أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمشيد ابراهيم - من يريد ان يكون كرديا؟















المزيد.....

من يريد ان يكون كرديا؟


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان تكون كرديا يعني اولا وقبل كل شيء :

. ان تعيش بلا وطن لان وطنك الذي مات قبل ان يلد موزع كغنيمة حرب على عدة دول تختلف كثيرا عن بعضها في لغاتها وتتضارب مصالحها مما يعقد وضعك و يجعلك كدمية او كرة تتلاعب بها الاقدار و احيانا تجبرك على قتل اخوانك في الجانب الاخر بحجة الدفاع عن الوطن . و لكنك تعرف بأن لك رغم ذلك دور مهم في معادلاتها السياسية و هذا يعيد لك جزء بسيط من الثقة بالنفس التي فقدتها لانهم و لحسن حظك اذا كنت محظوظا اصلا في حاجة ماسة اليك لحل النزاعات والدفاع عن المصالح اهنئك فقد اصبحت ورقة مهمة جدا بايديهم .



. ان تتكلم اللغات الاجنبية غصبا عنك و تهمل لغتك او تخاف التكلم بها او تنساها و عندما تلتقي بأبناء و بنات قومك في الطرف الاخر تلاقي احيانا صعوبة التفاهم و كأنهم يتكلمون لغة اجنبية و عندها يتوضح لك بأنك ليس لديك لغة فصحى تجمع جميع ابناء قومك تحت راية واحدة اسوة ببقية الناس و انت تحتاج الى مترجم يترجم لك من لهجة الى لهجة اخرى و تخاف ان تتحول هذه اللهجات المتباينة الى لغات مختفة يوما ما بسبب قلة الاحتكاك مع البعض او انعدامها او انها قد تحولت بالفعل الى لغات مختلفة و فات القطار.



. ان تعتقد بأنك انسان من الدرجة الثانية او الثالثة و تشعر بالنقص و يقال عنك بأنك بسيط و ساذج فتسمع نكات كثيرة تحكى عنك لانك لا تعرف بالظبط اين اذنك اليمين من اذنك اليسار و لا تختار الطريق القصير المباشر اليها و انما تتجه من اليمين الى اليسار او من اليسار الى اليمن اي دائما الى الاتجاه المعاكس و حتى عند اليهودي الذي لا ينجو بدوره من النكات تصبح انت هدفه الاول في الضحك كما قرأته اخيرا في احدى الكتب و احيانا مجرد ذكر اسمك كفيل بأثارة الضحك .



. ان تسمي بناتك و ابنائك بأسماء تركية ، فارسية او عربية خوفا من التفرقة العنصرية او الغبن في حياتك العامة او العملية لانك تخاف ان لا تحصل على وظيفة مقبولة تعيش عائلتك بها او تطرد اذا تجرأت على اختيار اسماء كردية و اذا حصلت على وظيفة كبيرة فتعرف بأنك اخترت فقط للزينة او للجاسوسية و ليس لك اي دور آخر تؤديه وكيف و انت تعرف جيدا بأنه حتى الغناء بلغتك هي جريمة كبرى عقوبتها الاعدام .



. ان تعيش في خوف دائمي وتشكو من القلق النفسي فانت اصبت بعقد نفسية كثيرة من الصعب استئصالها و حتى الطبيب النفسي عاجز عن مساعدتك و قال بأن مرضك لا علاج له و كتب عليك ان تناضل و تكافح و تتمرد و تحمل الكلاشينكوف طول حياتك و لا تصل الى الراحة او ان تلد في الحرب و تموت في الحرب و تشم رائحة الدم كل يوم و ينتهك عرضك و تجبر على ترك ديارك .



. ان تشعر يوميا بالاستفزاز كلما استمعت الى الراديو ، شاهدت التلفزيون او قرأت الجرائد و الكتب او حتى اذا تكلمت مع الناس ويبدأ دمك بالغليان بصورة خاصة عندما تسمع اسم شاه او اسم اتاتورك و ترى صورته في كل مكان ...و يصل هذا الشعور الى اعلى درجة اذا سألك احد: من اين انت؟ و خاصة اذا جاء السؤال من شخص تركي لانك اولا لا تعرف كيف تجيب على هذا السؤال و ثانيا انت متأكد بأنك سوف تتخاصم معه ان لم نقل تقتله . و اذا اتى السؤال من اوربي تحتار كيف تجيب. فاذا قلت انت من تركيا او من ايران او من العراق فسيقولون اذن انت تركي او فارسي او عربي او انت من الاكراد الاتراك او من الاكراد الفرس او من الاكراد العرب او من الاكراد ال... و لا تعرف ماذا تعني هذه المصطلحات الغريبة التي تجعلك كرديا و تركيا في آن واحد و تأخذ كلمة العروبة عندك اشكالا كثيرة لانها دائما تذكرك بانك دخيل طالما انت تعيش على ارض عربية و تستنشق الهواء العربي وحتى اذا نظرت الى السماء فتذكر انها عربية ايضا و لا تدري الى اين تذهب لانك لست الا ضيف ثقيل فتفضل ان تعدم بحبل ملون لانك تحب الالوان او تقوم بالانتحار او تحرق نفسك بالبنزين في شوارع اوربا .



. ان تطلق عليك لقب " كاكه " مثل " كاكه حمه " اي الاخ حمه وقد يبدو لك للوهلة الاولى بأن هذا لقب تعتز به و لكن اصبح لديك بمرور الزمن حساسية تجاهه لانه يضعك رأسا ومن البداية في موقع خاص ويجعلك تحس بأنك لست طبيعيا مثل بقية خلق الله بينما من جرم سماوي آخر ارسلت الى هذه الارض لتتعذب و كعقاب لشيء اقرفته ولذلك بدأت تكرهه و تقول : ارجوك لا تناديني بهذا اللقب لانه يجعلني اشعر بالنقص .



. انك تعيش في الجبال مثل الوحوش و يطلق عليك اسم " كردي وحشي " و لو هناك ايضا وحوش في السهول و الوديان والمدن و القرى و حتى في الصحراء . فلا تدري ما ذا تعمل لانك تحب الجبال و تعتبرها جنة على الارض و لكن يخطر الى بالك في نفس الوقت بأن هذه الجبال اللعينة هي السبب في وضعك البائس فهي تحدد من توسيع افقك الفكري بسبب علوها وتجعلها ضيقة و تجعلك منعزلا و تزيد من سذاجتك و بساطتك لانك تثق بكل ما يقال ولم تتعلم الشك و الريبة و السياسة . و من ثم فهي باردة تسقط عليها الثلوج طوال السنة و تجمد عظامك و انت بأمس الحاجة الى العطف و المحيط الدافئ لتستعيد صحتك المنهارة .



. انك ايضا فوق كل ذلك عنود فاذا قلت " نه " اي " لاء " لا تغير رأيك مهما كان حتى اذا كنت على خطأ معتقدا بأن ذلك يقلل من كرامتك وهذه الصفة الجبلية الساذجة يكرب عليك صفاء الجو الذي نادرا ما يلوح في السماء على الجبال وتتعصب كثيرا عندما تصيب بخيبة امل و تهدد ابو العروبة بترك الدين الاسلامي و تتوقف عن الصوم و الصلاة و الزكاة و تنتقم من الرموز العربية الثلاثة النخل و الجمل و الصحراء و ترجع الى ديانتك الزردشتية و تصبح مجوسي وفي آخر لحظة ترجع الى الرشد و ترفضها لانها ديانة فارسية فكيف تصبح مثلهم و هم الذين نكدوا بك اشد النكد .



. انك تعلمت ايضا شعار القومية من الاتراك و الفرس و العرب لانك رفعت شعار " كردستان يان نه مان " اي " كردستان او الموت " و تحاول اسوة بهم ان ترجع كل العلوم البشرية الى اصل كردي بعبارة اخرى تبقى حقوق الطبع و النشر محفوظة عندك لوحدك و تعلمت ايضا الهتافات " يعيش و يسقط و الخزي و العار و المجد و الخلود " و تقوم ببناء التماثيل للابطال و تتغنى اناشيدك القومية بالكردستان الكبرى .



. ان تعيد ثقتك الضائعة بنفسك و تفتخر بأنك من اصل آري لان هذا يجعلك من اقرباء الشعوب الاوربية المتقدمة مثل الانكليز و الالمان و تعتبر نفسك متفوق على العرب و الاتراك معا و تتباهى بزرق عينيك و شقر شعرك و بياض بشرتك كما لو كنت سويديا و لكن سرعان ما تصيب بخيبة امل عندما تكتشف بانك بذلك ستكون من احفاد الشاهنشاه آريامهر المكروه و يزداد الطين بلة عندما تكتشف في اوربا بأن الآرية مرادفة للعنصرية و النازية و انت من دو ن كل الناس ليس لك الحق ان تكون عنصريا لانك من ضحاياها و تصيب بالهرع عندما يتبين لك بان اقربائك من الانكليز و الامريكان لا يهتمون بك بل و يتعانون مع الاتراك ليمحوك من الوجود و حتى بشرتك البيضاء التي هي اعز ما لديك تجد انها غير مرغوبة عندهم لانهم يحاولون بشتى الوسائل الحصول ولو على جزء متواضع من السمر العربي و يصرفون لاجل ذلك مبالغ طائلة في صالونات التجميل.



. ان تعود وتفتخر تارة اخرى و تقول نحن احفاد كاوة الحداد الذي استطاع ان يقضي على الظالم ضحاك و لكن فرحتك لا تستمر طويلا عندما تسمع من يقول : حرام عليك يا كاكه البطل الذي قضى على الضحاك هو فريدون الفارسي و ليس كاوة الحداد لان كاوة ليس له وجود اصلا الا في خيالك الجبلي هذه اسطورة او قصة خرافية فهل انت ساذج الى هذه الدرجة و تؤمن بشخصية خرافية ظهر على كتفيه ثعابين تتغذى من مخ الاطفال ؟ كيف اختلقتها او انك لاتزال تؤمن بالخرافات و نحن وصلنا الى عصر الفضاء والانترنيت و حتى عيدك الوطني نوروز ليست كردية بل فارسية لان الفرس يقولون " روز " لليوم اما انت فتلفظها غير شكل .



. ان يكون اسمك مقترنا بتجارة المخدرات و الارهاب في اوربا حيث انت فقدت سمعتك الجيدة منذ مدة هناك و وصلت الى درجة تخجل تقول انت كردي و لا تمانع في ان تتعاون مع عدوك اللدود من الاتراك ضد ابناء شعبك لانك تعرف انت مجبور على ذلك فحتى اذا كانت العين بصيرة فتبقى اليد قصيرة و هذا هو اكبر انواع الاذلال و الاحتقار . و لهذا السبب ترجع و تلعن اجدادك من امثال صلاح الدين الايوبي الملقب بالبطل العربي لانه قام بتحرير القدس ولم يحرر كردستان و تركك في هذا الوضع البائس و لم يبقى الا ان تلوم ربك و تقول : يا ربي لماذا خلقتني هكذا و وضعتني في هذا القفص ما هو ذنبي ؟



. انك مهما تحاول لا تجد منفذا لانقاذ نفسك الا في عالم الخيال فتهرب اليه و تتخيل في الحلم بانك اخترعت سلاحا جبارا و فتاكا و تهدد بالقضاء على العنصر التركي و محوها من الوجود وتمنع التكلم باللغة التركية من الآن فصاعدا و تجعل عقوبتها الاعدام و تهدد امريكا بالدمار اذا تدخلت .



و سؤالي الان هو من يريد ان يكون كرديا بعد كل ذلك ؟




#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمشيد ابراهيم - من يريد ان يكون كرديا؟