أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ذبح الاطفال..خبر عابر














المزيد.....

ذبح الاطفال..خبر عابر


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت الشرطة العراقية الثلاثاء أن مسلحين مجهولين قاموا باقتحام منزل قيادي بقوات الصحوة وقتلوا خمسة من أفراد اسرته في منطقة الطارمية شمال بغداد .وقال مصدر أمني إن المسلحين اقتحموا منزل ابو علي القيادي في قوات الصحوة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء وقاموا بقتل زوجته وابنته البالغة 22 عاما وثلاثة من اولاده تتراوح اعمارهم بين 12 و16 عاما في قرية البو فراج في منطقة الطارمية. وأضاف المصدر "المسلحين اقدموا على ذبح ابناء ابو علي الصبيان بعد قتلهم، بينما كان القائد في الصحوة في احد نقاط الحراسة".
الجزئية المقصودة في هذا الخبر هي (ذبح الاطفال) تحديدا، فمن المعتاد في العراق ان نسمع ونرى حوادث القتل، وامتدت حالة الاعتياد الى قتل العوائل، ومع ذلك فأن ذبح الاطفال هو الآخر حدث اكثر من مرة، وبعيدا عن اي ملابسات سياسية قد تحيط بحادث الطارمية، فإن النفس البشرية السوية أيا كان ما تعتنقه من افكار لا تكاد تتقبل المرور على حادث مثل (ذبح الاطفال) مرورا سريعا في نشرة خبرية مرئية أو مقرؤة، أو أيا كان شكلها، لكن هذا المرور العابر يحدث في العراق ويحدث بإستمرار، وصار الالتفات اليه والتركيز عليه بمثابة محاولة لإزعاج الذات والاخرين والاجهزة الرسمية والمحيط الاجتماعي، وكأن الرأي العام يقول (الذبح فليحدث ولكن لا تزعجوننا بالحديث عنه..) وهناك من يخشى اخراج (ذبح الاطفال) من حبس ذاكرة مقدسة واحدة تريد جعل حادثة بعينها حدثا تاريخيا فريدا لا يمكن تكراره وهي لا تريد فقدان هالة التفرد والاعتداء على الحدث بالاعتياد الشعبي اليومي.
ذبح الاطفال تشوه نفسي وسياسي واخلاقي واجتماعي قد تقترفه جهة ما ولكن جهات عدة تتوحد في الصمت والعبور السريع ولا تحاول وضعه في سياقه الثقافي والتاريخي لبيئة اجتماعية تقبل بالذبح والذباحين حتى وان كان الضحايا اطفال وحتى وان كان المذبوح قد مات سلفا فدخلت الجريمة الى منطقة التمثيل بالجثث بعد ألف وأربعمائة عام من تحريم (المثلة ولو بالكلب العقور)، فإذا بالحرام لا معنى له في مجتمع يعلن تدينه صباح مساء متشبثا بأهداب الشكليات والطقوس ويتعارك على النقطة والفارزة في النص الديني بينما هو يعبر مسرعا فوق جثث اطفال مذبوحين.
جريمة الطارمية ليست الاولى في العراق وللاسف قد لا تكون الاخيرة وللاسف أيضا لم تكن هذه الجريمة وصف سابقاتها بقادرة على ان تكون وقفة لإعادة النظر في أي شيء قد يكون مسببا لهذا الاعوجاج في الاخلاق والسلوك والفهم في مجتمع يمر فيه القتل والذبح والتعذيب والسرقة والتزوير والغش مرورا كريما على عيون وآذان النخبة والعامة، فلا وقفة استنكار ولا محاولة للمراجعة ولا تذكير ولا شعور بالذنب.
لقد أصبحا مطمئنين تماما الى أوصاف ومسميات نغدقها بكرم لا محدود على أنفسنا، فنحن المسالمون الاخيار الطيبون المتآلفون الابرار المحبون لبعضنا بعضا، وكل هذه الاوصاف المغناة يوميا تتم على خلفية صورة دموية يغذيها عنف يومي مخبول لا غاية لها على وقع عبوات لاصقة تنفجر تحت السيارات بينما تشحذ سكاكين كبيرة لقطع رقاب غضة كان الموت قد عطل نبضها سلفا.
كم نحن طيبون؟!



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود
- التهديدات القادمة
- حسم ملف البعث
- المربع الاول
- التفكك مبكرا
- حرقان السلطة
- الحقيقة الدموية


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ذبح الاطفال..خبر عابر