أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - ملاحظات لابد منها حول.. مهرجان المربد الرابع















المزيد.....

ملاحظات لابد منها حول.. مهرجان المربد الرابع


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 06:39
المحور: الادب والفن
    


يأتي الاهتمام بالنشاطات الثقافية- الفنية في هذه اللحظة الحرجة من حياة العراقيين وأيامهم الدامية وقهرهم الذي لا فكاك منه قريبا دليلا على حيويتهم التي تتجاوز فخاخ الموت والقهر وسوء الخدمات ومع سعي العراقي ودأبه على تجاوز زمن الدكتاتوريات وممارساتها السابقة فان بعض العاملين في الساحة الثقافية-الاعلامية يحاولون مغازلة الخطاب الاقصائي الفئوي في المشهد الثقافي العراقي.. ويبقي غالبية المثقفين والكتاب العراقيين بمنأى عن ذلك الخطاب لإدراكهم بخطورته مستقبلا..
ظل المثقف الحر في العراق مهددا بالقمع والإقصاء وتغييب دوره في القضايا التي تهم مجتمعه وكشف مصادر الخلل فيها وتشخيص أسبابها وبحكم طبيعة السلطات المتعاقبة على إدارة الحكم في العراق تم تغييب دورهم في التطور الاجتماعي. وبسبب تأثيرات الوضع الاقتصادي خلال حقبتي الحروب والحصار وغياب الحد المعقول من مستوى العيش المناسب نشأت شريحة مارست ثقافة (الغنيمة) معززة بالانتهازية واستثمار الفرص والكسب على حساب الكرامة الإنسانية، وعلى وفق الشعارات التي تبررها السلطة السياسية و يعمل عليها و بانسجام (مثقف وأديب) السلطة وأجهزتها ومؤسساتها لتسويق تبرير ثقافة القمع والهيمنة و( إنتاج الولاءات) لتوجهات السلطة القامعة وتحقيق اكبر قدر من النفعية .. و ثمة مثقفون عملوا وظيفيا بالمؤسسات الاعلامية- الثقافية السلطوية دون الاندماج مع تلك (الولاءات) او تكريس خطابات وتوجهات السلطة ، مستخدمين الرمز وحيوية اللغة وفضاءاتها غير عابئين بالغنيمة وأرباحها . ومن أجل مواجهة محاولة ارتهان الوضع الثقافي العراقي لأجندات لا علاقة بها بالعراق وثقافته الوطنية يتم تفعيل المهرجانات الثقافية و الفنية في مناطق يسمح وضعها الأمني لحد ما بذلك ومنها المربد الرابع وباختيار البصرة لفعالياته تأكيد على تجاوز المركز وصرامته الا انه من الناحية الإجرائية خضع لتحكم المركز وكشف فوضى التخطيط وانعدام التنسيق مع الجهات الساندة ومنها وزارة الثقافة التي مسكت لجانها بالمربد دون فكاك او حتى فسحة واحدة خارج السيطرة المركزية- الوظيفية وهذا لايعني انني اطالب بإلغاء دورها ولكنني ادعو الى ايجاد آلية اكثر شفافية في التعامل مع المثقفين ومهرجان المربد بالذات ..كم دفعتني العبارة التالية التي وردت في اعلام وفولدر المهرجان وفي الاعلان عنه :" برعاية مجلس الوزراء تقيم ...الخ" للتفكير مليا بها.. فالمثقفون العراقيون ليسوا قصرا ويحتاجون رعاية ما..وحتى من "يرعاهم" مع الاحترام لمكانته التي وصلها بأصواتهم الانتخابية.. لايدفع من ارث ورثه من اسلافه.. بل هي اموال عائدة في اصولها للعراقيين ولا منة لاحد مهما كان مركزه في الدولة او الحكومة في صرفها عليهم وعلى اهتماماتهم ومواقفهم الاصيلة المخلصة ومشاركاتهم الثقافية- الوطنية.. مع تشديدي في الحرص والأمانة والأستقامة والشفافية والعلنية في الاشراف على صرفها ..لابد من مغادرة هذه العبارات التي يتم استنساخها من ماض مرير قاس نحاول تجاوزه لغة وسلوكا.. فما عادت مثل هذه العبارات المعبرة عن نوايا كامنة.. لائقة بنا وبزماننا.. ونأى الاتحاد العام في بغداد بنفسه عن مشاركته إعلانيا عن ذلك في إعلام المهرجان حيث ورد في الإعلان ايضا ما يلي:" وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد أدباء البصرة ..تقيم مهرجان المربد الرابع" وهنا تم اعتماد ستراتيجة "المشاركة في الربح..خارج الخسارة"!! من قبل المركز العام.. فأذا نجح المهرجان كان هو المخطط والمنفذ.. وإذا فشل فأن الكرة في مرمى اتحاد البصرة والوزارة ..مع انه كان الحاكم والمسيطر على الفعاليات والدعوات التي لم يلتزم المركز ذاته بالشروط التي وضعها في موقعه الالكتروني ونشرت في الصحف .. فهو حدد عدد المدعوين من بغداد بـ75 مدعوا وتجاوزهم للضعف..حسب ما ذكره احد أعضاء اللجنة التحضيرية في ندوة قناة الفرات الفضائية حول مهرجان المربد صباح يوم الثلاثاء وكان قد اشرف على سفر الوفود وحضر الى مكتب قناة الفرات بالبصرة للمشاركة في الندوة تلك.كما أعلن الاتحاد العام أيضا عن ان المحاور النقدية- البحثية ستكون في الساعة السادسة مساءً في بهو فندق المربد ولا ثمة جلسات شعرية مسائية حُكما وخص الشاعر كاظم الحجاج باليوم الأول والشاعر حسب الشيخ جعفر باليوم الثاني والراحل مهدي عيسى الصقر باليوم الثالث وهذا ما لم يحصل.. مما وضع الباحثين وانا منهم في حرج شديد اذ تم تحويل البحوث الى شهادات والمحاور النقدية الى احتفاءات وشتان ما بين الاثنين من ناحية المكان والمواضيع وطرق التناول و الجمهور الذي لم يكن مهيئأ للاستماع الى البحوث بصفته النوعية والكمية وما حصل في محور الراحل الصقر لا يليق به قطعا وكان الأجدر أن يخصص له مهرجان كامل وحلقات دراسية بحثية.. ولا نغفل هنا أهمية اختيار القاص الرائد أستاذنا الفاضل محمود عبد الوهاب رئيسا فخريا للمهرجان بأقتراح السيد وزير الثقافة اعترافا بتاريخه ومنجزه الثقافي وسيرته الناصعة وحضوره الإنساني اللامع في سفر الثقافة الوطنية العراقية- التنويرية و مسيرته وتوجهاته الاجتماعية التي بقي أمينا لها ولم يهادن فيها رغم العسف والظلم والحصار الروحي الذي عاشه في الحقب المختلفة وذلك من حسنات المهرجان وبداية تقليد يجب التمسك به على ان يرافقه طبع للأعمال الإبداعية لرئيس المهرجان الفخري او مختارات من أعماله أو احدث منجزاته الأبداعية وتوزيعها بسعر رمزي على الجمهور وقيام المحتفى به بتوقيعها للجمهور وهو أرقى أنواع الاحتفاءات والتقاليد الحضارية التي يجب ان تترسخ مستقبلا.. وكان تزامن توزيع ملحق جريدة "الصباح- ادب وثقافة" والخاص باستاذنا محمود عبد الوهاب مجانا وبكميات كبيرة على الجمهور طيلة ايام المهرجان بادرة طيبة رائعة.
لقد شهد المربد الرابع اختفاء الجانب النقدي والبحثي وهمّش في المهرجان تماما ورافقه غياب لأسماء معروفة في هذا الشأن المهم والحيوي كما رافق المهرجان ضعف المتابعة الإعلامية قبله وخلاله وبعده وتم تغليب الجانب الكمي في القراءات الشعرية بعيدا عن النوع وتم استخدام حتى الوساطات ((يا لبؤس شاعر مدعو... يتوسط كي يقرأ شعره))!!.. ولوحظ ان عدد الشعراء في الجلسة الواحدة كان كثيرا جدا وتمتد قراءاتهم الى الساعة الثانية و النصف بعد الظهر الحزيراني البصري اللاهب واغلبهم في واد والجمهور في واد آخر وذهبت نداءات عرفاء الحفل على التمسك" بـاختصار القصائد" أدراج الرياح التي ستبعثر اغلب قصائد المربد الرابع.. فما الذي يدفع او دفع لذلك؟ وما الضير لو تم الاكتفاء نوعيا بعدد محدد من القصائد والشعراء..وأتساءل هل مهرجانات الشعر في العالم هكذا..؟ ام ننفرد نحن بذلك فقط..!؟ ورافق القراءات والكلمات فوضى تقديم الخدمات في القاعة ولم يتم التمسك بالخدمة الفقيرة اثناء الاستراحة مما دفع الشعراء للتنبيه واحتج احدهم عندما غادر المنصة دون ان تبادر اللجنة الثقافية المتواجدة في القاعة او عريف الحفل على احترام موقفه ودعوته ثانية للمنصة مع الاعتذار العلني له.. ولم يتم المحافظة على التوقيتات الزمنية التي أعلنت في فولدر المهرجان.. واجزم ان جلسة واحدة لم تعقد ضمن الموعد المثبت او المقرر لها رسميا وخاصة الجلسة الأخيرة التي شرفنا بها الحاضرون في الساعة السابعة وعشر دقائق وموعدها هو الساعة السادسة.. وبدأت فعليا في الساعة السابعة والنصف تماما.. وانتهت بعد الحادية عشر ليلا وشهدت مغادرة الجمهور للقاعة ..ان النشاط الثقافي هو مظهر حضاري والقائمون عليه مرتبطون بالحضارة والتحضر والتنظيم وان أهم علاماتها هو احترام الزمن ومن يحضر من الجمهور على وفق التوقيت المعلن .. فمن اجبر المسؤولين عن مهرجان المربد الرابع بوضع توقيتات زمنية لا يجري احترامها من قبلهم بالذات..!؟. لقد وضح تماما عدم ملائمة الطقس في مدينة البصرة لأيام المهرجان وكان يجب ان يقام إما في شهري آذار او تشرين الثاني.. كما افتقد التقليد الثابت في إصدار مجلة اتحاد أدباء البصرة "فنارات"و كتاب "فنارات" بالتزامن مع أيام المهرجان واخص اعزائي اعضاء الهيئة الادارية في البصرة بأنها كسابقاتها أهملت دعوة شاعر بصري مهم طوحت به ايام العسف الصدامي منذ اكثر من ربع قرن خارج بصرته التي بقي يوشح كتاباته وقصائده بها واصدر اكثر من سبع مجموعات شعرية وكتب كتابا عن البصرة بصفتها "جنة البستان" الا وهو الشاعر" مهدي محمد علي" الذي اختار حلب للعيش فيها قريبا من العراق وبصرته!!. ولوحظ قلة المطبوع من جريدة المهرجان ربما ضغطا للنفقات وعدم صدورها في الوقت المناسب.. وعلى صعيد الخدمات والسكن الفندقي فقد تكررت الشكاوى من قبل المدعوين الذين قسموا الى فئتين من ناحية السكن..!! وما يتبع ذلك من تمييز.. وبهذه الأمور التنظيمية المرتبكة لم يتم الاستفادة من تجارب المهرجانات السابقة خاصة في كثرة عدد أسماء أعضاء اللجان ومشاركة العديد منهم في أكثر من لجنة واخص بعض اعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد في البصرة.. فمثلا كيف يمكن الجمع بين عضوية اللجنة التحضيرية وعرافة الحفل والقراءة الشعرية والاشراف الاداري-الثقافي على الفعاليات في القاعة وإدارة تحرير جريدة المهرجان في آن واحد !؟.
يأتي المربد الرابع في حاضر معقد نعيشه ونحاول بإخلاص تجاوزه.. والمساهمة المخلصة في تنوع المشهد الثقافي- الاجتماعي العراقي من خلال استشراف الآراء والرؤى المتعددة وحرية الدخول معها في جدل وتواصل بناّء ،شفاف ،بعيدا عن احتكار الحقيقة وارتهانها لصالح فئة او جهة مهما كان حجمها او موروثاتها بسبب المكونات الثقافية المتعددة للمجتمع العراقي تاريخيا وذلك جزء من مهمتنا جميعا من اجل عراق قادم دون ثقافة الخوف والاستبداد وفرض للتصورات..عراق- يتجدد عبر حراكه الاجتماعي الوطني- الثقافي والمربد في المقدمة - منسلخا من رماد الماضي وجراحاته الغائرة العصية على الالتئام، وحاضره الدامي الذي يثير الأسى.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة ورسالته غير المشفرة
- -قاسم عبد الأمير عجام--:.. بعيدا عن الرثاء
- العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي 2-2
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي1 -2
- الجماليات المسرحية.. بين التاريخ والآركيولوجيا
- الزاوية والمنظور:.. اتهام النقد .. دفاع القص
- المستشارون العراقيون
- ماذا بعد الخطة الامنية الجديدة..؟؟
- الصمت والاهمال..*1-2
- الصمت والاهمال2-2
- الصمت والاهمال*1-2
- توثيقية المكان والاستذكار
- المعضلة العراقية نتائج..توقعات
- جليل القيسي ايتسع..(زورق واحد)..؟
- رواية (عندما خرجت من الحلم) ..اراء واصداء
- المخرج السينمائي كاظم الصبر..: ماعرفته السينما العراقية من ا ...
- مقهى هاتف الملغى..سنوات لاتنسى
- الشاعرة العراقية ليلى لعيبي في..: ليل ومحطات وسفر
- عالم -غائب طعمة فرمان- الروائي


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - ملاحظات لابد منها حول.. مهرجان المربد الرابع