أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس -في المزرعة -3














المزيد.....

المغناطيس -في المزرعة -3


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5660 - 2017 / 10 / 5 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


دفء، وحنان. ليت اللحظة لا تنتهي
أعاتب أمّي:
لماذا لم تصرخي بي: لا؟
لماذا قبلت أن أتزوج هذا الرجل؟
لماذا جرى ما جرى؟
لا أدري يا ابنتي. كأنّني كنت في حلم، لكن يمكنك البدء من جديد.
لا تقولي هذا. سوف أضرب نفسي.
كيف أبدأ؟
هل يمكن أن أعيد شبابي وحياتي؟
لا تقولي هراء يا أمّي. أرجوك.
لا أعرف ماذا أقول يا ختام. لو عادت بي الأيام إلى الوراء لتصرّفت كما تصرفت. لم أنظر إلى نفسي كإنسان. كنت أود مغادرة العالم، وأرغب أن أربطك فيه. هل تفهمين ماذا يعني مغادرة العالم؟
كنت أمشي حافية في الليل، وكلّما قرّرت أن تكون ليلتي الأخيرة، أمرّ على سريرك، أراك كالملاك، وأحزن لأنّك سوف تفتقدين لمن تتحاربين معه كي تفرّغي ذلك الألم، وأقرّر البقاء.
-كأنّ ختام تتحدّث مع أحدهم بالسّر.
تتحدّث، وتبكي. تقول لها: لا ترحلي. ابقي. لا تتركيني وحيدة.
-امسكي أمّي يا فاطمة. تريد أن تتركني وحيدة في هذا العالم.
. . .
لا أحد يمون على الغصّة. تأتي وترحل دون أن تترك لك مجالاً للتدخل. أغصّ عندما يطلب مني ابني أن أجلب له طابة، وأن أشتري له عرنوس ذرة.
بينما يمسك بثوبي، ويطلب طلبه تمسك بصدري الغصّة، تخنقني، أرغب أن ألهيه ، أصرفه للعب كي أستطيع أن أتجرّع ما تيسر خلف الغصّة علّها تذوب، ولا تذوب مهما فعلت. تنزل أمطار من عينيّ أمسحها بيدي. لا أبكي هو فعل الغصّة. لا تتزحزح من مكانها. أتمنى لو تخنق، أو تذوب.
ابني حبيبي. لقد كبرت. ما أجملك!
لا تقولي هذا يا أمّي !
أشعر أنّني مهزوم، تائه، ومقهور.
-أعطيك قلبي لو أردت.
-وماذا أفعل بقلبك؟ فقط أسألك. لماذا صبرت على الفقر؟
-اعتقدت أنّك عندما تكبر سوف تقهره، تنقذ نفسك، وتنقذني.
الفقراء يا أمّي لا يسيرون إلى الأمام ، بل إنّ سلسلة الفقر تلعنهم لأجيال.
إنني راحل، الحزن طريقي، الألم رفيقي، وهذا العالم ليس بصديقي.
-لا تذهب! دعنا أشمّك، نتحدّث قليلاً.
ختام! أمسكيه. أمسكي ابني.
. . .
لا أعرف إن كان الهوى يبكيني
كتبت أشواقي بدمعي
كان الليل يشهد عندما أوي له
ورحلت إلى المجهول
دفنت في الرّمل أفكاري
نادت: تعالي. لا ترحلي !
بكيتها قبل أن أشعلها
وظهري لها
وبعد دهر
التفتّ إلى الهباب
حركّتها بأصابعي
احترق بعضها
ولم تحترق كلمات عشقي
لازلت ضمن الكلمات
على أوراق صفراء
محروقة الأطراف
ولا زال فراقها يبكيني
يبدو أن فاطمة وختام تعانيان من لحظة انفصال عن المزرعة. أجلس هنا، وأرى القضبان تتمايل، مزهوة. حان وقت قطافها.
سوف أتصور أمام المزرعة، وأنا مبتهج ، ثم أضع الصورة على الفيس بوك
فاطمة، وختام تمرّان في أزمة شديدة تتصوران أنّ لهما عائلة، وأطفال.
-مرحباً يا أبي. كنت أبحث عنك منذ فترة طويلة.
-من؟ ابني. تعال أضمّك إلى صدري. أفتقدك.
-منذ متى ، وانت تحمل تلك المشاعر الجميلة؟
أتيت أسألك: هل وضعت يدك على ضميرك؟ لماذا تركتنا للريح يا صاحب النزوة, طمنّي عن قضيبك. هل هو بخير. لقد حملته على يدك وبدأت تنادي. أليس من المخجل أن تفعل ذلك؟ كنت أخجل من أصدقائي وأنا طفل من سلوكك الشّائن. لست حزين لأنّك غادرت . بل أتيت لآخذ حقي منك.
. . .
يبدو أن خادم المعبد قد تغيّر
هذا الخادم الجديد عليه عمامة حمراء
ها هو يكشف عن وجهه. أنصتوا:

"أنا ابن جلا و طلاع الثنايا . . . متى أضع العمامة تعرفوني"
"والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وقد حان قطافها وإني لصاحبها، وإني لأرى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى" .
-يبدو أنه شاعر وحكيم. نحن لا نرى دماء ، وبينما هو يراها. ربما يكون ابن زرقاء اليمامة يرى بالبصيرة وليس بالبصر.
-أنا الحجّاج أيّها القوم.
-الحجاج مات، وإلى جهنّم وبئس المصير.
-هل رأيتموه بأعينكم عندما مات؟ قالوا لكم ذلك. الحجّاج لا يموت. يظهر حيثما تحتاجه البشرية ، واليوم في مملكة القضيب يعمّ الفساد. تحتاج تلك المملكة إلى هدم، وإعادة تعمير من جديد.
-يا حجاج. سمعت عنك، ولا أحبّك. اقطع عنقي لو شئت.
-وأنا يا حجاج كلما سمعت باسم والي أتقيأ. وكلما مجدّوا ميّتاً شتمته، وكلّما سموا أحدهم بطلاً كان قاتلاً، وكلما سموا أحدهم عادلاً كان ظالماً.
-يا غلام! اضرب عنقيهما معاً.
أصوات تتعالى من المعبد باركك الله أيّها الحجاج. باركك الله. الحمد لله الذي ظهرت ثانية. لم نكن نعرف أنّك المهدي.
-أنا المسيح يا سادة. أدعو إلى السلام.
-حاشا، وكلا أن تكون المسيح.
-يا غلام. اختر من تلك الجهة عشرة من هؤلاء واضرب أعناقهم.
-هل أعجبك يا سعدون هذا المكان؟ عظامنا ترتجف من الخوف.
-لا تخافي يا فاطمة. هو فقط في البداية سوف يفرض هيبته، سوف يتخلّص من ربع السكان، وهو ليس بالعدد الكبير، لكن علينا أن نصلي معاً أن لا نكون من الرّبع المقتول، سوف نعتاد عليهم، فجميع أبطالنا متشابهون، وجميع المناضلين يعيشون حياتهم الخاصة مع النّساء والحرير، لديهم حواشي، وكلّما مال الزّمان على أمير لهم، شتموه، وحيّوا الأمير الجديد.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد تكون العزلة الاجتماعية خياراً
- البيئة التي نعيش فيها تدفعنا لليأس
- العنف في برشلونة يرتدّ إلى مدريد
- المغناطيس-في المزرعة-2
- لا نازيين في مدينتنا غوتنبرغ
- هل يؤثر اللون حقا على العقل والجسم؟ أستاذ علم الألوان يوضّح ...
- هل يمكن للمرأة السّورية أن تتحدّث علانية عن الاعتداء الجنسي ...
- اللهجة الحماسية، ومصطلحات سورية
- المغناطيس-في المزرعة-1-
- لماذا تشاركون الكثير من المعلومات؟ أكثر من 80٪من الأطف ...
- المغناطيس -في المعبد-3-
- إسقاط الكتّاب قبل إسقاط الدكتاتور
- المغناطيس-في المعبد- 2-
- البطل ماكوما
- قد أخسر الأصدقاء عندما أقول الحقيقة
- خبير التّغذية:الأطباء بحاجة إلى إخبار الناس أنه يمكنهم التّخ ...
- المغناطيس-في المعبد-1-
- سوريّة بلد الدّكاترة، والمقتولين
- المغناطيس-في الدّرب-3-
- من الدّاخل: ستستمر أزمة السجن حتى نسمع قصص السّجناء


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - المغناطيس -في المزرعة -3