أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقاء موسى الساعدي - رواية الفتنة لكنعان مكية ما لها وما عليه














المزيد.....

رواية الفتنة لكنعان مكية ما لها وما عليه


لقاء موسى الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 12:18
المحور: الادب والفن
    



لكل ناقد فلسفة ينطلق منها في فحصه النقدي للنصوص ومعاير لا يقدر ان يتجاهلها وهو يقرأ او يكتب عن نص ما, وكنت قد اليت على نفسي ان اضع مسافة بيني وبين كاتب النص وان لا اقحم في النصوص ماليس منها, لكن نص مثل رواية الفتنة لكنعان مكية اربك علاقتي المحايدة بالنصوص فكان من الصعب ان اضبط ايقاع الكتابة بالاسلوب النقدي الذي اعتدته في كتاباتي.
الرواية تتناول احداثا قريبة وحساسة من تاريخنا المعاصر لم تغادر الذاكرة بعد وهذا يضع الناقد في منطقة رخوة وعاطفية اكثر منها علمية ومنطقية, لذا سابذل جهدي للوقوف على اهم مافي هذا النص.. وفي ظني ان ثمة مايجب الوقوف عليه ومنه ان هذا النص أعاد للأدب مكانته في قراءة الواقع السياسي وتقديمه بأسلوب خلا من الشعرية والاسراف القولي الذي اتسمت به الرواية العربية منذ أواخر الستينات، وأعاد الحوار الايدلوجي بصيغه الفنية غير المثقلة بالادعاءات الدعوية والتبشيرية بل القائمة على الحوار وتبادل الأفكار مع عرض مقدمة لكل فكرة تمهد السبيل للدخول فيها وتضع القارئ أمام صراع نعيشه يوميا ولا يستقيم دون مراجعة يومية له, فقد عرض النص جغرافيا فكرية متكاملة للاتجاهات السياسية والثقافية للعراقيين وصراعاتهم الايدلوجية. فالبطل الذي ظل مجهول الاسم كما ابيه وجده ينحدر من اسرة نجفية كان الجد شيوعيا والابن شيوعيا لكنه قاتل الى جانب الجيش العراقي ضد ايران وحصل على نوط للشجاعة كما انه قتل وهو يفتدي صديقه مجيد الخوئي ابن المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العراق بينما الحفيد ينتمي لجيش الامام بمساعدة عمه الذي كان قياديا فيه.
يبدو النص في بعض مقاطعه يمجد صدام حسين فقد وصف صبره وكبرياءه وهو يواجه اعدامه, (حينما كان احدهم يقرأ عليه ما كتب في الاوراق ظل الطاغية واقفا بأعتداد يشبه تماثيله التي كانت منتشرة في كل مكان, متغاضيا عن النظر اليهم وكأنهم غير موجودين اصلا) ص13. تحوك هذه المقاطع معادلة الرواية برمتها حيث تحمل (الشيعة) مسؤولية تمسكهم بخطاب المظلومية وتشرذمهم لفئات متناثرة ساعية للسلطة والنفوذ على جناح من خيانات ومؤامرات كبرى, بلا اي مشروع لبناء امة او وطن..كما تدين (السنة) لتعلقهم بوهم القائد الذي يتشدق بعنتريات خطاب شوفيني اقصائي يناغي اوهام جمعية لامة تعتاش على ماض مفارق وغائم ومليئ بالاكاذيب فلم تفكر بقيمة حروب قادها هذا القائد كان يمكن ان تستثمر في البناء بدل خلق الاعداء الوهميين.
الجانب الآخر يتمثل في دورنا نحن كقراء ومثقفين في وضع نص يتجرأ على تقديم خيانة ثلة من عراقي الاحتلال ممن يحكمون الآن وسببوا الدمار للعراق وسمموا حياتنا وشردونا في بقاع الأرض فاقدين لمعنى انسانيتنا وانتماءنا لارضنا واهلنا. .
ومن الجيد الاشارة الى وعي الكاتب للجنس الذي يكتب فيه لذلك نوه في آخر الكتاب إلى المصادر التي استقى منها روايته حتى يحافظ هذا الجنس على الخيالي والواقعي فيه في الوقت ذاته حيث امتيازه وقوته..
اخيرا نقف عند عتبة نصية مهمة هي الاعتـذار الذي قدمه كنعان مكية للشعب العراقي والذي وضعنا في حوار مباشر معه وليس مع نصه, مبدئيا كل اعتراف بالخطأ مقبول وليس من النبل ان لا نسامح من اعترف بغلطه وندم عليه, لكن ما حدث ليس خطأ شخصيا وعابرا, بل كان كارثة دمرت تاريخ بلد وقيم وكرامة شعب, كان خطيئة كبرى لا يمكن ان تمحيها الكلمات. كما ان مكية لم يعتذر عن تأيده لجريمة الاحتلال التي كان منظرا لها لانه لا يجرؤ على هذا لذا قدم اعتذارا عن النتيجة وليس السبب, ولم يعتذر ايضا عن عمله في مؤسسة الذاكرة العراقية التي حصلت على تمويل هائل كان الهدف منه جمع وثائق الدولة العراقية لكن ماحدث ان هذه المؤسسة انتهت الى لاشيئ بل ان الوثائق العراقية غادت العراق بطائرات امريكية. كل مافعله انه ادان طبقة الحاكمين من المعارضة العراقية التي لم تشركه في كعكة المناصب والمنافع.. لذا فهذا الاعتذار غير مقبول وهو اسوء مافي نص الفتنة.
رواية الفتنة, كنعان مكية, دار الجمل, 2016.



#لقاء_موسى_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع الدراسات النسوية والجندرية في الجامعات العراقية


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقاء موسى الساعدي - رواية الفتنة لكنعان مكية ما لها وما عليه