اسامة على عبد الحليم
الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 22:26
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
لو انك ملحد وعبرت عن قناعاتك بشكل محترم لما شكل هذا اى اشكال , فكثير من كتاب الحوار المتمدن يكتبون للنخبة ويمارسون جدلا ذاتيا يتحققون به بشكل شخصى , ينفثون عن احباطاتهم وغضبهم ومشكلاتهم مع الله والعالم بلغة عالية انى للمساكين بها, ولهذا يبقى الوضع كما كان دائما , لا احد يهتم , لانها فلسفة , والفلسفة رغم انها خائضة ومتورطة فى كل شىء الا ان مجتمعاتنا مازالت بعيده منها, منشغله عنها بجدل الحرية , والعيش , واغلب الناس مطمئنون ان ليس لهم غير الله كما يردد ثوار سوريا
هناك بالطبع مواقع اخرى تنتقد الاديان , لكن كل مواقع اللادينين والالحاد لاترتقى لمستوى الحوار المتمدن فى اهمية الدور الذى تقوم به فى محاربة الاسلام الآن, الحوار المتمدن الانتقائى جدا فى اختيار الموضوعات التى يسعى لابرازها, ليس لديه محرمات , فهم علمانيون جدا, والعلمانية التى نعرفها يفترض بها ان تقف على مسافة واحدة من كل الاديان , كل الاديان,وبالتالى سنكوين محقين ان طالبنا بأن يشمل ذلك الدين الاسلامى؟
لقد تحول المحور الموسوم بمحور نقد الاديان الى تكية لكل من هب ودب , يجتر افكارا عفى عليها الدهر وشرب وقتلت بحثا فى الماضى ليعيد انتاجها بشكل يكشف اولا مقدار ضحالة هذا البعض (الذى هب) وحالة الانخفاض الفكرى والاخلاقى الذى يعانيه شخصيا وهو يضرب مسيرة التنوير المزعومة نفسها حين يحولها الى حلقة فى سلسلة جهود الاصولية الصهيونية المسيحية ضد الاسلام
مجانين, فاقدى اهلية , وشذاذ افاق يصفون امتهم بالغباء لانهم متدينون!, يطالبون بحرية ممارسة الجنس ولمن؟ لبناتهم خارج اطار الزواج,, يلعنون سنسفيل ام اللغة العربية , يشتمون الانبياء باقذع الصفات , ماهو المطلوب هنا؟ الايحق لنا ان نتوقف للسؤال عن طبيعة هذا الحوار ومستويات التمدن التى ينعم بها علينا او نضفيها عليه؟
ان المادة 18 من الاعلان العالمى لحقوق الانسان اتاحت (لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.)
ولكن هؤلا وبعضهم من قبيلة القانونيين ينسون ان هذا الحق مقيد بما ورد فى المادة 30 من نفس الميثاق(ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.)
ولان هذه الحقوق لها قوة الالزام القضائى فى المجتمع الدولى بحكم توقيع الدول الاعضاء فى الامم المتحدة ويفترض ان تتحول بعد المصادقة عليها من برلمانات العالم الى جزء من القانون الداخلى لهذه الدول فان الميثاق ايضا استطاع ان يستوعب هذا الواقع فنص فى المادة 29/2 على:-
(يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي)
فهذا النص ايضا يضع قيدا فى تعامل اى كان مع هذا الميثاق , الامر الذى يتوقع من قانونى كالذيب ان يفهمه
مايفعله السيد سامى هو انتهاك لحقوق المسلمين فى ان يختاروا لانفسهم مايرغبون به من ايمان , واساءة لاستخدام حق التعبير , وخروج صريح على القانون والعهد الدولى لحقوق الانسان, والسيد سامى الذيب يستخدم لغة منخفضة فجة وهو يمارس هذه الاساءة , لغة يستطيع رجل الشارع ان يتعامل معها بسهولة , لانها لغة مباشرة خالية من رائحة الفلسفة , وخطورة هذا فى انه سيستثير الناس الذين لن يقبلوا الاساءة لدينهم
ربما يظن سامى الذيب انه يقدم خدمة للعالم كما يدعى وهو يحارب الاسلام السياسى , ربما هو ليس على علاقة مباشرة بالقوى الدولية التى دعمت ربيع الاخوانوسلفيين الحالى ان صح التعبير, فالغرب يحتاج الى هذه القوى فى الوقت الحالى كما اظن, سيما وانهم زرائعيين وسنيين جدا امام ايران الشيعية , ومطيعون ايضا
او لعل السيد سامى يمثل رغبة لجهة ما ترغب فى مقاطعة جو الصلح القائم حاليا بين تيار الاسلام السياسى والغرب عبر اثارة هذا التيار واستفزازه بمثل هذه الطروحات ,انتظارا لرد الفعل العنيف الذى لن يطاله منه شىء بالضرورة لتمتعه طبعا بحماية الغرب ., ليقول لهم فى النهاية انظروا اليهم , الم اقل لكم انهم ارهابيون!!
طبعا من حقنا ان نفكر فى كل شىء حول دوافع هذا الذيب الشرس , لانه ببساطة لم يقنعنا ابدا بأنه باحث , ولا بانه منصف ،ومع ذلك لن نستطيع ان نفعل الكثير , فالقرآن نفسه يأمرنا بالابتعاد عن مثل هذه المحاججات السخيفة
قال تعالى(وقد نزل عليكم ان اذا سمعتم آيات الله بكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره , انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين فى جهنم جميعا‘)
معركة سامى الذيب لن تكون مع جماعات الاسلام السياسى فقط, ولا مع المسلمين وحدهم, لانها ببساطة معركة مع كل انسان
#اسامة_على_عبد_الحليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟