أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 32 ( مخابرات )















المزيد.....

الديكتاتور 32 ( مخابرات )


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 23:04
المحور: الادب والفن
    


المشهد الثاني والثلاثون
( مخابرات)
( يسير ثلاثة عناصر أمن في زي مدني وسط شارع الأمة المطل على مقهى المدينة من الجهة اليسرى وعلى كشك صغير لبيع الجرائد والمجلات من الجهة اليمنى )
العنصر الأول : هيا يا رجال ، دعونا ننفذ تعليمات القائد سياف .
العنصر الثاني ( مستمهلاً المسير ) : ومن أي موقع سنبدأ التنفيذ ؟.
العنصر الأول : التعليمات المعطاة لنا لا تحدد موقعاً بعينه .
العنصر الثالث : لنبدأ من هذا الشارع .
العنصر الثاني : وما بوسعنا فعله ؟ فاليد لا تصفق لوحدها .
العنصر الأول ( يشير للعنصر الأول ) : حججك الواهية لا معنى لها ، أنسيت
أن الجنرال سياف ، اختارنا من بين آلاف العناصر لثقته الكبيرة بشجاعتنا وبسالتنا أثناء تنفيذ المداهمات .
العنصر الثاني ( محتداً ) لا أسمح التشكيك بنزاهتي في العمل ، أنسيت أنني تحملت مسؤولية كل الأخطاء السابقة عنكم ؟.
العنصر الأول : عذراً منك ، لم ننسَ أفضالك علينا ، أرجو أن تسامحنا .
العنصر الثالث ( بنزق ) : هيا يا رجال .. هيا إننا نهدر الوقت دون طائل ، وإذا ما قصرنا في التنفيذ ، فإن الجنرال سياف لن يرحمنا .
العنصر الأول : هيا يا رجال .
( يسيرون باتجاه الكشك )
العنصر الأول ( يقرأ عناوين الصحف باندهاش ) : يا إلهي ما هذه الصحافة
الفاجرة ! .
العنصر الثاني ( يلتقط صحيفة بيده ) : حقاً إنها صحافة فاجرة .
العنصر الأول : إنها تكتب عن رجال الزعيم ووزرائه كما لو أنها تكتب عن أعدائنا .
العنصر الثالث : الأمر لا ينتظر الاحتمال ، لنباشر في مصادرة أعدادها .
العنصر الثاني ( يشير إلى البائع ) : أيها العجوز تعال إلى هنا .
العجوز ( يترجل عن كرسيه بتثاقل ) : تفضلوا ، ماذا تريدون ؟.
العنصر الثالث : من المسؤول عن هذه الصحف ؟.
العجوز : ولِمَ تسأل ؟.
العنصر الأول : أجب حالاً وإلا ..
العجوز ( مقاطعاً ) : استسمحكم عذراً ، مَن تكونون ؟.
العنصر الثاني ( عابساً ) : إننا من مكتب المداهمة .
العجوز ( ممتقعاً وجهه ) : مكتب المداهمة .. ( يبتسم بتصنع ) أهلاً .. أهلاً برجال الوطن .
العنصر الثالث ( يغمز لزملائه بالتنفيذ ) : ألا تعلم أن صحفك مسيئة لأمن البلاد ؟ .
العجوز : وهل أنا من أصدرها ؟ لا علاقة لي بالأمر .
العنصر الأول ( يحمل رزمة من الصحف بيده ) : لولا أنك رجل مسن بعمر والدي ، لاحتجزتك مع هذه الصحف المسمومة .
العجوز ( متحسراً) : حسبي الله من شر أعمالكم ، أي انفتاح هذا الذي تبشرون به .
العنصر الثالث : أغلق فمك أيها العجوز ، إلا ..
( يرمي العنصر الثاني والأول ما لديهما من صحف في حاوية المهملات بالقرب من الكشك )
العنصر الأول ( يشير للعنصر الثاني ) : ارمِ ما لديك في هذه الحاوية .
العنصر الثاني : علينا الاحتفاظ بإحدى النسخ لعرضها على الجنرال سياف .
العنصر الثالث ( يحدق بالعنصر الثاني ) : هل مسك الجنون ، أتريد أن تثير سخط الجنرال علينا ، ألا تعلم أنه لا يحب قراءة الصحف ؟.
العنصر الثاني ( يشير إلى زميليه ) : أنتما تبتدعان حجج واهية ، ما انزل الله بها من سلطان ( مهدداً ) سنرى من بعد هذا اليوم المشئوم كلمة من مِنا ستطاع ، وداعاً
( يخرج غاضباً ) .
العنصر الأول : ما دهاه ؟.
العنصر الثالث : دعك من غروره ، هيا بنا نكمل المهمة من دونه .
العنصر الأول ( مرتعداً ) : أتراه يخبر الجنرال سياف ؟.
العنصر الثالث : الجنرال أكبر من أن يسمع لهذيانه ، هيا .. ( فيما يتهيأن لمغادرة المكان ، يدخل ضابط برفقة عنصرين يقتادان ثلاثة رجال )
العنصر الأول ( يعترض طريقهم ) : ما حال هؤلاء الرجال الثلاثة ؟.
الضابط ( عابساً ) : ومن تكون ؟.
العنصر الأول ( يشير إلى العنصر الثالث ) : أنا وزميلي من مكتب المداهمات .
الضابط : وهل لديكما ما يثبت ذلك ؟.
العنصر ( يخرج بطاقته من جيبه ) تفضل .
الضابط ( يدقق في البطاقة ) : إذا كان الأمر كذلك ، فلا بأس ، نحن زملاؤكم في مكتب التحقيق السياسي .
العنصر الأول : أهلاً بزملائنا وبمن معهم ( مستدركاً ) آه .. لكن مَن معكم ؟.
الضابط ( يشير إلى الرجال الثلاثة ) : هؤلاء ثلة من الخونة والمتآمرين ، كنا قد أخلينا سبيلهم قبل شهر ، غير أن التعليمات تقضي بإعادة اعتقالهم من جديد وذلك على خلفية نشاطهم المسيء .
العنصر الثالث ( يشهر سبابته في وجه المعتقلين الثلاثة ) : سحقاً لكم أيها الخونة .
العنصر الأول ( يغمز للضابط ) : أيسمح سيدي الضابط لزملائه أن يقوموا بالواجب لهؤلاء الخونة ؟.
الضابط ( يرفع يده ) : فلينالوا جزءاً من نصيبهم .
( يشرع العنصران بضرب الرجال الثلاثة ضرباً مبرحاً ، أمام مرأى الناس الذين بدأوا بالتوافد إلى المكان )
العنصر الأول ( يضرب المعتقلين بكعب مسدسه ) : كلاب .. خونة .. سفلة .
العنصر الثالث ( يبصق على المعتقلين الثلاثة ) : لن تفلتوا من عقابنا أيها الخنازير .
( يقف بائع الصحف حانقاً وسط جموع الناس )
العجوز (بأعلى صوته ) : دعوهم وشأنهم ، يا من تستقوون على الضعفاء .
الضابط ( مهدداً بيده ) : أغلق فمك أيها العجوز النحس وإلا ألحقتك بهم .
( ينهض المعتقلين من الأرض )
الضابط ( مخاطباً الناس ) : هيا تفرقوا .. لا أريد أن أرى أحدكم في هذا الشارع .
( يتفرق الناس مسرعين )
العنصر الأول ( لاهثاً ) : سيدي الضابط ، أوصيكم بنهش هؤلاء الخونة .
الضابط : إذا كان مكتبكم يتوصى بنهش لحم معتقليه ، فإن مكتبنا لا يوفر لحماً ولا دماً ولا حتى عظاماً .
المعتقل الأول ( بتحدٍ ) : خذوا لحمنا ودمنا ، لكنكم لن تأخذوا إرادتنا الحية وسيعها الدءوب نحو حياة حرة كريمة .
المعتقل الثاني : سيأتي اليوم الذي تدفعون فيه ثمن عسفكم وحقدكم على الشعب .
الضابط ( ساخطاً ): أيها الفاجر ( يصفع المعتقل الثاني على خده ) .
المعتقل الثالث ( يحدق بالضابط ) : أفعالكم الوضعية أسوأ بكثير من أفعال أي محتل غاصب .
العنصر الأول ( يبصق على المعتقل الثالث ) : سيدي الضابط ، أوصيكم أن تقطعوا لسان هذا الزنديق .
الضابط ( يومئ برأسه ) : لا عليك .. لا عليك ، ها قد وصلت وصاياكم ( يشير لعنصريه ) هيا اتبعوني .
( يمضي الضابط والمعتقلين الثلاثة في اتجاه ، فيما يمضي العنصرالاول والثالث في اتجاه أخر )
* * *



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم الإسلام : هل النبي محمد مسؤول عن سلوك المسلمين اليوم؟
- الديكتاتور 31 ( الغدر )
- آليات التطرف والاعتدال في الإسلام
- الديكتاتور 30 (أزمة 99%)
- الإسلام والعلمانية: وجهاً لوجه
- الديكتاتور 29 ( الاستفتاء )
- الإسلام دين أم حضارة ؟
- الديكتاتور 28 ( الوريث زعيماً )
- فساد الإسلام أم فساد السلطة ؟
- نادين البدير : وجاهلية البداوة
- الديكتاتور 27 ( اغتيال الزعيم )
- الديكتاتور 26 ( السم )
- ساعات عصيبة في لبنان
- الديكتاتور 25 (انتقام الزعيم)
- قوننة الإسلام عن الهوى
- الديكتاتور 24 (الغرور)
- إصلاح العقل في الإسلام
- الديكتاتور 23 (مغامرات الوريث)
- هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟
- الديكتاتور 22 ( مومس الوريث )


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر الناشف - الديكتاتور 32 ( مخابرات )