|
زهر اللّوز -19-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 08:24
المحور:
الادب والفن
يشبه عالمنا أمسية امتلأت بنا جميل، جميل إلى حدّ التّخمة الوقت كاف، حياتنا تقف على أكتاف حفل تصّفق أكّفنا بحماس، الجميع يصفّق لا نعرف ماذا جرى في الصّف الأمامي الحفل حماسيّ، ونحن مستمرّون . . . الرحيل إلى ذواتنا ليس خياراً العالم الذي نبتكره من الوهم ليس حلاً ليس الجنون حلاً على أيّة حال السكوت، الهروب الخيال الجامح كل تلك الهزائم تجلبها الخيبة لنا ننسحب إلى أنفسنا وينتهي المسار . .. عندما أشعر بالجنون ، أشعر بالقتل أيضاً. أقتل نفسي ، ومن هم حولي ، وعندما يعاودني العقل أمتلئ بالأمل، ويمتلئ من حولي به أيضاً، ننتظر بريقاً ، نتخلى عن أنفسنا إلى الإحباط لأنّنا نفقد الأمل . لن أسعى لقول الحقيقة من خلال ابتكار حالات أضع المشاهد فيها. كنت أعرف على الدّوام أنّني دنيا، وأن مسعود هو مكرود، لكنّني لم أكن أرغب بفصل رؤيتي الحقيقيّة عن أوهامي. تحدّثت طويلاً عن مشاعر، وليس عن حقائق. مشاعري التي تربّت على النّقص لأنّ المربي ، الكاتب، والكاذب قصّ أجمل ما فيها. أصبحت أطمسها كلّما حاولت الإطلال على العالم. العالم بعيد لا يقع قربي. يقع قربي أشكال من البشر قصّت مشاعرهم بطريقة ربما مختلفة عن طريقتي . نحن هنا طرفان. أحدهما يختصّ بالقصّ، والآخر بالوهم. أرى شجرة اللوز الآن في الخريف. هي عارية من الأوراق، ولا ترمي الزّهر. أنا من يقوم بصنع تلك الأشياء لها، لكنّني لا زلت أكلّمها، وأكلّم الأشباح التي كنت أتخيّلها بلغة جديدة تعبّر عنّي قبل قصّ ما عندي من أشياء جميلة. أزور النّهر في أغلب الأيام، أرى الذين يجتازونه يتحضّرون للعبور بحماس، لا يديرون وجوههم إلى الخلف. لم تجلس معي سلمى منذ زواجها جلسة ودّ. اعتقدت للحظة أنّها لا تحبّني. تبدو سلمى اليوم قد تغيّرت. سألتني: -هل أصنع لك فنجان قهوة. منذ زمن طويل لم أشرب القهوة فعبد الرحمن لا يحبّها. أمي: أنا خائفة . أشعر أن الأمور حولي تنهار، ولا أستطيع أن أعيدها إلى مكانها. -ما سوف يحصل ، سوف يحصل يا سلمى. لا تتوهمي أنّك سبب في أيّ موضوع. يبدو أنّ الأمور قد حصلت ، لكنّك تنكرين . -ضميني إليك. أشعر بالخوف من الزّمن. من عبد الرّحمن ، ومن عدم قدرتي على إعالة طفلي القادم لو رماني زوجي. -ما دمتِ خائفة إلى هذا الحدّ فإنّ هناك أمراً حقيقياً سوف يحدث، وربما هو قد حدث يوم زواجك، فقط نحن من تجاهل. هذا الرّجل الذي اخترته شريكاً لم يكن عنده النّية في العيش معك حتى قبل الزّواج. ليس الآن وقت العتاب، أنت حبيبتي. لا تخافي يا سلمى. الحياة مع الخوف مستحيلة. -لست خائفة على نفسي. بل على الطفل. يقول زوجي أنه سوف يتركني ، ويأخذ حضانته بعد الولادة، لأنّني مجنونة ، وأنتمي لعائلة مجانين، أبي خائن، وأمي متشرّدة. وقد سجّل لي بعض الأحاديث الانفعاليّة كي يثبت ذلك . -لا أعرف ماذا أقول لك يا سلمى. الطفل لك وفق القانون المكتوب هنا، لكن لا قيمة للقانون أيضاً. هذه التّسجيلات ليست أخلاقية يستعملها فقط رجال السلطان، وهو منهم. علينا يا سلمى أن ننسى الماضي ، ونرحل من هنا. هذا المكان ليس لنا، وما دمت مهدّدة بهذا الشّكل فإنّ الرّحيل هو الحلّ. لا أرغمك يا سلمى على شيء، فإن كنت ترين أنّك قادرة على بناء أسرة مع عبد الرّحمن أكملي معه من أجل الطفل الذي تحملينه . ليس جيداً أن يكون الأطفال بلا آباء. -أتمنى الاستمرار يا أمّي، لكنّ عبد الرّحمن لا يريد. هو الذي تخلى، وهو قد تخلى منذ يوم زواجنا. فقد كنت أرغب أن أتأبّط ذراعه في بدء الزواج. قال لي : أبعدي يدك عنّي. لن أكذب على نفسي. انتهى الأمر بيني وبينه، وهو الذي أنهاه. سرق حياتي، زمني . أعطيته العقد الذّهبي كي يشتري سيارة، اشتراها، لم أركب بها ولا مرّة. يتّهمني بأنّني أحمل طاقة سلبية. -كفّي عن الحديث. لا تتوسّعي بالموضوع. الرّأي لك، أنا لا أدفع ولا أمنع. بالنسبة لي: سوف أغادر هذا المكان قريباً. ليس فيه ما يغريني على البقاء، وسوف أترك هذا المنزل الذي لم أقتنع أنّه مناسب ولا مرّة في حياتي. ليس لنا مكان هنا. هذه بلاد عبد الرّحمن وأهله. سوف أحضّر للموضوع خلال شهر، وعليك أن تتأكدي من نيّة زوجك تجاهك، وتقرّري. أمّا أنا فقد قرّرت. . . . أسأل نفسي: هل هناك جنّة على هذه الأرض؟ هو مجرّد شعور. شعرت أنّني في الجنّة عندما عشت حالة حبّ، ثم رحلت إلى النّار مع الفقر. أحب أن أعيش في مكان أستطيع أن أجد فيه نفسي التي بحثت عنها طويلاً. أن أعمل، أن أحظى بأجر، أن أتمتّع بدخلي، أن أحضر المسرح، وحفلات طرب. باختصار : أن أعيش الحياة كما هي. لا أفهم معنى الحرّية، ولا الكرامة، لكنّني أفهم معنى الحاجة، فإن كانت الحرّية تبدأ بإشباع فمي، وروحي ، وكلّ متطلّبات جسدي فهي تناسبني. . . . لو استطعت الرّحيل إلى مكان أجدني فيه سوف أفجّر كل أحلامي به. الخطوة الأولى تجتاحني، تهزّني. حلمي يسافر عبر المحيط يرصد عالماً وردياً يبني أمكنة للحبّ يبحث عن الإنسان . . . أحتاج للحبّ حبّ رجل لامرأة تشبهني حبّي لرجل يمسك بيدي نطير معاً أحتاج لحبّ من أعطيهم بعض قلبي لديّ فائض من المشاعر يرغب أن يخرج أحتاج أن أعطي تلك المشاعر، وأتلقى مشاعر أخرى ليس الأمر وهماً هو قادم وأنا قيد العمل على إحضاره
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زهر اللّوز -18-
-
زهر اللّوز -17-
-
زهر اللّوز -16-
-
زهر اللّوز -15-
-
زهر اللّوز -14-
-
زهر اللّوز -13-
-
زهر اللّوز -12-
-
زهر اللّوز -11-
-
زهر اللّوز -10-
-
زهر اللّوز -9-
-
زهر اللّوز -8-
-
زهر اللّوز -7-
-
زهر اللّوز -6-
-
زهر اللّوز -5-
-
زهر اللّوز -4-
-
زهر اللّوز -3-
-
زهر اللّوز -2-
-
زهر اللوز -1-
-
حكاية الفحل،والقارورة
-
نضال الطّبقة العاملة من أجل عالم أفضل
المزيد.....
-
تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
-ليالي الفيلم السعودي-في دورتها الثانية تنطلق من المغرب وتتو
...
-
أصداء حرب إسرائيل على غزة في الشعرين الفارسي والأفغاني
-
رحلات القاصة والروائية العراقية لطفية الدليمي
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|