أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - هل الاشتراكية ممكنة في الدول الغربية؟














المزيد.....

هل الاشتراكية ممكنة في الدول الغربية؟


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 19:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتبادر الى الذهن من اول وهلة بأن الدول الغربية والمتقدمة هي مستقرة سياسيا واقتصاديا ولا توجد هناك بوادر ثورية لتغير الاوضاع والقيام بالعمل الثوري.. وان هذا الانطباع قد يطرح سؤلا واقعيا بصعوبة التفكير بالثورة الاشتراكية في العالم الغربي الرأسمالي والامبريالي. ويتبادر الى الذهن ايضا بأن الطبقة البرجوازية الغربية استطاعت ان تخضع كامل المجتمع تحت امرتها ولا مجال لاي تحرك ثوري وعمالي لقلب الاوضاع في هذه الدول.
ان تطور التكنولوجيا ووسائل الانتاج والقوة المنتجة ليس عائقا امام تحول المجتمع الى المجتمع الاشتراكي، بل هي شرط النجاح لاي ثورة عمالية. ان تطور قوة ووسائل الانتاج تسهل السيطرة الطبقية على ثروة المجتمع وتوزيعها، وان هذا التطور قد يزيل عواقب كثيرة سياسيا واقتصاديا امام الاكتفاء الذاتي لتوزيع الثروة بالتساوي بين ابناء المجتمع. وان هذا ما اكده الادب الماركسي بوضوح واكدت عليه الثورة الاشتراكية الروسية عام 1917. ان الانتظار من بريطانيا والمانيا وفرنسا في اواخر القرن التاسع عشر بأن تصبح رائد الثورات الاشتراكية والشيوعية في العالم، كانت تأتي من تطور القوة المنتجة الصناعية وتطور وسائل الانتاج الاجتماعية في هذه البلدان، والتي تساعد التطور في الصراع الطبقي وسهولة التنظيم الطبقي للعمال المتمركزة صناعيا. اي انه كلما تقدمت الدول صناعيا كلما اقتربت من الاشتراكية، لان تمركز الرأسمال في يد قلة من الرأسماليين من جهة واكثرية الشغيلة والعمال الصناعيين والمحرومين من جهة اخرى، يوسع الفجوة بين طبقة الاغنياء الحاكمة والاكثرية الفقيرة.
ومن هذا المنطلق ننظر الى كيفية واحتمالات الثورة الاشتراكية في اوروبا وامريكا. على الرغم من تطور التكنولوجيا وتطور القوة المنتجة في هذه الدول، ولكن تبين ظاهريا بأن بوادر الثورة الاشتراكية ضعيف نسبيا او حتى شبه معدوم. وان استعداد الطبقة العاملة بالقيام بالثورة الاجتماعية ليس حاضرا وان الطبقة البرجوازية استطاعت ان تسيطر كليا على النضال الطبقي، واستطاعت ان تحافظ على التوازن الطبقي عن طريق الحفاظ النسبي على البطالة وارتفاع الاسعار والاستقرار السياسي، وعن طريق تداول السلطة بين الاحزاب البرجوازية في برلماناتها الديمقراطية. وان هذا التداول في السلطة بين البرجوازيين انفسهم كل اربع سنوات ويصاحبه شبه استقرار، هو في الحقيقة مديون للخطاب والدعاية البرجوازية في الاعلام والادبيات والمدارس والجامعات، والتي تحاول ان تبين ان هذا هو النموذج المثالي للحكم وان هذا هو اخر ما توصل اليه الفكر البشري، وكذلك الهجوم المستمر على افاق وتطلعات البشرية والماركسية والشيوعية بأنها اوهام وغير قابل للتطبيق. ان الدعاية القوية والضخمة للديمقراطية والحكومة البرلمانية والهجوم المستمر على الشيوعية وافاقها الانسانية هو الذي مكن في أن تظهر الدول الغربية على أنها مستقرة نسبيا وعدم بروز المد الثوري والعمالي الى العلن.
ان الاتحادات العمالية العملاقة والتي كانت بؤرة الثورات في بداية القرن العشرين، اصبح وسيلة بيروقراطية بجانب بعض الاصلاحات وهي ايضا متداخلة في بعض جوانب عملية الرأسمال. ان بعض الاتحادات العمالية لديها رساميل واسهم في الاسواق المالية وتستثمرها بجانب محاولتها لبعض الاصلاحات، ان هذه العملية تضعف ظهور المد الثوري داخل هذه الاتحادات وداخل الطبقة العاملة عموما. لان التوازن بين الاصلاحات وهذا التداخل مع عملية الرأسمال ومخاطراته تبعد قادة الطبقة العاملة عن النضال الطبقي الضروري، والتي ليس لها اية مصلحة مع الرأسمال وانما هي العدو اللدود للرأسمالية مصدر كل الاضطهاد في المجتمع. ان دور الاتحادات العمالية في كبح المد الثوري والابقاء على التوافق بين العمل والرأسمال هو اكبر مشكلة لعدم ظهور المد الثوري والشيوعي في الدول الغربية. وهناك عامل اخر وهو تصدير الرأسمال الى الدول الفقيرة واستغلال قوة العمال في هذه البلدان بأشد وحشية، كما نراه في الدول الافريقية والاسيوية والشرق الاوسط وامريكا اللاتينية. ان ادارة الارباح في الدول الفقيرة هو في غاية اللاانسانية وان استغلال العمال هو في غاية الوحشية، وان هذه العملية هي التي مكنت الدول الغربية والامبريالية بأن تستعمل قسم من هذه الارباح لصالح الخدمات الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة لمواطنيها. اي ان تحسين المستوى المعيشي في الدول الغربية هي نتاج الاستغلال الغير انساني من قبل الحكومات الغربية للدول الفقيرة. وان الاستقرار السياسي النسبي في اوروبا وامريكا يأتي من اللااستقرار السياسي في الدول الفقيرة ومن الحروب والاقتتال ونشوب الصراعات القومية والطائفية لزعزعة المناطق برمتها، كما نراها بوضوح في الشرق الاوسط وأفريقيا وامريكا الجنوبية. ان هذا اللااستقرار السياسي يصاحبه الاستغلال الوحشي لقوة العمال في الدول الفقيرة، مكنت الدول الاوروبية والامريكية من التمتع بقدرات الثروات والموارد الطبيعية عن طريق قوة رساميلها وقوة عسكرتاريتها واسلحتها.
ولكن على الرغم من وجود كل هذه السلبيات في الصراع الطبقي العالمي بين الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية الطفيلية، فأن الصراع الطبقي في الدول الغربية والدول المتطورة صناعيا هو اكثر شفافية من بقية الدول العالم. وان بسبب تمركز الرأسمال من جهة والظروف الموضوعية للتنظيم العمالي من جهة اخرى بأمكانها القضاء على هذا التمركز الرأسمالي وادارة الشغيلة والعمال كامل جوانب الحياة عن طريق الثورة الاجتماعية. اذا توقف العمال يوما واحدا من العمل ستعم الفوضى في جميع مفاصل الحياة في الدول الغربية. وان هذه المكانة وهذه القوة اذا نظمت بطريقة ثورية فأن بناء الاشتراكية سيكون اكثر سهولة مما نتوقع، لان جميع شروط الانتقال من الرأسمالية الى الاشتراكية ستكون متوفرة وسيكون العوائق امام بناء المجتمع الاشتراكي قليلة جدا. ان القيام بالثورة الشيوعية في الدول الغربية هي ممكنة وواقعية اذا توفرت الاستعدادات الطبقية والوعي الطبقي للقيام بهذه المهمة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهديدات العبادي بالضد من استقلال كوردستان!
- تعدد الاراء والتحزب الشيوعي!
- الاممية بين العمال في كوردستان والعراق!
- البرجوازية.. وعدم الاستقرار في العالم!
- اسس عملية التغيير في المجتمع
- الخطاب الانساني والخطاب الغير انساني
- حزب جديد للدليمي، خداع اخر!
- من اجل الاستعداد للمواجهة!
- انتهاء عملية -تدمير الموصل- وماذا بعد؟
- في الدفاع عن تاكتيك استفتاء واستقلال كردستان العراق
- محور الصراع في الشرق الاوسط
- خصائص مرحلتنا
- العراق بعد حرب داعش!
- الفقراء وشهر الصيام!
- موضوعان عن نفاق الغرب!
- الشيوعية هي الحل!
- يوم العمال العالمي والنضال في مرحلتنا
- نحتاج الى جريدة عمالية عامة!
- دورة جديدة من العنجهية الرأسمالية بقيادة امريكا!
- يجب ايقاف المجازر في سوريا فورا


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - هل الاشتراكية ممكنة في الدول الغربية؟