا على دراسة وفهم الوجود القائم الآن ، وعلى التدبر في شؤون هذه الدنيا ..
بمعنى أن العالم العياني عندهم وفهم الوجود الواقعي وعماره هو الأصل ..
بينما يرى الإسلامي الأصولي السلفي الحرفي، أن اهتمام الانسان يجب أن يكون بمجمله موجهاً نحو حياة الآخرة وحسب . لانه يرى ان حياة الدنيا مؤقتة ، وهي - أي هذه الدنيا - مجرد دار عبور و فناء ، وأن على المرء أن يوجه كل اهتمامه نحو دار النشور و البقاء ( وملذات الجنة ) . وهنا يقصدون بها فقط الآخرة ومتاعها الكامل كما يزعمون ..وانها هي الأصل .. وحسب .
ثانياً : كيف ينظر المسلم العلماني و المسلم والإسلامي الاصولي إلى العقل ..
وهنا نلاحظ أن المسلم المتنور العلماني يرى أن العقل وقواعد المنطق هما المنطلق الأساس في فهم الحياة وشؤونها..
بينما نجد عند الإسلامي الإيماني ( اللاعقلي ) الأساس في فهم الحياة والواقع يتأتى من ( الوحي ) أو ممن نقل عن الوحي ، أو ممن نقل عمن نقل عن الوحي فقط ..
و هو يؤمن أن كل ما قد يأتي به الانسان من قوانين ونصوص، يجب أن تكون لاحقة ومتوافقة ومؤيدة لما أنزل الله أوما أتى به الوحي وحسب .
أي على العلوم الوضعية (التي يضعها الإنسان ) أن تتوافق مع ما جاء به النقل والتفسير لذاك الوحي الإلهي .. فمثلا لا يعنيه ما يقول علم الفلك عن المجرات والكواكب والنجوم لطالما انها في عقيدته انه " رجوما للشياطين" وحسب.. فلا مضاضة مثلاً ، في انكار كروية الأرض ونظرية التطور و كل منجزات الحداثة العلمية والفكرية ، لطالما لا تتوافق مع ما أتى به الوحي أو النقل عن ذاك الوحي ..
ثالثا : النظر إلى قيمة الانسان وحقوقه .
وكل ما لا يستطع التفكر فيه ( من جن وروح وحسد .. الخ ) يرجعه الى عجز في قدرات العقل الإنساني في فهم و إدراك كنه ذلك الشيء وليس إلى أوهام أو تخرصات أو جهل ..
ثالثا: العلماني يرى أن المرجع الأساس لكل القيم هو الانسان ، والانسان عنده غاية ، ويرى ان العمل لصالحه هو الأهم والأولى ، ولا علاقة لايمانه باعتقاد معين او دين أو عقيدة ..لان احترام الانسان وحفظ كرامته ..يجب أن يكونان لذات الانسان فقط ، دون أي اعتبار للونه أو عرقه أو عقيدته أو ايمانه ..
بينما الإسلامي السلفي ( النصي الحرفي ) يرى غير ذلك تماماً ، حتى وان صرح خجلاً عكس ذلك ، لان أساس القيمة الاخلاقية عنده في الأصل، ينهض على أحكام العقيدة وحكم النص وحسب .
فالإنسان الكافر أو غير المسلم (عند الإسلاميين )مثلاً ، هو غير ذاك الانسان اذا كان مؤمنا مسلماً بعقيدتهم ، عند ذلك سيكون له حقوق مميزة تختلف عن الانسان غير المؤمن بها .. والذمي غير الانسان الملحد ، أ(ي أن البوذي أو الطاوي مثلاً ، حقوقه غير المسيحي أو اليهودي ) و المسلم المرتد عن الإسلام او غير المسلم ( الكتابي ) حتى أن قتل فلا يدفن في مقابر ، فديّته مثلاً (لو قتل ) تختلف عن دية الانسان الكافر بتلك العقيدة .. الخ ..
قصارى القول :
يقال أن الصراحه والحقيقه تُغضب أولئك الذين لا يريدون الاعتراف بأنهم عاشوا كل حياتهم على خدعة أو أكاذيب مقدسة ..
لكن أياً يكن يبقى السؤال : ترى هل هناك حقا طريقة مهذبة ما ، لأخبار الانسان الجاهل انه قضى عمره يؤمن بالخرافة و زيف الأفكار .. ؟
للحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موتى على قيد الحياة ..
- شواهد - مزعل المزعل (2)
- شواهد - مزعل المزعل
- الحظ أم القداسة ..؟!
- أفكار في فلسفة الفن ..
- ماذا بَعْد .. ؟!
- ليس بعيداً عن السياسة ..
- لا تُصَدْقي أَنّي كَبُرْت ..
- لا علْم إلاّ بالكليّاتْ
- تِجَارَةُ الجَهْل لا تَبورْ ..
- أوهام ديمقراطية .. (2)
- أوهام ديمقراطية .. (1)
- هموم فيسبوكية ..2
- في رِحَابِ الإيمَان ..!
- بالحِكْمَةِ والمَوْعِظَة الحَسَنَة ..
- هموم فيسبوكية..!
- نحن نعاني من أزمَةُ نصْ لا أزمَةُ شخص .. !
- أَخي المُؤْمِن : لا تَتَفَلْسَفْ ..(3)
- أخي المُؤْمنْ : لا تَتفَلْسَفْ ..! (2)
- أخي المُؤمنْ : لا تَتَفَلْسَفْ ..!


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكريا كردي - المسلم العلماني والمسلم الأصولي