أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيام محمود - تأملات .. 8 .. عن ( العلمانية العربية العنصرية ) و ( العلمانية الوطنية ) ..















المزيد.....

تأملات .. 8 .. عن ( العلمانية العربية العنصرية ) و ( العلمانية الوطنية ) ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 02:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا حديث "من القلب" كما يُقال , لكنّه في الحقيقة من العقل إلى العقول الحرّة وأيضا إلى تلك المُغيّبة ( أقصد كل العقول "البدوية" لا الدينية فقط كما قد يُفهم خطأ ) فالقلب لا علاقة له بما زعمتْ تلك الأديان التي يتبعها إلى اليوم أغلب "سكان" بلداننا , "سكان" ولا أقول "مواطنين" فهم "رعايا" و "بهائم" لا غير : نعم ! تلك الأديان البدوية جعلتْ منّا كلنا "رعايا" و "بهائم" للـ "أسياد" "أولي الأمر" "مشايخ القبائل" التي ننتمي إليها "غصبا" عنّا .

ولأصحاب العقول , أقول : مهما إدعيتم الترفّع عن كل "البداوات" من أديان وإيديولوجيات , من أعراق وقوميات ومهما ركبتم قاطرات "العولمات" و "الإنسانيات" و "الشيوعيات" فلن تُنكروا "حدّا أدنى" نستطيع أن نتّفق عليه جميعنا : الوطن والوطنية ! وبالطبع لا أقصد ما يوجد في بلدانا المنكوبة أينَ ابتذلت تلك البورجوازيات الهجينة العميلة مفهوم الوطنية فصار مجرد سلعة مغشوشة تُسوّق كشعارات للضحك على الرعاع وتهييجهم واستغلالهم لحكمهم واستعبادهم , كما يسوّق شعار فلسطين مثلا وغيره من الأوهام كأمة العروبة وأمة الدين من أمة إسلامية وكنيسة مسيحية : ألا تُذكّركم هذه الشعارات الزائفة وغيرها بتلك العنتريات البدوية العربية التي كان الشعراء ( "مثقفو" تلك الأزمنة ) يُلقونها في أشعارهم التي حفظها العوام وصارتْ "ثقافة" بُنِيَ عليها كلّ "تاريخهم" إلى اليوم ؟ .. نفس الشعارات التي إلى اليوم يُردّدها الجميع .. تقريبا ! وهي الشعارات التي يزعم أغلبنا الترفّع عنها : الدّين والأعراق ! ومن حام حولها يُوصف مباشرة بالتخلف والرجعية والعنصرية والشوفينية , الغالبية الساحقة من "مثقفينا" و "تنويرينا" أعطونا الحل وقالوا أن لا خلاص دون العلمانية فهي الضامن الوحيد للتعايش بين كل الأديان والطوائف والإيديولوجيات الأخرى , وهذه "العلمانية" أيضا شعار زائف خدّاع قَلَّ من فطن لفحواه العنصري بل لن أبالغ عندما أصفه بـ "النازي" .

قلتُ "تاريخهم" أي ذلك التاريخ ليس "تاريخنا" بل فُرض علينا وبصفة "حصرية" فصار غصبا عن التاريخ الحقيقي "تاريخنا الوحيد" في حين أنه مجرد "جزء" من تاريخنا والجزء الأسوأ فيه والذي بإسم "قداسة" الدين صار هو التاريخ الوحيد لنا وأصبحت هوية أولئك الصعاليك المجرمين القتلة الذين حملوه لبلداننا الهوية الوحيدة لنا .

هل العلمانية تعني تزييف التاريخ ؟ نعم ومليون نعم ! العلمانية في بلداننا وعند "مثقفينا" تبدأ مع غزو العرب لبلداننا ولا فرق في ذلك على الأرض بين الإسلاميين والغالبية الساحقة من اليساريين , هي علمانية "عربية" لا تعترف إلا بـ "الهوية العربية" وإياكِ أن تقولي غير ذلك وإلا وصفوكِ بالشوفينية والفاشية والرجعية .. عذرا يا سيدات ويا سادة , أنا تجاوزتُ كل الهويات وترهاتها أكثرَ من تجاوزي للأديان والآلهة وخرافاتها , لكنّي وبكل فخر سأرفض وبأعلى صوت "الهوية العربية" المفروضة بالإرهاب والسيف والتلقين والتجهيل وسأقول بـ "هوية وطنية" تكون فيها "الهوية العربية" جزءا من الهوية لا "كلّ" الهوية .

سأزعم أن الأساس الأول الذي دونه لن تقوم لنا قائمة هو الذي مرّ أي ذلك التاريخ الذي يدّعي أغلب "مثقفينا" أنه "تاريخنا" وكل تلك الشخصيات "الأجنبية" الإجرامية التي تُرى إلى اليوم "رموزا وطنية" : كل ما بُني على باطلٍ باطلٌ , حاضرنا مَبني على تاريخ مُزيّف وباطل والأهم أنه ليس "تاريخنا" .. سيصبح جزءا من تاريخنا الحقيقي بعد إعادة قراءته وتصحيحه , لذلك لا حاضر لنا بل الذي نعيشه "حاضرهم" ولن يكون لنا بذلك مستقبلا بل لن نكون إلا حطبا لنيران "مستقبلهم" , هم بدو ولا مستقبل لهم فالمستقبل لصانعي الحضارة والحياة والبدو لا يصنعون حضارة بل يُدمّرون الحضارة ويصنعون الموت , فأبشروا إذن جميعكم : مستقبلنا هو الموت ما لم نستيقظ جميعنا !

أرجو ألا يفهم من كلامي أنه "نعرة قومية" , هذه دعوة إلى "هوية وطنية حقيقية" والبداوة لا علاقة لها بالوطنية , هذه دعوة إلى إعادة التفكير في وهم كبير أكبر حتى من أوهام الآلهة والأديان : "الهوية العربية" لشعوبنا ذلك الوهم الكبير الذي يسبح فيه تقريبا "الجميع" . سأقول أيضا أن "الهوية العربية" لا علاقة لها بالوطنية في بلداننا , ومن يزعم ذلك فليذكر لي مثالا واحدا منذ "الغزو المبارك" لبلداننا لدولة أو حقبة زمنية وُجدت فيها هذه الوطنية أو شيئا يمكن أن يُشبهها ؟ , ابحثوا لكن لن تجدوا إلا البداوة واللصوصية من عصابات إجرامية إلى اليوم تستعمر شعوبنا وتنهب كل مواردها وأهم وأول شيء نهبته هو هويتها الحقيقية التي وبتغييبها كما هو الحال في بلداننا لا يمكن أن يُتَكَلَّم عن وطنية وعلمانية وديموقراطية . أليست العلمانية تعددية ؟ فلماذا يا عالم لا يوجد على ألسنتكم إلا "الهوية العربية" ؟ , في مقالي السابق قلتُ أننا نتفق على أسماء المبادئ والأهداف الجميلة التي نعمل من أجلها كلنا , نعم للعلمانية لكن أي علمانية ؟ هل هي "العلمانية العربية / العروبية" ؟ أم علمانية "وطنية" تعترف بكل تاريخنا ولا تقصي أي حقبة منه ؟ , كلامي موجّه للذين ينكرون التعددية ( وَهُمْ الغالبية الساحقة في كل بلداننا ) وأيضا لليوتوبيين الحالمين بإعادة هويات أصلية لن تعود إلا في أحلامهم ( وهم الأقلية ) : كلكم على باطل ولا خلاص دون "علمنة" تاريخنا المُزيف , بذلك سيكون لنا حاضر وسنستطيع الكلام عن مستقبل . وليلاحظ القارئ جيدا أني أقف في الوسط بين الإسلاميين واليساريين والقوميين , القوميين لا أقصد بهم العروبيين بل القوميات "الأصلية" .

سأزيد أننا بتلك الهوية الوطنية "فقط" , سنعرف الطريق الصحيح للتعامل مع كل القضايا المحلية , الإقليمية والعالمية : الموجود اليوم في دولنا "الإستعمارية" أننا مُسخَّرين لقضايا غيرنا وهي قضايا لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية بل بمصالح تلك الشعارات الزائفة الدينية والقومية الوهمية , وكمثال على كلامي : ما دخلي أنا وما دخل بلدي في حرب آل سعود على اليمن ؟ وهل مناصرة آل سعود فيه مصلحة وطنية أم مصلحة لحكامنا اللصوص اللاوطنيين "فقط" ؟ .. لا علمانية ولا ديموقراطية ولا أي شعار من كل تلك الشعارات الرنانة دون وطن لتُطبّق فيه , والوطن يلزمه هوية والهوية لا يمكن أن تبدأ مع الإستعمار العربي لبلداننا كما هو الحال الآن وأيضا لا يمكن أن تُنكره وكأنّه لم يقع كما يُريد الكثيرون من "عباد الأوثان" .

أضرب مثالا آخر على ما تقدّم وهو "اللغة العربية" التي عندنا معها نوعان من "عباد الأوثان" : النوع الأول يريد القضاء على وجودها أصلا وهو واهم والنوع الثاني يريد تطويرها والإعتماد عليها في كل المجالات وهو أيضا واهم , الهوية الوطنية ستضع حدا لشوفينية الأول وأيضا لشوفينية الثاني لأن اللغة العربية مُكون رئيس لها وستُفهم الثاني أنها ليست الوحيدة التي يجب فرضها وفرض ثقافتها البدوية وإدخالها في مجالات لا علاقة لها بها كالعلوم مثلا . وأقول "شوفينية" لأنها كذلك و"عرقية" أيضا فهذا يدعي أننا "عرب" ( فقط ) وهذا يدعي أننا "سريان" و "أكراد" و"كلدان" و "آشوريين" و "مصريين" و "أمازيغ" و .. ( فقط ) , في حين أن العالم المتحضر تجاوز كل هذا الهراء , لكنه تجاوزه بدول "وطنية" تحفظ كرامة الجميع دون تمييز وليس كما يوجد في بلدانا "العربية" , في هذه الدول الوطنية لا يمكن أن تُوجد ثقافة الأعراق البائسة كما عندنا "عربي / كردي / سرياني .." بل ثقافة الإنتماء للوطن ( فقط ) "سوري / عراقي / أردني .." وشتّان .

كان هذا إطلالة "سريعة" على وهم كبير , نعم للعلمانية كخيار "وحيد" لنرتقي , نعم لإبعاد الدين عن السياسة نعم لتطويره وعلمنته ليحترم العصرَ وقيمه , لا لكل القوميات ! , نعم للوطنية : وطنية ( حقيقية ) يمكن أن نكون فيها "مواطنين" ولن يكون ذلك بـ "العلمانية العربية العنصرية" التي يُسوق لها أغلب من يتكلمون في بلداننا بل بـ "علمانية وطنية" تعترف بكل لحظة في تاريخ شعوبنا وتعتز بثقافاتنا الأصلية دون تعصب وشوفينية .



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبّكما , أنتما وطني ..
- رسائل إلى النساء .. الثالثة ..
- رسائل إلى النساء .. الثانية ..
- رسائل إلى النساء .. الأولى ..
- إلى كل ( العمال ) و ( الفلاحين البسطاء ) مثلي ..
- أميرة .. A message in a bottle .. ١٠ .. na noche ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ٩ .. Pigs ..
- علاء .. 10 .. Lejos de ti ..
- أميرة .. A message in a bottle .. ٨ .. Tan celestial . ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ٧ .. Sais pas ..
- تأملات .. 8 .. الإيديولوجيا المسيحية : أكاذيب ينطق من هولها ...
- تأملات .. 8 .. الإيديولوجيا المسيحية : أكاذيب ينطق من هولها ...
- تأملات .. 8 .. الإيديولوجيا المسيحية : أكاذيب ينطق من هولها ...
- دمتم بخير وحب ..
- تأملات .. 7 .. إلى هيئة الحوار وإلى قراء الحوار .. ( إبلاغ ) ...
- تأملات .. 7 .. إلى هيئة الحوار وإلى قراء الحوار .. ( إبلاغ ) ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ٦ .. Seras-tu my dic ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ٥ .. Beautiful pie . ...
- أميرة .. A message in a bottle .. ٤ .. Hells Bells ..
- إلى كل الذين لا يستحون .. مثلي ..


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيام محمود - تأملات .. 8 .. عن ( العلمانية العربية العنصرية ) و ( العلمانية الوطنية ) ..