أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد بهاء الدين شعبان - درس الصين العظيم (1)














المزيد.....

درس الصين العظيم (1)


أحمد بهاء الدين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 18:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



عدت من زيارة الصين، و"العود أحمد"، كما يقولون، وإذا كان فى السفر سبع فوائد، حسب القول المأثور، ففى السفر إلى الصين بالذات، سبعين فائدة، إن لم يكن أكثر، ولقد عرفنا عن الرسول الكريم (ص)، توجيهه: "اطلبوا العلم ولو فى الصين"، وهو أكبر دليل على أن شعوبنا كانت، منذ القدم، على دراية بتمدن الصين القديمة، وعلى إدراك لتقدمها فى العلوم وصناعات التقدم، إذ كانت حضارة الصين معروفة لدينا، قبل نحو ألف وخمسمائة عام، وهو أمرٌ طبيعى، فالصين دولة عريقة، عمر حضارتها ضاربٌ فى تلافيف الزمن، وفى كل لقاء تم على أرضها، كان العارفون من مفكريها وقادتها، يُشيرون، بافتخارٍ، إلى أن كلاً من الصين ومصر، بلدان يمتلكان عمقاً حضارياً عمره خمسة آلاف عام!.

ويمكن أن تذهب إلى الصين للفرجة، والتسلية، والتسرية عن النفس، إذا كنت تملك المال والوقت والصحة لكى تفعل ذلك، وستجد بها الكثير مما يُنفق فيه المال والوقت، من سحرٍ، وجمالٍ، وغرابةٍ، وغواية!.

كما يُمكن أن تذهب إليها مُعجباً بإنتاجها المتفوق فى جميع النواحى، وطالباً لبضائعها، التى بزّت بضائع الغرب، وفاقت صنائع الشرق، فستجد فيها ضالتك من كل نوعٍ ومظهر، وعلى كل شاكلةٍ وجوهر!.

فالصين "مصنع العالم"، الذى يدور دولابه العملاق دورته الجبّارة، ويتحرك حركته المذهلة، فلا يتوقف أبداً، وهو البلد الذى يُنتج ثلث إنتاج العالم، ويُزاحم "الإمبراطورية الأمريكية" على مقعد الصدارة فى مقدمة الصفوف، وماهى إلا بضع سنوات، حتى يتجاوز إنتاجه نصف إنتاج المعمورة قاطبةً، وساعتها سيكون لكل مقامٍ مقال !.

أما أنا، فقد ذهبت إلى الصين تحدونى الرغبة فى المعرفة، ويشملنى البحث، بتواضعٍ، عن جوهر التجربة، ومحاولة الفهم، والسعي للإدراك!.

وفى كل الحوارات التى دارت مع القادة الحزبيين، ومع رجال الفكر والسياسة، والمسئولين التنفيذيين والاقتصاديين، بل وحتى مع المواطنين العاديين، فى الشارع، وفى القرى، وفى المصانع، والمزارع الجماعية، والأكاديميات، وخلال زيارتنا للمتاحف، والمعارض، والمسارح، وبيوت الفن والثقافة، كان يشغلنى دائماً، محاولة البحث عن إجابة لذلك السئوال (اللعين)، الذى شغل بال الكُتّاب والمفكرين، من المصريين والعرب، ولم يكفوا أبداً عن طرحه، بمختلف الصيغ والتلاوين: لماذا تقدموا وتخلفنا، ولماذا نهضوا وتعثّرنا؟!.

ولنتذكر فى هذا السياق، أن عمر "المعجزة الصينية"، أو "الطفرة الكونية"، التى أحدثها الصينيون المعاصرون على أرضهم، لم يتعد الأربعين عاماً، (1978 ـ 2017)، أى منذ أطلق الرئيس الصينى الأسبق، "دنج هسياو بنج" سياسة "الإصلاح والانفتاح"، فى وقت مواكب لإطلاق سياسة "الانفتاح الاقتصادى" و"التكييف الهيكلى"، فى بلادنا، وكانت ظروف مصر، من الناحية الموضوعية، ليست أسوأ من ظروف الصين، إن لم تكن أفضل، ولا مشاكلها أكبر من مشاكل الصين، التى تضم الآن مايفوق المليار وثلاثمائة مليون نسمه. والسئوال المُلِّح هنا: حسنٌ. إذا كان الأمر على هذه الشاكله، فما الذى جعل الصين تقفز، فى هذه الحقبة الزمنية الطفيفة، كل هذه القفزات العِظام، وتنجح كل هذا النجاح المبهر فى مسيرتها، والتى ترفعها إلى موضع قيادة العالم، بينما لازلنا نحن نرزح تحت وطأة التخلف، ونلهث لكي لا تموت شعوبنا جوعاً، ونُريق ماء وجهنا من ذُل السئوال؟!.

أسئلة محزنةٍ وتشريحٌ مؤلم. لكن متى كانت الحقيقة لاتوجع، وإدراك كُنه الأمر لا يُثير الأسى والشجون ؟!.

فإذا أردنا أن نجد إجابة لأسئلة اللحظة الموجعة، والتى من أجلها حملنا أمتعتنا إلى"الرحلة الصينية"، فعلينا إذن أن نتحلى بالصدق، وأن نواجه الذات بنقائصها، وأن نعرف أن للتقدم قوانينَ صارمة، يستحيل إنجازه إلا باحترامها.



#أحمد_بهاء_الدين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مبارك- براءة: حاكموا شعب مصر!*
- القصاص لشيماء!
- طه حُسين يسارياً !
- لماذا نرفض خطة -التعويم- ورفع الأسعار !
- -شاهنده مقلد- بطله من زماننا
- حول جريمة قرية -الكرم- بالمنيا انتهاك عرض الوطن !
- الاقتصاد المصرى والبوصلة المفقودة
- إدارة التوحش!
- درس تاريخي
- تحرير القضية في تأسيس أصول -الشرعية-
- الخيانة ومعناها!
- إخوان الشيطان
- نصائح عبد الله جول الضائعة
- إرهابيّو سيناء.. الأسئلة المُلحة!
- 31 أغسطس: الدروس المُستفادة!
- مسارات الثورة المصرية: تفويت المرحلة الانتقالية
- العبور الثانى
- أحمد بهاء الدين شعبان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ...
- نهنئ أنفسنا بهذا التقدير المُستحق،
- درس ثقافى لوزير الثقافة !


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد بهاء الدين شعبان - درس الصين العظيم (1)