أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الاسلام : الجعد بن درهم .. ضحية الفكر الحر













المزيد.....

الاسلام : الجعد بن درهم .. ضحية الفكر الحر


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4476 - 2014 / 6 / 8 - 12:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسلون ، منذ تاريخهم الطويل الى اليوم ، لا يؤمنون بالفكر الحر والقول الذي يستند الى العقل والمنطق والفلسفة وخاضع للمناقشة . والذي يبدي رأي او قول يخالف به وجهة نظرهم ، فانهم يرمونه ، اما بالمروق من الدين ،او الارتداد واما بالكفر ، واما بالألحاد والزندقة . حتى قتل اثر هذا آلاف الضحايا ،ممن تفرد برأي، من فلاسفة وشعراء وادباء ومفكرين واصحاب اقلام حرة ، قديما وحديثا ، ولا يسمح المجال هنا بذكرهم . وفي هذا المقال نذكر احد تلك الضحايا من اصحاب الفكر الحر من الذين كفروهم ورموهم بالزندة ، وبالتالي حكموا عليهم بالإعدام وقطعوا رؤوسهم ، وتخلصوا منهم جسديا ، لكن فكرهم وفلسفتهم وابداعهم ظل منارا للأجيال تغترف من معينه ما تشاء ، الا وهو الجعد بن درهم .
والجعد وهو من حران في دمشق ، كان معلم مروان بن محمد الملقب بالحمار آخر خلفاء بني امية { راجع احمد امين ، ضحى الاسلام 3/119} . وعاش في اوج عظمة الدولة الاموية بما فيها من تقلبات واوضاع سياسية ، ينّظر ويحدث ويناقش ويلقي الشر . فمن ذلك له ابيات يرد فيها على الفرزدق الشاعر :
تبكي على المنتوف في نصر قومه ... ولسنا نبكي الشائدين أباهما
أراد فناء الحي بكر بن وائل ... فعز تميم لو أصيب فناهما
فلا لقيا روحا من الله ساعة ... ولا رقأت عينا شجي بكاهما
أفي الغش نبكي إن بكينا عليهما ... وقد لقيا بالغش فينا رداهما
{راجع تاريخ الطبري }

قالوا: (كان الجعد أول من تفوه بأن الله لا يتكلم، وقد هرب من الشام. ويقال: إن الجهم بن صفوان أخذ عنه مقالة خلق القرآن، وأصله من حران. فبلغنا عن عقيل بن معقل بن منبه قال: وقف الجعد على وهب بن منبه، فجعل يسأله عن الصفة، فقال: ياجعد، ويلك، أنقص من المسألة، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أنه له يداً، ما قلنا ذلك، وأن له عيناً، ما قلنا ذلك، ثم لم يلبث الجعد أن صلب. قال أبو الحسن المدائني: كان الجعد زنديقاً ) . {تاريخ الإسلام للذهبي الجزء السابع الصفحة 337 } . وهذا قد يكون افتراء على الرجل ، وحتى ان قال ذلك فهو المسؤول امام الله ، ومن باب ان معرفته اوصلته الى ما هو عليه ، وقد يعدل عن رأيه عن طريق الحوار والمناقشة .
وقوله ان الله لا يتكلم ، اعتقد انه كان على صواب ، فلو فسرنا ما معنى الكلام ؟ وهو الذي يصدر عن طريق اللسان ، والانسان اذا قطع لسانه فانه قطعا لا يتكلم . فالكلام اذن يصدر عن طريق هذا العضو ، والله تعالى قطعا ليس له لسان ، واذا قلنا بهذا فقد جسمنا الله ، وهناك فرقة من فرق المسلمين تسمى المجسمة الذين جسموا الله وجعلوا له يد وارجل وطول وعرض ، وشبهوه بالإنسان . وكلام الله ليس كما نفهنه نحن البشر ولا ندري حقيقته على وجه الدقة واليقين . فهل الذي يقول بهذا يستحق القتل ؟! كما قتل هذا الرجل وامثاله . وكان يفترض بهم ان يناقشوه حتى يثبتوا وجهة نظره هل هي صحيحة ام خطأ . لكنهم لا يعرفون اسلوب الحوار ،ولا معنى الحوار ، وكل من خالفهم فهو كافر ، جاحد ، منكر للسريعة ، مرتد ، فذلك يلتجؤون الى القتل .
وقال ابن تيمية : ( ويقال إن أول من ابتدع نفي الصفة هو الجعد بن درهم معلم مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية وكان هذا الجعد من حران . وكان فيها أئمة الصابئة والفلاسفة والفارابي كان قد أخذ الفلسفة عن متى ثم دخل إلى حران فأخذ ما أخذه منها عن أولئك الصابئة الذين كانوا بحران . وكانوا يعبدون الهياكل العلوية ويبنون هيكل العلة الأولى ، هيكل العقل الأول هيكل النفس الكلية ، هيكل زحل هيكل المشتري ، هيكل المريخ ، هيكل الشمس ، هيكل الزهرة ، هيكل عطارد ، هيكل القمر ويتقربون بما هو معروف عندهم من أنواع العبادات والقرابين والبخورات ) . { ابن تيمية ، منهاج السنة ، ج الثاني ، الفصل الثاني } .
وهذا الكلام لا يستحق ان نرد عليه ، لا سيما اتهامه للفارابي ، هذا الفيلسوف العربي العظيم ، صاحب (المدينة الفاضلة ) والذي اعترفت به حتى الغرب واشادت بفلسفته وفكره الثاقب . واما ابن تيمية فالرجل ايضا اودع السجن بسبب مواقفه المتطرفة التي اغضبت الخلفاء والحكام ، ونال ما نال من تعذيب .
قال في سرح العيون : " وهو – أي الجعد – اول من تكلم بخلق القرآن من امة محمد ، بدمشق ، ثم طلب فهرب ، ثم نزل الكوفة فتعلم منه الجهم بن صفوان القول الذي نسب اليه الجهمية . وقيل ان الجعد اخذ ذلك من ابان بن سمعان ، واخذه ابان عن طالوت بن اعصم اليهودي " . { راجع احمد امين ، ضحى الاسلام 3/119} . ومعلوم ان قضية خلق القران قد اثارها الخليفة المأمون في خلافته ، وكان من لا يرى رأيه يودع السجن حتى سجن خلق عظيم . ولا يسع المجال هنا ان نتكلم عنها .

قالوا : وكان خالد بن عبد الله القسري والي الكوفة يخطب خطبة العيد و( كان ممن حضر الجعد بن درهم فقال خالد في خطبته الحمد لله الذي اتخذ إبراهيم خليلاً وموسى كليماً فقال الجعد وهو بجانب المنبر لم يتخذ الله إبراهيم خليلاً ولا موسى كليماً ولكن من ورا ورا . فلما أكمل خالد خطبته قال يا أيها الناس ضحوا قبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولا موسى كليماً في كلام طويل . ثم نزل فذبحه في أسفل المنبر فلله ما أعظمها وأقبلها من أضحية والجعد هذا من أول من نفى الصفات وعنه انتشرت مقالة الجهمية إذ ممن حذا حذوة في ذلك الجهم بن صفوان عاملها الله تعالى بعدله . قال الذهبي في المغني الجعد بن درهم ضال مضل زعم أن الله تعالى لم يتخذ إبراهيم خليلا تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيراً ) { راجع شذرات الذهب – ابن العماد. ابن الاثير في الكامل}.
هكذا يفعل القسري والي الكوفة بذبح رجل قال قولا لا يلاءم وجهات نظرهم ، وفي يوم العيد الذي تفرح به الناس ويهنئ بعضهم بعضا ، فيصير جثة هامدة ، وانت قدر موقف اسرته ، يوم عيد ويقتل رب الاسرة . القسري يتقرب الى الله بدم رجل ، ربما يكون على صواب حينما رأى ما رأى من كلام . كذلك اعدموا صدام حسين يوم عيد – حتى وان كان طاغية وهذا ليس دفاعا عنه لأنني ايضا من ضحاياه - لكن لماذا في هذا الوقت بالذات . اذن ذبح البشر في العيد له جذور تاريخية ، كما يفعل الارهاب اليوم بالناس .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسراء والمعراج هل هو حقيقة ام رؤية منامية للنبي ؟
- لولا عمر لأصبحن بناتنا عاهرات !
- ديمقراطية (اخليف)
- النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !
- هل الله فعلا خلق البشر للعبادة فقط ؟
- الاسلام ؛ ومقولة الائمة - الرؤساء من قريش
- القرآن يدعو للعنصرية
- النبي يترك اربعون جثة لم يوارها الثرى
- النبي يخبر بانحراف اصحابه
- كيف يصفي النبي خصومه ؟
- القرآن .. واختلاف الرواة في ترتيب نزوله
- النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا
- جد النبي يحكم على احد اولاده بالإعدام !
- الموازنة : يللي اجلتوني يمتى تقروني
- ذكر الجنة والنار
- وهم الاعجاز القرآني
- خديجة تسقي اباها خمرا لتتزوج النبي
- النبي يتيما
- نبي الاسلام اكثر الانبياء زوجات
- ابن الكلبي ..وكتابه الاصنام (1)


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الاسلام : الجعد بن درهم .. ضحية الفكر الحر