أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد عطشى.. أزمة مياه الشرب!














المزيد.....

بغداد عطشى.. أزمة مياه الشرب!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسح محمد سعيد العرق من جبينه بعد يوم حار قضاه في ملئ القدور والحاويات البلاستيكية بالماء. كلّفته هذه المهمة فترة طويلة بسبب ضعف جريان الماء من حنفية المطبخ. عانت المدينة بحدة لثلاثة أسابيع متتالية من انقطاع التيار الكهربائي، ولتصل إلى 23 ساعة يومياً حالياً، مؤدية إلى أزمة مياه خانقة في العديد من مناطق العاصمة. يعش سعد في ضاحية عيلام. يوجه لومه إلى حكومة الاحتلال في بغداد بشأن هذه الأزمة، قائلاً: أنها لم تفعل ما يكفي للتعامل مع المشكلة.
يُمارس بعض المقيمين سحب المياه من الحنفيات باستخدام مضخات كهربائية يتم تشغيلها بواسطة مولدات خاصة- ممارسة غير قانونية- لكنها طريقة مستخدمة من قبل عائلات عديدة. ومع استمرار نقص عرض الوقود، صار حتى هذا الخيار عاطلاً.
في غياب الطاقة، الوقود والمياه، يخشى سعد من أن الحالة سوف لن تُطاق. "علاوة على التفجيرات والقتل، فإن الصيف الحار القادم لهذا العام سيكمل المأساة التي نعيشها," حسب قوله.
بدأت الأمراض المتفشية أصلاً بالانتشار بشكل ثقيل بين المناطق المكتظة بالسكان، بخاصة أم المعاليف Maalif جنوب بغداد. كما أن الحاجة للمياه دفعت السكان إلى شراءها من الشاحنات التي تصل ضواحي معينة. بينما أقلية غنية يشترون قناني للمياه في ظروف تدهور الوضع الاقتصادي.
يظهر أن بغداد وقعت في مصيدة حلقة مفرغة. العاصمة بحاجة إلى كهرباء ووقود لتشغيل مضخات محطات المياه، لكنها لا تحصل على كمية كافية لأي منهما.
بسبب نقص إمدادات الطاقة، يلجأ الناس بشكل متزايد نحو الوقود لتشغيل المولدات الخاصة، وهذا بدوره يزيد من أزمة نقص الوقود. وفي غياب الكهرباء تتوقف أجهز التبريد وتزداد معاناة الناس مع نقص المياه وتصاعد درجة الحرارة.
ذكر محافظ بغداد بأنه يحاول الآن توفير إمدادات طارئة للطاقة لضمان تشغيل مستمر لمضخات محطات المياه. لكن تنفيذ هذا الأمر منوط بتوفير وزارة النفط كميات كافية من الوقود. حاول الضغط على وزارة النفط من خلال مجلس الوزراء لحل الأزمة، لكن الوزارة تقول أن الحل ليس بيدها.
حسب متحدث باسم وزارة النفط- قاسم جهاد- لم تتمكن الوزارة توفير وقود كافية للمواطنين وللمؤسسات في بغداد بسبب الإجراءات الأمنية المطبقة للحفاظ على الجسور حول بغداد. بينما أكّد عضو لجنة الخدمات والعمل في البرلمان- تيسير المشهداني- حصول تخريب في عدد من الجسور وتعرض بعضها للتدمير الكامل. ويلاحظ أن الإجراءات الأمنية الجديدة تسببت في انتظار صفوف طويلة من شاحنات الوقود قرب الجسور ولساعات طويلة، بغية تفتيشها قبل السماح لها بالعبور.
قال موظف آخر في وزارة النفط- كريم خطاب- تفاقمت مشاكل إمدادات الوقود بعد أن فجّرت عصابات الجريمة الأنبوب الناقل للوقود إلى بغداد بتاريخ 17 مايو/ أيار. "أدى التفجير إلى حرمان العاصمة لكميات كبيرة من الوقود... رفضت كل من وزارتي الدفاع والداخلية توفير حماية لنا لإصلاح الأنبوب," حسب قوله. كما أن نفس الأنبوب تعرض لعدد من أفعال التخريب هذا العام. قُتل خمسة مهندسين في مايو أثناء قيامهم بمهمة الصيانة.
كذلك أشار جهاد إلى أن استخدام المولدات الخاصة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، زاد من الطلب على الوقود، وهكذا تصاعد الضغط على الطاقات المحدودة لمصافي النفط العراقية.
في نفس الوقت أصبح أهل بغداد مجبرين على إيجاد مصادر مياه خاصة بهم. هؤلاء ممن لهم قدرة مالية يحاولون حفر آبار داخل فناء منازلهم، رغم أنه عملية مكلفة مالياً وتؤثر بشدة في مستوى المياه. يكلف حفر البئر بين 300- 500 ألف دينار عراقي (236-393 دولار أمريكي)- مبلغ لا يستطيع توفيره الكثير من العائلات. وتزداد التكلفة بالعلاقة مع عمق البئر للوصول إلى مستوى الماء، علاوة على نوعية التربة.
وحتى في حالة القدرة المالية للعائلة لتوفر لنفسها ترف البئر الخاص، تبقى المياه المستخرجة غير صالحة حتى للغسيل، نظراً لاختلاطها مع مياه المجاري المتسربة نتيجة تآكل الأنابيب ,/ أو احتوائها على كميات كبيرة من الأملاح.
وهكذا أصبحت طريقة ملئ ما متاح من حاويات لدى العائلة بالمياه عند تدفق المياه في الحنفيات عملاً روتينياً يومياً للعائلات البغدادية. وفي مثل هذا الوضع البائس، يقوم بعض المقيمين بفصل أنبوب الماء الرئيس في ضاحيتهم ويربطونه بمضخة كهربائية للحصول على كمية أكبر من المياه، مسببين المنازعات بين العائلات.
يظهر أن هذا الوضع لن يتحسن في أي وقت قريب. فعلى مدى ثلاثة أيام في مايو، قُطعتْ القوة الكهربائية عن العاصمة بصورة كاملة بعد تعرض أبراج pylons الشبكة الكهربائية للهجمات. ذكر عزيز سلطان المتحدث باسم وزارة الكهرباء أن 15 برجاً تعرضت للتخريب، كما أن عدداً من الأبراج التي تم إصلاحها تعرضت لهجمات جديدة. وعموماً يظهر أن أزمة المياه أصبحت مركبة بفعل حقيقة النقص الحاصل في مادة الكلور التي تستخدم في تصفيتها وتنقيتها.
استخدمت عصابات الجريمة مؤخراً الكلور في تفجيراتها بمناطق سكنية وأسواق في البياع- جنوب العاصمة- والتاجي/ شمالها، مما دفعت أجهزة الأمن فرض رقابة شديدة على مصانع الكلور وعلى الشاحنات التي تنقلها من دول الجوار.
يقول شاكر سعيد- أحد مستوردي الكلور لعدد من المؤسسات الحكومية- أُوقفت شاحنته في الحدود بسبب خشية الحراس وقوعها بيد تلك العصابات. "نحن- باعتبارنا رجال أعمال- لا نعرف ماذا نفعل،" شكا سعيد، وأضاف: "إن الحل الوحيد هو ترك العراق!"
مممممممممممممممممممممممممـ
Water Crisis Hits Baghdad, (Basim al- Sharaa), uruknet.info- 8 June 2007.
Basim al-Shara’a is an IWPR reporter in Baghdad.

ترجمة:عبد الوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتال في لبنان.. إعادة تشريد المشردين
- استطلاع الرأي العام الأمريكي: الولايات المتحدة لن تكسب حرب ا ...
- القوات العراقية تطوق عمال النفط المضربين.. رئيس حكومة الاحتل ...
- العراق: الحروب.. غياب الاستقرار.. وتلوث البيئة
- تفاقم أعداد المشردين العراقيين إلى 4.2 مليون.. نمو سريع لمدن ...
- الولايات المتحدة مستمرة ببناء القواعد العسكرية في العراق
- العراقيون يُجمّلون جدران التمييز العنصري
- 800 ألف مسيحي تمتعوا بالحماية في ظلّ النظام العراقي السابق.. ...
- القائد السابق للجيش البريطاني.. لا يمكن كسب الحرب في العراق
- المذبحة السرية في العراق.. الهجمات الجوية للقوات المحتلة قتل ...
- جراحات حرب العراق.. تغوص عميقاً في نفوس الأطفال
- ما صادق عليه الكونغرس حقيقة: تحقيق الهدف الأول للاحتلال- خصخ ...
- بغداد.. مدينة مُهشّمة1
- هل أن الحرب في أفغانستان والعراق بداية نهاية الإمبراطورية ال ...
- لعنة النفط وتمزق العراق
- قانون نفط العراق المُقترح.. في مرحلة انتقال!
- الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!
- العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!
- السفارة الأمريكية في بغداد: مدينة داخل مدينة
- موسوعة الرعب: دولة الإرهاب والولايات المتحدة


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد عطشى.. أزمة مياه الشرب!