أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - يوم المُعلّم بَحْ














المزيد.....

يوم المُعلّم بَحْ


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5610 - 2017 / 8 / 15 - 14:27
المحور: المجتمع المدني
    


لم تكن عبلّين البلدة الوحيدة عام 1986 حين عيّنت واحتفلت به بيوم للمعلّم ، دعت فيه المعلّمين والمُعلّمات المتقاعدين والعاملين ، وأسبغت عليهم الثناء والمديح في حفلةٍ صغيرة تخللتها الموسيقى والغناء والكلمات والدّروع التكريميّة البسيطة بثمنها والكبيرة في معناها وأثرها ، ناهيك عن البوفيه الجميل والبسيط الذي جمع المعلمين بإلفة حوله، فرفَلَ المعلّمون وقتها بسربال الشموخ وتهادوا برداء المجد ولو لساعات، واستمرّ هذا النهج الجميل لسنوات عديدة انقطع حبله قبل اكثر من 10 سنوات وما زال منقطعًا.
سقى الله تلك الأيام....يوم كان للمعلّم وجود وهيبة ويوم وتقدير ؛ هذا المعلّم -ة الذي يتعب في بناء النفوس وزرعها بمنتور الاخلاق وزنابق المحبّة ورياحين العلوم.
والنتيجة نراها على أرض الواقع : ولا أريد أن أعمّم ، ولكن الأمر يحِزُّ بنفسي أنا الذي قضيت 37 عامًا في سلك التدريس ، هذه المهنة المُقدّسة ، ولو عادت بي الايام وخُيّرتُ لاخترت من جديد هذه المهنة دون سواها ، ألَم ينادي التلاميذُ الربَّ يسوع : يا معلّم.
نعم النتيجة نراها اليوم وعلى أرض الواقع : العنف ، المُسدّس ، المخدِّرات ، المطاردات البوليسيّة ، الاخلاق الباهتة ، ممّا أفرغ هذه المهنة من قُدسيتها ومن مضمونها ، فأضحى المُعلّم " يمشي الحيط الحيط ويقول يا ربّ السُّترة".
انّه لا يريد ان يزور بيت خالته ، ومركز البوليس ، وسين وجيم .. يهمّه أن يمرّ اليوم والشهر على خير ويقبض الرّاتب، فلماذا وجع الرأس ؟ حفظ فلان القصيدة أو لم يحفظها ، او قدّم علّان البحث أو لم يقدّمه ، فألأمر سيّان " حِلّي عن ظهري بسيطة" ..كلّ هذا والسلطات المحليّة العربيّة كلّها أو في سوادها الأعظم في وادٍ آخَر، فلا تكريم للمعلّم ولا تقدير ، ولا ندوات أدبيّة ولا اجتماعية أو تربويّة، بل الأدهى فهناك من يتدخّل في التعيينات والتوظيف مستغلًا سلطته ، فيعمل جاهدًا على تعيين من يخصّه أو تخصّه حتى ولو أنّها ما زالت فجّة ولا تستأهل ، المهمّ القُربى من الصّحن ! وتمتّ بالقربى للمفتّش علّان أو للرئيس شعلان أو النائب صحيان ونعسان ، فالعائلة عادت من جديد ترفع رأسها ؛ ترفعه فوق حتى ولو فوق الانقاض والفشل والإحباط.
" تبكي كلّ الامهات ولا تبكي أمّي" يقولونها بصراحة... حقيقة هناك من يعتقد أن السلطات المحليّة "عِزبة " خاصّة ..وهناك من يعتقد ان توظيف الطاقات بالحجر سيزهر معها البشر وستعبق النفوس بشذى التميُّز.
لا يا سادة ..دعونا نُوظّف طاقاتنا في المُعلّم أولًا فنكرّمه وندعمه ، وفي من يستأهل ويستحقّ ، وفي نفوس الطّلّاب أولًا أيضًا فنزرع هذه النفوس دفئًا ومحبّةً وأدبًا وأخلاقًا.
لا ابالغ ان قلت انّ القاصي والدّاني يعلم ويعي أنّ الشعوب تترقي وتتقدّم بالعلم والتربية والتعليم وبمدى تضحياتها في سبيله، فما نزرعه في التربية والتعليم سنحصده قريبًا وبعيدًا قمحًا جميلًا طيّب المذاق ، وحضارة نرفع بها رأسنا ونشمخ ونلحق ركب الانسانية الذي يعدو ولا ينتظر أحدًا، وما إكرام المعلّم الّا جزء من هذه الزراعة الجميلة في حقل المستقبل.
أترى هناك من يسمع في بلدياتنا ومجالسنا المحليّة أم انّ الآذان مملوءة بالطين والعجين ؟!!!



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراسي المُقدّسة
- أعراسنا أضحت همًّا
- الصّحن المُغطّى ما زال في حارتنا..
- الشَّعب الرّوسيّ سيمفونية متكاملة
- حِلّوا عنّا وخلّوا الضّبع يوكلنا
- عبلّين كانت وما زالت منبت الأصالة
- د. تيسير الياس : وسامك فخرٌ لنا
- هناك تُضحي شاعرًا
- وردُنا آخَر
- نُريدُ ناديًا للشّباب لا للمُسنّين
- أحبّكم لو تعلمون
- المتسوّلون ومفارق الطُّرُق
- صَفقات وسيف
- مجتمعنا العربيّ المحليّ يعيشُ الأكشن
- أدباؤنا المحلّيون في المدارسِ لحنٌ جميل
- رسالة مفتوحة الى قداسة بابا روما وبابا الاسكندريّة
- السّوق السوداء ظالمة
- طنطا تُغازلُ المسيح
- سُلطاتنا المحليّة تلتحفُ الجُمود
- امسكني بيمينَك


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - يوم المُعلّم بَحْ