أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - أمريكا وخيارها بين التفاوض مع المقاومة أو تفاهمها مع ايران















المزيد.....

أمريكا وخيارها بين التفاوض مع المقاومة أو تفاهمها مع ايران


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دردشة على فنجان قهوة
United States choose between resistance and Iran

لقد دبّ عدم الارتياح عند الساسة العراقيين للغزل الأمريكي الحاصل مع ايران ، فالكثير من رجال المهتمين بالعراق يرون أن بدء المفاوضات بين أمريكا وايران ما هو الا تدخل سافر في أحداث العراق الداخلية ، اذ من المعروف أن النفوذين الأمريكي والايراني يلعبان دوراً كبيراً في سير الأحداث على الساحة السياسية ومتابعة المستجدات على أرض العراق ، وهذا ليس بالأمر الغير معروف أو منظور من قبل كافة القوى العاملة على الساحة السياسية حتى أن هذه الملاحظات تناقلتها الصحف الأجنبية ومنها البريطانية ، يوم أخذت بانتقاد ايران على نفوذها الواسع والواضح في البصرة وخاصة الجنوب ، وطالبت القيادة البريطانية رسمياً بالحد من هذا التدخل والنفوذ في العراق من قبل ايران ، إذ ليس لأي انسان ذو بصر وبصيرة لا يلاحظ هذه الحالة من النفوذ القوي الذي اكتسبته ايران عن طريق اللعبة الطائفية التي اصبحت واضحة للعيان ، ثم أن ليس هناك أيضاً من لا يعلم أن أي قرار في العراق الآن لا يتم الا بموافقة الاحتلال ، فاذا كان للعراق علم فهو بعيد عن سارية رفرفته في الهواء بالمعنى الوطني القانوني ، واذا كتب له دستور فلا يستطيع أحد أن يقنع أن هذا الدستور يحقق طموحات العراق بكل فئاته ومختلف طوائفه ، واذا كان هناك مجلس أمة جاء بانتخابات تمت تحت الاحتلال ، ليس من المعقول أن لا يعلم أبسط عراقي ان لم يكن هذا الوصول بالشكل الذي يمثل إرادة الناخب العراقي الحر ، اذاً علم ودستور ومجلس أمة والكل بعيد عن المعنى الصحيح ، إن هذا كان وتوالى من ربيع 2003 .
يشم من هذا القرار رائحة أن الادارة الأمريكية تريد أن تستعمل العراق ورقة سياسية ضد ايران ، وتريد ايران أن تستفاد من هذه الورقة لتمشية أمور مفاعلها النووي لتصبح الدولة الثانية المالكة لهذه القوة بعد اسرائيل في الشرق الأوسط ، إن هذا يدور رغم الصخب العالي الرخيص على أنغام موسيقى بطش الاحتلال ، وهدير مجنزراته والاصرار من بعضهم على خلط الأوراق وإسهام الطائفية وصولاً الى اعتبار ان كل طلقة أو اعتراض على وجود الاحتلال يجب أن يدخل في تفسير الارهاب والاعتقاد السائد ان هذا الارهاب الحقيقي الذي أتى بعد فتح الحدود شرقاً وغرباً عملت من أجله وهيأت أرضية واسعة للارهابيين ، وقد فرش هذا الارهاب دماء آلاف العراقيين من مختلف الطوائف ، فان أمريكا الى الآن لم تستطع جمع أكثر من رأيها تعريفاً للارهاب ، فالارهاب برأيها هو كل من يقاوم المصلحة الأمريكية في أي بقعة من العالم ، وسيبقى هذا المفهوم حتى ولو ملأت أمريكا سجونها بارصاد الناس الذين يؤمنون بالمقاومة الوطنية ويطلبون جلاء الاحتلال ، هنا في أبو غريب سجنوا باسم الارهاب وهناك في غوانتانناموا سجن الافغانيين باسم الارهاب ، هذه سجون وغيرها الكثير الكثير حتى أن بعضها أصبح سرياً في مراكز متعددة من أوربا ، وقد يقول المرء كيف نستطيع أن نلوم المحتل الأمريكي لما يتخذه من اجراءات تضمن مصالحه النفطية وهو يملك القوة الكافية والقدرة على شرعنة خطواته ، والكل يعلم أن الشعب الأمريكي بدأ تاريخه بابادة السكان الأصليين لأمريكا ، ولكن كيف تستطيع أن ترفع حقدها عن أولئك العراقيين الذين استعدوا الهجمة المشابهة لهجمة هولاكو على بلادهم وضربها تدميراً بالكامل بحجج ليس فيها شيء صحيح سوى استلام هؤلاء للحكم والسلطة ليصبحوا أثرياء وهؤلاء المستعدون معروفين للناس كافة بالاسم والعائلة ، نحن على قناعة أن ليس هناك منطق يعطي لأي فئة أو حزب أو حتى دولة أن تسير خلاف الواقع الصحيح والمنطق المقبول كمن يسبح ضد التيار في نهر جارف قوي التيار مهما كانت تملك من قوة ومهما توغلت في القسوة والبطش ، وبرأيي إن الذي يحاول أن يقسر المقاومة الوطنية التي اعترف بها وتعترف كافة الشعوب التواقة للحرية وصاغت قوانين تحمي هذه المقاومة الوطنية من بطش الغاصب المحتل المفترس ، إذ إن كل الشعوب تملك حقاً أساسياً وطنياً هو مقاومة الاحتلال ، إن الحرية برأيي طموح الناس الشرفاء في العالم ، وأنه محاولة كالطير المغرد على شجرة مزهرة وتريد أمريكا أن تبدل ذلك الطير المغرد بغراب ناعق ، وتخلط بين المقاومة الوطنية وبين الارهاب .
لقد نجحت أمريكا بشكل كبير في استغلال حادثة قصف المركز التجاري في الحادي عشر من أيلول سنة 2001 ، وبرأيي أن كل ضحية أمريكية ذهبت بهذا القصف ذهب مقابلها بضع آلاف من العراقيين ومن الشعوب الخرى التي أتهمت بالارهاب ، وأن اختيار البنتاغون لموقع القصف ( المركز التجاري ) أن يحقق صموحه الاسترتيجي ويشبع حاجاته النفطية والاستراتيجية حسب خطة مرسومة ابتدأ بها من أفغانستان لضمان النفط في تلك المنطقة ، ثم عرج على العراق ، والآن يفكر بايران ، وجميع هذه الدول تطوف على بحر من النفط ومن البديهيات المسلم بها أن ليس هناك في العالم شعب استكان للظلم ورضي على بقاء الاحتلال ، قد يغفو شعب على كارثة تلم به ولكن هذه الاغفاءة لا يمكن أن تتحول الى استتلام أو موت ، هناك دوماً أمل لصحوة وطنية ، والشعوب في العالم كثيرة كمثال هذا الواقع .. فيتنام .. أيرلندا .. الهند .. والعراق اليوم، وليس هناك مقاومة في العالم الا وبدأت بالقليل من الظلم وبقلة من الناس ، وتزداد كلما ازداد الظالم ظلماً والمستعمر بطشاً ، وتكالب عليه الخونة والعملاء ، يحاولون ربطه بحلقات من البؤس والارهاب والخوف من الغد ، وهم دائماً يحاولون خلط الأوراق تارة باسم متمردين يطلقون على من يقاوم وتراة باسم الارهاب وأخرى باسم الطائفية ، وكلها اسماء غير واقعية ، والاسم الواقعي الوحيد هو أن هذا الشعب أو ذاك يرفض الاحتلال رغم استمرار خالطي الأوراق رامي الافتراءات على أولئك الذين يغارون على بلدهم ، ونجد أن رغم تواجد 130 ألف جندي و60 ألف آخرين من المرتزقة يساعدهم أكثر من 200 ألف عسكري عراقي دفعتهم الحاجة والعوز الى ارتداء هذا الزي العسكري مع كل هذه الاعداد الرهيبة نجد أن المقاومة تزداد وتزداد قوتها أكثر مضاءة وتأثيرها أكثر عمقاً وبعداً ، واساليبها تتنوع وتتقدم حتى أصبحت قوة تجبر هذه القوى السوداء مجتمعة للرضوخ الى مطالبها وأولها إنهاء الاحتلال وطلب الجلاء وتحقيق السيادة الوطنية ، نحن الآن على ابواب السنة الرابعة ولم يفتح أي شباك من شبابيك الحرية أو يتحقق أي من الشعارات الوطنية التي يجمع عليها الناس ، فالاستعمار عجز عن :
أولاً: تبرير وجوده في العراق مهما زوقوا هذه الكلمة وأعطوها ألوان وشفافية .
ثانياً: عجزوا عن دفع العراق الى حرب أهلية رغم كل الجهود والمبالغ التي صرفت بالمليارات ووجود مئات الآلاف من المرتزقة من عراقيين أو أجانب يحاولون اشعال الفتنة .
ثالثاً: عجزوا عن حماية اللصوص من الاستمرار في السرقة والرشوة ، ولسوف يحيلهم الشعب الى ساحات القضاء والمحاكمة .
رابعاً: عجز ويعجزون عن قمع هذه المقاومة الوطنية ، سواء أكانت مقاومة وطنية مسلحة أو غير مسلحة .
إنهم يدورون في دوامة ، بل ودوامات لا قرار لها ولا نهاية ، دوامة تشكيل الحكومة ، ودوامة الصراع الطائفي ، ودوامة السرقة والرشوة ، وعشرات الدوامات دوختهم وستطول فترة هذا التخبط فيما يفعلون بالعراق .
برأيي إن المقاومة ستبقى مشتعلة مهما عملت قوات التحالف والاحتلال ومهما طال أمد الاحتلال ، فإن هناك شعلة تكبر بمرور الأيام . إن جموع الشعب العراقي هي القادرة على تحمل كل الصعاب وسوف تطاول الزمن والاحتلال ، وتبقى هي المنتصرة .
إن الشعب العراقي سيبقى ينظر الى الوجود الامريكي أنه وجود أذي وضرر على الشعب العراقي وأن أي تفاهم أو تقاسم نفوذ بين المحتل المتواجد وبين الغير المتربص على الحدود شرقاً أو غرباً ما هو الا اللعب بالنار ، إذ أن لو اشتعلت الحرب الأهلية في العراق فإنها ستشتعل في المنطقة كلها .
على الأمريكان أن يفكروا مرتين قبل بيع العراق أو التفاهم عليه أو على مصالحه ، فللأمريكان خيارات يستطيعون بها أن يحافظوا على ماء وجوههم لو تركوا العراق وشأنه ومن هذه الخيارات:
أولا: خيار تفعيل الديمقراطية الصحيحة مع اجراء انتخابات يستطيع الناخب أن يعبر عن رأيه بحرية كاملة وبدون أي تأثير .
ثانياً: يستطيعون قمع الطائفية والعمل على قطع دابرها بتشريع يحرم الترويج واستعمال هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة التي لم يعرفها العراق من قبل لفرادة نسيجها الاجتماعي ويحتاج هذا أيضاً الى قضاء عادل .
ثالثاً: البدء الفوري في اعادة بناء البنية التحتية المدمرة واعطاء مجالاً واسعاً لفرص العمل حتى يستطيع العراقيون أن يشعروا أن بلدهم يعمر ، وأنهم يستطيعون أن يعيشوا بكرامة ، لا أن يضطروا لبيع حياتهم لقاء حفنة من الدولارات لانضمامهم الى فرق وعساكر مسلحة يعودون الى قيادة الاحتلال وتنفيذ مصالحه .
رابعاً: غربلة القوانين التي أتى بها الحاكم الأمريكي بول بريمر وابقاء ما هو صالح للعراق والغاء ما هو ضد مصالحه .
أتمنى على الله أن يشعر الأمريكان ويخلصوا في شعاراتهم التي أتوا بموجبها الى العراق . أتمنى على الله أيضاً أن يقدر هؤلاء أن مصالحهم النفطية وغير النفطية لا يمكن تحقيقها بقوة السلاح ، وإنما بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تراعي مصلحة العراقيين.
إن هذا الغد ليس ببعيد ..
إن هذا الغد أقرب بكثير بعين الشعب وتفكيره ..
إن هذا الغد مصمم على تحقيقه شعب كريم كالشعب العراقي ..
إن هذا الغد سبق وأن حققه جنوب العراق بعشائر الديوانية ومواقف مدينة النجف الأشرف في الثلاثينات أيام الاستعمار البريطاني ، هذا هو تاريخ العراق السابق وأن تاريخ العراق المقبل سيكون أكثر لمعاناً وبياضاً ، وستفتخر الأجيال التي ستأتي بعدنا بالروح العراقية الوطنية ، كما نحن نفتخر الآن بأبطال معركة ( الرارنجية ) ودعوة الخالصي والسادة العلماء الأجلاء في فتاويهم السابقة .


المستشار القانوني
خالدعيسى طه رئيس منظمة محامين بلا حدود








#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب العراق.. لا يرضى باقل من الجلاء..
- أللعراق مصلحة في الغاء عقوبة الاعدام
- طريق النضال طويل ام ان شعبنا كسير الجناح
- نحن نحرص على المصالحة الوطنية متى ؟؟ ولماذا ؟؟
- كفاح الشعوب لا ينتهي ...شعب العراق مثالاً ..
- كي لاتنزلق في ...الفوضى
- جيل الاعتداء لازال يعتبر الاعتداء التركي ..هو اعتداء على الع ...
- التنظيم العمالي النقابي أحد ركائز الديمقراطية
- الولاء ليس للمذهب .. بل للجيب والمصلحة الذاتية
- في التأخير آفات وآفات
- هل يستطيع علاوى انقاذ العراق
- مصلحة للشعب العراقي بعد هذه الكوارث
- تغيب النقابات المهنية .. وابعادها عن دورها الريادي .. خطراً ...
- على هامش اجتماع الايرانيين والامريكان على مستوى السفراء وبحض ...
- هل البعض يفتري على ايران في سياستها المذهبية
- حوار هاتفي حول الاوضاع الملتهبة في العراق
- حكومتنا والاحتلال وجهان لعملة واحدة
- من يكتب الدستور .........ومن يطبق عليه هذا الدستور ........و ...
- هاجس الخوف يلاحق كل العراقيين
- الكفر بالله قد يغتفر وقتل البريئ لا يغتفر


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - أمريكا وخيارها بين التفاوض مع المقاومة أو تفاهمها مع ايران