أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد















المزيد.....

حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 18:39
المحور: الادب والفن
    


حول تجربة الشاعرة السعودية فوزية أبو خالد.


" منَ المسلَّم ِ بهِ أنَّ الشعرَ في منطقةِ الخليج ِ العربيِّ ينفردُ عن سواهُ من المناطقِ الشعريَّةِ العربيَّةِ (بلاد الشام أو العراق أو مصر أو المغرب العربي) بوجودِ هذا العددِ الكبيرِ منَ الأصواتِ الشعريَّةِ النسائيَّةِ التي حقّقتْ درجاتٍ عاليةٍ من التنامي والتجديد, والتطوّر والاكتمال. وبهذا المعني يبدو شعرُ المرأةِ في الخليج ِ العربيِّ تحرّرياً، أو ربما ( انعتاقياً )، أكثر من أيِّ موقع ٍ شعريٍّ آخرَ في العالمِ العربي، خصوصاً إذا تذكّرنا ثانيةً أنّ العديدَ من الأسبابِ الثقافيَّةِ والاجتماعية ــ وأحياناً الجمالية ــ المحلية كانتْ كفيلةً بإعاقةِ تقدُّم ِ هذه التجارب""1"

و تجربةُ الشاعرة السعوديّة فوزية أبو خالد نلمحُ فيها ملامحَ تحرريَّة , بحكمِ كونها امرأةً في مجتمع ٍ يهمِّشُ المرأة ,
و بحكم ِ كونها شاعرةً في مجتمع ٍ يحتكرُ فيهِ الرجالُ صفةَ الشاعر,
و بحكمِ كونها تكتبُ قصيدةَ النثر في ثقافةٍ تحتكرُ الشعرَ في صيغةِ الموزون المُقفّى.
و للتذكير فقدْ أصدرتْ فوزيَّة أبو خالد أوَّلَ عملٍ شعريٍّ لها " إلى متى يختطفونك ليلة العرس" و هي على مقاعدِ الدراسةِ في سنِّ الرابعة عشر , 1973/ 1974 م
و بذلكَ أرَّختْ لميلادِ الشعرِ الحرِّ في الخليج ِ العربيِّ.
و من خلالِ قراءةٍ انطباعيَّةٍ غير مُحْكَمةٍ في تجربةِ الشاعرة أبو خالد نقفُ عندَ
ثلاثة ِ ملامح:

أولا ً: الفعلُ التمردي و التحرري للكتابة:
سأسردُ هنا مقتطفاتٍ من شهادةٍ لها , تقول: «أمسكتُ بمفرداتِ الصحراءِ التي كانتْ مُحاصرةً ببطولاتِ الفحولةِ, وأنَّثتُها بانطلاقي مع الرشا, وكلِّ كائنات ِ ومفرداتِ الصحراء». و كذلك نقرأ : « ما يزعجُ البعضَ أنْ يرى حنجرةَ الشعرِ الخشنة تغدو مؤنَّثة , ممّا أُعدُّهُ بطولة ً إبداعيَّة ً، تزلزلُ المستبدَّ والمُستتبَّ من القيم ِ والمعارف»."2"
" أستحيلُ من خجلي

إلى شيءٍ يشبهُ انحناءَ العبادِ

وانحناءَ النخلِ ببابِ الوظيفةِ

أو ببابِ مدنِ الرماد

أستحيلُ إلى شيءٍ

يشبهُ لغةَ الضادِ

في الصمتِ العربيِّ""3"

و لنقرأ كذلكَ هذهِ الومضة الشعرية تحتَ عنوان :
" قفص"

"تؤلمني هذهِ العصافير
المزعجة,
كلَّما خبطتْ أجنحتها في الفضاءِ
و راحتْ تغنّي
وكأنّها تسخرُ من سطوتي
أو تظنّني وحديَ في الحصار.""4"

فيتحوَّلُ الفضاءُ هنا إلى قفص , و ضميرُ الأنا هنا يتألَّمُ في وحدتهِ و حصارهِ فالحريّةُ ليستْ فيما نملكْ, و لكنْ في تحرُّرنا من الأشياءِ التي نحاولُ استعبادها ,فتستعبدنا.
و لنقف كذلكَ عند ومضة شعريّةٍ أخرى بعنوان :
"مخالعة"
"خَلعَتْ أسنانَ اللبنِ, وتمضمضتْ
بالحبرِ
خالعتْ طاعاتٍ طاعنهٍ في العمرِ
شبَّتْ عن الطوقِ
فأشعلتْ حريقاً صغيراً بالكادِ
يتَّسعُ لها وحدها""5"
و هنا تَمَرُّد ُ المراهقةِ , و الشبُّ عن الطوقِ , و اشعالُ الحريقِ الصغيرِ ,يقترنُ بتمرُّدِ الكتابةِ و مضمضةِ الحبرِ المنسوبةِ لتاءِ التأنيثِ الساكنةِ في صيغةِ المتكلّم.
وعنوانُ الومضةِ الشعريَّةِ هنا يختزلُ النصَّ , و يَبقى الآخرُ حاضرا ً بصفتهِ موضعَ افتراقٍ و خلع!

*
ثانيا ً: الولعُ بأنسنةِ الأشياءِ و الجمادات.
تطلقُ الشاعرة ُ أبو خالد على واحدةٍ من آخر إصداراتها الشعريَّةِ عنوانا ًملفتةً :
"شجن الجماد"
و لنقرأ َ لها كذلكَ :
- "بقدرِ ما يكرهُ الحجرُ الأصمُّ
استسلامهُ لقانونِ السكون.
لو أنَّ منْْ يسألهُ أحاسيسهُ" "6"

-" يشهقُ الخشبُ على ركبتيِّه"
- "فتكتفي بما تجرحهُ رائحةُ النارنج"..الخ
*

ثالثا ً: الهدرُ اللغويّ : إنَّ قصيدةَ النثرَ عموماً , و قصيدةُ النثرِ الومضةِ تحديداً تتَّصفُ بالإيجاز ِ و التكثيفِ و الاقتصادِ اللغويّ.
لنقرأ َ هذه القصيدةَ الومضةَ بعنوان:
"مكيّف":

"منْ يَخالني ألطِّفُ الجوَّ
لا يعلمُ شيئا ًْ عنْ تجرُّعي
كلَّ تلكَ السموم ِ التي
لا تتركنيْ إلا و قدْ جرَّبتُ
كلَّ أنواع ِ البُكاء""7"
نجد أن النصَّ يستخدمُ لغةً نثريَّة ً تفسيريَّة ً تُقيِّدُ المعنى و تشرحُ المألوفَ
لاحظ " التي – إلا و قد – تلك- التي- كل أنواع "
و لأنْ كانَ «الخروجُ من المجاز, هو الوجهُ الآخرُ للخروج ِ عن العروض»، كما يقول الشاعر محمد صالح في أحد حواراته."8" , و لكن بالمقابل ليس كلُ خروج ٍ عن المجاز شعر؟!
" و على القصيدة ألا تقدِّمُ لنا فكرةً بل شيئاً, أي أنَّ القصيدةَ تجعلُ الفكرةَ أيضاً تتَّخذُ شكلَ شيء""9"
لاحظ كذلك :
"يحسبونني شيئا أو جماد
لا يحفلون بمشاعري الحبيسة
بين فراغات الخطوط
يمرون مسرعين
لا يسمعون دقات قلبي. "

فهنا نجد هدر لغوي , و استطرادات ترهل النص, فالشيء و الجماد متقاربان في المعنى , فمن الممكن اختيار إحدى الكلمتين؟
و السياق الدلالي لكلمة "بمشاعري" يوحى بأنها مشاعر حبيسة و مأزومة , من دون تصريح؟!


فقصيدة النثر- وفق سوزان برنار- " قطعةٌ نثريَّةٌ موجزةٌ موحّدةٌ و مكثَّفة, مثل كتلةٍ من البلّور, و الكثافةُ هنا هي صنوُ الإيجاز , و الواقعُ أنَّهُ كلّما يكونُ التركيبُ الشاعريُّ صارماً ,يتولَّدُ لدينا الانطباعُ بأنَّنا نُقلِّصُ تحت نظرنا مسافاتٍ زمنيّة ""9"
و نجدُ عددا ً من قصائدِ الومضةِ للشاعرةِ أبو خالد تتجهُ هذا المنحى , مما يسمُ تجربتها بالتفاوتِ على المستوى التقني.
--
هوامش:
"1": صبحي حديدي – من دراسة له بعنوان المشهد المعاصر لقصيدة المرأة في الخليج العربي قدمها إلى فعاليات الملتقى الشعري الخامس الذي عقد في دولة الإمارات,ابريل2000 ,,و نشرت صحيفة الاتحاد الاماراتيه ملخصا لهذه الورقة في عددها الصادر يوم الثلاثاء 25ابريل,2000.
"2" مقال بعنوان: الحضور على الجبهة علّمني القتال - جريدة الحياة تاريخ 5-8-2008 , ناصر البراق، شمس علي
"3": الموسوعة العالمية للشعر العربي http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=584&start=0
"4": نفس المصدر
"5": نفس المصدر
"6": نفس المصدر
7"": نفس المصدر
"8" مقال بعنوان المصري محمد صالح في ديوان"مثل غربان سود"-عبير سلامة- جريدة الحياة 15-5-2005
"9" قصيدة النثر – سوزان برنار ص236
"10"" قصيدة النثر –سوزان برنار- ترجمة د.زهير مجيد مغامس- مؤسسة الأهرام للنشر و التوزيع القاهرة 1999ص140
* شاعر و ناقد سوري



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر المنتظر
- مدينة الموتى
- العقل بين الميتافيزيقيا..و طرائق التشكّل
- في البحث عن خرافة جوهر الانسان
- حول مصطلح نزع القداسة
- بيوت الله, أم بيوت في خدمة المستبد؟! طاجكستان نموذجا
- بوتريه الكهف
- الالحاد كإيديلوجيا شمولية ؟! ماجد جمال الدين نموذجا
- الشاعر غسان حنا في : -روحان لجسد واحد-
- العلمانوية .. و البحث عن محتوى لمقال فارغ؟!
- حول صلاحيات الايمان
- هل الالحاد إحدى طرائق تشكّل الايمان؟!
- ماجد العويد في الليلة الثانية بعد الألف
- شعرية العاطفة.... بين الشعبي و الثقافي
- قراءة للخطاب الاسلامي المعاصر في كتاب جديد - أضاحي منطق الجو ...
- هل الكاتب العربي متهم حتى يثبت العكس؟ وجهتي نظر
- قراءة في نيرمانا, و محاولات اصطياد الشاعر شريف الشافعي لكائن ...
- مقالة في الشكل الالهي؟
- قراءة في -لمحات حول المرشدية-- ج2/2
- قراءة في -لمحات حول المرشدية-- ج1/2


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة رستناوي - حول تجربة الشاعرة فوزية أبو خالد