أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - الذكري ال 33 لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه















المزيد.....

الذكري ال 33 لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5759 - 2018 / 1 / 16 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يصادف يوم 18 يناير 2018م مرور 33 عاما علي استشهاد الأستاذ محمود محمد طه، ذلك اليوم المشؤوم الذي نفذ فيه الديكتاتور نميري جريمته النكراء باغتيال الاستاذ محمود محمد طه سياسيا ، بعد إعلان قوانين سبتمبر 1983 بهدف اسكات وإرهاب صوت الحركة المطلبية والجماهيرية الذي كان متصاعدا، مثلما يفعل نظام البشير الحالي الذي يصادر الصحف ويمارس الاعتقالات التعسفية وقمع المواكب السلمية ضد سياساته الاقتصادية والمالية التي أفقرت شعب السودان ،ودمر الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي وفرط في السيادة الوطنية ، ويبيع أو يؤجر أراضي السودان بأثمان بخسة للرأسمالية الإقليمية والعالمية دون مراعاة حقوق أهلها وحقوق الأجيال القادمة ، وأدخلت البلاد في محور تركيا – قطر، مما يشكل خطورة في جعل البلاد مسرحا للصراعات الإقليمية والعالمية، كما فعل نظام النميري في سنواته الأخيرة.
وعندما نتأمل ما حدث في18 يناير 1985 ، وما يحدث اليوم تحت نظام حكم الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية نقول: ما اشبه الليلة بالبارحة!!!.
كما هو معلوم ، راكمت الحركة السياسية والفكرية السودانية تجارب كبيرة في الصراع ضد استغلال الدين في السياسة، وضد القوى التي ضاقت بالحقوق الديمقراطية للجماهير وسعت لمصادرتها باسم الإسلام، وأن الدولة الدينية تصادر الحقوق والحريات الديمقراطية وتؤدي إلي التكفير والصراعات الدموية، وأن الطريق الرأسمالي لا يفرق في ضحاياه بين مسلم وغير مسلم، فالمحصلة النهائية لحصيلة تجربة قوانين سبتمبر 1983م ومجتمع الرأسمالية الطفيلية الأسلاموية منذ 30/يونيو/1989 لم تميز بين السودانيين علي أساس ديني فقط، وانما علي أساس اجتماعي وسياسي، واصبح اكثر من 90% من السودانيين الآن تحت خط الفقر، وأصبح الوضع أسوأ بعد إجراءات ميزانية 2018 .
ومعلوم أنه كان من أهم معالم الفترة ما بعد أكتوبر 1964م ضيق القوى المعادية للديمقراطية وعلي رأسها الإسلامويين بالحقوق والحريات الديمقراطية والتي رفعت شعار الدستور الإسلامي والجمهورية الرئاسية، وكان الهدف الأساسي ليس تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الامن من الجوع والخوف، ولكن كان الهدف مصادرة الحقوق والحريات الأساسية باسم الإسلام، ومصادرة حرية الفكر والضمير والمعتقد، ومصادرة نشاط الحزب الشيوعي السوداني القانوني ، وفرض طريق التنمية الرأسمالي، ونظام شمولي ديكتاتوري يحكم بالقهر وباسم الإسلام. وتمت مؤامرة حل الحزب الشيوعي السوداني بقيادة د. الترابي وطرد نوابه من البرلمان، مما خلق أزمة دستورية ، ورفع الحزب الشيوعي السوداني قضية دستورية وحكمت المحكمة العليا ببطلان قرار الحل والذي لم يتم تنفيذه، مما أدي لانتهاك الدستور ومصادرة الديمقراطية وخلق أزمة عميقة في البلاد.
وقف الحزب الشيوعي السوداني وكل القوى الديمقراطية والمستنيرة ضد محكمة الردة للأستاذ محمود محمد طه عام 1968م، بعد أن ضاقت القوي السلفية الظلامية بأفكاره التي كانت تدعو إلي العدالة الاجتماعية وتجديد التشريع الاسلامي بما يناسب العصر، واستخلاص المساواة بين المرأة والرجل والعدالة الاجتماعية والديمقراطية من أصول الإسلام.
أى كانت هناك محاولات من قبل الأحزاب التقليدية لإقامة دولة دينية تحكم بالشريعة الاسلامية ولتكريس طريق التطور الرأسمالي ومصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية بإسم الإسلام، مما زاد من حدة الصراع والانقسام في المجتمع وتعميق حرب الجنوب، وكان من نتائج ذلك انقلاب 25/مايو/1969.
وجاء نظام مايو الذي استمر مدنيا(شموليا) حتى سبتمبر 1983، عندما أعلن الديكتاتور النميري قوانين سبتمبر لتقوم علي أساسها دولة دينية تستمد شرعيتها من قدسية السماء وبيعة الامام.
وجاءت مقترحات بتعديل الدستور في 10/6/1984 بعد تطبيق قوانين 1983 التي تنص علي الآتي:
•) دورة الرئاسة تبدأ من تاريخ البيعة ولاتكون محددة بمدة زمنية (مدى الحياة).
• لاتجوز مساءلة أو محاكمة رئيس الجمهورية
• رئيس الجمهورية مع الهيئة القضائية مسئول أمام الله
أي تعديلات تعطى سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية كما في التعديلات الحالية التي اعطت البشير سلطات مطلقة.
جاءت قوانين سبتمبر 1983 بعد أن ضاق نظام النميري ذرعا بنمو الحركة الجماهيرية والنقابية المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وضد غلاء الأسعار وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وكانت هناك إضرابات المعلمين والفنيين والأطباء والقضاء وانتفاضات الطلاب.
وكانت تلك الفترة حالكة السواد في تاريخ البلاد تضاعف فيها القهر والفساد والجوع والأمراض وغلاء الأسعار ، وضرب البلاد الجفاف والتصحر، وبلغت ديون السودان الخارجية 9 مليار دولار، وفاق عدد الايدي المقطوعة في نصف عام عدد الايدي المقطوعة في كل عهد الملك عبد العزيز آل سعود في ربع قرن!!. وتم اعدام الاستاذ محمود محمد طه في 18 يناير 1985م، بعد نفض الغبار عن أحكام محكمة الردة 1968 ، وكان الأستاذ محمود محمد طه قد عارض قوانين سبتمبر، ووصفها بأنها أذلت الشعب السوداني، وانفجرت حرب الجنوب بشكل أعنف من الماضي ، وازداد السخط الجماهيري ، وتم تكوين التجمع الوطني للنقابات والأحزاب والذي قاد انتفاضة مارس – ابريل 1985 التي أطاحت بنظام نميري.
وبعد انتفاضة مارس – ابريل 1985 استمر الصراع:هل تبقي الدولة مدنية ديمقراطية أم دولة دينية؟ ودافعت قوى الانتفاضة عن مدنية وعقلانية الحياة السياسية والدولة ضد إتجاه الجبهة القومية الإسلامية لفرض قانون الترابي الذي يفضي للدولة الدينية، وتمت هزيمة مشروع قانون الترابي في البرلمان.
وبعد أن ضاقت الجبهة الإسلامية بالديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية وبعد أن توصلت الحركة السياسية السودانية لحل سلمي لمشكلة الجنوب بعد اتفاق الميرغني - قرنق، نفذت انقلاب 30/يونيو/1989 الذي الغي الدولة المدنية والمجتمع المدني والغي الحقوق والحريات الاساسية ومارس أقصي صنوف التنكيل بالمعارضين السياسين والنقابيين من تشريد واعتقال وتعذيب، واقام دولة ظلامية بإسم الدين كانت وبالا ودمارا علي البلاد ، وازدادات وتوسعت حرب الجنوب التي اتخذت طابعا دينيا ، وبلغت خسائرها 2 مليون نسمة، وشردت 4 ملايين الي خارج وداخل السودان مما أدي الي انفصال الجنوب، وتعمقت الفوارق الطبقية واصبحت الثروة مركزة في يد 5% من السكان و95% من السكان يعيشون تحت خط الفقر ، ورغم استخراج وإنتاج وتصدير البترول والذهب الا أن عائده ذهب إلي جيوب الرأسماليين الطفيليين الإسلامويين و لم يدعم الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي والتعليم والصحة والخدمات، وتوقفت عجلة لإانتاج والتنمية وانهارت المشاريع الصناعية والزراعية وانتشر الفساد بشكل لامثيل له في السابق، وتعمقت التبعية للعالم الرأسمالي حيث بلغت ديون السودان الخارجية 55 مليار دولار، وتم تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي: الخصخصة، سحب الدعم عن السلع الاساسية مما نتج عنه أكبر موجة غلاء في الأسعار في السودان كما حدث في ميزانية العام 2018 ، رفعت الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة، بل ما تم كان اسوأ مما يحدث في العالم الرأسمالي نفسه.
نتيجة للضغوط الداخلية والخارجية تم توقيع اتفاقية نيفاشا والتي لم يتم تنفيذ استحقاقاتها وكانت النتيجة انفصال الجنوب العدائي وإعادة انتاج الحرب من جديد في منطقتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ، إضافة للحرب في دارفور وما حدث فيها من مآسي إنسانية.
لقد وصلت البلاد إلي قمة الانهيار وفقدان السيادة الوطنية ، وهناك خطورة لتمزيق ما تبقي من الوطن بعد انفصال الجنوب، وأصبحت الحياة لا تطاق ، وتوفرت العوامل الموضوعية لإسقاط النظام ، ويبقي ضرورة توفير العامل الذاتي الذي يتلخص في التنظيم وبناء التحالفات القاعدية في مجالات العمل والأحياء والدراسة ، وتوحيد قوي المعارضة في حد أدني من المطالب والتي يمكن تلخيصها في : اسقاط النظام عن طريق الاضراب السياسي العام والعصيان المدني واستعادة الديمقراطية وقيام المؤتمر الدستوري، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، والغاء كل القوانين المقيدة للحريات السياسية والنقابية واستعادة أموال الشعب المنهوبة ورد المظالم



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعة ووظائف الدولة في فترة الحكم التركي - 1821- 1885م
- سواكن مدينة أثرية تاريخية.
- لنعزز الاستقلال بانتزاع الديمقراطية والسيادة الوطنية
- كيف تناول الأستاذ محمود محمد طه الماركسية؟
- السودان : 61 عاما من التخلف والتدهور
- مفهوم المركز والهامش : رؤية نقدية - 2
- منهج التحليل الثقافي رؤية نقدية -2
- ثورة أكتوبر الاشتراكية : التجربة والدروس
- الذكري ال 64 لتأسيس الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين
- طبيعة الدولة في الحكم الثنائي : 1898- 1956
- الذكري ال 53 لثورة أكتوبر 1964
- المفهوم الماركسي للاشتراكية
- منهج التحليل الثقافي : رؤية نقدية
- الذكري المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية
- حركة التجديد في الأدب والفن: الفترة 1900- 1956م
- عن التحالفات ومفهوم - الكتلة التاريخية-
- حركة تحرير ونهضة المرأة السودانية
- حالة الماركسية والتعليم والثقافة في الفترة: 1900- 1956م
- الذكري ال 27 لحرب الخليج
- الذكري ال 71 لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - الذكري ال 33 لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه