أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيام محمود - تأملات .. 10 .. نحن متخلفون لأننا ( عرب ) و ( مسلمون ) ولن تقوم لنا قائمة وإلى الأبد ..













المزيد.....

تأملات .. 10 .. نحن متخلفون لأننا ( عرب ) و ( مسلمون ) ولن تقوم لنا قائمة وإلى الأبد ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 03:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتبها تكلّمتْ كلّ الآلهة وألقتْ الكلام على عواهنه , وفي بعض الأحيان زعمتْ أنّها حاججتْ المخالفين وقدّمتْ لهم حججًا أفحمتهم , وصدّق المليارات تلك الإدعاءات والنتيجة لا تخفى على أصحاب العقول الحرّة منذ دخول تلك الآلهة على مسرح الأحداث منذ نشأتها وإلى اليوم . سأفعل مثل تلك الآلهة , وسأطلق كلاما أُقرِّر فيه أشياء دون "تفصيل" فيها , وسأطلبُ أن أُعبد كإلهة حقيقية لأنّ الذي سأقوله هو "الحقيقة المطلقة" الوحيدة التي يجبُ أن تُعلم لتنهض بلداننا وليستطيع أن يعيش فيها الإنسان "كريما" , لا تنزعجوا من طريقة كلامي فهكذا حالُ الآلهة : كلها "متغطرسة" و "غليظة" , من لم يقبل هذا العذر فليضعني تحتَ أكذوبة العلمانية وحريّة التعبير التي "كلّنا" نتشدّق بها خصوصا وأنّ كلامي لا يدعو إلى عنف ضد أفراد أو عنصرية ضدهم . كلامي سيجيب عن السؤال الأهم : لماذا نحن متخلفون ؟ وعذرا , لن يستثن أحدا من كل الأطياف الفكرية .

الجواب على السؤال وبكل بساطة : نحن متخلفون لأننا ( عرب ) و ( مسلمون ) (نقطة)

[ لا قيمة للمسيحية هنا مقارنة مع الإسلام "الحاكم" ولا أمل في المسيحيين في مسيرة التنوير والتغيير فولاء هؤلاء لربّهم قبل أوطانهم والعلمانية عندهم حرية عبادة وبناء كنائس أو ثكنات عسكرية لا غير ليستعبدهم قساوستهم اللصوص أكثر والوطنيون القلائل فيهم لا تأثير لهم : هؤلاء الشرفاء لن يستطيعوا تغيير شيء مع مسيحيّيهم لذلك من العبث تصوّر أنهم سيستطيعون شيئا مع سبب التخلف الرئيسي المذكور . ]

إذن نحن متخلفون لأننا صدّقنا أكبر أكذوبتين عرفتهما الأرض برُمتها منذ أن وُجدت فيها حياة , ( عروبتنا ) و ( إسلامنا ) , شعوبنا لقّنوها منذ الصغر أنها ( عربية ) و ( مسلمة ) وانتهى الأمر إلى الأبد , لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقوم لهذه الشعوب قائمة , نصيبها وحظّها أخذته منذ الطفولة .. لا أمل , لا خلاص .

وبما أن الغالبية الساحقة من "مثقفينا" تسبح في الوهم الأول أي أننا ( عرب ) , أكيد سيفهم من كلامي أنه "عنصرية" ضد ( العرب ) فللأسف فهمهم وحكمهم سيكونان تحصيل حاصل لأوهامهم , لأن أكبر أكذوبة مرّتْ عليهم هي وجود عرق أو جنس إسمه ( عرب ) في حين أن أصل التسمية أُطلقتْ تعبيرا عن البدو والبداوة . بمعنى يا ريت لو كان يوجد هذا الجنس ليستطيعوا إتهامي بالعنصرية , سأكون عنصرية ضد شيء غير موجود ؟ من سيتهمني بذلك وكأنه سيقول لي : أنتِ عنصرية ضد "الله" ! والحقيقة أن ( العرب ) و ( العروبة ) آلهة كـ "الله" تماما .

الجميع يفتخر بكونه ( عربي ) , وعربي = بدوي , عروبة = بداوة , والبدوي والبداوة أبدا لن تأتِ منهما حضارة , فكيف يُظَنّ أننا سنتحضّر ونحن بدو ؟ إستحالة أن نصل إلى علمانية وأن "نجد" أوطانا ما دمنا ( عربا ) أي ( بدوا ) : هل البداوة فيها علمانية ووطنية وديموقراطية يا سادة ويا سيدات ؟ , وبما أن الوهم عظيم أعظم حتى من الإسلام وليُفهم قصدي : كلامي لا علاقة له بزيف التاريخ وبأولئك البدو الذين خرجوا من صحرائهم بل بأصل الفكرة : العروبة = بداوة = هوية = فكر = إيديولوجيا تُحوِّل الشعوب إلى قبائل صحراوية مُتطاحنة أبدا لن تُنتج حضارة .

ليلاحظ الجميع أن الموجود في بلداننا لا يخرج عن إطار "الإسلام" و "العروبة" والعجيب أنّ الإعتقاد الراسخ عند الغالبية الساحقة أن "العروبة" و "العرب" عرق أو جنس ولم يُفلت من ذلك حتى "القوميّون" عباد الأوثان السريانية والآشورية والمصرية والأمازيغية و .. و .. فوقع الجميع في بداوة أَبْشع من بداوة أسطورة ( العرب ) و ( العروبة ) , أقصد بداوة الأعراق والأجناس وتراهم يتحدثون عن تحاليل جينيّة وعن أعداد بني هلال وبني سليم و .. و .. والحقيقة التي يجهلونها كُلهم وخصوصا أصحاب الجينات والتواريخ أنّهم كلّهم ( عرب ) أي كلّهم ( بدو ) فالبداوة هويّة الجميع في بلداننا :

منْ رفض الإسلام تجده يتكلّم باسم العروبة كاليساريين والقوميين ( العرب ) ومن قبل الإسلام وظنّ أن ( العرب ) عرق وجنس وقال بجنس مصري أو سرياني أو غيره ظلّ أيضا ( عربيا ) لأن الإسلام والعروبة واحد = البداوة , ولا يخفى عليكم أن هؤلاء أقلية لأن الغالبية الساحقة من شعوبنا ( عرب ) و ( مسلمين ) كما لقّنوها منذ الصغر . فعن أي علمانية وتنوير تتكلمون كلكم وأنتم تفتخرون وتنتسبون للبداوة يا سيدات ويا سادة ؟

الوهم الثاني أي الإسلام يظنّ من تجاوزه أنّه .. حقّا تجاوزه ! وكيف يكون له ذلك والإسلام = عروبة = بداوة , الملحد هنا يظنّ أنّه تجاوز الإسلام وأكيد أنه إستغربَ من دعواتي المتكرّرة في كل كتاباتي للتأكيد على "ثقافة" أُبشِّر بها وأقول أنه يجب "القطع جملة وتفصيلا مع الأديان" وهو أمر يستحيل عليه الوصول إليه , ليس لصعوبته بل لأنه لم يتجاوز الإسلام وكيف سيكون له ذلك وهو مُتَبَنٍّ لهوية الإسلام أي العروبة ؟

اِفهموا يا سيدات ويا سادة إذا أردتم كنس بقايا ثقافتكم الدينية , القصة ليستْ "عرقا" كما قلتُ بل "هوية" لا فرق بينها وبين الإسلام , ولا تقلّي أنك مصري أو كلداني أو لست أدري ماذا رجاء , وبالمناسبة ألم تتساءلوا لماذا لا يوجد يسار في بلداننا ؟ ولماذا أغلبُ اليساريين إنتهازيون لا تجدُ عندهم إلا الشعارات مثلهم مثل الإسلاميين ؟ الجواب أسهل من شربة ماء : هم كذلك لأنهم "بدو" أي لأنهم "عرب" وهل يُعقل أن يُتكلّم عن إشتراكية وعدالة في مستنقع البداوة ؟ قلتُ ( أغلب ) لم أقل ( كل ) .

سؤال للجميع : ألم تلاحظوا أنّ العالمَ كله رأسماليا كان أو إشتراكيا يُدافع عن ( عروبتنا ) و ( إسلامنا ) ؟ فلتعلموا أن العالم لن يقبل لنا غير ذلك لأنه بذلك سيستعبدنا إلى الأبد , فأسهل وأمثل طريقة له هي أن نبقى ( بدوا ) ليستطيع نهبنا وبكل سهولة فلا وطنية ولا مواطنة ولا فكر ولا تقدم ولا علوم مع البداوة .. هذا هو العامل الخارجي لتخلّفنا .

أعود إلى عامل داخلي ثالث نَتَج عن الوهمين العظيمين الأوّليْن ( الإسلام والعروبة ) , وهذا الوهم العظيم إسمه : فلسطين . ألم تلاحظوا أنّ الجميع في بلداننا "يُريد" تحرير فلسطين ويستوي في ذلك الإسلاميون مع اليساريين والكل ( عرب ) أي ( بدو ) كما تقدّم ؟ لاحظوا أنّ منْ يتحدّث باسم الإسلام يُلقي اللوم على الحكام ( المسلمين ) "الخونة" الذين حادوا عن صحيح الإسلام ومن يتكلّم باسم العروبة يلقي باللوم على الحكام ( العرب ) "الخونة" الذين حادوا عن صحيح العروبة أيضا : عجيب حقا ترديدهم لهذا الهراء وإلى اليوم ! فما دخل الإسلام والعروبة في فلسطين أصلا ؟ أليس الإسلام والعروبة هما من أضاعا حق الفلسطينيين ؟ وكيف قامتْ إسرائيل أصلا ؟ وكيف يعتقد الفلسطينيون إلى اليوم أنهم سيتحررون وهم ( عرب ) و ( مسلمون ) ؟ قضية فلسطين هي الوهم العظيم الثالث الذي لنْ تقوم لنا قائمة ما لم يُحلّ ولنْ يُحلّ ما ظلّ الجميع فلسطينينا وغيرهم يسبحون في الوهمين الأعظمين أننا ( عرب ) ( مسلمون ) , الإسرائيليون فهموا اللعبة جيدا لذلك يريدونه صراعا ( يهوديا / إسلاميا ) و ( إسرائيليا / عربيا ) لأنهم رابحون لا محالة ولن يقبلوا بصراع ( إسرائيلي / فلسطيني ) لأنّهم خاسرون فيه لا محالة .

أختم بالقول : لا أمل ولا خلاص , لن تقوم لنا قائمة وإلى الأبد , خصوصا أننا لنْ نسيتقظ من أوهامنا التي لم تستثنِ أحدا حتّى الملحدين ! هذه ( حقيقة مطلقة ) قيلتْ بإيجاز شديدٍ سيرفضها الجميع تقريبا فالوهم قد تجاوز كل الحدود , والغالبية الساحقة غارقة فيه لذلك : نعم ! لا أمل ولا خلاص ! ولذلك أعطي كل الكرامة والمجد للفرد وأقول له : عش فلا شيء يستحق وإياك وعنتريات العرب = البدو إذا بقتْ عندك عقدة الوطن مثلي !



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء .. 12 .. نَحْنُ ..
- إلى الملحدات والملحدين ( العنصريات / العنصريين ) و ( الفاشيا ...
- علاء .. 11 .. Frozen in an icy lake ..
- إلى هيأة الحوار : عن تجربتي القصيرة ككاتبة في الحوار , ودعوة ...
- تأملات .. 8 .. عن ( العلمانية العربية العنصرية ) و ( العلمان ...
- أحبّكما , أنتما وطني ..
- رسائل إلى النساء .. الثالثة ..
- رسائل إلى النساء .. الثانية ..
- رسائل إلى النساء .. الأولى ..
- إلى كل ( العمال ) و ( الفلاحين البسطاء ) مثلي ..
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٠ .. na noche ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ٩ .. Pigs ..
- علاء .. 10 .. Lejos de ti ..
- أميرة .. A message in a bottle .. ٨ .. Tan celestial . ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ٧ .. Sais pas ..
- تأملات .. 8 .. الإيديولوجيا المسيحية : أكاذيب ينطق من هولها ...
- تأملات .. 8 .. الإيديولوجيا المسيحية : أكاذيب ينطق من هولها ...
- تأملات .. 8 .. الإيديولوجيا المسيحية : أكاذيب ينطق من هولها ...
- دمتم بخير وحب ..
- تأملات .. 7 .. إلى هيئة الحوار وإلى قراء الحوار .. ( إبلاغ ) ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيام محمود - تأملات .. 10 .. نحن متخلفون لأننا ( عرب ) و ( مسلمون ) ولن تقوم لنا قائمة وإلى الأبد ..