أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!














المزيد.....

حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 13:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


سُئِل شاهد عيان هو طبيب فلسطيني يعمل في مستشفى بيت حانون في شمال قطاع غزة عمَّا حدث على مقربة من المستشفى فأجاب قائلا: "الكل يطلق النار على الكل"!

ولكن، كيف تقع جولة من جولات "حرب الكل ضد الكل" في قطاع غزة، والتي خلَّفت، منذ توقيع "اتِّفاق مكة"، وإقسامهم من على مقربة من "البيت الحرام" بكل ما يؤمنون به أن لا اقتتال بعد اليوم، نحو 150 قتيلا، و 900 جريحا معظمهم أصبحوا معاقين؟ الإجابة، التي تَلِد كثيرا من الأسئلة والتساؤلات، نتوصَّل إليها من خلال هذا الغيض من فيض الأمثلة.

لقد تناهى إلى أسماعهم نبأ إصابة شاب، من سكان بلدة بيت حانون، يعمل في "جهاز الاستخبارات العامة"، برصاص "مجهولين". ويدعى الشاب المصاب لؤي المصري. في الحال، اشتبك أفراد من "عائلة" المصري مع عناصر من "القوَّة التنفيذية" التابعة لوزارة الداخلية التي تسيطر عليها "حماس". في هذا الاشتباك، قُتِل أحد أفراد "القوَّة التنفيذية"، ويدعى باسل الكفارنة. ما أن تناهى إلى أسماع "عائلة" الكفارنة نبأ مقتل "ابنهم" حتى وقعت اشتباكات (ليس بالأيدي وإنما بالأسلحة النارية) بين "العائلتين"، أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين آخرين.

وفي جولة من جولات "حرب الكل ضد الكل"، قامت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ "حماس"، بمحاصرة "مستشفى" في بيت حانون. وقام "مسلَّحون" باختطاف أحد عناصر حركة "فتح"، فقتلوه، فأُرْسِل جثة هامدة إلى مستشفى الشفاء. "مسلَّحون" آخرون قاموا بقتل "قائد ميداني" لـ "كتائب القسام"، ثمَّ أحرقوا منزله ومشغل الأخشاب الذي يملك في المخيم.

وفي كل تلك الجولات، أو معظمها، يتَّهِم أحد الطرفين المتصارعين (على "السلطة" على ما يُقال) الآخر بأنَّه هو الذي تسبَّب بـ "الحادث"، فيَدْفَع "المتَّهَم" التهمة عن نفسه، مُتَّهِما "المُتَّهِم" بأنَّه هو الذي تسبب به.

"الحرب"، حتى "حرب الكل ضد الكل" بين الفلسطينيين، وفي قطاع غزَّة "المُحرَّر" على وجه الخصوص، تظلُّ امتدادا للسياسة؛ وليس من سياسة تقود هذه الحرب وتوجِّهها سوى السياسة الإسرائيلية؛ أمَّا مشعلو فتيلها، هنا وهناك وهنالك، والذين يوصفون بـ "المسلَّحين المجهولين الملثَّمين.."، فليسوا سوى نسخة، أو نُسَخا، فلسطينية من "المُسْتَعْرِبين"، الذين زرعتهم، وتزرعهم، إسرائيل (وغيرها) مع "قياداتهم السياسية"، في كل الأجهزة والتنظيمات العسكرية والأمنية الفلسطينية. هؤلاء خُلِقَ لهم من المصالح ما يجعلهم معادين أشد معاداة للشعب الفلسطيني.. لمصالحه، ولقضيته وحقوقه القومية. وهؤلاء هم الذين اغتصبوا "القيادة الفعلية" للفلسطينيين، وحوَّلوا قياداتهم الشرعية من الطرفين إلى ظلال فَقَدت أجسامها.

وإنَّه لَمِنَ الظُلم لـ "الحقيقة" أن تُفسَّر "حرب الكل الفلسطيني ضد الكل الفلسطيني" على أنَّها "صراع على السلطة"، فهي، في المقام الأول، وفي الجوهر والأساس، الجزء السرِّي وغير المُعْلَن من الحرب الإسرائيلية الشاملة على الفلسطينيين، وإنْ أظْهَرَها لنا بعض وقائعها وبواعثها على أنَّها "صراع على السلطة".

وإنَّه لَمِنَ الحرص على الشعب الفلسطيني وقضيته القومية، التي توشك أن تصبح في حال الموت السريري، أن يُدْعى، وأن يُعْمَل، من أجل نزع السلاح من أيدي الفلسطينيين جميعا، فلا يبقى إلا في أيدي أفراد قوَّة صغيرة من الشرطة التي لا أثر للسياسة في عملها.

ليس من موقف "سياسي" من "السلاح في حدِّ ذاته"، فالسلاح إنَّما يستمدُّ معناه من اليد التي تحمله وتستخدمه، ومن العقل السياسي الذي يوجِّه ويقود تلك اليد. وتأسيسا على ذلك أقول ليس من سلاح لدى الفلسطينيين الآن يمكن وصفه بأنَّه "سلاح للمقاومة"؛ لأنَّ "المقاومين" الذين يحملونه ويستخدمونه ما عادوا ينتمون حقَّا إلى "المقاومة".

على أنَّ نزع ذلك السلاح من أيدي المتقاتلين جميعا، ولو حلف بعضهم أغلظ الأيمان بأنَّه مُسَلَّحٌ من أجل فلسطين، يحتاج إلى "قوَّة مسلَّحة" تتولى نزعه، وتنبثق من "اتِّفاق سياسي" بين القيادات الشرعية في الطرفين المتصارعين.

وإلى أن يتحقق ذلك لا بدَّ من تأليف لجنة من الحكماء، لا عمل لها سوى "الجهر بالحقيقة"، فتَكْشِف وتفضح وتسمِّي كل طرف، وكل شخص، تسبَّب بافتعال حادث أمني، وإلا انتهت "حرب الكل ضد الكل" إلى فرض حلٍّ إسرائيلي على الفلسطينيين لا يُسَلِّم به من الفلسطينيين إلا كل من فَقَد آدميته، وليس فلسطينيته فحسب!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!
- -ثقافة التميُّز-.. عندنا!
- أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!
- غزة.. ملثَّمون في حصان طروادة!
- -العودة-.. حقَّاً وحقائق!
- -صبيانية- ليفني في القاهرة!
- رأيٌ في رأي
- انتخابات أم تذكرة سفر إلى الماضي؟!
- -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!