أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الاعتراضات والاحتجاجات المطلبية والتيار الصدري!














المزيد.....

الاعتراضات والاحتجاجات المطلبية والتيار الصدري!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 22:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في "فتواه" على احتجاجات طلبة جامعة واسط المطالبين بحقوقهم في تخفيض اجور الدراسة واطلاق مخصصات الطلبة، اجاب الصدر بان هذه التظاهرة تشكل "اهانة لهيبة الدولة" وانه يجب على مواطني مدينة واسط التوقف عن اية احتجاجات الى حين اصدار اشارة منه!!
في هذه المقالة سنوضح ما هي حقيقة تعبير مقتدى الصدر او تمثيله "للفقراء" كما يردد بعض من التيار المدني الذي وضع يده في يد التيار الصدري.
لنعدد اولا للاعتراضات التي حدثت في شهر شباط فقط وبعيدا عن ساحة التحرير في بغداد: خرجت عدد من التظاهرات والاحتجاجات المطلبية في قطاعات مختلفة وكما يلي: تظاهر عمال كهرباء الزبيدية في واسط مطالبين بتثبيتهم بعقود دائمة، تظاهر 400 من عمال كهرباء كركوك رافعين نفس المطلب، تظاهرات سائقي الشاحنات وقطعهم لطريق بغداد - الرمادي، ومرة اخرى قطع طريق بغداد - الحلة، احتجاجا على الفساد والرشاوى التي تفرض عليهم على طول نقاط التفتيش من ميناء البصرة الى بقية المحافظات، تظاهر المئات من مزارعي ناحية الزبيدية، شمالي محافظة واسط، وقاموا بقطع طريق الكوت – بغداد احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية المتأخرة، عن تسويق محصولي القمح والشعير نهاية الموسم الماضي. تظاهرة اهالي الناصرية ومدينة قلعة سكر والمثنى على خصصخة الكهرباء، احتجاجات عمالية على شركة لوك أويل الروسية المستثمرة لحقول غرب القرنة بعد ان سرحت الأخيرة عدد من العمال في البصرة.
خلال العامين المنصرمين لم ينظم التيار الصدري تظاهرات لدعم حقوق العمال او الطلبة او الكادحين و"الفقراء" حسب التيار المدني، بنفسه وبشكل مستقل. بل كل ما قام به هو اجهاض وحرف التظاهرات، او التصدي والوقوف ضدها.
هنالك هدفين يتعقبهما التيار الصدري فيما يتعلق بالتظاهرات احدهما قريب المدى والاخر بعيد المدى. الهدف الاول هو اعادة رسم مكانته في مرحلة ما بعد داعش في خضم صراعه مع التيارات الاخرى، الشيعية منها والسنية، على اعتاب الانتخابات ومن اجل ترسيخ مكانة افضل له في هذا الصراع. اما الهدف البعيد المدى لهذا التيار هو، وكجزء من الاسلام السياسي الحاكم في العراق من عام 2003، ترسيخ سلطة هذه الحركة وتمكين هيمنتها وسيطرتها على المجتمع. ولاجل هذين الهدفين يتبع التيار الصدري سياستين بخصوص التظاهرات المطلبية: الاولى استغلال التظاهرات وحرفها وتوجيهها لاهداف حركته كما فعل في استغلال التظاهرات التي بدأت في تموز عام 2015، وشروعه بتحويلها عن مسارها الاصلي بالمطالبة بالاصلاحات، وافراغها من محتواها بل وحتى شق صفها منذ دخوله اليها في اذار 2016 ولحد الان. والثانية هي الافتاء بالتصدي للحركات المطلبية وايقافها ومعاقبة المنخرطين فيها، كما حدث تجاه تظاهرات طلبة جامعة واسط.
رغم ان هذه التظاهرات من العمال والكادحين والطلبة هي حركات مطلبية واقتصادية تستهدف تحقيق الحد الادنى من حياة لائقة، الا ان وقوف الصدر ضدها يوضح مدى رعبه من هذه الحركات، باعتباره جزء من سلطة الاسلام السياسي، ولانها تتناقض مع اسس كل النظام الذي يدافع عنه، والذي سبب كل اوضاع الفقر والفساد.
ان "فتوى" الصدر ضد طلبة جامعة واسط تكشف مرة تلو المرة مدى كذب وادعاء هذا التيار الاسلامي بدفاعه او تمثيله للـ"فقراء"، وهو على قطيعة تامة ومناهضة لمطالب الجماهير الحقيقية. ان نزول التيار الصدري في اذار العام المنصرم الى ساحة التحرير وقيامه بتعبئة جماهيره في تظاهرات "مليونية"، كانت تستهدف اعطاءه مكانا تفاوضيا افضل للمساومة مع اخوته الاعداء من احزاب الاسلام السياسي الشيعي، ولتقليص دور ومكانة وحصة خصومه من الكعكة وتوسيع حصته بالمقابل. ان هذا التوجه عبر نفسه بشكل لا اسطع ولا اوضح منه في تصديه لاعتراضات طلاب جامعة واسط حين خرجوا احتجاجا عند زيارة العبادي، في وقت كان يتظاهر في ساحة التحرير ضد مفوضية الانتخابات!
اما التيار الذي يطلق على نفسه "التيار المدني" الذي مد يده للتحالف مع هذا التيار لتشكيل "كتلة تاريخية" بزعم انه "يتكون من الفقراء"، قد فاته حقيقة تاريخية، تكررت مرات عديدة في القرنين المنصرمين الا وهو ان ماهية ومحتوى اية حركة لا تتجسد في تركيبتها البشرية انما في الاهداف والشعارات والمطالب التي تعمل على تحقيقها. فما اكثر الحركات "المليونية" الرجعية في التاريخ!
اما مطالب اولئك المتظاهرين انفسهم وسعيهم لتحصيل شروط حياة افضل، ومصير حقوقهم، امنهم الاقتصادي، فقرهم وافقارهم هذه لا تشكل مشغلة للتيار الصدري لا من بعيد ولا من قريب. وليس لا يهم الصدر عدم تقوية هذه المطاليب ووضع ضغطا على الدولة للاستجابة لمطاليبهم فحسب، بل انه يرى فيها خطرا على دولته.
ان تلك الحركات هي حركات مطلبية موضوعية نابعة من اوضاع الفقر والفساد الذي تمارسه وتفرضه هذه السلطة، وهي تستهدف تحقيق الحد الادنى من شروط حياة امنة وكريمة. وهي موجهة ضد سلطة الدولة: بصدرها ومالكيها وعباديها وحكيمها. وهي ستستمر وتتوسع وتحقق هدفها النهائي باسقاط هذه السلطة واقامة نظام مدني يحقق شروط الرفاه. وان ما تحتاجه هذه الحركات ليس القمع والاسكات، كما يريد الصدر، بل تحتاج الى افق سياسي واضح وتنظيم جماهيري واسع، كمستلزمات ضرورية ولازمة من اجل تعبئة وتوجيه نضالاتها في كل مناطق العراق نحو حياة وعالم افضل لها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بالقضاء على داعش سينتهي -داعش-!
- التيار الصدري والوقوف ضد -حزبية- مفوضية الانتخابات!
- كلمة اخرى بصدد مؤتمر اتحاد نقابات العاملين في العراق
- الطبقة العاملة في العراق و-الحرب على الارهاب- بين الموقف الط ...
- ملاحظات على مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق ا ...
- العنف في دويلات العراق
- حول مؤتمر حوار بغداد!
- كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!
- بين النزوح والعمل على اعادة الارادة للانسان!
- التسوية والمصالحة.. مرة اخرى.. واخرى!
- شرعنة الاعتداء الجنسي على النساء ليست امرا قضائيا بل سياسة م ...
- أما الاشتراكية او البربرية!
- الحديث عن -وحدة العراق- بعد خراب البصرة!
- قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في ...
- - تحرير الموصل- لانهاء داعش ام ادامة الصراعات في المنطقة!
- العمال والبطالة ومرحلة ما بعد داعش!
- ثالوث الارهاب والفساد والطائفية- مرحلة ما بعد داعش: الموصل ن ...
- الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟
- معاقبة الطفل سارق المناديل الورقية، وترك لصوص الدولة!
- هي فوضى! سياسة المحاصصة = سياسة اللا محاسبة!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الاعتراضات والاحتجاجات المطلبية والتيار الصدري!