أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر مسلم البكاء - الوداع الأخير















المزيد.....

الوداع الأخير


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 21:28
المحور: الادب والفن
    


كوني لي غريبة فالأحبة يرحلون ..
كيف انساك وانا يتملكني الهيام بك، وخيالك يلاحقني في اليقظة والمنام
فهل انا متيم بك ام مأسور اليك ؟
وعندما اسائل نفسي هل احبك ،اجيب بسرعة بنعم لسبب بسيط لطالما تحدثت عنه لك وسائلتك عنه وهو اني دائم التفكير بك وطيفك لايفارق مخيلتي ،سألتك لماذا اتذكرك دائما ً ،وتهربتي من الجواب كعادتك دائما ً وكما تتهربين من نظراتي عندما تلتقي عيوننا .
لم يتربع ثنايا فؤادي بهذه الشاكلة غيرك .
ان كل هذا حدث دون ان اسمع شيئا ً من احاسيسك تجاهي فكيف بالله لو قلتيها ؟
لو كنت متأكد من حبك لي كما انا متأكد من حبي لك لما صبرت
على قطيعة يوم واحد ولكنت انا اول من يقول مشتاق .
كما انك لم تقولي انك لاتحملين تجاهي شيئا ً من العواطف فأكتم وابتعد ، وعندها ستجديني وقد ابتعدت من اجلك ومن اجل ان لااثقل عليك .
اصبحت تتملكيني لدرجة اني هجرت كل من اعرف لأجلك
ﻵ-;- علاقة حب بيننا ...
لكني اهتم بك واحب حديثك واتمنى رؤيتك ،
واغار واراقب نومك و صحوتك ، لكن سأقول لك شيئا ً غريبا ً :
انا لا اريدك حبيبة ،بل كـوني لي غريبة ،لسبب بسيط هو ان الأحبة يرحلون .
بما يحمله قلبي من بساطة وطيبة تلقى آخر رسائلك و سارع الى نسيان ما كان يحمله من زعل ليظهر ما اكتنزه من مشاعر حب جياشة في رسائل تلقائية متتالية ، ولم ينتبه الى الردود القاسية التي كانت تصل من قلبك وما كان يضمره ... !
كان قد تصور بوحي الحب ان رسالتك
تعبير عن مشاعرحب ، تبادله بمثيل لما كان يكتنز
ولم يكن بالحسبان انها رسالة لتقليب المواجع .
لا يهم ان اصبحت غريبة ،لسبب
بسيط هو ان الأحبة أيضا ً لا يدومون .
الماضي كان حلما ً جميلا ًحلقت فيه في دنيا الغمام
وكنت اهفو اليك كالطفل احمل احلامي البريئات
وفجأة ذوت ازهار روحي
وماتت اغاني الهوى وتوقفت حكاياتي
وبدوت كالمحتار كيف لي بحذف
اسمك المنقوش في لغتي
اذ ستمسي بلا حروفه اوقاتي
في مدينة يعد فيها الهوى من كبرى الخطيئات .
تناسيتك وتناسيتك فزاد شوقي اليك ،واكتشفت ان مجرد التفكير
بالأبتعاد هو وهم كبير واضغاث احلام
سأجمع قواي وانساك رغم ان جميع الأشياء ستتغير في نظري وحياتي
سوف لن ارى الليل كما كنت اراه وسيختلف النهار
ومقالاتي ما عادت تملك نفس التأثير والشارع والنهر والمقهى
جميعها تغيرت فقد فقدت بريقها كذلك الأشجار التي كانت تتألق
بلونها الزاهي دخلت في دائرة الغبرة والأعتام
ان دموع الشوق مؤلمة ولكنها تصبح اجمل ما في الكون
اذا كنت انت من يقوم بمسحها .
احبك بالقدر الذي يجعلني لا اتنفس الا من خلالك
ولا روح تستطيع ان تنبض بداخلي الا روحك
هل اني سوف لن اراك ثانية كما في السابق ولو لمرة واحدة
هل سيكون القدر بهذه القسوة ويحرمني منك
هل ستكون كلمات المشادة هي اخر كلماتنا معا
هل ستغادرين دون وداع
هل ما بداخلي من حب كبير سينتهي بهذه البساطة
لم يكن الموت هو ما يقلقني اكثر من بعدي عنك
تذكري ان اولى رسائلي اليك والتي لاادري هل وصلتك ام لا
كانت تقول :
احتاجك ..
فجرا ً.. يحمل نوري وضيائي
نهرا ً.. ينقل عطائي
زهرا ً يبث العطر .. فكرا ً ينفث جميل افكاري
ريعا ً يانعا ً .. لايكف يزيد عطائي
تسنديني ، تشدي ازري ..تشذبي افكاري
فهل تلبي ندائي ؟
ما كنت اتصور ابدا ً في اول نظرة ولقاء انك في يوم ستتخلين عني
بهذه السهولة والا ّ لكنت احترس فلا ادخل ساحتك ولاانظر الى فنائك .
هاهنا مكان جلوسك وهاهنا تنتصبين امامي فيما عيوني تلتهم عيونك
وعندما اريد ان انساك فالقلم والورق وقطع المكتب والستائر والزوايا
جميعها مرايا تبرز صورك فانكر الزمن والحظ والمسميات
على طول التاريخ لأنها قد تكون سببا ببعدك والأغتراب
كم تمنيت لو اننا نعيش في بلاد لاتتقيد بالسلاسل والأغلال
تلك التي يعيش فيها الأحباب والعشاق بحرية دون نظرات
وعيون مرضى النفوس والأنصاب ..حيث سآخذك الى جبال الشمال
الشاهقة ومياه الزاب وخرير الشلال .
سأريك تشابك الكروم التي حدثتك عنها وحبات التوت الطوال
وكيف ينمو الشجر في نتوءات الصخر الشاهق بسبب ما يحمله الطير من رزق هناك ،وفي اسفل الواد بيوتات الكرد المشيدة من غصون الشجر تجاور مياه الزاب الزلال الذي يرى قعره كالمرآة الصافية .
سنتسابق فيما نحن نتسلق قمم الجبال الشاهقات .
ثقي سيبقى شوقي وآمالي الكبار ..لن يخفيه الزمن او تسكن قلبي
امرأة اخرى ابدا ًفانت تشغليه ،اذ لم يتبقى في قلبي مكان .
صحيح انك لم تكوني اول امرأة في حياتي
ولكنك كنت في حياتي اهم النساء
لن انسى اننا حلمنا معا ًاحلام
ولن انسى اننا سبحنا في فضاء الكون وبحر الغمام
وسهرنا معا ًرغم البعد وعددنا النجوم وكل اسراب الحمام
لن يتغير شئ وستبقين نبضا ًفي عروقي
وروحا ً تنبض بالأنغام
ان من المؤلم ان ابدي لك عدم الأهتمام وانا لا اعشق سواك
ابدو كمن لايحس بوجودك وانا اريد ان اعطيك حياتي
اظهر اني سأكون أفضل على بعدك وفي الحقيقة سأموت بعدك
اتصرف وكأني لااهتم لبعدك وانا لااقوى على بعدك لحظات
اقول لك ارحلي وانا اتمنى ان امسك يديك فلا اتركها
من المؤلم ...

ان يتحطم فجأة كل ذلك ..ويبدو كخرائب واطلال
نعم كان كبناء حديث جميل مزخرف تعج به الحياة
ولكنه اصبح كآثار الاف السنين الخوال
بعد ان اكتشفت ان كل ذلك كان وهما ً
سابتعد لأن حبك كان حلما ً
كان هياما ً بلا وفاء
وكلام في الشوق دون واقعية
لسبب بسيط هو ان الأحباب لايفترقون ،
وسأعتذر لروحي التي ذهبت الى من لايرغبها ،
لأن الروح التي احببتها لو كانت تحبني فلايمكن
ان تخطئ في فهمي ابدا .
لايمكن ان اتصور اني في يوم اتمنى لك السوء لاسمح الله
وسأظل اتابع من بعيد اخبارك ،وعندما اسمع انك سعيدة سأكون سعيد
ولكن لايمكن اعادة ما مضى فالزجاج لايعاد اذا انكسر
والتقارب الفارغ الذي لاثمار مرجوة منه في مجتمعنا ضرر على المرأة اكثر بكثير من ضرره على الرجل ،لابل ان الرجال لايتأثرون اطلاقا ً ،وهذه نصيحة عامة مني اليك ،ارجو اخذها بنظر الأعتبار في مقبلات الأيام .
في مجتمعنا الشرقي تظل علاقة واحدة تجمع الرجل بالمرأة ولاوجود للصداقة فيه .
وسأكتفي بما احمله بداخلي من ذكريات جميلة لشخصية اخرى عرفتها لسنين وكان آخر عهدي بها ليلة العيد ، وكانت قد طلبت مني ان ارسل لها رسالة العيد وفعلت ، ولكنها رحلت دون ان تقول كلمة وداع او تكتب ردا ً ، وقد اكون لاازال ابحث عنها .
( اليحب ينتظر ويموت حتى يعيش .. ما يترك حبيبه يعالج بوناته
جنت منين ما باوع محبين .. هسه منين ما باوع شماته ) .
سأحتفظ بداخلي بكل ذكرياتنا الجميلة
الى آخر العمر ..... وداعا ً .
1 / 9 / 2014



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب الناصرية ومهرجان دعم النازحين
- زوال دويلة الدواعش وبروز دويلة الكرد
- ثوار البندقية وثوار البناء
- ماذا يريد المواطن العراقي
- ديمقراطية الدم
- العودة خارج فلسطين
- واخيرا ً صوت مجلس الأمن
- امريكا و داعش ..غزل حبايب
- حلال عليهم وحرام على الآخرين
- مؤسسوا اسرائيل ..اجادوا ام اخطأوا في اختيار مكان دولتهم
- ماذا لو كانت خسائر مدني واطفال غزة في الصهاينة
- يعيشون المستقبل و نعيش في الماضي
- يوم القدس وصمود غزة
- العرب يشتركون في ابادة غزة
- العودة الى الحيوانية والتوحش
- تاج العرب وفخرها
- السلام الصهيوني وحل مأساة فلسطين
- العرب ..احتمال ان يبيض الديك
- الفلسطينيون والهنود الحمر
- فقدان النخوة لدى العرب


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاهر مسلم البكاء - الوداع الأخير