أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - مشكلة التغيير














المزيد.....

مشكلة التغيير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 18:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن كانت الملابس التي نرتدها متعلقة بالدين وبالثقافة المجتمعية وبالعادات وبالتقاليد فمن الصعب علينا تغييرها من خلال مندوب مبيعات نرسل به إلى من نريد منه أن يغير من ملابسه بل هذه مسالة تحتاج إلى تثقيف مدتها عشرات السنين, أما إن لم تكن ملابسه متعلقة بتراثه وبدينه فيكفينا أن نرسل له مندوب مبيعات يعرض له بضاعتنا الجديدة أو أن نقطع عليه مشاهدة فيلم تلفزيوني لنبث له دعاية إعلانية مدفوعة الأجر تتعلق بقميص وبنطال, وفي اليوم التالي تحصل عملية الانقلاب الأبيض بدون سفك دماء أو حتى صندوق اقتراع , وبما أن التكنولوجيا الصناعية لا تتعلق بالدين فمن السهل جدا على المسلم وعلى المسيحي أن يغيرا من سياراتهم التي يركبونها شريطة توفر المال وقطع الغيار في الأسواق الصناعية, من ناحية صناعية الكل يبحث عن الأفضل والأحدث ومن ناحية فكرية وثقافية الكل ثابت على ما هو عليه حتى لو عاش 1000 عام.

مشكلة الإنسان مع التطور الاجتماعي والتطور التقني مشكلة متضادة جدا ليست معقدة ولا هي سهلة جدا بل هي تتعلق بمجموعة من الأشياء التي تربط بين ذاكرة الإنسان وذاكرة المكان وذاكرة الزمان, أي أن الزمان والمكان عنصران متداخلان تداخلا فطريا, فمثلا يقبل أي إنسان بأن يطور تلفونه النقال أو الكمبيوتر الخاص به شريطة توفر المال ولكنه من الصعب عليه جدا أن يقبل بأن يغير من دينه أو من عاداته وتقاليده , فحتى ننقل المسلم من المسجد إلى الكنيسة نحتاج إلى مائة سنة من التطويع لتقبل مسألة الانقلاب الذهني وأنا أعرف أناسا لا يقبلوا بأن يغيروا من عاداتهم وتقاليدهم ولا حتى بأن يطوروها للأفضل مع العلم من أنهم يعلمون بأن هنالك عادات وتقاليد أفضل من عاداتهم وتقاليدهم التي هم عليها الآن ومع علمهم بذلك إلا أنه من الصعب عليهم جدا أن يتركوا ما ألفوا عليه آباءهم وأجدادهم, وهذه المسألة حدثت مع محمد نفسه حين أراد إقناع قومه بالدين الإسلامي الجديد فقالوا له: تريدنا أن نترك ما ألفينا عليه أبائنا وأجدادنا؟ وقال له أبو لهب: تبا لك ألهذا جمعتنا!!, فرد عليهم: ستصبحون ملوك العرب والعالم أجمع, فسخروا منه, وتذكر هذه الحادثة المغيرة بن شعبة في معركة اليرموك وأدمعت عيناه, وهذه المسألة لم تحدث مع محمد نفسه بل حدثت مع كافة الأنبياء والرسل الذين مكثوا طوال عمرهم ولم يؤمن بدعوتهم إلا نفرٌ قليل من الناس القابلين لتغيير نوعية دمائهم وعقولهم, وكذلك هي المشكلة مع الدين, فليس من السهل على المسلم أن يتحول من الإسلام إلى المسيحية حتى ولو كان مقتنعا بأن المسيحية أفضل من الإسلام, التطور الثقافي يحتاج إلى مئات السنين وإلى تغيير في بنية العقل الفردي والجمعي ومرتبط بالشعور وباللاشعور وإذا أردنا أن نستعجل أكثر فعلينا أن نقدم الكثير من الشهداء والمضحين والأبطال وإلى الخوض في حوض من الدماء بحجم بركة سباحة ألومبية, ليس من السهل أن يغير الإنسان من عاداته وتقاليده فحتى نغير عادات وتقاليد أي فرد علينا أن نواجه مشكلة تغيير مناهج التدريس الإلزامي والابتدائي والإعدادي والجامعي, وهذه المسألة وضعت المؤرخ ( آرنولد توينب ) أمام ظاهرة قال فيها: استجاب الشرق للتطور التقني الصناعي الغربي ولم يستجب للتطور التقني الاجتماعي,وحتى نغير عقولنا علينا أن نغير من طبيعة البناء الفكري للمؤسسات المجتمع مدنية الحاكمة كالقبيلة والعشيرة والأسرة وكل ذلك يبدأ من مناهج التدريس, وهذا يحتاج على الأقل إلى 25 خمسة وعشرين عام أو مائة عام على الأقل.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية التحرش أو مؤامرة التحرش
- الرب صالح فلا يعوزني شيء..كل عام وأنتم بخير
- أفقر عشرة رجال لعام 2016م
- رحمتك يا رب
- صور من الاستبداد في العالم العربي
- يا رب احم إسرائيل من الحريق
- نيتي حسنة
- جهاد المسيحية
- أشرف مواطن عربي
- تعرّف على حضارتك الشرقية من وجهة نظر ديالكتيكيه.
- كيف تتعلم اليهودية بعشر دقائق
- فريضة الزكاة
- تهافت العقل على النقل
- دعونا نتآخى,مسلمون ومسيحيون ويهود
- كيف تتعلم المسيحية في خمس دقائق
- كيف تتعلم الإسلام في دقيقة؟
- محمد صلى الله عليه وسلم
- استنكر كتاباتي القديمة عن الإسلام:
- تبسمك في وجه أخيك صدقة
- أنا لا أخاف إلا من الذين لا يخافون الله


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جهاد علاونه - مشكلة التغيير