أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - هتقفل الشباك أم هتفتحه-تناقضات قرآنية (4)















المزيد.....

هتقفل الشباك أم هتفتحه-تناقضات قرآنية (4)


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5421 - 2017 / 2 / 3 - 16:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ( 97 ) .
- تناقضات قرآنية – جزء رابع .

عندما نقول أن الأديان إنتاج فكر بشرى فلا يكون قولنا هذا تعسف أو إدعاء بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بداية من دراسة الأساطير والقصص التى تدعى وتروج لوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم القصص المروية وذيوعها من خلال ميديا هائلة تروج لها .. كما لا تكتفى بشرية الأديان على حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم الحديث كالشمس التى تشرق وتغرب فى عين حمئة وتدور حول الأرض المسطحة , وتلك السماء التى بمثابة سقف مرفوع على أعمدة فى بعض الميثولوجيات وموجودة ولكن غير مرئية فى ميثولوجيا أخرى لتلتصق فيها النجوم كإسبوتات إضاءة وإن كان هذا يعنى شئ فهو أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته , كما يضاف إلى ذلك أن الأديان تقدم منظومة تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لم تعد تتناسب مع أنساقنا الإجتماعية العصرية .
فى ظل هذه الملامح الواضحة نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية ونخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليؤسس ما يُعرف بالدين .

سنضيف فى هذا البحث ملمح أخر يثبت أن الأديان نتاج فكر بشرى لم يستطع لبساطة مسطريه وواضعى نصه ونهجه الإفلات من التناقض لنجد الإختلاف كامن بين نصوصه حيث الشئ وضده حاضر , وسيكون إعتنائنا بالتراث الإسلامى كونه النص الأقوى والأكثر تماسكا أو بمعنى أدق النص الذى أعلن التحدى بألوهية المصدر وإبتعاده عن الكتابات البشرية ليقدم صورة شديدة الوضوح والجلاء والتنزيه والتعظيم للإله ليبتعد كثيرا عن سذاجة فكرة الإله فى الكتاب المقدس الذى يغضب ويتنسم الرضا بذبيحة مشوية ويندم ويتعهد أن لن يعود لطيشه ثانية , ليكون لنا شأن مع المغالطات فى الكتاب المقدس فى جزء آخر بالرغم أنها لا تُغرى الإعتناء به مثل التعاطى مع القرآن كون المغالطات فى التراث اليهودى المسيحى فجة شديدة السذاجه وأصحابها لا يتوقفون أمامها كثيراً كونهم يعترفون بأن النص ذو لغة بشرية ليست إلهية ولا علاقة لها بوحى .
فى الأجزاء الثلاث السابقة تناولت تناقض النصوص فى القرآن , فهو فى موضع يذكر شئ وفى موضع آخر يذكر شئ مغاير لتصل الأمور إلى تناقض فى سرد المشهد التاريخى الواحد لأعزى هذا إلى كتابات بشرية تفتقد التركيز والدقة تعتنى بالمستجدات وتغير المواقف السياسية الإجتماعية , ليأتى هذا الجزء إمتداد لفضح التناقض ولكن الأمور من المُفترض أنها لا تستدعى التغيير كون النص يتعاطى مع أمور عقائدية يُفترض أنها لا تتأثر بحالة سياسية ومن هنا تأتى الغرابة لنسأل : هل هتفتح الشباك أم هتغلقه .؟!

- مبين أم غير مبين لا يعلم تأويله إلا أنت والراسخون .
هل القرآن كتاب مبين أم لا ؟ أى هل نصوصه واضحة جلية فى معانيها وغاياتها أم لا ؟ .. المسلمون يؤمنون بأن القرآن كتاب مبين وفق يوسف12: 1 (الر تلك آيات الكتاب المبين) وفى الحجر15: 1 ( الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ) والغريب أنهم لا يعرفون معنى ( ألر ) التى تُستهل بهما الآيتان , فمن أين هو مبين ؟!
ولكن ليست (ألر) هى المشكلة الوحيدة , فالقرآن يذكر فى موضعين آخرين أنه كتاب غير مبين , ففى آل عمران 3: 7 ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) وفى الأعراف7: 53 ( يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ) .
أتصور أن القول بأن القرآن كتاب مبين فى سورتى يوسف والحجر جاءا من باب التفخيم والتعظيم للكتاب القرآنى , أما العجز عن تأويله فقد جاءت لتدارى على الأخطاء والتناقضات لتعزيها للعجز عن الفهم والتأويل .

- كتاب مُحكم أم متشابه .
فى نفس السياق السابق لنا أن نسأل هل القرآن مُحكم فى آياته أم هناك متشابهات ليجيبنا القرآن بإجابة متناقضة ففى هود11: 1 ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) فهنا القول الحاسم والحاد والفاصل , فالكتاب أحكمت آياته ثم فصلت من إله حكيم خبير , ولكن آل عمران3: 7 يبدد هذا القول الحسم ليذكر لنا أن هناك آيات محكمات وأخرى متشابهات غير محكم ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) .

- فيه ريب أم لا .
هل كلام القرآن مَبعث للريبة والشك أم لا ؟ القرآن لم يحسم هذا الأمر ليذكر قولين متناقضين ففى السجدة 32: 2 يعلن بوضوح أنه لاريب فى القرأن ( تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ) . بينما فى يونس10: 94 ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك) أى أن الإله القرآنى يقر بأن محمد قد إنتابه الشك ليدعوه لسؤال أهل الكتاب فأين لا ريب فيه .

- تُبدل فيه أم لا .
يُفترض أن الله لا يبدل كلامه ولا يُغيره فهذا يقوض ويعبث بألوهيته لذا أكد القرآن أن الله لا يبدل كلامه فى ثلاث مواضع الأولى فى الأنعام6: 34 ( لا مبدل لكلمات الله ) وفى الكهف18: 27 ( لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا ) وفى ق 50: 29 ( ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ) أى أن الله ليس بظالم للعبيد حتى يضللهم ويزيغهم ويبدل كلمته ,, ولكن التناقض والتخبط يحل فالله يبدل من كلامه ويغير ففى النحل16: 101( إذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر ) . وفى البقرة2: 106 ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثله ا) . ننسخ = نغير ونبدل .
أرى التناقض جاء من تصادم فكر اللاهوت مع ورطة النص , ففكر اللاهوت لابد أن ينزه الإله عن التردد والتغيير والتبديل , وورطة النص جاءت من ظهور التناقضات بين نصوصه نتيجة تغير المواقف مما دفع محمد لإقرار منهجية التبديل على لسان الإله حتى لا يقال أنه مُفتر ليلصقها بالله , فالله هو الذى يغير ويبدل .

- طب نزل متفرقاً أم دفعة واحدة .
هل القرآن نزل دفعة واحدة أم على دفعات ففى البقرة 2: 185 ( شهر رمضان أنزل فيه القرآن هدى للناس ) وفى القدر97: 1-2 ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر) . وهذا يعنى ان القرآن نزل دفعه واحدة فى شهر رمضان وتحديداً فى ليلة القدر .
ولكن الحقيقة تقول لنا أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة فكل آيات القرآن ماعدا قصص الأنبياء جاءت مواكبة لأحداث ومواقف محددة وهذا ما يُعرف بأسباب النزول , كما أكد القرآن ذلك فى الاسراء17: 106 (وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث) . وفى المائدة 5: 101 ( يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ... حين ينزل القرآن) .

- طب القرآن منذ الأزل أم نزل مواكباً للأحداث .
فى نفس سياق التناقض السابق نسأل : هل القرآن مقدس محفوظ أم جاء مواكبا للأحداث , ففى البروج 85: 21 ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) أى أن القرآن عند الله منذ الأزل في لوح محفوظ , ولكن هناك آيات عديدة تقول أن القرآن تشكل فى الحدث ففى المجادلة58: 1 ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) . كذلك فى البقرة2: 187 ( أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ... علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم ) . وفى الانفال8: 66 ( يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبون ألفا من الذين كفروا الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين….) . وفى آل عمران3: 181 ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ) . وهناك الكثير والمزيد من الآيات كما ذكرنا جاءت مواكبة لحدث أو موقف إستدعى ظهور الآيات , فالله علم وسمع ليتدخل , فأين الكتاب فى اللوح المحفوظ منذ الأزل .

- يعنى الأمثال لكل الناس أم للعلماء .
الله يضرب الأمثال لنسأل لمن يوجه هذه الأمثال ومن يعنيه , ففى العنكبوت29: 43 ( تلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) أى أن الأمثال لا يعقلها إلا العالمين , فإلا حرف حصر أي العالمين فقط هم الذين يعقلون الأمثال . أما آية الحشر59 :21 ( تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) أى أن الأمثال لكل الناس لكي يتفكروا بعقولهم .

- تغفر الذنوب جميعا أم لا .
حدد الإله القرأنى موقفه الواضح بشأن مغفرة ذنوب البشر ففى الزمر39: 53 ( إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) فالإية واضحة فى مغفرة الذنوب "جميعا" أى لا توجد أى إستثناءات ولكن آية النساء4: 48 ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ليظهر الإستثناء فالله لا يغفر الشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولكن آية الزمر قالت الذنوب "جميعا" , الطريف فى هذا الموضوع أنه لم يذكر موقفه من الإلحاد بالرغم أن الإلحاد أشد وطأة فهو ينكر وجوده , لأتصور الأمور بأن الحضور الإلحادى لم يكن ذو حضور قوى حينها , علاوة على إعتناء محمد بفكرة الله كفكرة هوية وأيدلوجية متسلطة متفردة لا تقبل منافسة شركاء .

- يعنى هتغفر للكفرة أم لا .
النص القرآنى حاد تجاه الكفرة ليهددهم بأن مأواهم الجحيم وفقدناهم المغفرة ففى البقرة 2 : 39 ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار ) . وفى النساء4: 168 ( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ) .
بالرغم أن الكثير من آيات النهر واللعن والتهديد الحاسمة حاضرة بقوة فى النص القرآنى لكننا نجد التناقض يحل بفتح باب التوبة للكفار ففى آل عمران 86 -89 ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ... جزاؤهم أن عليهم لعنة الله…. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب…." إلا الذين تابوا من بعد وأصلحوا" فإن الله غفور رحيم) . وفى التوبة9: 74 (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر بعد إسلامهم ...فإن يتوبوا يكن خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما ) وفى الأنفال8: 38 ( قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر الله لهم ما قد سلف)
نلاحظ أن آيتى البقرة والنساء تعلنا أن الكفر لا يُغفر والكافرون أصحاب النار وفي الآيات الأخرى إمكانية مغفرة الكفر حتى لو كان هذا الكفر بعد إيمانهم وإسلامهم لكن الأغرب آية التوبة9: 66 ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين ) فالكل كفر لكن يعفوا الله عن طائفة ويعذب طائفة أخرى لماذا ؟ يقول البعض بأنهم كانوا مجرمين , فما هو الجرم الأعظم من الكفر؟
أحلل هذا التناقض أن الموقف من الكفار إنفعالى غاضب لاعن لينزع عنهم التوبة والمغفرة , ولكن الحدث السياسى سمح لبعض الكفار فى دخول الإسلام مما أدى لتغيير المواقف ولا يهم ما ذكره سابقاً .

- طب اللى هيقتل مؤمن هتغفر له ولا هتبدل سيئاته حسنات ؟!.
التناقض يحل عند التعاطى مع قاتل المؤمن ففى النساء4: 92 ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن يقتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة... ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) . وهذا يعنى أنه جرم هائل فلا مغفرة لمن قتل مؤمن قاصداً متعمداً فالنار جزاؤه خالداً فيها أما إذا قتله خطأ فتحرير رقبة .
ولكن التناقض الغريب يحل فى الفرقان25: 68 ( الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ... إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) .
ولنتوقف أمام كلمة إلا من تاب ليبدل الله سيئاتهم حسنات وبذلك يمكن لمن قتل النفس التي حرم الله قتلها أن يتوب ويبدل الله سيئاته حسنات اى أن قاتل المؤمن سيكون مصيره الجنه وليس الجحيم بعد أن تبدلت سيئاته حسنات .!

- مين يشفى الصدور الله أم القتل ؟
يُفترض أن كلام الله هو الشافى لصدور المؤمنين وهذا ما تؤكده آية سورة يونس 10: 57 ( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة ) . ولكن آية التوبة9: 14 تناقض هذا الفهم لتعلن عن أمر قرآني للمسلمين بأن يعذبوا ويقتلوا مخالفيهم في العقيدة وبذلك تشفي صدور المؤمنين المسلمين ويذهب الغيظ من صدورهم وتشفى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ) .
أتصور أن آية يونس 10: 57 مثالية ميتافزيقية الفكر والخيال فالله يشف الصدور , أما آية التوبة 9: 14 فهى تخاطب نزعة الغل والإنتقام فى البدوى القديم المتعطش للثأر والدماء ولكن يظل التناقض قائماً , فما كان أن يجمع بين كلام الله وتعذيب وقتل المخالفين .

- يعنى نتقيك كل التقوى ولا شوية كده .
الله يطلب من المؤمنين فى آل عمران 3: 102 أن يتقوه كل التقوى وكما تحق التقوى ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ولكن فى التغابن64: 16 ( فاتقوا الله ما استطعتم وأسمعوا وأطيعوا وأنفقوا...) وفى البقرة2: 286 ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) أى التقوى على قدر ما يستطيع الإنسان .
أفسر هذا التناقض بتصادم الفكر المثالى مع الواقع ليرضخ النص لما يطلبه الجمهور ويستحسته , فوفق اسباب التنزيل نجد أن الصحابة والمريدين إستصعبوا تنفيذ الحكم بالتقوى حق تقاته ليعلنوا هذا لمحمد فيعدلها بإتقوا الله ما استطعتم .. وبس خلاص .

- طب محمد رحمة للعالمين ولا رحمة للمسلمين فقط ؟
يرى المسلمون أن محمد رحمة للعالمين وفقا لآية الأنبياء21: 107 ( ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) . ولكن فى نفس القرآن بآية الفتح48: 29 (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) .. فمحمد والمسلمين رحماء بينهم وقساة أشداء على من يخالفهم في الدين مما يعنى أن الرحمة مخصصة لمن معه وهذا ينفى أنه رحمة للعالمين .

- يعنى إنت بتفرق بين الرسل وتفضل بينهم أم لا ؟! .
مشكلة القرآن أنه يفتى فى كل الأمور والمشكلة الأكبر أنه لا يتذكر ما قاله ليقذف بآيات متناقضة مع ماقبلها ففى البقرة 2: 253 ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ) وهذا يعنى أن الله فضل وميز بين رسله فالبعض أفضل من بعض درجات والبعض أقل , ولكن التناقض يحل أو قل الزهايمر يحل فينفى الله فى البقرة 2: 285 التفريق والتمييز والدرجات ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلا آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ) .!

- حيرتنا فى موضوع يوم القيامة جاية ولا مش جاية .
موقف القرآن بالنسبة ليوم القيامة متناقض ما بين التقرير والتردد والتمييع ففى الاعراف 7: 187 ( ويسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها ) أى يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا يحل التناقض والتردد فى محمد47: 18 ( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها ) وفى القمر54: 1 ( اقتربت الساعة وانشق القمر) . فالساعة إقتربت وجاءت أشراطها .!

- طب سؤال أخير : هل الإيمان بالله قدر أم إختيار ؟!
القرآن يتناقض فى أخطر قضية عقائدية , فهل الإيمان شئ قدرى أم إختيار إنسانى أى هل الإنسان مٌسير أم مُخير لنجد القدرية والجبرية والتسيير فى التغابن 64: 2 ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير) . وفى المائدة 5 : 41 (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ) . وفى الأنعام 6: 107 ( لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ) . وفى هود11: 34 ( لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ) . وهناك عشرات الآيات التى تؤكد القدرية والجبرية بإعتبار الله هو الذى يضل ويفتن ويغوى , ولكن فى المقابل هناك آيات تمنح فهماً بحرية الإختيار , ففى الكهف 18 : 29 ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وفى الإسراء17: 15 ( قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ) . وفى يونس10: 108 (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ) .
في الآيات الأولى نجد أن الإيمان والكفر قدر بيد الله ولا حرية للإنسان فيه ولا اختيار فهو مُسير , وفي الآيات الثلاث الأخيرة الإنسان في حرية تامة وقَدره بيده فمن شاء فليؤمن أو يكفر .!

تناقضات قرآنية - جزء أول .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=530004
تناقضات قرآنية - جزء ثانى .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=530449
تناقضات قرآنية – جزء ثالث .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=530998
دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العجز والعجرفة والسب
- قليل من التأمل لن يضر
- قراءة فى دفتر الحياة-تأملات على أوراق ملونة
- إفتح ياسمسم-حجة62إلى71تُفند وجود إله
- وإحنا مالنا-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- إعترافات ومعاناة إله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- الكراهية فريضة إسلامية هكذا قوله وليس قولنا
- اللعنه على المادة أفقدتنى رومانسيتى
- هناك فرق .. فلتقرر أيهما أفضل
- أسباب وجذور تخلفنا
- وهم الحقيقة - تأملات وخواطر إلحادية
- مفاهيم وتعبيرات خاطئة-تأملات وخواطر إلحادية
- الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر
- رباعياتى
- مفاهيم خاطئة شائعة-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- مزاج إله سادى-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- كيف تفسر هذه المشاهد-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أسئلة مُحيرة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون-الإنحياز الجمعى


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - هتقفل الشباك أم هتفتحه-تناقضات قرآنية (4)