أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - لن أقول لخطيب أمي يا عمي














المزيد.....

لن أقول لخطيب أمي يا عمي


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



علاقتي بجميع أنواع السلطة علاقة غير ودودة.. ،فلقد كنت دائما في معسكر المعارضة وعدم الانسجام الذى قد يصل في بعض الاحيان للضيق وتمني زوالها ..او عدم الثقة الذى قد يتحول الي كره للشخص الممارس لها ومعاداته
الشيء الغريب أنني دائما ما أجد لنفسي مبررات منطقية تجعلني أتمرد و أعاند واسفه من اوامره و تصرفاته وفي بعض الاحيان أسبه و العنه و انفعل دون سبب واضح الا أن من أتحدث عنه يمثل بالنسبة لي سلطة ما
علاقتي بوالدتي كانت المحبة و القبول و الانسجام و تبرير اسباب الاختلاف .. في حين كانت علاقتي بوالدى التربص به و اسعد عندما أتغلب علية في العاب الطاولة او الشطرنج .. و أجادله بعنف خصوصا لو كان الحديث امام امي .. بل في بعض الاحيان أستعين بالمراجع و الكتب و الجرائد او المجلات لاثبت خطأه .
لقد كنت اقبل أن أطلب من والدتي نقودا وأقص عليها همومي ومشاكلي لكنني لا أذكر انني طلبت من الوالد أى عون مادى او فكرى او حتي عاطفي .. لقد كنا ديكان متحفزان دائما للصراع .. ورغم أنه كان صبورا معي و يتقبل الاختلاف حتي في اكثر اموره قداسة و يعترف بالهزيمة دون خجل ((فقد كان يقول لا أحب أن يكون هناك من هو أفضل مني الا إبني )).. الا ان هذا لم يخفف ابدا من حدة التنافر و الصراع حتي بعد إستقلالي عن العائلة و البعد عن دوائر سلطته
علاقتي بالمدرسين كانت لها نفس الطابع رغم إختلافها من حيث حدة الصراع فقد كان تفوقي يحميني ويصحبة درجة متفاوتة من التدليل الذى أغدقه علي بعض الاساتذة كذلك كان الحال مع بعض رؤسائي الذين عانوا من نفورى و معارضتي و في بعض الاحيان تهكمي ولكنهم كانوا جميعا بدون استثناء صبورين متفهمين ومتعاطفين او معلمين .
لقد كنت كثير الجدل و المناقشه حتي مع الاجانب من الاساتذة و الرؤساء لسبب بسيط انهم كانوا من في يدهم سلطة تقيم جهدى .
وهكذارغم حبي لعبد الناصرفي صدر شبابي الا أنني لم استثيغ أبدا(فيما بعد هزيمة 67 ) أن يكون حاكما لنا هو ومن تلاه علي كرسي الرئاسة وكنت ابحث دائما عن خطاياهم قبل ايجابيتهم .. و لم أثق في اى منهم وأرى انهم كانوا يستخدمون ادواتهم الجهنمية بشكل دائم لعمل غسيل مخ لي
كل رؤساء مصر ورؤساء وزاراتها كان لدى إعتراضات عليهم و علي اسلوب عملهم و علي نتائج سياستهم ( عاطف صدقي و عاطف عبيد نالا النصيب الاكبر ).. و في بعض الاحيان كنت اتقزز عندما ارى صورة احدهم في الجرائد او اسمعه يتكلم .. خصوصا الرئيسين المسجونين الان في إنتظار المحاكمة.
إختيار الرؤساء في بلدنا كان دائما امرا عشوائيا ..وخاضعا للصدف .. وفي بعض الاحيان يكون مضحكا مثل إختيار (الاستبن ) بعد أن تعذر إختيار المنشود ..ومع ذلك بعد مرور فترة محدودة نجد حثالة البشر من المطبلين و المصفقين يلتفون حوله و يجعلون منه إلاها صغيرا ..او كبيرا حسب تصوره عن نفسه وينتهي به الحال أن يؤمن بانه .. عطية السماء لبلده لينقذها من ازمتها .. ثم يطلب من هذا الشعب الا يكون ناكرا للجميل و يقدم فروض الولاء و الطاعة ومنها ((تقبيل القدم علي اللحم )) كما كان يفعل مع سلاطين المماليك من يرجون عفوهم و رضاهم .
لقد كنت في خمسينيات و اوائل الستينيات من القرن الماضي أعتبر أن عبد الناصر والدى .. وكنت فخورا أنه قد تزوج من أمي مصر .. ورغم أنه كان السبب المباشر في هزيمتها وذلها (امام اللي يسوى و اللي م يسواش ) إلا أنني لم اتخلي عن هذا التصور .. حتي حملته الملايين الي قبره .. ومنذ ذلك الزمن اصبحت يتيما .. وكان علي امي أن تتزوج المتاح .. لقد أصبحوا جميعا في مقام (جوز الام ) .. ولم اعترف بأى منهم كوالد شرعي .. حتي صاحب اخلاق القرية و العيب و كبير العائلة .
اعتقد انني أعاني من عقدة اوديب ..اى انني احب امي و اغار عليها من زوجها و اصارعه من اجل ابتسامة علي شفتيها
وهكذا كلما تزوجت امي (مصر) باى شخص احاول التخلص منه حتي لو كان ذلك في خيالي فلا أعترف به رئيسا و لا اقول له يا عمى .
ارى حولي من يحتفلون بخطيبها الجديد و البعض يشبهونه بالوالد (الله يرحمه) و لكنني رغم كل مظاهر الترحيب اراه بطيخة مغلقة لن تعرف إذا ما كانت حمرة او قرعة الا عندما تفتحها .. وهكذا كان نصيب امي دائما .. تدخل الي المطبخ و تعود بطبق بطيخ وردى او ابيض و تضحك قائله (( والنبي حلو .. بس مد إيدك ودوق )) فنذوق إكراما لها .. ولكن أعيننا علي البطيخ الشيلين الاحمر المرمل اللي عند الجيران
بصراحة لن اقول لجوز امي يا عمي .. حتي لو إعتبرتوني مريضا يحتاج لعلاج نفسي .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سقطوا علينا هؤلاء المجرمون من السماء
- من الذى يحكم او (يتحكم ) في مصر
- هؤلاء حرام فيهم العلم
- العام الرابع عشر من الالفية الثالثة
- كم بنينا من ثراها اربعا .. وانثنينا فمحونا الاربعا .
- احاديث عن الغولة ..وتكنولوجيا المعلومات
- اى معول تحمل و اىصرح تهدم
- الحياة مع الابرار المخلدون .
- تبدلت الوجوه والبؤس واحد
- الاسلام دين لا يقبل عليه المعاصرون
- الحكومة بتهزر ام متواطئة معهم!!
- قضاء العيد مع ضيوف غير مرغوب فيهم .
- ما قبل انقلاب يوليو كانت ثورة
- قراءة الفنجان في صعود وسقوط الاخوان.
- ابتهج فلقد صنعت المعجزة.. ولكن!!
- شكرا لم يعد لدى ما اقوله
- بكائية يونيو وأحزان العجز.
- العين تسمع والأذن ترى
- زواج زهرة (الجزء الثاني )
- زواج زهرة (الجزء الاول)


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - لن أقول لخطيب أمي يا عمي