أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - أسباب مشاكل الاردن السياسية والافتصادية















المزيد.....

أسباب مشاكل الاردن السياسية والافتصادية


سامي الرباع

الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نشرت الصحف العربية وغيرها بتاريخ 9.2.2017 الخبر التالي: وزيرة بريطانية : لندن ترفع مساعداتها للأردن لربع مليار دولار .
السؤال الذي يطرح نفسه بعد قراءة هذا الخبر , ترى هل فعلا سيتم صرف المبلغ الذي منحته بريطانيا لللاردن وقدره ربع مليار دولار لتحسين البيئة التعليمية وخدمات التعليم ام ان الملك عبد الله وزوجته رانيا سيصرفان المبلغ أو جزاَ كبيرا منه على شراء دراجات نارية وسيارات وثياب وغيرها خيالية السعر في بريطانيا وفرنسا وأمريكا؟

الاردن بلد عربي كان ولا يزال يعتمد في تكوينه على المساعدات المالية التي يتلقاها من أمريكا ودول الخليج البترولية وعلى رأسها السعودية . كل ذلك رغم أنه يحتوي على كوادر بشرية مؤهلة ومنتجة الى حد كبير وقابلة للتطوير الى أبعد الحدود اللازمة لو أن النظام السياسي يعمل لخدمة أبنائه .

ولكن النظام الملكي الحالي الحاكم بقيادة الملك عبد الله قد فشل في العمل على تحفيز الكوادر البشرية باتجاه بناء بنية صناعية وتجارية ناجحة تعود بالربح على أصحابها وعلى ميزانية الدولة التي بدورها يمكن أن تساهم في تطوير البنى التحتية اللازمة لبناء مجتمع حديث لايحتاج لاي مساعدات خارجية سواء كانت من السعودية أو أمريكا .

هناك العديد من الدراسات والابحاث العلمية التي أجراها باحثون في الشؤون الاردنية هنا في ألمانيا وبالتحديد في جامعة بيليفيلد وأنا أحدهم .... كل هذه الدراسات تشير الى أن الاردن لديه طاقات بشرية مؤهلة لبناء المعامل والمصانع اللازمة لسد احتياجات البلد من قطع صناعية مختلفة وتصدير بعضها .

مثلا هناك العديد من الصناعيين الالمان الذين يتعاقدون مع منتجين محليين لبعض القطع الازمة لالياتهم من عربات وغيرها في كل أنحاء العالم لآن انتاجها في المانيا هو اغلى منه في الاردن مثلا ! علما بأن الالمان مستعدون لتدريب الكوادر المحلية اللازمة لانتاج هذه القطع . وهذا بدوره سيخلق العديد من فرص العمل في الاردن وغيرها من دول العالم .

وزير المساعدات الخارجية للدول النامية الالمان مللر قال لنا ان ألمانيا منحت الاردن خلال الخمس سنوات الماضية اكثر من ثلاثة مليار يورو ! في لقاء له مع الملك عبد الله منذ عامين وعد الملك بصرف هذه الاموال في مشاريع تطوير الطاقات البشرية. هل فعلا تم ذلك ؟

حين قال أحد طلابي للوزير : أعتقد ان الملك عبد الله صرف الثلاث مليارات يورو على شراء أحدث الدراجات النارية . وهنا ضحك الوزير مللر .

بالاضافة الى الحاكم المستبد عبد الله هناك شريحة مجتمعية في كل حي اردني من مخابرات وغيرها تساعد هذا الزعيم على تنفيذ سلطته وأوامره مهما كان نوعها . لقاء ذلك يتلقى رؤساء هذه الجهات الادارية والعسكرية مبالغ محترمة تمكنها من العيش الرغيد .

يسيطر على النظام في الاردن ملك مشغول بشراء أحدث الدراجات النارية والسيارات الحديثة بأسعار هائلة يمولها من المساعدات المالية التي يحصل عليها من دول الخليج وأمريكا .

في الماضي كانت السعودية تهب الملك عبد الله بلايين الدولارات بشرط ان يقف العاهل الاردني مع اَل سعود في السراء والضراء!

الان وبعد انخفاض اسعار البترول والمشاكل المالية التي يعاني منها امراء السعودية أصبح من الصعب عليهم منح العاهل الاردني كل تلك البلايين من الدولارات .

عدد كبير من المحللين السياسيين يعتقدون بأنه لو أن السعودية لاتعاني من أزمة مالية حادة في الوقت الحاضر ولو استمرت في منح الاردن بلايين الدولارات لوقف الاردن بشكل صارخ وصريح مع اَل سعود ولما كانت تصريحات وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي تجاه ايران بهذا الاعتدال حين قال : لا اتصال مباشر مع إيران . وحين تطرق لسورية قال : ان الاردن الذي سيستضيف القمة العربية المقبلة في 29 آذار/مارس المقبل سيلتزم قرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بعضوية سورية.

في برنامج خاص بالراديو رقم 4 الخاص بال بي بي سي حول الحياة في الاردن اجريت مقابلة مع أحد العاملين البريطانيين السابقين في المخابرات البريطانية في الاردن . أكد هذا الموظف واسمه مايكل ميرفي بأن المخابرات الاردنية تعرف كل الناشطين في السياسة بالاردن ولاسيما المعارضين منهم لنظام الملك عبد الله.

في البداية يتلقى المعارضين دعوى للكف عن المعارضة واذا لم يستجاب لذلك يتم نقل الناقدين للنظام الى أحد مكاتب جهاز المخابرات حيث يتم بالتعذيب تلقين المعارضين كيفية العيش في الاردن دون التدخل بالسياسة .

وأكد مايكل ميرفي بأن المخابرات الاردنية تعمل بشكل حميم مع الموساد, جهاز المخابرات الاسرائيلي ويتبادلون معه كافة الاخبار والمعلومات السرية المتوفرة لديهم !!

وأضاف ميرفي بأنه كان وزملائه البريطانيين يستغربون من الترف الذي كان الملك عبد الله وعائلته يعيشون فيه بينما غالبية الاردنيون يعيشون حياة لاتتعدى "خبزنا كفاية يومنا"! "في كثير من الاحيان كان الملك يرسلنا بطائرة خاصة الى بريطانيا أو فرنسا أو غيرها وأحيانا الى أمريكا لشراء بعض السلع الغالية ذات الترف البالغ السعر حيث تبلغ تكلفته الاف بل أحيانا ملايين الدولارات . كل ذلك كان يتم دون رقابة أو محاسبة من أي نوع . اذ ان الملك عبد الله هو في نهاية الامر الاَمر الناهي . "

عدد كبير من الشباب والشابات الذين التقينا بهم في عمان وبعض المدن الاردنية الاخرى وسألناهم حول رأيهم بالنظام الملكي الاردني كانوا في البداية حذرين جدا من التحدث الينا ولكن بعد أن علموا بأننا باحثين علميين نعمل في اطار بحث الماني ولن نذكر أسمائهم لاحد , أصبحوا أكثر ارتياحا وصراحة وقالوا لنا بأن نظام الملك عبد الله نظام سياسي مستبد , هو وحاشيته ومن حوله من شيوخ وموظفين كبار يلهمون وينعمون بالمساعدات الكبيرة التي يحصلون عليها من أمريكا والسعودية , ونحن أضفنا لهم الالمانية , ولا يبقى للناس العاديين منها سوى الفتات.

معظم الاردنيين الذين قابلناهم في الاردن يعتقدون بأن الملك عبد الله يصرف المساعدات المالية التي يتلقاها من أمريكا والسعودية لشراء أحدث الدراجات النارية وأغلى العربات في العالم ! بعضهم قال بسخرية : ملك ... ياهيك تكون الملوك يما بلا! مايحق للملك لايحق للاخرين !

بالمناسبة تشير منظمة العمل الدولية التابعة للامم المتحدة بأن نسبة البطالة في الاردن عالية جدا , اذ تصل الى 50% بين البالغين وبين الشباب والشابات تصل الى أكثر من 70% .

من جهة اخرى يمكن القول بأن المساعدات المالية التي يحصل عليها الملك عبد الله من أمريكا وبريطانيا تعود في نهاية المطاف الى أصحابها . اذ ان الاموال التي يصرفها العاهل الاردني في أمريكا وبريطانيا تعود في نهاية الامر الى اهالي هذه الدول بشكل أو باَخر . فهي أموال حصلت عليها هذه الدول من مواطنيها الذين يدفعون الضرائب , وهم يعملون في مختلف القاعات والمحلات المنتجة للبضائع التي يشتريها عبد الله وزوجته الفاضلة رانيا الياسين .

بالمقابل يوميا نسمع ونقرأ عن السياسيين في أمريكا وبريطانيا وغيرها ينادون بوجوب تطبيق الديموقراطية والعدالة الاجتماعية في كل مجتمعات العالم !

ترى أين كل هذه المطالب في ظل مايحدث في الاردن ؟!

لماذا لاتطالب الدول المانحة للمساعدات المالية النظام الاردني بتقديم الوثائق اللازمة حول كيف تم صرف هذه المبالغ ولماذا؟

يبدو أن هذه الدول المانحة للمساعدات المالية لايهمها كيف تصرف هذه المساعدات المالية بقدر مايهمها الهدوء السياسي في هذه الدول ولاسيما تجاه العدو الاسرائيلي , وهذا مايقوم به النظام الاردني في عمان , ولقاء هذه الخدمة الجبارة يتقاضى عبد الله وجهازه الامني كل هذه المساعدات المالية !!

ملك الاردن وحكام الخليج العربي يعتقدون بأن البلدان التي ورثوا الحكم فيها هي أملاك أبوهم , أملاك خاصة بهم , ومن حقهم التصرف والعبث بممتلكات الدولة كما يطيب لهم . بعض هذه الدول وعلى سبيل المثال الكويت تدعو لاجراء انتخابات برلمانية وذلك من أجل التفاخر بأن الكويت دولة ديموقراطية ولكن واقع الامر ان اَل الصباح هم الامر الناهي .


ملاحظة :

لقد ارسلت هذه المقالة الى موقع الجريدة الفلسطينية "رأي اليوم" للنشر فرفضوا نشرها . على أثره اكتشفت بأن رئيس تحرير هذا الموقع عبد الباري عطوان يتلقى مساعدات مالية , رشاوي من الملك الاردني عبد الله لتجنب توجيه النقد له ولجهازه الحاكم . للمزيد من المعلومات حول ذلك افتح الموقع التالي العالمي الذي ينشر تقارير خاصة بالفساد :

Transparency International



#سامي_الرباع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية العربية بين الواقع والتطبيق
- نفاق الغرب
- حررونا من قيود الفصحى وتفاهة مايسمى بالاعراب
- الكويتيون يشترون ويبيعون الشهادات الجامعية
- تكنولوجيا الكومبيوتر وعلم الجينات: معجزات بشرية لاحدود له
- هل يحتاج الانسان الى كل هذه الديانات؟
- المسيحيون في الشرق أقل تدينا وتطرفا من جيرانهم المسلمين
- التطرف الاسلامي فرصة للتنوير والاعتدال
- المنظمات الاسلامية في المانيا متطرفة وفاسدة
- السعودية تنشر التطرف لكنها تتهم الاخرين بالتطرف
- السعوديون يلمعون اسلاما مشوها
- خرابيط اسرار القراَن وأعجازاته العلمية
- هولندية تدعي الاسلام دين التسامح رغم الكراهية والعنف في القر ...
- المهم- ديموقراطية- حتى لو سيطر عليها اصحاب النفوذ وعم الفقر ...
- السعودية بلد الاصلاح والاعتدال!
- المجتمعات الخليجية غنية ماديا لكنها تفتقر الى الانسانية
- الى اين يتجه العالم؟
- تعليمنا تلقيني، شهاداتنا واجهة، وخطابنا متحييز
- هل يمكن تحديث الاسلام؟
- دموع تماسيح الاسلاميون الاتراك


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الرباع - أسباب مشاكل الاردن السياسية والافتصادية