أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - عادل احمد - في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية!















المزيد.....

في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 30 - 01:13
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


تمر في هذه الايام الذكرى المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا. تعتبر ثورة اكتوبر واحدة من اعظم الثورات في تاريخ البشرية وذلك لعمق فهمها وتاثيراتها على مسار قرن من التاريخ بأكمله، وتاثيراتها على مجمل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والثقافية وتركت بصماتها عليه، لانها كانت الثورة الاجتماعية بمعنى الكلمة، اي حدوثها تم في خضم التناقضات والتلاطمات السياسية والاجتماعية بين الطبقات الاجتماعية في المجتمع الروسي. كانت هي الثورة الاجتماعية بمعنى انتصارا سياسيا حملت النقد السياسي والاجتماعي للطبقة العاملة واكثرية المحرومين على علاقات الانتاج الراسمالي. ان كل الثورات الاجتماعية في التاريخ، كانت قد انبثقت لحل وفصل التناقضات في علاقات الانتاج الاجتماعية السائدة. وان ثورة اكتوبر في روسيا حدثت ايضا لنفس المهمة الاجتماعية وحملت الافق والبديل للطبقة العاملة وارادتها من اجل تحقيق الاماني والتطلعات الانسانية، من اجل الحرية والمساواة والرفاه التي حلمت بها البشرية طوال التاريخ.
وان المعنى الاجتماعي لثورة اكتوبر يتلخص ايضا بان هذه الثورة هدفها الاصلي كان تحقيق تلك المهمة التي ترى بان الطبقات المحرومة بأمكانها قلب الموازين وصيرورة التاريخ، اذا وجدت قوتها وارادتها في معترك الصراعات بشكل واعي ومنظم من اجل الانتصار على الطبقات الحاكمة، التي تستمد قوتها من علاقات الانتاج والملكية الخاصة والثروة الهائلة.. ان الثورة كانت تتحرك وفق الوعي الانساني لاول مرة في تاريخ البشرية وليس على المعطيات والصدف التاريخية، الوعي الذي كان يعرف فك لغز الصراع الطبقي ومهمام العنصر الفعال اي الطيقة العاملة ومكانتها وقوتها وافاقها واهدافها بشكل صريح وواضح، وابراز دورها في كل مرحلة من مراحل هذا النضال الطبقي. لولا هذا الوعي وادراك مكانة الطبقات وخاصة دور وارادة الطبقة العاملة في التغيير الجذري للمجتمع، لما انتصرت ثورة اكتوبر.
وهناك معنى اخر بأن ثورة اكتوبر كانت ثورة اجتماعية، وأنها دخلت الى التأريخ تحمل المعاني والاصطلاحات الجديدة في العلاقة بين الانسانية. وغيرت كثيرا من مفاهيم العهد القديم وأنتجت مفاهيم وقيم انسانية جديدة من الحرية والمساواة والانسانية والمجتمع والسلطة.. ان تاريخ القرن العشرين مليئا بهذه المفاهيم الانسانية والتي اشتقت من تاثير الثورة على المجتمع. ان القضاء على استغلال الانسان بيد الانسان والمساواة الكاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بين الانسان، والحريات السياسية الغير مشروطة، الانسان نفسه هو الاول والمقدس، توزيع الثروة بالتساوي في المجتمع والسلام الدائم بين البشر... كلها كانت مفاهيم ومصطلحات سياسية طوال قرن من الزمن في جميع انحاء العالم بين الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والمحرومين.
ان ثورة اكتوبر الاشتراكية انتصرت انتصارا سياسيا على الطبقة البرجوازية من قبل الطبقة العاملة والحزب البلشفي. وان فلاديمير لنين كانت العنصر الفعال لثورة اكتوبر واستخدم ارادة الطبقة العاملة في كل التغيرات والمسارات من اجل اسقاط سلطة البرجوازية، واقامة الحكومة العمالية بالتعاون مع الفلاحين الفقراء. وان لينين كان رمزا وتجسيدا حيا وجسورا لارادة الطبقة العاملة الروسية من اجل الاشتراكية، لولا هذا التجسيد وهذه الارادة لما انتصرت الاشتراكية في روسيا.
ان الثورة الاشتراكية في الاصل هي الثورة الاقتصادية اي تحويل الاقتصاد الرأسمالي الى الاشتراكية. ان النقد الاشتراكي والماركسي للنظام الرأسمالي قبل كل شيء هو النقد الاقتصادي، اي نقد علاقات الانتاج الرأسمالي والملكية الخاصة للبرجوازية والعمل المأجور كنواة لهذه العلاقة الاجتماعية، وان اي تغيير في المجتمع يجب ان يبدأ من هذا النقد لهذه العلاقة الاجتماعية. وبما ان جميع البنى السياسية للبرجوازية هي انعكاس لهذه العلاقة الاقتصادية وتتمركز سيادتها بالسلطة السياسية، وان السلطة السياسية هي لحماية بقاء علاقات الانتاج الرأسمالي بيد الطبقة البرجوازية، فأن الشرط الاول لاي تغيير في المجتمع، يجب ان تبدأ من السلطة السياسية للبرجوازية واسقاطها، وتبديلها بسلطة الطبقة العاملة المنظمة واقامة دكتاتورية البروليتارية لتثبيت السلطة العمالية في المقام الاول، ومن ثم استخدام هذه السلطة لتقير نمط وعلاقات الانتاج البرجوازي عن طريق اشتراكية وسائل الانتاج الاجتماعي والغاء العمل المأجور.
للاسف لم تتمكن الطبقة العاملة من القيام بهذه المهمة الرئيسية في ثورة اكتوبر الروسية بعد ان رسخت سلطتها وقمعت كل المقاومة البرجوازية المحلية والعالمية والتي كانت تحاول استرجاع سلطتها المهزومة. وان عدم استمرار الثورة الاشتراكية حتى النهاية اي حتى الغاء العمل المأجور واشتراكية نمط الانتاج، فقد تمكن الحل والبديل للبرجوازية بأيجاد طريقة اخرى لاسترجاع سلطتها وان رأسمالية الدولة كانت الشكل الانسب لارجاع هذه السلطة وتمكنت تدريجيا بأستلام السلطة من الطبقة العاملة في نهاية العشرينات من القرن العشرين، وبهذا خسرت الثورة جميع مهامها وسلطتها وحلت مكانها سلطة الطبقة البرجوازية وعلاقاتها عن طريق رأسمالية الدولة تحت اسم الاشتراكية والحكومة السوفيتية. ان حتى فشل ثورة اكتوبر يمكن بحثه ونقده في السياق الاجتماعي للطبقات وافاقها وبدائلها وتقاليدها.. اي بحث فشلها ضمن صراعات وافاق الطبقات الاجتماعية في المجتمع الروسي، وليس على الاسس الانحرافات الايدولوجية والسياسية لقادة الحزب البلشفي، كما كانت سائدة داخل اوساط اليسار الرديكالي والتقليدي طوال القرن العشرين وامتدت حتى يومنا هذا.
اذا كان علينا نحن الماركسيين ان نبحث انتصار ثورة اكتوبر في نطاق الحركات الاجتماعية والنضال الطبقي، فأن علينا ان نبحث فشلها في هذا السياق ايضا اي في سياق صراع الحركات الاجتماعية في المجتمع الروسي. انتصرت الثورة الاشتراكية واستلمت السلطة في اكتوبر 25 من عام 1917 (حسب التقويم الروسي القديم والتي يصادف نوفمبر7 حسب التقويم الجديد). وفشلها جاء في خضم الجدالات والنقاشات للبدائل التي طرحت اواسط العشرينات من القرن العشرين، ولكن البديل والافق الذي رسمت به الثورة الاقتصادية الاصلية والتي كانت من المفروض ان تكون اشتراكية وسائل الانتاج والغاء العمل المأجور فورا، حل مكانه رأسمالية الدولة وبقى العمل المأجور حتى اخر ايام الدولة السوفيتية والذي هو روح واسس النظام الرأسمالي، ومن ثم فشل هذا النموذج من رأسمالية الدولة امام التنافس ورأسمالية السوق الحر. وقامت البرجوازية بهجوم اعلامي وسياسي بأن الاشتراكية فشلت ولم تعد تخدم الانسانية، والتي في الحقيقة اثبتت التاريخ لا رأسمالية الدولة ولا رأسمالية السوق تخدم البشرية وانما الغاء الرأسمال والعمل المأجور هي شروط سعادة الانسانية واقامة مجتمع حر ومتساوي.
في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر، يحتاج العالم والطبقة العاملة والطبقات المحرومة الى ثورات على نمط ثورة اكتوبر الاشتراكية، ولكن بوصولها حتى النهاية اي القضاء على العمل المأجور والملكية الخاصة واشتراكية علاقات ووسائل الانتاج الاجتماعي، وفي النهاية القضاء على الطبقات ومحو استغلال الانسان بيد الانسان واقامة عالم تسوده الحرية والمساواة والرفاه الكاملة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الشيوعيين من الاحداث الاخيرة في العراق!
- هل الاشتراكية ممكنة في الدول الغربية؟
- تهديدات العبادي بالضد من استقلال كوردستان!
- تعدد الاراء والتحزب الشيوعي!
- الاممية بين العمال في كوردستان والعراق!
- البرجوازية.. وعدم الاستقرار في العالم!
- اسس عملية التغيير في المجتمع
- الخطاب الانساني والخطاب الغير انساني
- حزب جديد للدليمي، خداع اخر!
- من اجل الاستعداد للمواجهة!
- انتهاء عملية -تدمير الموصل- وماذا بعد؟
- في الدفاع عن تاكتيك استفتاء واستقلال كردستان العراق
- محور الصراع في الشرق الاوسط
- خصائص مرحلتنا
- العراق بعد حرب داعش!
- الفقراء وشهر الصيام!
- موضوعان عن نفاق الغرب!
- الشيوعية هي الحل!
- يوم العمال العالمي والنضال في مرحلتنا
- نحتاج الى جريدة عمالية عامة!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - عادل احمد - في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية!