أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل















المزيد.....

الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 209 - 2002 / 8 / 4 - 04:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الحصار الاسرائيلي المتواصل للمناطق الفلسطينية لا يشكل اعتداء على ابسط حقوق الانسان فحسب، بل هدفه الابعد تجويع الشعب الفلسطيني لإركاعه. ويأتي الحصار ليضاعف معاناة الفلسطينيين الذين يرزحون منذ قدوم السلطة تحت ثقل البطالة والفقر، وهو الوضع الذي شكّل السبب الرئيسي لانتفاضة الاقصى.

لقد كانت الانتفاضة في بدايتها هبة شعبية من اجل لقمة العيش، انفجرت بعد ان تحولت المناطق الفلسطينية الى معسكرات محاصرة، وفقد الشعب الفلسطيني حقه الاساسي بالعمل، هذا في حين استفادت النخبة الحاكمة من الترتيبات الاقتصادية مع اسرائيل. لقد فشل اتفاق اوسلو لانه اسس لنظام الاحتكارات والفساد في مناطق السلطة، بدل ان يبني اقتصادا يضمن للشعب مصدر رزق كريم.

ولكن هذا الترتيب الاقتصادي الغريب كلف اسرائيل ثمنا باهظا. فقد نظر الشعب الفلسطيني جيدا كيف ارتفع مستوى المعيشة في اسرائيل التي شهدت اطول فترة ازدهار في تاريخها بسبب الهدوء الامني النسبي وتقدم مجال التكنولوجيا المتطورة، في حين حُرم هو من دخول اسرائيل للعمل. ولم يطل الوقت حتى قال الشعب كلمته الرافضة لهذا الترتيب، فقضى على كل مكاسب اوسلو واولها الاستقرار الامني والاقتصادي. لقد تلقنت اسرائيل الدرس من الانتفاضة وفهمت انها لن تحظى بالازدهار طالما يسيطر الفقر والبطالة والفساد والتخلف على المناطق الفلسطينية المجاورة، ولكنها لا تعرف ان ترد على الوضع الا بمزيد من القمع.

المنظمات الفلسطينية من جانبها ابت ان ترى في الانتفاضة مدلولاتها الاقتصادية، بل سارعت لتطويعها لأغراضها السياسية الضيقة. فصار الدفاع عن الاقصى هو الهدف، وليس قدسية الحياة والحق بالعمل بكرامة. ولم تتوجه هذه المنظمات الى عقول الناس بل خاطبت عواطفهم وتنافست فيما بينها لكسب شعبيتها من خلال تنفيذ العمليات الانتحارية داخل "العمق" الاسرائيلي. وقد القت هذه العمليات الرعب في الشارع الاسرائيلي، الا انها سبّبت ايضا رد فعل اسرائيلي وحشي اعاد الشعب الفلسطيني القهقرى.

ما لا تدركه هذه المنظمات ان "العمق" الاسرائيلي غير موجود في قلب تل ابيب، بل يصل امتداده الى واشنطن التي توفر لاسرائيل الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري، كما تصل خيوطه الى اوروبا والدوحة وعمان والقاهرة، وحتى الى المقاطعة برام الله. بمعنى آخر، موازين القوى لم تكن ابدا لصالح الطرف الفلسطيني. اما الاعتماد على الانتحار الذي اعتبر "السلاح الاستراتيجي" الذي سيحسم المعركة، على اعتبار ان اليهود يخافون الموت بينما العرب يتمنونه، فلا علاقة له بالتجارب النضالية التي عرفها الشعب الفلسطيني او اي شعب آخر. ان الخوف من الموت امر طبيعي وحب الحياة قيمة عليا وفطرة انسانية، ولا شك ان الكفاح الحقيقي للتحرر يتطلب الاستعداد للتضحية بالارواح ولكن ليس تمجيدا للموت، بل من اجل ان تواصل الانسانية الحياة.

ومع هذا، فلا بد من القول ان "العمق" الاسرائيلي اصبح اليوم مهددا بتأثير اعنف هزة عرفها في العقود الاخيرة. فقد زعزع انهيار البورصة الامريكية الاقتصاد العالمي ككل، ولكنه اثر بشكل خاص على اسرائيل التي ربطت اقتصادها تماما بالاقتصاد الامريكي. انجرار اسرائيل وراء العولمة تجلى في فتح حدودها للعمالة الاجنبية واغلاق ابوابها امام العمال الفلسطينيين، وخفض الجمارك، مما ضرب الصناعات المحلية واستقلال اقتصادها بوجه عام.

اليوم في ظل الركود العالمي تجد الحكومة الاسرائيلية نفسها بلا مقومات حقيقية لمواجهة الازمة. الخطة الاقتصادية الصارمة التي تهدف الحكومة لتمريرها هي محاولة يائسة للخروج من الازمة الكونية، وهي تضر بالاساس الفقراء والعمال وتهدف لانقاذ الطبقة الرأسمالية التي نمت وازدهرت في ايام اوسلو السعيدة.

لقد دخلت اسرائيل الى ازمة سياسية واقتصادية في آن، فهي تواجه من جهة شعبا محتلا يرزح تحت وطأة الجوع والبطالة وصار عليها ان تتحمل مسؤوليته، ومن جهة اخرى تواجه نظاما اقتصاديا عالميا في ازمة حادة.

ان هذا الوضع العالمي يعتبر بلا شك فرصة امام الطبقة العاملة في العالم والشعوب العربية لتقدم برنامجا بديلا، ليس على اساس ديني او قومي فئوي، بل على اساس يضمن الحل للبشرية جمعاء.

ان ضرب العمق الرأسمالي هدف يحتاج تحقيقه للنهج الاممي الذي يربط مصالح الطبقة العاملة في كل مكان، من امريكا الى اوروبا وكل العواصم العربية وحتى نابلس ورام الله وغزة. ان نهوض الطبقة العاملة في العالم، هو مقدمة ضرورية لتمكين الشعب الفلسطيني من العودة الى طريق النضال السليم، بعد ان ضل السبيل بين انتهازية اوسلو وتطرف الانتحار.        

 



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - الصبار - الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل